- إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خطَب يومًا فذكَر رجلًا مِن أصحابِه [ قُبِض ] فكُفِّن في كفنٍ غيرِ طائلٍ وقُبِر ليلًا فزجَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يُقبَرَ الرَّجلُ بليلٍ أو يُصلَّى عليه إلَّا أنْ يُضطَرَّ إلى ذلك وقال: ( إذا ولِيَ أحدُكم أخاه فليُحسِنْ كفنَه )
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم: 3034 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
ويَذكرُ رَاوي الحديثِ: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم خَطَبَ يومًا، فذَكَرَ رَجلًا مِن أَصحابِه قُبِضَ فكُفِّنَ في كَفنٍ غيرِ طائلٍ"، أي: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم خَطبَ في أَصحابِه ذاتَ يَومٍ فذَكرَ في خُطبتِه أنَّ رَجلًا مِن أَصحابِه ماتَ فكُفِّن في كَفنٍ غيرِ طائلٍ: أي: كُفِّن في كَفَنٍ حقيرٍ غيرِ كاملِ السَّترِ.
"وقُبِرَ ليلًا"، أي: ودُفِنَ هذا الرَّجلُ وأُدخلَ قَبرَه في اللَّيلِ، "فزَجرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم"، أي: فأَنَّبَهم ووَبَّخهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عَلى هذا الفِعلِ وَهوَ "أنْ يُقبرَ الرَّجلُ باللَّيلِ حتَّى يُصلَّى عليهِ إلَّا أنْ يَضطرَّ إِنسانٌ إلى ذلكَ"، أي: وَقَعَ تَأنيبُه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عَلى دَفنِ أيِّ أحدٍ ليلًا، مُعلِّلًا ذلكَ الزَّجرَ بأنَّ الميِّتَ لا يُدفنُ ليلًا وإنَّما يُدفَن نهارًا حتَّى يُصلِّيَ عليهِ ناسٌ كثيرونَ، أَكثرُ مِمَّن يُصلُّون عليهِ ليلًا، "إلَّا أنْ يَضطرَّ إِنسانٌ إلى ذلكَ"، أي: إنَّ الدَّفنَ في اللَّيلِ يَكونُ في حالةِ الضَّرورةِ، ثُمَّ قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "إذا كَفَّن أَحدُكم أَخاه فلْيُحسنْ كَفنَه"، وهوَ إِرشادٌ وَتعليمٌ وأَمرٌ بإحسانِ التَّكفينِ للميِّتِ، وليسَ المُرادُ بإحسانِه السَّرفَ فيهِ والمُغالاةَ ونَفاستَه، وإنَّما المُرادُ نظافتُه ونَقاؤُه وكَثافتُه وسِترُه وتَوسُّطه وكَونُه مِن جنسِ لِباسِه في الحَياةِ غالبًا لا أَفخرَ مِنه وَلا أَحقرَ.
وفي الحديث: الزَّجرُ عنِ الدَّفنِ ليلًا إلَّا في حالةِ الضَّرورةِ.
وفيهِ: أنَّ الأَفضلَ تَكثيرُ النَّاسِ في الصَّلاةِ عَلى الميِّتِ.
وفيه: الأَمرُ بإِحسانِ الكَفنِ مِن غيرِ إِسرافٍ وَلا تَقتيرٍ فيه.