الموسوعة الحديثية


- بيْنَما نحن جُلوسٌ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -أو رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالسٌ ونحن حَولَه- إذ دخَلَ عليه رَجلٌ فاستقبَلَ القِبلةَ وصَلَّى، فلمَّا قَضى الصَّلاةَ جاء فسَلَّمَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعلى القَومِ، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارجِعْ فصَلِّ؛ فإنَّك لم تُصَلِّ، فجَعَلَ الرَّجُلُ يُصلِّي وجَعَلْنا نَرمُقُ صَلاتَه، لا نَدري ما يَعيبُ منها، فلمَّا صَلَّى جاء فسَلَّمَ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعلى القَومِ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وعليك، ارجِعْ فصَلِّ؛ فإنَّك لم تُصَلِّ -قال هَمَّامٌ: فلا أدري أمَرَه بذلك مَرَّتَينِ أو ثَلاثًا-، فقال الرَّجلُ: ما ألَوتُ؛ فلا أدري ما عِبتَ عليَّ مِن صَلاتي، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّها لا تَتِمُّ صَلاةُ أحدِكم حتى يُسبِغَ الوُضوءَ كما أمَرَه اللهُ، فيَغسِلَ وَجهَه ويدَيه إلى المِرفَقَينِ، ويَمسَحَ برَأسِه ورِجلَيه إلى الكَعبَينِ، ثُمَّ يُكبِّرَ اللهَ عزَّ وجلَّ ويُثنيَ عليه، ثُمَّ يَقرَأَ أُمَّ القُرآنِ وما أُذِنَ له فيه وتَيَسَّرَ، ثُمَّ يُكبِّرَ فيَركَعَ فيَضَعَ كَفَّيه على رُكبتَيه حتى تَطمئِنَّ مَفاصِلُه وتَستَرخيَ، ويَقولَ: سمِعَ اللهُ لمَن حمِدَه، ويَستَويَ قائمًا حتى يُقيمَ صُلبَه ويَأخُذَ كلُّ عَظمٍ مَأخذَه، ثُمَّ يُكبِّرَ فيَسجُدَ فيُمَكِّنَ وَجهَه -قال هَمَّامٌ: وربَّما قال: جَبهَتَه- من الأرضِ حتى تَطمئِنَّ مَفاصِلُه وتَستَرخيَ، ثُمَّ يُكبِّرَ فيَستويَ قاعدًا على مَقعَدتِه ويُقيمَ صُلبَه، فوصَفَ الصَّلاةَ هكذا أربعَ رَكَعاتٍ حتى فرَغَ، ثُمَّ قال: لا تَتِمُّ صَلاةُ أحدِكم حتى يَفعَلَ ذلك.
الراوي : رفاعة بن رافع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن الدارقطني | الصفحة أو الرقم : 319 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ المَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَصَلَّى، فَسَلَّمَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَرَدَّ وقالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ، فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَرَجَعَ يُصَلِّي كما صَلَّى، ثُمَّ جَاءَ، فَسَلَّمَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ، فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ثَلَاثًا، فَقالَ: والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ ما أُحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي، فَقالَ: إذَا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ ما تَيَسَّرَ معكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، وافْعَلْ ذلكَ في صَلَاتِكَ كُلِّهَا.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 757 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : أخرجه مسلم (397) باختلاف يسير


