- قُلتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ التَّوْبَةِ، قالَ: التَّوْبَةُ هي الفَاضِحَةُ، ما زَالَتْ تَنْزِلُ، ومِنْهُمْ ومِنْهُمْ، حتَّى ظَنُّوا أنَّهَا لَنْ تُبْقِيَ أحَدًا منهمْ إلَّا ذُكِرَ فِيهَا، قالَ: قُلتُ: سُورَةُ الأنْفَالِ، قالَ: نَزَلَتْ في بَدْرٍ، قالَ: قُلتُ: سُورَةُ الحَشْرِ، قالَ: نَزَلَتْ في بَنِي النَّضِيرِ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4882 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ سَعيدُ بنُ جُبَيْرٍ: قُلتُ لابنِ عبَّاسٍ: سُورة التَّوبةِ؟ أي: سَألتُه مُستفهِمًا عن سورةِ التَّوبةِ؟ فَقال لَه ابنُ عَبَّاسٍ: التَّوبةُ هيَ الفاضِحةُ؛ فَقدْ فَضحَتِ المُنافِقينَ، ما زالَتْ تَنزِلُ، أي: تَنزلُ بالآياتِ فتَذكُر مِن صِفاتِهم فتقول: "ومنهم ومنهم"، حتَّى ظنُّوا أنَّها لَنْ تُبقيَ أحدًا منهم إلَّا ذُكِرَ فيها، يَعني مِنَ المُنافقينَ؛ فقدْ أَنزلَ اللهَ صِفاتِ المنافقين في القرآنِ، وفَضَح أمْرَهم، وهذه الأوصافُ ساريةٌ في كلِّ زمانٍ.
قالَ ابنُ جُبيرٍ: قُلتُ، أي: سَألتُه أيضًا عَن: سورَةِ الأنفالِ، فَقالَ ابنُ عبَّاسٍ: نَزلَتْ في بَدرٍ، فَقال ابنُ جُبَيْرٍ: قُلتُ، أي: سَألتُه أيضًا عَن: سورةِ الحَشرِ، قالَ: نَزلَتْ في بَني النَّضيرِ وهُمُ اليَهودُ الَّذينَ أجلاهُمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفي الحديثِ: بيانُ مَنزلةِ ابنِ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما العِلميَّة، وأنَّه كان مرجعًا في السُّنَّةِ وعالِمَا بأسبابِ نُزولِ القرآنِ..