الموسوعة الحديثية


- أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صلَّى في كُسوفِ الشَّمسِ رَكعتَينِ.
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 6517 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أحمد (6517) واللفظ له، والبزار (2444) باختلاف يسير، والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (1933) مطولاً

بيْنَما أَنَا أَرْمِي بأَسْهُمِي في حَيَاةِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، إذِ انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَنَبَذْتُهُنَّ، وَقُلتُ: لأَنْظُرَنَّ إلى ما يَحْدُثُ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في انْكِسَافِ الشَّمْسِ اليَومَ، فَانْتَهَيْتُ إلَيْهِ وَهو رَافِعٌ يَدَيْهِ يَدْعُو، وَيُكَبِّرُ، وَيَحْمَدُ، وَيُهَلِّلُ، حتَّى جُلِّيَ عَنِ الشَّمْسِ، فَقَرَأَ سُورَتَيْنِ، وَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ.
الراوي : عبدالرحمن بن سمرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 913 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

الشَّمسُ والقَمَرُ آيتانِ مِن آياتِ اللهِ العَظيمةِ، وجَرَيانُهما وتَعاقُبُهما يدُلُّ على إحْكامِ صَنعةِ الخالقِ جلَّ وعَلا، ولَمَّا كان يَقَعُ مِنهما الخُسوفُ والكُسوفُ، فإنَّ هذا يَستَدعي الخوفَ مِنَ انطِماسِهما ووقوعِ القِيامةِ، وهذا لا بُدَّ معَه مِنَ الرُّجوعِ إلى اللهِ واللُّجوءِ إليه بالصَّلاةِ والدُّعاءِ، وكان هذا دَأْبَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعادَتَه.
وهذا الحديثُ إِحْدى الرِّواياتِ الصَّحيحةِ المَرويَّةِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في كيفيَّةِ صلاةِ الكُسوفِ، وكلُّ الرِّواياتِ تَصِفُ حالًا مِن أحوالِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وَما كانَ يَفعَلُه عندَ هذِه النَّازلةِ، وأنَّه كانَ يَفزَعُ إلى الصَّلاةِ والدُّعاءِ بيْنَ يَديِ اللهِ حتَّى تَنكشِفَ الغُمَّةُ، فيُخبِرُ الصَّحابيُّ عبدُ الرَّحمنِ بنُ سَمُرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه بيْنَما كان يَرمي بالسِّهامِ والنَّبلِ، وَهذا مِن بابِ التَّدريبِ عَليها وإتْقانِ رَميِها، فبيْنَما هوَ عَلى هذا الحالِ مِنَ الانشِغالِ بالرَّميِ، وكان ذلك في عهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ »إِذِ انكسَفتِ الشَّمسُ»، والكُسوفُ يَكونُ بذَهابِ ضَوءِ الشَّمسِ كلِّه أو بعضِه، فلَمَّا رَأى الكُسوفَ رَمى السِّهامَ والنِّبالَ، وقال: «لأَنظُرنَّ إلى ما يحدُثُ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في انكِسافِ الشَّمسِ اليومَ»، أي: سوفَ أَذهبُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأَعلَمَ ما يَفعَلُه بسَببِ هَذه النَّازلةِ، فأخبَرَ عبدُ الرَّحمنِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه عِندَما وصَلَ إلى مَكانِ وُجودِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وَجدَه رافعًا يَدَيه تَضرُّعًا إلى اللهِ يَدْعو، وممَّا يقولُه في دُعائِه: اللهُ أكبَرُ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، وظلَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ابتِهالِه ودُعائِه حتَّى انتَهى الكُسوفُ وظَهرَ ضَوءُ الشَّمسِ مِن جَديدٍ، وَكان مِنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ صلَّى صَلاةَ الكُسوفِ وكانتْ ركعَتَينِ، وفي كلِّ ركعةٍ رُكوعانِ، قرأَ في قيامِ كلِّ ركوعٍ منها سورةً من سوَرِ القُرآنِ.
ومِن رِواياتِ صِفةِ صَلاةِ الكُسوفِ رِوايةُ تَثليثِ الرُّكوعِ وتَربيعِه في كلِّ رَكعةٍ، ورِوايةُ أنَّ في كُلِّ رَكعةٍ رُكوعَينِ.
وفي الحَديثِ: مِن هدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اللُّجوءُ إلى الدُّعاءِ والتَّضرُّعِ والصَّلاةِ عندَ النَّوازلِ مِثلَ الكُسوفِ.
وَفيهِ: صِفةُ صَلاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لصَلاةِ الكُسوفِ.
وَفيهِ: حِرصُ الصَّحابةِ عَلى التَّعلُّمِ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وخاصَّةً في النَّوازلِ.