الموسوعة الحديثية


- أبو سعيدٍ الأنماريَّ أنَّه سمِع رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ يقولُ : إنَّ اللهَ وعدَني أن يُدخلَ الجنَّةَ من أمَّتي سبعينَ ألفًا بغيرِ حسابٍ ثم يشفعُ كلُّ ألفٍ لسبعينَ ألفًا ، ويحثي لي بكفيه ثلاثَ حثياتٍ قالَ قيسٌ : فأخذتُ بتلابيبِ أبي سعيدٍ فقلتُ : أنتَ سمعتَ هذا مِن رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ ، قالَ : سمعتُهُ من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ ووعاهُ قلبي ، ففعلَ ذلك ثلاثًا ، قالَ أبو سعيدٍ فحسَبتُ ذلِك عندَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ فإذا هو أربعُمائةِ ألفِ ألفٍ وتسعونَ ألفَ ألفٍ فقالَ : اللَّهُ أكبرُ إنَّ هذَا لَمُستَوعِبٌ مهاجرينا ونَستعينُ بشيءٍ من أعرابِنَا
الراوي : أبو سعيد الحبراني الأنماري | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الإصابة في تمييز الصحابة | الصفحة أو الرقم : 4/89 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح وكلهم من رجال الصحيح إلا قيس بن حجر وهو شامي ثقة | التخريج : أخرجه ابن أبي عاصم في ((السنة)) (814)، والطبراني (22/304) (771)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (6817) باختلاف يسير.

إنَّ اللهَ تعالى قد وَعَدني أن يُدخِلَ الجنَّةَ مِن أمَّتي سَبعينَ ألفًا بغيرِ حِسابٍ، فقال يَزيدُ بنُ الأخنَسِ: واللهِ ما أولئك في أُمَّتِك إلَّا كالذُّبابِ الأصهَبِ في الذُّبابِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: إنَّ ربِّي عزَّ وجلَّ قد وعَدني سبعين ألفًا مع كلِّ ألفٍ سبعون ألفًا، وزادني ثلاثَ حَثَياتٍ، قال: فما سعَةُ حوْضِك يا نبيَّ اللهِ؟ قال: كما بين عَدَنَ إلى عَمَّانَ وأوسَعَ؛ يُشيرُ بيَدِه، فيه مَثْعَبانِ فتحان مِن الجنَّةِ؛ مِن وَرِقٍ وذهَبٍ.
الراوي : - | المحدث : الهيتمي المكي | المصدر : الزواجر عن اقتراف الكبائر
الصفحة أو الرقم: 2/246 | خلاصة حكم المحدث : رواته محتج بهم في الصحيح

فَضْلُ اللهِ تعالى على أُمَّةِ الإسلامِ عظيمٌ، ومِن ذلك ما تَفضَّلَ عليها مِن كَثرةِ مَن يُدخِلُه الجنَّةَ مِن هذه الأُمَّةِ المَرحومةِ، ومِن كونِها أوَّلَ مَن يَدخُلُ الجَنَّةَ مِن الأُمَمِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو أُمامةَ رضِيَ اللهُ عنه عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه قال: "إنَّ اللهَ تعالى قد وَعَدني أنْ يُدخِلَ الجنَّةَ مِن أُمَّتي سبعينَ ألْفًا بغيرِ حِسابٍ"، وفي الصَّحيحينِ مِن حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "يَدخُلُ الجنَّةَ مِن أُمَّتي سبعونَ ألفًا بغيرِ حِسابٍ؛ هم الَّذين لا يَستَرْقُونَ، ولا يَتطيَّرونَ، وعلى ربِّهم يَتوكَّلونَ".
قال أبو أُمامةَ رضِيَ اللهُ عنه: "فقال يَزيدُ بنُ الأخنسِ: واللهِ ما أولئك في أُمَّتِك إلَّا كالذُّبابِ الأصهبِ في الذُّبابِ"، وفي رِوايةٍ "كالذُّبابِ الأزْرقِ"، أي: هم عَددٌ قَليلٌ مِثْلُ الذُّبابِ الأصهبِ- وهو الذي يَعلُو لونَه صُهبةٌ، وهي كالشُّقرةِ، أو الحُمرةِ في سَوادٍ- وسطَ الذُّبابِ، "فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَّ ربِّي عَزَّ وجَلَّ قد وَعَدني سبْعينَ ألْفًا، مع كلِّ ألفٍ سبْعون ألْفًا"، وهذا تأكيدٌ للكلامِ، "وزادَني ثلاثَ حَثَياتٍ"، أي: ثلاثَ غَرفاتٍ بيَدِ الرَّحمنِ، وهو الكريمُ، وإنَّما عبَّرَ بالحَثَياتِ؛ لأنَّ مِن شأْنِ المُعطي إذا اسْتُزِيدَ أنْ يَحْثِيَ بكفَّيْه مِن غيرِ حِسابٍ، وربَّما ناولَهُ مِلْءَ كفٍّ، "قال: فما سَعةُ حَوضِك يا نَبِيَّ اللهِ؟" والحُوضُ هو الشَّيءُ أو المكانُ الذي يُجْمَعُ فيها الماءُ، وهذا الحوضُ أعْطاهُ اللهُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الآخرةِ، وهذا الحوضُ مِساحتُهُ "كما بيْن عدَنَ" وهي مَدينةٌ باليمنِ، "إلى عَمَّانَ" وهي قريةٌ بالشَّامِ، "وأوسَعُ- يُشِيرُ بيَدِه-"، أي: يُشِيرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيدَيْه إلى أنَّ حَوضَه أوسَعُ مِن ذلك وأكبَرُ، "فيه مَثْعَبانِ"، أي: مَسِيلانِ للماءِ، "مِن ذهَبٍ وفِضَّةٍ.
وفي الحديثِ: بَيانُ فضْلِ اللهِ على هذه الأُمَّةِ، مع بَيانِ كرَمِه ورَحمتِه سُبحانه.
وفيه: إثباتُ الحوضِ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.
وفيه: بَيانُ مكانةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندَ اللهِ.