الموسوعة الحديثية


- سِرْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يطلُبُ المَجديَّ بنَ عمرٍو الجُهنيَّ وكان النَّاضحُ يعتَقِبُه منَّا الخمسةُ والسِّتَّةُ والسَّبعةُ فدنا عقبةُ - رجُلٌ مِن الأنصارِ - على ناضحٍ له فأناخه فركِبه ثمَّ بعَثه فتلدَّن عليه بعضَ التَّلدُّنِ فقال: شَأْ لعَنك اللهُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( مَن هذا اللَّاعنُ بعيرَه ) ؟ قال: أنا يا رسولَ اللهِ قال: ( انزِلْ عنه فلا تصحَبْنا بملعونٍ لا تَدْعوا على أنفسِكم ولا تَدْعوا على أولادِكم ولا تَدْعوا على أموالِكم لا توافِقوا مِن السَّاعةِ فيستجيبَ لكم )
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان | الصفحة أو الرقم : 5742 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه

سِرْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَةِ بَطْنِ بُوَاطٍ، وَهو يَطْلُبُ المَجْدِيَّ بنَ عَمْرٍو الجُهَنِيَّ، وَكانَ النَّاضِحُ يَعْتَقِبُهُ مِنَّا الخَمْسَةُ وَالسِّتَّةُ وَالسَّبْعَةُ، فَدَارَتْ عُقْبَةُ رَجُلٍ مِنَ الأنْصَارِ علَى نَاضِحٍ له، فأنَاخَهُ فَرَكِبَهُ، ثُمَّ بَعَثَهُ فَتَلَدَّنَ عليه بَعْضَ التَّلَدُّنِ، فَقالَ له: شَأْ، لَعَنَكَ اللَّهُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: مَن هذا اللَّاعِنُ بَعِيرَهُ؟ قالَ: أَنَا، يا رَسولَ اللهِ، قالَ: انْزِلْ عنْه، فلا تَصْحَبْنَا بمَلْعُونٍ، لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 3009 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : أخرجه مسلم (3009).


كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُربِّي أصحابَه على مَكارمِ الأخلاقِ، وإحسانِ الكلامِ، وعدَمِ التَّلفُّظِ بما يُكرَهُ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ جابرُ بنُ عَبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّهم خَرَجوا مَع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزوةِ بَطنِ بُواطٍ، وهُو جَبلٌ مِن جِبالِ جُهينَةَ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَج ليُقاتِلَ المجْديَّ بنَ عَمرٍو الجُهَنِيَّ، وهو رئيسُ قَبيلةِ جُهَينةَ، وكانت هذه الغزوةُ في السَّنةِ الثَّانيةِ مِن الهجرةِ قبْلَ غَزوةِ بَدرٍ. وكان «النَّاضحُ» وَهو البَعيرُ الَّذي يُستَقى عَليه، يَتناوَبُ على رُكوبِه الخَمْسةُ والسِّتَّةُ والسَّبعةُ، وهذا بسَببِ قِلَّةِ الدَّوابِّ، فجاء دَورُ رَجُلٍ مِنَ الأَنصارِ ليَركَبَ عَلى ناضحٍ لَه، فأَناخَه فرَكِبَه، ثُمَّ حَثَّه على الوقوفِ والسَّيرِ، «فتَلدَّنَ عليه بَعضَ التَّلدُّنِ»، أي: تَلَكَّأ ولم يَنبعِثْ، فَقال لَه: «شَأْ» وهي كَلمةٌ تُقالُ لزَجرِ البعيرِ، «لَعنَكَ اللهُ»، فسَمِعَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقال: «مَن هَذا اللاعنُ بَعيرَه؟ فَقال الرَّجلُ: أَنا يا رَسولَ اللهِ»، فأَمَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَنزِلَ مِن على بَعيرِه، وَقال لَه: «فَلا تَصحَبْنا بِملعونٍ» الَّذي دَعَوْتَ عليه باللَّعنةِ، ثُمَّ قال: لا تَدْعوا على أَنفُسِكم، وَلا تَدْعوا عَلى أَولادِكم، وَلا تَدْعوا عَلى أَموالِكم، أي: مِن العَبيدِ والإِماءِ، بشَيءٍ منَ الضَّررِ أوِ الهلاكِ، وسَببُ ذلك: حتَّى لا يُصادِفَ الدَّاعي ساعةَ إِجابةٍ ونَيلٍ، فتُستجابُ دَعوتُه السُّوءُ.
وفي الحديثِ: النَّهيُ عن لَعنِ البعيرِ وغيرِه مِن سائرِ الدَّوابِّ، والنَّهيُ عن الدُّعاءِ على النَّفْسِ والأهلِ.