الموسوعة الحديثية


- عن حبيبةُ بنت أبي تجراه – وهي إحدى نساءِ بنِي عبد الدارِ قالت : دخلتُ مع نسوةٍ من قريش دارَ آل أبي حسينٍ فرأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يسعَى وإن مئزرهُ ليدورُ من شدةِ السعيِ ، وسمعتُه يقولُ : اسعَوا فإنّ اللهَ كتبَ عليكُم السّعْيَ
الراوي : صفية بنت شيبة | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر | الصفحة أو الرقم : 3/582 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] عبد الله بن المؤمل فيه ضعف [وله طريق إذا انضم إليها قوي]

إنَّ اللهَ كتب عليكم السعيَ فاسْعوا
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 1798 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه الطبراني (11/184) (11437)


كانتِ العَربُ قبلَ الإسلامِ تَموجُ في الجاهليَّةِ مَوجًا، وكانتْ قد أدخَلَتْ في بعضِ مَناسكِ الحَجِّ بعضَ عاداتِ الجاهليَّةِ تلك، فلمَّا جاء الإسلامُ أقَرَّ ما كان مِن مَناسكِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ، ومنَعَ ما كان مِن عاداتِ الجاهليَّةِ وشَعائرِها.
وفي هذا الحديثِ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "إنَّ اللهَ كتَبَ عليكم"، أي: أوجَبَ، وحتَّمَ، وفرَضَ عليكم "السَّعيَ"، بينَ الصَّفا والمَروَةِ، وذلك في الحَجِّ والعُمرةِ، "فاسعَوا"، بينهما سبعةَ أشْواطٍ بَدءا مِن الصَّفا، وانتِهاءً بالمَروَةِ.
وإنَّما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك؛ لأنَّ السَّعيَ بينهما كان يَفعَلُه المُشركونَ في الجاهليَّةِ، فلمَّا جاء الإسلامُ أمسَكَ النَّاسُ عنه، فبيَّنَ لهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه مِن شَعائرِ اللهِ، كما قال تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158]، أي: إنَّ السَّعيَ بينَ الصَّفا والمَروَةِ مِن شَعائرِ اللهِ وعِبادتِه، وليس مِن شَعائرِ الجاهليَّةِ، فمَن أرادَ الحَجَّ أو العُمرةَ فلا بأسَ عليه أنْ يَسعى بينهما، والسَّعيُ بينَ الصَّفا والمَروَةِ شِعارٌ قديمٌ مِن عَهدِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ، وفيه تَذكيرٌ بفِعلِ هاجَرَ أُمِّ إسماعيلَ عليهما السَّلامُ، وهو من مناسك الحَجِّ والعُمرةِ .