- نهَى عن الأوعيةِ وأن تُحبَسَ لُحومُ الأضاحِي بعدَ ثلاثٍ ، ثم قال: إني كُنتُ نهيتُكُم عن زيارةِ القبورِ فزُورُوهَا فإنَّها تذَكِّرُكُم الآخرةَ ، ونهيتُكُم عن هذهِ الأوعيةِ فاشربُوا فيهَا واجتَنِبُوا ما أسْكَرَ ، ونهيتُكُم عن لحومِ الأضاحِي أن تحبِسُوهَا فوقَ ثلاثٍ فاحبِسُوهَا ما بدا لكُم
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : ابن القيسراني | المصدر : ذخيرة الحفاظ
الصفحة أو الرقم: 2/895 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] علي بن زيد بن جدعان البلاء منه
وفي هذا الحديثِ يقول النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "نَهَيْتُكُمْ عن زيارةِ القُبورِ، فَزوروها"، أي: كُنْتُ قد مَنَعْتُكُمْ مِنَ الذَّهابِ إلى المَقابِرِ، وقدْ أَحَلَّ اللهُ لكم الزِّيَارَةَ؛ فَمَنْ أراد أنْ يَذهبَ إلى المَقابِرِ فَلْيَذْهَبْ، "وَنَهَيْتُكُمْ عن لُحومِ الأَضاحيِّ فَوْقَ ثَلاثٍ"، أي: وكُنْتُ قد نهيتُكم أنْ تَدَّخِروا مِن لُحومِ الأَضاحيِّ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، "فَأَمْسِكوا ما بَدَا لكم"، أي: فادَّخِروا مِن لُحومِ أَضاحيكم ما شِئْتُمْ مِنَ المُدَّةِ. ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "ونهيتُكم عَنِ النَّبيذِ إلَّا في سِقاءٍ"، النَّبيذُ مِنَ النَّبْذِ، وهو التَّرْكُ، والمقصودُ ما يُنْقَعُ مِنَ الثِّمارِ- كالزَّبيبِ، أَوِ التَّمْرِ، أَوِ التِّينِ- في الماءِ، ويُتْرَكُ حتَّى يَصيرَ نَبيذًا، والمعنى: كُنتُ قد نهيتُكُمْ عَنِ الأشرِبَةِ الَّتي تُنْبَذُ في أَوْعِيَةٍ مُعَيَّنَةٍ، "فاشرَبوا في الأَسْقِيَةِ كُلِّها، ولا تشرَبوا مُسْكِرًا"، أي: فاشربوا مِن كُلِّ أنواعِ الأوعيةِ والأَواني، شَريطَةَ ألَّا يَكونَ الشَّرابُ مُسْكِرًا، "وفي رِوايةٍ"، أي: وفي رِوايةٍ أُخرى لِلْحديثِ: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ. . . فَذَكَرَهُ بِمعنى حديثِ أبي سِنانٍ. وهو يدلُّ على الاهتمامِ بحِفظِ الرِّواياتِ( ).