- كيفَ تَقولونَ لِفَرَحِ رجلٍ انْفلَتَتْ مِنْهُ راحِلَتُهُ ، تَجُرُّ زِمامَها بِأرضٍ قَفْرٍ ، ليس بِها طعامٌ ولا شَرابٌ ، وعليْها لهُ طعامٌ وشرابٌ ، فطَلَبَها فلَمْ يَجِدْها حتى شَقَّ عليه ، ثُمَّ مَرَّتْ بِجِذْلِ شَجرةٍ فتَعلَّقَ زِمامُها فوجَدَها مُتعلِّقةً به ؟ أمَا واللهِ ، لَلَّهُ أشَدُّ فرَحًا بِتوبَةِ عبدِهِ من الرجلِ بِراحلَتِهِ
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 4595 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه مسلم (2746) باختلاف يسير.
وفي هذا الحديثِ يُعلِّمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَصحابَه ذلِك على طريقةِ السُّؤالِ والجواب؛ فيقولُ: كَيفَ تَقولونَ بفَرَحِ رَجلٍ انْفَلَتَتْ مِنه راحلَتُه، أي: فُكَّ رِباطُ ناقتِه، فذَهبَت تَجُرُّ زِمامَها، أي: مِقوَدَها وَهُو ما تُقادُ به البَعيرُ، بأَرضٍ قَفرٍ، قَد فَسَّرها بقَولِه: ليس بِها طَعامٌ ولا شرابٌ، وعلى هَذه الرَّاحلةِ طَعامُه وشَرابُه، فطَلَبَها، أي: بَحثَ عَنها فلَمْ يَعثُرْ عليها حتَّى شَقَّ عليه كَثرةُ البَحثِ عَنها وأَجهدَه ذلك؛ خاصَّةً أنَّه لا طَعامَ مَعه ولا شَرابَ يَتقوَّى به على البَحثِ عَنها، ثُمَّ مَرَّت راحلَتُه بجِذْلِ شَجرةٍ، أي: أَصلِها القائِمِ، فتَعلَّقَ زِمامُها بِهذا الجِذْلِ، فَوجدَها صاحِبُها وَهِيَ مُتعلِّقةٌ به، كيفَ تقولونَ في هَذا؟ قالوا: شَديدًا، أي: يَفرَحُ فَرحًا شديدًا، يا رَسولَ اللهِ! فَقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أَمَا واللهِ، لَلهُّ أشدُّ فَرحًا بتَوبةِ عَبدِه مِن الرَّجلِ براحلَتِه.
وفي الحديثِ: فَضلُ التَّوبَةِ وأنَّ اللهَ يَرضاها منَ العَبدِ ويُحِبُّها ويَفرحُ لها.
وفيه: سَعةُ رَحمةِ اللهِ تَعالى.
وفيه: إِثباتُ صِفةِ الفَرحِ للهِ عزَّ وجلَّ على ما يَليقُ به.