- مَرَّ بنا في مَسْجِدِ بَنِي رِفاعَةَ، فَسَمِعْتُهُ يقولُ: كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا مَرَّ بجَنَباتِ أُمِّ سُلَيْمٍ دَخَلَ عليها فَسَلَّمَ عليها، ثُمَّ قالَ: كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَرُوسًا بزَيْنَبَ، فقالَتْ لي أُمُّ سُلَيْمٍ: لو أهْدَيْنا لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هَدِيَّةً، فَقُلتُ لَها: افْعَلِي، فَعَمَدَتِ الى تَمْرٍ وسَمْنٍ وأَقِطٍ، فاتَّخَذَتْ حَيْسَةً في بُرْمَةٍ، فأرْسَلَتْ بها مَعِي إلَيْهِ، فانْطَلَقْتُ بها إلَيْهِ، فقالَ لِي: ضَعْها ثُمَّ أمَرَنِي فقالَ: ادْعُ لي رِجالًا - سَمَّاهُمْ - وادْعُ لي مَن لَقِيتَ قالَ: فَفَعَلْتُ الذي أمَرَنِي، فَرَجَعْتُ فإذا البَيْتُ غاصٌّ بأَهْلِهِ، فَرَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وضَعَ يَدَيْهِ علَى تِلكَ الحَيْسَةِ وتَكَلَّمَ بها ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ جَعَلَ يَدْعُو عَشَرَةً عَشَرَةً يَأْكُلُونَ منه، ويقولُ لهمْ: اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، ولْيَأْكُلْ كُلُّ رَجُلٍ ممَّا يَلِيهِ قالَ: حتَّى تَصَدَّعُوا كُلُّهُمْ عَنْها، فَخَرَجَ منهمْ مَن خَرَجَ، وبَقِيَ نَفَرٌ يَتَحَدَّثُونَ، قالَ: وجَعَلْتُ أغْتَمُّ، ثُمَّ خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَحْوَ الحُجُراتِ وخَرَجْتُ في إثْرِهِ، فَقُلتُ: إنَّهُمْ قدْ ذَهَبُوا، فَرَجَعَ فَدَخَلَ البَيْتَ، وأَرْخَى السِّتْرَ وإنِّي لَفِي الحُجْرَةِ، وهو يقولُ: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبيِّ، إلَّا أنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى طَعامٍ غيرَ ناظِرِينَ إناهُ، ولَكِنْ إذا دُعِيتُمْ فادْخُلُوا، فإذا طَعِمْتُمْ فانْتَشِرُوا ولا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ، إنَّ ذَلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النبيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ، واللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ} [الأحزاب: 53] قالَ أبو عُثْمانَ: قالَ أنَسٌ: إنَّه خَدَمَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ.
الراوي :
أنس بن مالك | المحدث :
البخاري
|
المصدر :
صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5163 | خلاصة حكم المحدث : [معلق]
- مَرَّ بنا في مَسْجِدِ بَنِي رِفاعَةَ، فَسَمِعْتُهُ يقولُ: كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا مَرَّ بجَنَباتِ أُمِّ سُلَيْمٍ دَخَلَ عليها فَسَلَّمَ عليها، ثُمَّ قالَ: كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَرُوسًا بزَيْنَبَ، فقالَتْ لي أُمُّ سُلَيْمٍ: لو أهْدَيْنا لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هَدِيَّةً، فَقُلتُ لَها: افْعَلِي، فَعَمَدَتِ الى تَمْرٍ وسَمْنٍ وأَقِطٍ، فاتَّخَذَتْ حَيْسَةً في بُرْمَةٍ، فأرْسَلَتْ بها مَعِي إلَيْهِ، فانْطَلَقْتُ بها إلَيْهِ، فقالَ لِي: ضَعْها ثُمَّ أمَرَنِي فقالَ: ادْعُ لي رِجالًا - سَمَّاهُمْ - وادْعُ لي مَن لَقِيتَ قالَ: فَفَعَلْتُ الذي أمَرَنِي، فَرَجَعْتُ فإذا البَيْتُ غاصٌّ بأَهْلِهِ، فَرَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وضَعَ يَدَيْهِ علَى تِلكَ الحَيْسَةِ وتَكَلَّمَ بها ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ جَعَلَ يَدْعُو عَشَرَةً عَشَرَةً يَأْكُلُونَ منه، ويقولُ لهمْ: اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، ولْيَأْكُلْ كُلُّ رَجُلٍ ممَّا يَلِيهِ قالَ: حتَّى تَصَدَّعُوا كُلُّهُمْ عَنْها، فَخَرَجَ منهمْ مَن خَرَجَ، وبَقِيَ نَفَرٌ يَتَحَدَّثُونَ، قالَ: وجَعَلْتُ أغْتَمُّ، ثُمَّ خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَحْوَ الحُجُراتِ وخَرَجْتُ في إثْرِهِ، فَقُلتُ: إنَّهُمْ قدْ ذَهَبُوا، فَرَجَعَ فَدَخَلَ البَيْتَ، وأَرْخَى السِّتْرَ وإنِّي لَفِي الحُجْرَةِ، وهو يقولُ: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبيِّ، إلَّا أنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى طَعامٍ غيرَ ناظِرِينَ إناهُ، ولَكِنْ إذا دُعِيتُمْ فادْخُلُوا، فإذا طَعِمْتُمْ فانْتَشِرُوا ولا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ، إنَّ ذَلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النبيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ، واللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ} [الأحزاب: 53] قالَ أبو عُثْمانَ: قالَ أنَسٌ: إنَّه خَدَمَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ..
