الموسوعة الحديثية


- عن جَريرِ بنِ عبدِ اللهِ البَجَلِيِّ رضِي اللهُ عنه، قال: كنَّا نعُدُّ الاجتماعَ إلى أهلِ الميِّتِ، وصَنْعةَ الطَّعامِ بعد دَفْنِه مِن النِّياحةِ.
الراوي : جرير بن عبدالله | المحدث : ابن كثير | المصدر : إرشاد الفقيه | الصفحة أو الرقم : 241/1 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين

عن جَريرِ بنِ عبدِ اللهِ البَجَليِّ، قال: كنَّا نعُدُّ الاجتِماعَ إلى أهلِ الميِّتِ وصَنيعةَ الطَّعامِ بعدَ دَفنِه مِن النِّياحةِ.
الراوي : قيس بن أبي حازم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 6905 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه ابن ماجه (1612)، وأحمد (6905) واللفظ له


حَثَّ الشَّرعُ الحَكيمُ على المُواساةِ بينَ المُسلِمينَ، حسَبَ ما أمَرَ به الشرعُ دونَ ارْتِكابِ ما نُهِيَ عنه.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ جَريرُ بنُ عبدِ اللهِ البَجَليُّ رضِيَ اللهُ عنه: "كُنَّا نَعُدُّ الاجتِماعَ إلى أهلِ الميِّتِ" في بيتِهم، "وصَنيعةَ الطعامِ بعدَ دَفنِه منَ النِّياحةِ"، أي: صُنْعَ أهلِ الميِّتِ الطعامَ للناسِ المُجتَمِعينَ عندَهم للتعْزيةِ؛ لأنَّ هذا عَكسُ الوارِدِ عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مِثلِ حَديثِ مَوتِ جَعفَرٍ، وطَلَبِه منَ الناسِ أنْ يَصنَعوا لآلِ جَعفَرٍ طَعامًا؛ فالأصْلُ -إذنْ- أنْ يَصنَعَ الناسُ الطعامَ لأهلِ الميِّتِ؛ لأنَّه قدْ أتاهم ما يَشغَلُهم، وأمَّا اجتماعُ الناسِ في بَيتِهم حتى يَتكلَّفوا لأجْلِهمُ الطعامَ فقَلبٌ لذلك المَعنَى. والنِّياحةُ المَنهيُّ عنها في الشَّريعةِ هي: البُكاءُ على الميِّتِ بصَوتٍ ونَدْبٍ وتَعديدٍ مِن أهلِه على فَقْدِهم له، ويَدخُلُ في النِّياحةِ المنهيِّ عنها: كلُّ ما يَتسبَّبُ في استِمرارِ حالةِ الحُزنِ، أو أيُّ كلامٍ يكونُ فيه عدَمُ رضًا أو تسخُّطٌ على قَضاءِ اللهِ وقدَرِه؛ فلْيَحذرِ المسلمُ مِن ذلك، مع ما فيه مِن إيذاءٍ للميِّتِ بذلك، كما نطَقتْ به السُّنَّة، وبيَّنتْ أنَّ الخيرَ للمُسلِمِ أنْ يقولَ: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعونَ، اللهمَّ أجُرْني في مُصيبتي، وأَخلِفْ لي خيرًا منها. أمَّا بُكاءُ الحُزنِ والرَّحمةِ دون نَدْبٍ أو اعتِراضٍ، فلا شيءَ فيه وليس مِن النِّياحةِ؛ فقد روَى البخاريُّ أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم بَكَى ابنَه إبراهيمَ على إحْدَى بَناتِه .