- اشتَرَتْ عائشةُ بَريرةَ مِن الأنصارِ لِتُعتِقَها واشترَطوا عليها أنْ تجعَلَ لهم ولاءَها فشرَطتْ ذلك فلمَّا جاء نبيُّ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخبَرتْه بذلك فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّما الولاءُ لِمَن أعتَق ) ثمَّ صعِد المِنبرَ فقال: ( ما بالُ أقوامٍ يشترِطونَ شروطًا ليست في كتابِ اللهِ ) وكان لِبَريرةَ زوجٌ فخيَّرها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنْ شاءتْ أنْ تكمُثَ مع زوجِها كما هي وإنْ شاءتْ فارَقتْه ففارَقتْه ودخَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم البيتَ وفيه رِجْلُ شاةٍ أو يدٌ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لعائشةَ: ألا تطبُخون لنا هذا اللَّحمَ فقالت: تُصُدِّق به على بَريرةَ فأهَدتْه لنا فقال: ( اطبُخوا فهو عليها صدقةٌ ولنا هديَّةٌ )
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم: 5120 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه البخاري (5430)، ومسلم (1504)
وقال في السُّنَّةِ الثَّالثةِ: (ودخَلَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يومًا بيتَ عائشةَ وعلى النَّارِ بُرْمَةٌ تَفُورُ)، أي: قِدرٌ أو إناء مُتَّخَذٌ من حَجَرٍ، وقيل غير ذلك، (فدعا بالغَداءِ، فأُتِيَ بخُبزٍ وأُدْمٍ من أُدْمِ البيت)، أي: إدام، وهو ما يُؤتَدَمُ به ممَّا يُوجَدُ في البيت عادةً، (فقال: ألم أرَ لحمًا؟) يُريدُ أن يقولَ صلَّى الله عليه وسلَّم: أين الطَّعامُ الذي كان يُطبَخُ في البُرمةِ؟ (قالوا: بلى يا رسول الله، ولكنَّه لحمٌ تُصُدِّقَ به على بَرِيرَةَ فأهدَتْه لنا) يُريدونَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان لا يأكُلُ الصَّدقةَ، (فقال: هو صدقةٌ عليها، وهديَّةٌ لنا)، أي: هي ملَكَتْهُ بسببِ التَّصدُّقِ به عليها، ونحن نَمْلِكُهُ بسبب إهدائها لنا منه، وعليه؛ فقدِ اختلَفَ سببُ المِلكِ، فاختلَفَ الحُكمُ وجازَ لنا أكلُه.