- اشتَكتِ النَّارُ إلى رَبِّها عزَّ وجلَّ، فقالت: أكَلَ بَعضي بَعضًا، فأذِنَ لها بنَفَسيْنِ، فأشَدُّ ما تَجِدون مِنَ الحَرِّ مِن حَرِّها، وأشَدُّ ما تَجِدون مِنَ البَردِ زَمهَريرُها.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 10538 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه ابن ماجه (4319)، وأحمد (10538) واللفظ له
التخريج : أخرجه البخاري (3260)، ومسلم (617)، والترمذي (2592) باختلاف يسير
وفي هذا الحديثِ إخبارٌ عن بَعضِ أوصافِ النَّارِ- أجارَنا اللهُ منها بفَضلِه ورَحمتِه- حيثُ يقولُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "اشتَكَتِ النَّارُ إلى ربِّها" وهي شَكوى بلِسانِ المقالِ على الحَقيقةِ، ونظيرُ ذلك في القُرآنِ قوله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق 30]، حيثُ جعَلَ اللهُ فيها بقُدرتِه إدراكًا حتَّى تَتكلَّمَتْ، "وقالت: أكَلَ بَعضي بَعضًا"؛ مِن شِدَّةِ حرَارَتِها وزَمهرِيرهَا، وما فِيها مِنَ المتضادَّاتِ وأَنواعِ العَذابِ؛ ما يَجعلُها مُزدحمةً مُضْطربةً، "فجعَلَ لها نَفَسينِ" والنَّفَسُ هو النَّفْخَةً وما يخرُجُ من الجوفِ؛ "نفَسًا في الشِّتاءِ، ونفَسًا في الصَّيفِ؛ فأمَّا نفَسُها في الشِّتاءِ فزَمهريرٌ" والمُرادُ بالزَّمهريرِ شِدَّةُ البرْدِ، واسْتُشْكِلَ وُجودُه في النَّارِ ولا إشكالَ؛ لأنَّ المُرادَ بالنَّارِ محَلُّها، وفيها أنواعٌ مِنَ العَذابِ، ومِنه طبَقةٌ زَمهريريَّةٌ، "وأمَّا نفَسُها في الصَّيفِ فسَمومٌ"، وهو أشَدُّ الحرِّ.
وفي الحديثِ: إثباتُ بعضِ صِفاتِ النَّارِ.
وفيه: بَيانُ أنَّ الحرارةَ والبرْدَ من أصنافِ العذابِ في جهنَّمَ.