الصَّلاةُ عِمادُ الدِّينِ، وقد بيَّن النبيُّ الكريمُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كيفيَّتَها قولًا وعملًا، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُراجِعُ مَن يُسيءُ في صَلاتِه ويُعلِّمُه الطَّريقةَ الصَّحيحةَ لأدائِها.وفي هذا الحَديثِ يَروي أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَل المَسجِدَ فدَخَل رجُلٌ وهو خَلَّادُ بنُ رافِعٍ، فصلَّى مُتعَجِّلًا صَلاتَه، ولم يَطمَئنَّ في قيامِه ورُكوعِه وسُجودِه، ولَمَّا انتَهى مِن صَلاتِه سلَّمَ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فرَدَّ عليه السَّلامَ، ثُمَّ أمَرَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بإعادةِ تلكَ الصَّلاةِ؛ لأنَّها بَطَلَت بِسَببِ تَركِ الطُّمأنينةَ فيها، فرَجَع يُصلِّي ولكنْ مِن دُونِ طُمأنينةٍ أيضًا؛ بأنْ صَلَّى مُتعَجِّلًا صلاتَه، ولم يُعْطِ لكلِّ رُكنٍ حقَّه مِن السَّكينةِ والطُّمأنينةِ وحُسنِ القِراءةِ والذِّكرِ، فأمَرَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بإعادتِها ثَلاثَ مرَّاتٍ، ولعلَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَره بالإعادةِ أكثَر مِن مرَّةٍ مُريدًا بذلك استِدراجَه لاحتِمالِ أن يَكونَ فعَل هذا ناسيًا أو غافلًا، فيَتذكَّر بالإعادةِ، ويَفعَله مِن غيرِ تعليمٍ. ويحتملُ أن يَكونَ ترديدُه لتَفخيمِ الأمرِ، وتعظيمِه عليه، فيَكونَ أبلَغَ في تعلُّمِه. فقال له خَلَّادٌ مُقسِمًا بالله: والَّذي بَعَثَك بالحقِّ لا أَعرِفُ صَلاةً أحسَنَ ممَّا رأيْتَ، فعلِّمْني كيف تَكونُ الصَّلاةُ الصَّحيحةُ، فقال له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إذا قُمْتَ إلى الصَّلاةِ فكَبِّرْ تكبيرةَ الإحرامِ، ثُمَّ اقرَأْ ما تَيَسَّر معك مِن القُرآنِ وهي سورةُ الفاتِحةُ، وفي روايةٍ لأحمدَ مِن حديثِ رِفاعةَ بنِ رافِعٍ الزُّرَقيِّ: «... ثمَّ اقرَأْ بأُمِّ القُرآنِ، ثمَّ اقرَأْ بما شِئتَ...»، فأمَره أن يَقرأَ مع الفاتحةِ ما تَيسَّر له مِن القُرآنِ. قال: «ثُمَّ ارْكَعْ حتَّى تَطمَئنَّ راكِعًا»، وفي روايةِ أحمدَ المذكورةِ: «فإذا ركعْتَ فاجعَلْ راحَتَيْكَ على رُكبَتَيْكَ، وامْدُدْ ظَهرَك، ومَكِّنْ لِرُكوعِك...». ثمَّ ارْفَعْ رأسَك مِن الرُّكوعِ حتَّى تَعتدِلَ قائِمًا، ثُمَّ اسجُدْ -بتمكينِ الجبهةِ مع الأنفِ، واليَدَينِ والرُّكبتَينِ وأطرافِ أصابِعِ القدَمَينِ على الأرضِ- حتَّى تَطمَئنَّ ساجِدًا، ثُمَّ ارفَعْ رأسَك مِن السُّجودِ واجلِسْ حتَّى تَطمَئنَّ جالِسًا. قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وافعَلْ ذلكَ في صَلاتِكَ كُلِّها»، فحافِظْ على الاعتِدالِ وحُسْنِ الأداءِ في القِيامِ، والطُّمأنينةِ في الرُّكوعِ والسُّجودِ، وترْكِ التَّعجُّلِ في سائرِ صَلاتِك.وفي الحديثِ: الأمرُ بالطُّمأنينةِ في الصَّلاةِ.وفيه: حُسنُ التَّعليمِ بالرِّفق، دُونَ التَّغليظِ والتَّعنيفِ.وفيه: حُسنُ خُلُقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولُطْفُ مُعاشَرتِه مع أصحابِه.