- أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قرَأَ هذه الآيةَ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]، قال: إذا دخَلَ أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ، وأهلُ النارِ النارَ، نادَى مُنادٍ: يا أهلَ الجنَّةِ، إنَّ لكم عندَ اللهِ عهدًا يُريدُ أنْ يُنجِزَكُموه. قالوا: ألم يُبيِّضْ وُجوهَنا، ويُثقِّلْ موازينَنا، ويُدخِلْنا الجنَّةَ، ويُجِرْنا مِنَ النارِ؟! فيَكشِفُ الحِجابَ، فينظُرونَ إليه، فواللهِ ما أَعطاهُمُ اللهُ شيئًا أحَبَّ إليهم مِن ذلك، ولا أقَرَّ لأَعيُنِهم منه.
الراوي : صهيب الرومي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم: 20/ 550 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
ومِن هذِه النِّعمِ: أنَّه "إذا دَخَل أهلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ"، أي: إذا استقَرُّوا في الجَنَّة بإذن الله، فيقولُ الله تَبارَك وتعالى: "تُريدون شيئًا أَزيدكم؟"، وهذا مِن زيادة الفضلِ والنِّعمة، وهذا السُّؤال تمهيدٌ لِما سيأتي بعد ذلك من بيان الزِّيادة والفضل، فيقول أهلُ الجَنَّة: "ألَمْ تُبيِّض وُجوهَنا؟ ألم تُدخِلْنا الجَنَّة، وتُنجِنا مِن النَّار؟!"، أي: إنَّ تبييضَ الوجوه والرِّضا عنهم مع إدْخالهم الجَنَّةَ وإنجائِهم من النَّار كان مُنتهى أَملِهم؛ فلا يتخيَّلون وجودَ شيءٍ أفضلَ مِن هذا، ولكنَّ الله الكريم، أفضالُه لا تنتهي، "فيَكشِف الحِجابَ، فما أُعْطوا شيئًا أحبَّ إليهم من النَّظر إلى ربِّهم عزَّ وجلَّ".
وفي روايةِ: "وزادَ، ثُمَّ تلا هذه الآيةَ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]"، فالحُسنى: هي الجَنَّةُ التي أدخلهم الله إيَّاها، والزِّيادة: هي النَّظرُ إلى ربِّهم.
وفي الحديث: بيانُ فَضْلِ الله على المؤمنِينَ بإدخالِهم الجَنَّةَ.
وفيه: إثباتُ نَظرِ المؤمنين إلى اللهِ يومَ القِيامةِ في الجَنَّة.