الموسوعة الحديثية


- من أُعطي عطاءً فوجد فليجزِ به فإن لم يجدْ فليُثْنِ فإنَّ من أثنَى فقد شكر ومن كتم فقد كفر ومن تحلَّى بما لم يُعطَ كان كلابسِ ثوبيْ زورٍ
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب | الصفحة أو الرقم : 2/101 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما] | التخريج : أخرجه أبو داود (4813)، والترمذي (2034) باختلاف يسير

من أعطيَ عطاءً فوجدَ فليَجْزِ بهِ ومن لم يجد فليُثنِ فإنَّ من أثنى فقد شكرَ ومن كتمَ فقد كفرَ ومن تحلَّى بما لم يعطَ كانَ كلابسي ثوبَي زُورٍ
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : هداية الرواة
الصفحة أو الرقم: 3/222 | خلاصة حكم المحدث : [حسن كما قال في المقدمة]

التخريج : أخرجه أبو داود (4813)، والترمذي (2034) باختلاف يسير


علَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه مَكارِمَ الأخْلاقِ، ومِن ذلِك تَعليمُهم شُكْرَ مَن صنَعَ لهم مَعروفًا والثَّناءَ عليه، وكذلك عدَمُ التَّفاخُرِ والتَّباهي بما ليس عندَ الإنسانِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "مَن أُعطِيَ عَطاءً"، أي: مَن أخَذَ عَطاءً مِن أحَدٍ، "فوجَدَ"، أي: فوَجَدَ ما يُكافِئُ بهِ مَن أعْطاهُ، "فلْيَجْزِ بهِ"، أي: فلْيُجازِ مَن أعطاهُ بما وجَدَ عندَه؛ مُكافَأةً له على العَطاءِ، "ومَن لم يَجِدْ"، أي: فإنْ لم يجِدْ مَن أخَذَ العَطاءَ شيْئًا يُكافِئُ بهِ مَن أعطاهُ، "فلْيُثْنِ بهِ"، أي: يُثْنِ عليه بسَببِ هذا العَطاءِ، وهو مِن الثَّناءِ والشُّكرِ والعِرْفانِ بهذا العَطاءِ، "فإنَّ مَن أَثْنى"، أي: فمَن شَكَرَ صاحِبَ العَطاءِ ومدَحَهُ عليهِ وأَثْنى عليهِ خيرًا، "فقدْ شكَرَ"، أي: فقدِ اعتَرَفَ له بحَقِّه وفضْلِه ولم يُنكِرْه عليه، "ومَن كتَمَ"، أي: ومَن لم يَشكُرْ صاحِبَ العَطاءِ ويمْدَحْه عليهِ ويُثْني عليهِ خيرًا، "فقدْ كفَرَ"، أي: لم يَعتَرِفْ له بحَقِّه وفضْلِه، وأنكَرَه عليه، "ومَن تحلَّى بما لم يُعْطَ كان كلابِسِ ثَوبيْ زُورٍ"، والمعنى: أنَّ المُتكثِّرَ بما ليس عندَه؛ بأنْ يُظهِرَ أنَّ عندَه ما ليس عندَه، يَتفاخَرُ بذلك على النَّاسِ ويَتزيَّنُ بالباطلِ؛ فهو مَذمومٌ كما يُذَمُّ مَن لَبِسَ ثَوْبَيْ زُورٍ، وهو مَن يُزوِّرُ على النَّاسِ، كمَنْ يَلْبَسُ لِباسَ أهلِ العِلمِ وليس هو بتِلكَ الصِّفةِ، وأضافَ الثَّوبَيْنِ إلى الزُّورِ؛ لأنَّهما لُبِسَا لأجلِه؛ فالإضافةُ لِأَدْنَى مُلابَسةٍ، والتَّثنِيَةُ اعتبارًا بالرِّداءِ والإزارِ.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على شُكْرِ صانِعِ المَعروفِ.
وفيهِ: الاعترافُ بالفضْلِ لأهلِه، والثَّناءُ عليهم.
وفيه: النَّهيُ عن ادِّعاءِ الإنسانِ ما ليس له مِن الفَضائلِ بالفِعلِ أو القولِ.