الموسوعة الحديثية


- مثلُ المنافقِ كمثلِ الشاةِ العائرةِ بين الغنمَينِ، تعيرُ في هذهِ مرةً وفي هذه مرةً لا تدري أيَّها تَتبعُ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي | الصفحة أو الرقم : 5052 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه مسلم (2784) مختصراً، والنسائي (5037) واللفظ له

مَثَلُ المُنافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ العائِرَةِ بيْنَ الغَنَمَيْنِ؛ تَعِيرُ إلى هذِه مَرَّةً، وإلَى هذِه مَرَّةً. [وفي رواية]: تَكِرُّ في هذِه مَرَّةً، وفي هذِه مَرَّةً.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2784 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : من أفراد مسلم على البخاري


النِّفاقُ صِفةٌ خَبيثةٌ، وهو إظهارُ خِلافِ ما في النَّفْسِ؛ إذ يُضمِرُ المنافقُ الشَّرَّ أو الكفْرَ، ويُظهِرُ الإيمانَ وفِعلَ الخيرِ، وهو بذلك يُخْفي أمْرَه القلْبيَّ الَّذي يُوجِّهُه في الحقيقةِ، وهو بذلكَ يُمكِنُه أنْ يَفعَلَ في المجتمعِ مِن الشَّرِّ ما لا يَستطيعُ أنْ يَفعَلَه الكافرُ المجاهِرُ بكُفرِه.
وفي هذا الحديثِ يُوضِّحُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَأنَ المُنافِقين وصِفاتِهم؛ حتَّى يَحذَرَهمُ النَّاسُ، فيَضرِبُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَثَلَ للمُنافقِ بالشَّاةِ العائِرَةِ، أيِ: الَّتي تَصِيحُ بصَوتِها، المُتردِّدة بيْنَ قَطيعينِ مِن الغنَمِ لا تَدري في أَيِّهِما تَدخُلُ، وكَذلك المُنافقُ يَكونُ مَتردِّدًا مُتذَبذبًا بيْن المسْلِمين والكافرينَ، فإذا كان مَع المُؤمنينَ أَظهَرَ الإيمانَ، وإذا كانَ مَع الكُفَّارِ كانَ مَعهم ظاهرًا وباطنًا.
ومَعنى «تَكُرُّ في هذِه مَرَّةً، وفي هذِه مَرَّةً»، أي: تَذهُبُ إلى هذه مرَّةً، وإلى الأُخرى مرَّةً؛ تَصويرًا للتَّردُّدِ.
وتَشبيهُ المنافقِ بالشَّاةِ للتَّنفيرِ عن النِّفاقِ، والتَّشبيهُ مُوافقٌ لِقَولِ اللهِ تعالَى: {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ} [النساء: 143]، فَظاهرُهم مع المؤمنينَ وباطنُهم مع الكافرينَ، ومنهم مَن يَعترِيه الشَّكُّ؛ فتارةً يَميلُ إلى هؤلاء، وتارةً يَميلُ إلى هؤلاء، فلا هو قادرٌ على أنْ يَستمِرَّ مع هؤلاء، ولا قادرٌ على أنْ يَستمِرَّ مع هؤلاء؛ لأنَّه مُنافِقٌ.
وهذا الحديثُ يُبَيِّنُ أنَّ المُنافِقَ ليْس له أُسٌّ يَبنِي عليه، ولا عَزيمةٌ يَثْبُتُ فيها، وإِنَّما يَكونُ حيثُ يَجِدُ هَواه ومَنْفَعتَه الدُّنيويَّةَ.