- بَينَما رَسولُ اللهِ ذاتَ يومٍ يَقسِمُ قَسْمًا، فَقال له: ذو الخُويصِرةِ - رجلٌ مِن بَني تميمٍ -: يا رَسولَ اللهِ، اعدِلْ، قال: وَيحَك! وَمن يَعدِلُ إذا لَمْ أَعدِلْ؟! فَقام عُمرُ فَقال: يا رَسولَ اللهِ، دَعني، ائذَنْ لي فَلْأضرِبْ عُنقَه! فَقال: لا، إنَّ له أصحابًا يَحقِرُ أحَدُكم صَلاتَه عِندَ صَلاتِهم، وصيامَه مَع صيامِهِم، يَمرُقونَ مِن الدِّينِ كَما يَمرُق السَّهمُ مِنَ الرَّميَّةِ، يَنظُرُ إلى نَصْلِه فَلا يوجَدُ شيءٌ، ثُمَّ يَنظُرُ فَوقَه، فَلا يوجَدُ شيءٌ، ثمَّ يَنظُرُ فَوقَه، فَلا يوجَدُ شَيءٌ، سَبَقَ الفَرْثَ وَالدَّمَ! يَخرُجونَ على حينِ فَترةٍ منَ النَّاسِ، آيتُهُم رجلٌ أَدْعجُ، إحدى يَديْه مِثلُ ثَديِ المَرأةِ، أوْ كالبَضْعةِ تَدَرْدَرُ، وَقال أبو سَعيدٍ: أَشهَدُ لَسَمِعْتُ هَذا مِن رَسولِ اللهِ، وأَشهَدُ أنِّي كُنتُ مَع عليٍّ حينَ قَتَلَهم فالْتُمِسَ في القَتلى، فأُتيَ به عَلى النَّعتِ الَّذي نَعَتَ رَسولُ اللهِ.
الراوي :
أبو سعيد الخدري | المحدث :
الألباني
|
المصدر :
تخريج كتاب السنة
الصفحة أو الرقم: 924 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج :
أخرجه البخاري (6163)، ومسلم (1064)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8560)، وابن ماجه (169)، وأحمد (11639) باختلاف يسير، وابن أبي عاصم في ((السنة)) (924) واللفظ له
- بَينَما رَسولُ اللهِ ذاتَ يومٍ يَقسِمُ قَسْمًا، فَقال له: ذو الخُويصِرةِ - رجلٌ مِن بَني تميمٍ -: يا رَسولَ اللهِ، اعدِلْ، قال: وَيحَك! وَمن يَعدِلُ إذا لَمْ أَعدِلْ؟! فَقام عُمرُ فَقال: يا رَسولَ اللهِ، دَعني، ائذَنْ لي فَلْأضرِبْ عُنقَه! فَقال: لا، إنَّ له أصحابًا يَحقِرُ أحَدُكم صَلاتَه عِندَ صَلاتِهم، وصيامَه مَع صيامِهِم، يَمرُقونَ مِن الدِّينِ كَما يَمرُق السَّهمُ مِنَ الرَّميَّةِ، يَنظُرُ إلى نَصْلِه فَلا يوجَدُ شيءٌ، ثُمَّ يَنظُرُ فَوقَه، فَلا يوجَدُ شيءٌ، ثمَّ يَنظُرُ فَوقَه، فَلا يوجَدُ شَيءٌ، سَبَقَ الفَرْثَ وَالدَّمَ! يَخرُجونَ على حينِ فَترةٍ منَ النَّاسِ، آيتُهُم رجلٌ أَدْعجُ، إحدى يَديْه مِثلُ ثَديِ المَرأةِ، أوْ كالبَضْعةِ تَدَرْدَرُ، وَقال أبو سَعيدٍ: أَشهَدُ لَسَمِعْتُ هَذا مِن رَسولِ اللهِ، وأَشهَدُ أنِّي كُنتُ مَع عليٍّ حينَ قَتَلَهم فالْتُمِسَ في القَتلى، فأُتيَ به عَلى النَّعتِ الَّذي نَعَتَ رَسولُ اللهِ..
