الموسوعة الحديثية


- من عُرضَ عليْهِ طيبٌ فلا يردَّهُ فإنَّهُ طيِّبُ الرِّيحِ خفيفُ المَحمَلِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر | الصفحة أو الرقم : 10/383 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه مسلم من هذا الوجه لكن وقع عنده (ريحان) بدل طيب | التخريج : أخرجه أبو داود (4172) واللفظ له، وأخرجه مسلم (2253) بنحوه

مَن عُرِضَ عليه رَيْحانٌ فلا يَرُدُّهُ، فإنَّه خَفِيفُ المَحْمِلِ طَيِّبُ الرِّيحِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2253 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : من أفراد مسلم على البخاري


بَذلُ الهديَّةِ وقَبولُها بابٌ مِن أبْوابِ الخَيرِ، وسَبَبٌ مِن أسْبابِ التَّحابِّ والتَّرابُطِ بيْنَ النَّاسِ، وقدْ حَثَّ عليها الإسلامُ وبارَكَها، لا سيَّما إنْ كانتِ الهديَّةُ خَفيفةً سَهلةً لا تُكلِّفُ المانحَ ولا الآخِذَ كَثيرَ جَهدٍ وعَناءٍ، وهذا ما يَنطبِقُ على الطِّيبِ عمومًا.
وفي هذا الحديثِ يُرشِدُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أنَّ «مَن عُرِض عليه» فأُعْطِيَ رَيْحَانًا هَديَّةً، وهو كلُّ نَبْتٍ مَشمُومٍ طيِّبِ الرِّيحِ، فلا يَرُدَّ المُعْطيَ ولْيَأْخُذْه منه، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ المرادُ به في هذا الحديثِ الطِّيبَ كلَّه، فعندَ أبي داودَ: «مَن عُرِض عليه طِيبٌ»، وفي صَحيحِ البُخاريِّ: «كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَرُدُّ الطِّيبَ»، ويُعلِّلُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَببَ النَّهيِ عن ردِّ الرَّيحانِ بكَونِه خَفِيفَ الحَمْلِ، ورائحتُه جميلة، فهو هَديَّةٌ قَليلةٌ نافعةٌ، ولا مُؤْنةَ فيها ولا مِنَّةَ؛ لِجرَيانِ عادةِ النَّاسِ بذلكَ ولِسُهولتِه عليهم، ولقِلَّةِ ما يَتناوَلُ منه عندَ العَرْضِ، ولأنَّه ممَّا يَسْتطيبُه الإنسانُ مِن نَفسِه ويَسْتطيبُه مِن غَيرِه، فلا تُرَدُّ مِثلُ هذه الهديَّةُ؛ كيْ لا يَتأذَّى المُعطي بِرَدِّه، فرَدُّها لا وَجْهَ له إلَّا مِن عُذرٍ، والحديثُ فيه إشارةٌ إلى حِفظِ قُلوبِ النَّاسِ بقَبولِ هَداياهُم.
في الحديثِ: بَيانُ فضْلِ الرَّيْحانِ، والتَّرغيبُ في استعمالِ الطِّيبِ.