الراوي: أنس بن مالك | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5163
خلاصة حكم المحدث: [معلق]
يَحكي أَنَسُ بنُ مالِك رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم إذا مَرَّ بِجَنَباتِ أُمِّي أُمِّ سُلَيْمٍ، أي: ناحِيتَها دَخَل عَلَيها فسلَّم علَيها. وكانَ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عَروسًا بِزَينبَ بنتِ جَحْشٍ الأَسَدِيَّةِ، فقالَت لي أُمِّي: لَو أهدَينا لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم هديَّةً فقلتُ لها: افعَلي ذلِكَ، فعَمَدَت إلى تَمرٍ وسَمنٍ وأقِطٍ، فاتَّخَذَت "حَيْسةً"، وهو تَمرٌ يُخْلَطُ بِسَمنٍ وأقِطٍ في "بُرْمَةٍ"، أي: في قِدْر من حَجَر فأخَذَتها إلَيه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فانْطَلَقَت بها إلَيه، فقالَ لي: ضَعْها، ثُمَّ أمَرَني فقالَ: ادعُ لي رجالًا سمَّاهم وادعُ لي مَن لَقيتَ. ففعَلْتُ الَّذي أمَرَني به، فرَجَعْت، فإذا البَيتُ "غَاصٌّ" أي: مَمتلِئ بأهلِه، فرأَيَت النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وَضَعَ يدَيه على تِلكَ الحَيْسةِ وتكلَّم بها ما شاءَ اللهُ أن يَتَكَلَّمَ، ثُمَّ جَعَل يَدعو عَشَرَةً عَشَرَةً مِن القَومِ الَّذين اجتَمَعوا يَأكُلون منه، ويَقولُ لهُم: اذكُروا اسمَ اللهِ، وليأكُلْ كلُّ رَجُل ممَّا يَليه. حتَّى "تصدَّعوا"، أي: تَفرَّقوا كلُّهم عن الحَيْسةِ، فخَرَج منهم مَن خَرَجَ وبَقِيَ نَفَرٌ ثَلاثةُ رِجالٍ يَتحدَّثون في الحُجرةِ. وجَعلتُ "أغتَمُّ"، أي: أحزَنُ مِن عَدَمِ خُروجِهم، ثُمَّ خَرَجَ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم نَحو الحُجُراتِ، سَكَنِ أُمَّهات المُؤمنينَ، وخَرَجتُ في أَثَرِه، فقلتُ له: إنَّهم قد ذَهَبوا فرَجَع صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فدَخَلَ البَيتَ وأرْخَى السِّترَ وإنِّي لَفي الحُجرةِ وهو يقولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} [الأحزاب: 53]، أي: إلَّا مَصحوبينَ بالإِذْن ولا تَرقُبوا الطَّعامَ إذا طُبِخَ حتَّى إذا قاربَ الاستِواءَ تَعرَّضتُم للدُّخولِ وبَعدَها تَفرَّقوا واخْرُجوا مِن مَنزِله ولا تَنتَظِروا للحديثِ؛ لأنَّ في ذلك تَضييقَ المَنزِل عليه وعلى أهلِه، والنَّبيُّ يَستَحيي منكم أن يُخرِجَكم ولكنَّ اللهَ لا يَستَحيي من الحقِّ أن يُعلِمَكم ويُبَيِّن لكم آدابَ دينِكم. وقد خَدَمَ أَنَسٌ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عَشْرَ سِنينَ.
في الحديثِ: بَيانُ هديَّةِ العَروسِ.
وفيه: اتِّخاذُ الوَليمةِ في العُرسِ.
وفيه: دُعاءُ النَّاسِ إلى الوَليمةِ بِغيرِ تَسميةٍ ولا تَكلُّفٍ.
وفيه: مُعجِزة عُظمى دُعي الجَمعُ الكَثيرُ إلى شَيءٍ قَليلٍ.
وفيه: لُطفُه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وحَياؤُه الغَزيرُ.
وفيه: الصَّبرُ على أذى الصَّديقِ.
وفيه: التَّسميةُ على الأكْلِ.
وفيه: تُخفيفُ الزِّيارةِ للزَّائرِ ولا سيَّما عَقِبَ الطَّعامِ؛ فإذا طَعِمَ الضَّيفُ انصرَفَ.
وفيه: أنَّ المُسلِمَ لا يَحقِر شَيئًا يُقدِّمه إلى أخيه إذا كانَ مُنتَهى وُسْعِه في وَقتِه ذلِك.
وفيه: أنَّ الضَّيفَ لا يَحقِر شَيئًا يُقدِّمُه إليه أخوه.