- أنا فرَطُكم على الحَوْضِ، فمن ورَدَ أفلَحَ، ويُؤتَى بأقوامٍ، فيُؤخَذُ بهم ذاتَ الشمالِ، فأقولُ: أيْ ربِّ، فيقالُ: ما زالوا بعدَكَ يَرتدُّونَ على أعقابِهم.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 2327 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه من طرق البخاري (3349)، ومسلم (2860)، والترمذي (2423)، والنسائي (2087) بنحوه مطولاً، وأحمد (2327) واللفظ له
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن مَشهدٍ مِن مَشاهِدِ يومَ القِيامةِ التي يظهَرُ فيه مَكانتُه عندَ ربِّه، فيَقولُ: "أنا فَرَطُكم على الحَوضِ"، أي: أنا أتَقدَّمُكم على الحَوضِ؛ كالمُهيِّئِ له، والحَوضُ: هو المَكانُ الذي يَتجمَّعُ فيه الماءُ مِن نَهرِ الكَوثَرِ الذي في الجنَّةِ، فهو صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على حَوضِه، ويَأْتيه المؤمنونَ يَشرَبون منه، ومَن شَرِبَ منه؛ لا يَظمَأُ بعدَ ذلك أبدًا، "فمَن ورَدَ عليَّ؛ أفلَحَ"، أي: مَن أتى؛ فهو مِن المُفلِحينَ؛ لأنَّه أصبَحَ مِن المَسموحِ لهم بالشُّربِ منه، "ويُؤْتى بقَومٍ، فيؤخَذُ بهم ذاتَ الشِّمالِ"، أي: يُذهَبُ بهم إلى النَّارِ.
وقد جاء في تَمامِ تلك الرِّوايةِ عندَ أحمدَ: "فأَقولُ: أي ربِّ"، والمعنى أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُدافِعُ عنهم، ويَسأَلُ عن سَببِ إبعادِهم عن الحَوضِ، "فيُقالُ: ما زالوا بعدَكَ يَرتَدُّونَ على أعْقابِهم"، وحاصِلُ ما حُمِلَ عليه حالُ المَذكورينَ: أنَّهم إنْ كانوا ممَّن ارتَدَّ عن الإسلامِ؛ فلا إشكالَ في تَبرِّي النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منهم وإبعادِهم، وإنْ كانوا ممَّن لم يَرتَدَّ لكنْ أحدَثَ مَعصيةً كَبيرةً بِدعةً في الدِّينِ؛ فأُجيبَ بأنَّه يُحتمَلُ أنْ يكونَ أعرَضَ عنهم، ولم يَشفَعْ لهم اتِّباعًا لأمرِ اللهِ فيهم، حتى يُعاقِبَهم على جِنايتِهم، ولا مانعَ مِن دُخولِهم في عُمومِ شفاعتِه لأهلِ الكَبائرِ مِن أُمَّتِه، فيَخرجونَ عندَ إخراجِ الموَحِّدينَ مِن النَّارِ.
وفي الحديثِ: إثباتُ وُجودِ حَوضِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الآخِرةِ .