الراوي: أبو سعيد الخدري | المحدث: الألباني | المصدر: تخريج كتاب السنة
الصفحة أو الرقم: 924
خلاصة حكم المحدث: صحيح
التخريج: أخرجه البخاري (6163)، ومسلم (1064)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8560)، وابن ماجه (169)، وأحمد (11639) باختلاف يسير، وابن أبي عاصم في ((السنة)) (924) واللفظ له
بيْنَما نَحْنُ عِنْدَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَقْسِمُ قِسْمًا، أَتَاهُ ذُو الخُوَيْصِرَةِ، وهو رَجُلٌ مِن بَنِي تَمِيمٍ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ اعْدِلْ، فَقالَ: ويْلَكَ، ومَن يَعْدِلُ إذَا لَمْ أَعْدِلْ، قدْ خِبْتَ وخَسِرْتَ إنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ. فَقالَ عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لي فيه فأضْرِبَ عُنُقَهُ؟ فَقالَ: دَعْهُ، فإنَّ له أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مع صَلَاتِهِمْ، وصِيَامَهُ مع صِيَامِهِمْ، يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إلى نَصْلِهِ فلا يُوجَدُ فيه شيءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إلى رِصَافِهِ فَما يُوجَدُ فيه شيءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إلى نَضِيِّهِ، - وهو قِدْحُهُ -، فلا يُوجَدُ فيه شيءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إلى قُذَذِهِ فلا يُوجَدُ فيه شيءٌ، قدْ سَبَقَ الفَرْثَ والدَّمَ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ، إحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ المَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ، ويَخْرُجُونَ علَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ قالَ أَبُو سَعِيدٍ: فأشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هذا الحَدِيثَ مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَشْهَدُ أنَّ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وأَنَا معهُ، فأمَرَ بذلكَ الرَّجُلِ فَالْتُمِسَ فَأُتِيَ به، حتَّى نَظَرْتُ إلَيْهِ علَى نَعْتِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الذي نَعَتَهُ.
الراوي :
أبو سعيد الخدري | المحدث :
البخاري
|
المصدر :
صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3610 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج :
أخرجه البخاري (3610) واللفظ له، ومسلم (1064)
يَحكي أبو سَعيدٍ الخُدْريُّ رضي الله عنه أنَّهُم بَينَما هُم مَعَ رَسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلَّم وهو يَقْسِم قَسْمًا؛ إِذْ أتاه ذو الخُوَيْصِرةِ، وهو رَجُلٌ مِن بَني تَميمٍ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، اعْدِلْ في القِسْمةِ. فَقالَ صَلَّى الله عليه وسلَّم: ويْلَك ومَن يَعْدِلُ إِذا لَم أعْدِل؟ قَدْ خِبتَ وخَسِرتَ إِن لَم أكُن أعْدِل، فَقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: يا رَسولَ اللهِ، ائْذَن لي فيه فَأضْرِب عُنُقَه، فَقالَ: دَعْه، أي: اتْرُكْه. فَإِنَّ له أصحابًا "يَحقِر" أحَدُكم، أي: يَسْتَقِلُّ، صَلاتَه مَعَ صَلاتِهم، وصيامَه مَعَ صيامِهم، يَقرَؤون القُرْآنَ لا يُجاوِزُ "تَراقيَهم" جَمْع تَرْقوة، وهي العَظْمُ ما بَينَ ثُغْرةِ النَّحْرِ والعاتِق، يُريد أنَّ قِراءتَهم لا يَرْفَعها اللهُ ولا يَقْبَلها؛ لِعِلمِه بِاعْتِقادِهم، أو أنَّهم لا يَعمَلونَ بِها، فَلا يُثابون عليها، أو لَيْسَ لهم فيه حَظٌّ إلَّا مُرورَه عَلى لِسانِهم، فَلا يَصِل إلى حُلوقِهم، فَضْلًا عَن أن يَصِلَ إلى قُلوبِهم؛ لِأنَّ المَطْلوبَ تَعَقُّلُه وتَدَبُّرُه؛ لِوُقوعِه في القَلْبِ. "يَمرُقونَ"، أي: يَخرُجونَ سَريعًا مِن دينِ الإِسلامِ مِن غَيْرِ حَظٍّ يَنالهم مِنه، كَما يَمْرُق السَّهْمُ مِن الرَّمِيَّةِ، فَشبَّه مُروقَهم مِن الدِّينِ بالسَّهمِ الَّذي يُصيب الصَّيْدَ فَيَدخُل فيه ويَخرُج مِنه؛ ولِشِدَّةِ سُرعةِ خُروجِه لِقوَّةِ ساعِدِ الرَّامي لا يَعلَق بالسَّهمِ مِن جَسَدِ الصَّيدِ شَيْءٌ. ثمَّ يُنظَرُ إلى "نَصْلِه"، وهي حَديدةُ السَّهْمِ، فَلا يُوجَد فيه، في النَّصْلِ شَيْءٌ مِن دَمِ الصَّيْدِ ولا غَيره، ثمَّ يُنْظَرُ إلى "رِصافِه"، وهو عَقِبٌ يُلْوى فَوْق مَدْخَلِ النَّصْل أو السَّهمِ، فَما يوجَدُ فيه شَيْءٌ، ثمَّ يُنْظَرُ إلى "نَضيِّه" وهو قَدَحُه، أي: عُودُ السَّهْم قَبلَ أن يُراشَ ويُنْصَلَ أو هو ما بَينَ الرِّيشِ والنَّصْلِ، وسُمِّيَ بِذلكَ؛ لِأنَّه بُرِيَ حَتَّى عادَ نِضْوًا، أي: هَزيلًا، فَلا يوجَدُ فيه شَيْءٌ، ثمَّ يُنْظَرُ إلى "قُذَذِه"، جَمْع قذَّة الرِّيشِ الَّذي عَلى السَّهْمِ فَلا يوجَدُ فيه شَيْء قَدْ سَبَقَ السَّهْمُ "الفَرْثَ" ما يَجتَمِع في الكِرْشِ. والدَّمَ فَلَم يَظْهَر أثَرُهما فيه بَلْ خَرَجا بَعْدَه، وكَذَلِكَ هَؤُلاءِ لَم يَتَعَلَّقوا بِشَيْءٍ مِن الإِسْلامِ، آيَتُهم، أي: عَلامَتُهم، رَجُل أسْوَد إِحْدى "عَضُدَيْه" وهو ما بَينَ المِرْفَقِ إلى الكَتِفِ، مِثْلُ ثَدْيِ المَرْأةِ، أو قالَ: مِثْلُ "البَضْعةِ"، وهيَ القِطعةُ مِن اللَّحْمِ. "تَدَرْدَرُ"، أي: تَتَحَرَّك وتَذهَب وتَجيءُ، وأصلُه حِكاية صَوْتِ الماءِ في بَطْنِ الوادي إِذا تَدافَع. ويَخرُجونَ عَلى حينِ فُرْقةٍ، أي: زَمانِ افْتِراقٍ مِن النَّاسِ. أي: زمان عَليِّ بن أبي طالِب وأصحابه رضي الله عنهمْ.
قالَ أبو سَعيدٍ الخُدْريُّ رضي الله عنه: فَأشْهَد أنِّي سَمِعْت هذا الحَديثَ مِن رَسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلَّم، وأشْهَد أنَّ عَليَّ بنَ أبي طالِب رضي الله عنه قاتَلَهم وأنا مَعَه بالنَّهْرَوانِ فَأمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذي قالَ فيه صَلَّى الله عليه وسلَّم: إِحْدى عَضُدَيْه مِثْلُ ثَدْيِ المَرْأةِ، فالْتُمِسَ، أي: طُلِبَ في القَتْلى، فَأُتِيَ به. حَتَّى نَظَرتُ إليه عَلى نَعْتِ النَّبيِّ صَلَّى الله عليه وسلَّم الَّذي نَعَتَه.
في الحَديثِ: صِفاتُ الخَوارِجِ.
وفيه: أنَّ قِراءةَ القُرْآنِ مَعَ اخْتِلالِ العَقيدةِ غَيْرُ زاكيةٍ ولا حاميةٍ صاحِبَها مِن سَخَطِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ.
وفيه: عَلامةٌ مِن عَلاماتِ النُّبُوَّةِ