الموسوعة الحديثية


- كنَّا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في جِنازةٍ، فقال: أهاهُنا مِن بَني فُلانٍ أحَدٌ؟ قالها ثلاثًا، فقام رَجُلٌ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما مَنَعَكَ في المَرَّتَينِ الأُوليَينِ أنْ تَكونَ أجَبتَني؟ أمَا إنِّي لم أُنوِّهْ بك إلَّا لخيرٍ؛ إنَّ فُلانًا -لِرَجُلٍ منهم مات- إنَّه مَأسورٌ بدَينِه، قال: لقد رَأَيتُ أهلَه، ومَن يَتحَزَّنُ له قَضَوْا عنه حتى ما جاء أحَدٌ يَطلُبُه بشيءٍ.
الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 20231 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (3341)، والنسائي (4685)، وأحمد (20231) واللفظ له

كنا مع النبيِّ صلى الله عليه و سلم في جِنازةٍ، فقال: أَهَا هنا مِن بني فلانٍ أحدٌ ؟ -ثلاثًا- فقام رجلٌ ، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم : ما منَعَك في المرتين الأُولَيَيْنِ ، أن لا تكونَ أَجَبْتَني ، أما إني لم أُنَوِّهْ بك إلا بخيرٍ ، إن فلانًا لرجلٌ منهم مات مأسورًا بدَيْنِه.
الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 4699 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

على المسلمِ أنْ يَجتهِدَ دائمًا في وفاءِ الحُقوقِ الَّتي عليه، سواءٌ كانت تلك الحقوقُ للهِ تعالى أو للعبادِ، ومِن حُقوقِ العبادِ ما يكونُ على المسلِمِ مِن دَيْنٍ، فعليه أنْ يَسعَى في قَضائِه، أو يَسعَى عَصبتُه في قضائِه بعدَ موتِه؛ لأنَّه إذا مات ولم يكُن له وفاءٌ لدَينِه حُبِسَ عن دُخولِ الجنَّة إنْ كان من أهلِها حتَّى يُقضَى عنه دَينُه.
وفي هذا الحديثِ يقولُ سَمُرَةُ بنُ جُندَبٍ رَضِي اللهُ عَنه: "كنَّا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في جِنازةٍ"، أي: في تَشييعِ جِنازةِ رجُلٍ مِن أصحابِه بالصَّلاةِ والدَّفْنِ، والجِنازةُ: اسمٌ للميِّتِ في النَّعشِ، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "أها هنا مِن بني فُلانٍ أحَدٌ"، وفي رِوايةٍ: "هل ها هنا أحدٌ مِن بني النَّجَّارِ"، أي: يُنادي النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم على أحدِ أقاربِ الميِّتِ، "ثلاثًا"، أي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم سأَل ونادَى في الحُضورِ ثلاثَ مرَّاتٍ ولم يُجِبْه أحَدٌ، "فقام رجلٌ"، أي: ممَّن يُنادي عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم للرَّجُلِ: "ما منَعك في المرَّتينِ الأُولَيَيْنِ ألَّا تكونَ أجَبْتَني؟"، أي: ما الَّذي منَعكَ مِن إجابتي عند النِّداءِ في المرَّةِ الأُولى والثَّانيةِ؟ "أمَا إنِّي لم أُنَوِّهْ بكَ إلَّا بخيرٍ"، أي: لم أُنادِ عليك إلَّا لسَببٍ فيه خَيرٌ، وكان الرَّجُلُ ربَّما ظنَّ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُناديه لسببٍ فيه سُوءٌ له أو لقَبيلتِه الَّتي هو منها، فخَشِيَ أن يُجيبَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ "إنَّ فُلانًا لرجُلٍ منهم"، أي: صاحبَ الجِنازةِ، وكان مِن بني النَّجَّارِ كما تقدَّمَ، "مات مأسورًا بدَيْنِه"، أي: مات وعليه دَيْنٌ لم يترُكْ له وفاءً، فهو مَحبوسٌ به عندَ اللهِ سبحانه وتعالى مِن دُخولِ الجنَّةِ، فعَصَبَتُه أَوْلى به في قَضاءِ دَيْنِه.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على السَّعيِ في قَضاءِ الدَّينِ.
وفيه: بيانُ رحمةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بأُمَّتِه.
وفيه: علامةٌ مِن علاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، حيثُ أخبَرَ بحالِ الرَّجُلِ بعدَ مَوتِه وهو مِن الغيبِ .