الموسوعة الحديثية


- لمَّا مَرِضَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ أبا بَكرٍ أنْ يُصَلِّيَ بالنَّاسِ، ثم وجَدَ خِفَّةً، فخرَجَ، فلمَّا أحَسَّ به أبو بَكرٍ، أرادَ أنْ يَنكُصَ، فأومَأَ إليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجلَسَ إلى جَنبِ أبي بَكرٍ، عن يَسارِهِ، واستَفتَحَ مِنَ الآيةِ التي انتَهى إليها أبو بَكرٍ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 2055 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أحمد (2055)

لمَّا مرِض النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ أمرَ أبا بكرٍ أن يصلِّي بالنَّاسِ ثمَّ وجد خفةً فخرجَ . فلمَّا أحسَّ بهِ أبو بكرٍ أراد أن ينكِصَ ، فأومأ إليه الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ فجلس إلى جنبِ أبي بكرٍ عن يسارِه ، واستفتَح من الآيةِ الَّتي انتَهى إليها أبو بكرٍ ، فكان أبو بكرٍ يأتَمُّ بالنَّبيِّ والنَّاسُ يأتمُّونَ بأبي بكرٍ .
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : فقه السيرة
الصفحة أو الرقم: 469 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أحمد (2055) واللفظ له، وابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (2076)


النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو المُبلِّغُ عن اللهِ، وهو قائدُ الأُمَّةِ، ومَن قدَّمَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فلا يؤخِّرُه أحدٌ أبدًا، وقد كان في مَرضِه الذي مات بعدَه، يأمُرُ أبا بَكرٍ الصِّدِّيقَ رَضيَ اللهُ عنه أنْ يقومَ مَقامَه في إمامةِ النَّاسِ في الصَّلاةِ.
وهذا الحَديثُ يُوضِّحُ جانبًا مِن مَرضِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وما حدَثَ فيه، حيثُ يَحكي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه: "لَمَّا مرِضَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: مَرضَه الذي مات فيه، "أمَرَ أبا بَكرٍ أنْ يُصلِّيَ بالنَّاسِ"، صَلاةَ الجَماعةِ في مسجدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان قَصدُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَقديمَ أبي بَكرٍ على النَّاسِ في أهمِّ أُمورِ الدِّينِ حتى تكونَ الدُّنيا تَبعًا للدِّينِ في ذلك، "ثُمَّ وجَدَ خِفَّةً"، أي: راحةً مِن المَرضِ، "فخرَجَ، فلمَّا أحَسَّ به أبو بَكرٍ أرادَ أنْ يَنكِصَ"، أي: يَرجِعَ عن مَقامِ الإمامةِ، "فأَومَأَ إليه الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: فأشارَ إليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إشارةً مُفهِمةً أنْ يَبقى مَكانَه، "فجلَسَ إلى جَنبِ أبي بَكرٍ عن يَسارِه"، أي: يُصلِّي إمامًا لأبي بَكرٍ، "واستفتَحَ مِن الآيةِ التي انتَهى إليها أبو بَكرٍ، فكان أبو بَكرٍ يأتَمُّ بالنَّبيِّ"، أي: يَقتَدي أبو بَكرٍ بصَلاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "والنَّاسُ يأتَمُّونَ بأبي بَكرٍ"، حيث إنَّه كان يُسمِعُهم تَكبيرَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وذلك أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد ضعُفَ بَدنُه وصَوتُه، فقام أبو بَكرٍ مَقامَ المُبلِّغِ.
وفي الحديثِ: تأكيدُ أمْرِ الجَماعةِ، والأخْذُ فيها بالأشَدِّ، وإنْ كان المَرضُ يُرخِّصُ في تَركِها.
وفيه: تَقديمُ الأفقهِ والأقرأِ في الصَّلاةِ، وقد جمَعَ الصِّدِّيقُ رَضيَ اللهُ عنه بينَ الفِقهِ والقُرآنِ في حَياةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: مَنقَبةٌ لأبي بَكرٍ، حيث اختارَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لإمامةِ المُسلمينَ في الصَّلاةِ .