الموسوعة الحديثية


- علَّمنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الصلاةَ فكبَّرَ ورفع يديْهِ ثم ركع وطبَّقَ بين يديْهِ وجعلهما بين ركبتيْهِ فبلغَ سعدًا فقال : صدقَ أخي قد كُنَّا نفعلُ ذلك ثم أمرنا بهذا وأخذ بركبتيْهِ حدَّثني عاصمُ بنُ كليبٍ هكذا
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر | الصفحة أو الرقم : 6/32 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (747)، والنسائي (1031) باختلاف يسير. وأصله في صحيح مسلم (534)

عَن عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ قالَ علَّمَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الصَّلاةَ فَكَبَّرَ ورفعَ يديهِ فلمَّا رَكَعَ طبَّقَ يديهِ بينَ رُكْبتيه قالَ فبلغَ ذلِكَ سعدًا فقالَ صَدقَ أخي قد كنَّا نفعلُ هذا ثمَّ أُمِرَنا بِهَذا يعني الإمساكَ علَى الرُّكبَتين
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 747 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أبو داود (747) واللفظ له، والنسائي (1031)، وأحمد (3974)


الصَّلاةُ أَعْظَمُ أركانِ الإسلامِ بَعْدَ الشَّهادتينِ، ويَنبغي المحافِظَةُ عليها وإقامتُها كما يُريدُ الله عزَّ وجلَّ، وكما كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي، وقد بيَّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم هيئاتِ الصَّلاةِ مِن رُكوعِ وسُجودٍ، وعَلَّمَها للصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم، ونقَلوها لِمَن بعدَهم، ومِن ذلك هيئاتُ ركوعِه صلَّى الله عليه وسلَّم، وكانت في أوَّلِ الأمرِ التَّطبيق، وهو الجمْعُ بين الكفَّينِ وجعْلُهما بينَ الرُّكبتين، ثم نُسِخَتْ هذه الهيئةُ بالإمساكِ بالرُّكبِ في الرُّكوعِ، كما في هذا الحديثِ، حيث يقولُ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه: علَّمَنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصَّلاةَ"، أي: كيفيَّةَ الصَّلاةِ، ثمَّ ذَكَر تَفصيلَ ذلك، فقال: "فكَبَّرَ"، أي: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "ورَفَع يَدَيه"، أي: للافْتِتاحِ، "فلمَّا رَكَعَ طَبَّقَ يَديه"، أي: جَمَعَ أصابِعَ يدَيهِ وأَدْخَلَهما "بينَ رُكْبتَيهِ"، وهذا يُسمَّى التَّطبيقَ.
"قال" عَلْقمةُ بنُ قيسٍ الرَّاوي عَنِ ابنِ مسعودٍ: "فبَلَغَ"، أي: ما قاله عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ مِنَ التَّطبيقِ "سَعْدًا"، أي: سَعْدَ بنَ أبي وقَّاصٍ، "فقال" سَعْدٌ: "صَدَقَ أخي"، أي: عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ؛ "قد كُنَّا نَفْعَلُ" في عَهْدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "هذا"، أي: التَّطبيقَ، "ثُمَّ أَمَرَنا" النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَعْدَ ذلك "بهذا؛ يَعْني: الإمساكَ على الرُّكبتَينِ"، أي: وَضْعَ اليدَينِ على الرُّكْبتينِ مَعَ القَبْضِ علَيهِما وتفريقِ الأصابِعِ، ويَعني بهذا أنَّ التَّطبيقَ الذي ذَكَرَه ابنُ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه كان حُكمًا في ابتِداءِ الإسلامِ، ثمَّ نُسِخَ بعدَ ذلِك وصارَ الحُكمُ المُعمولُ به هو وضْعَ اليَدينِ على الرُّكبتَينِ، ولم يَبْلُغِ ابنَ مَسعودٍ نَسْخُه؛ فحَدَّث بالشَّيءِ الذي كان يَعْلَمُه.
وفي الحَديثِ: ما كان عليه الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم مِن الأَدبِ وتَبليغِ كلِّ واحدٍ منهم ما عِندَه مِن عِلمٍ.