- ألَا أُخْبِرُكم بخِيارِ أئمَّتِكم مِن شِرارِهم؟ خِيارُ أئمَّتِكم: الَّذين تُحِبُّونَهم ويُحِبُّونَكم، وتَدْعونَ لهم ويَدْعونَ لكم، وشِرارُ أئمَّتِكم: الَّذين تُبْغِضونَهم ويُبْغِضونَكم، وتَلْعنونَهم ويَلْعنونَكم.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم: 8/77 | خلاصة حكم المحدث : فيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف
التخريج : أخرجه الترمذي (2264) باختلاف يسير، والبزار (290) باختلاف يسير، وأبو يعلى في ((مسنده)) (1/ 148) واللفظ له.
يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ خِيَارَ أَئِمَّة المسلِمين (يعني وُلاةَ الأمور)، سواءٌ كان الإمامَ الكبيرَ في البلدِ وهو السُّلطانُ الأعلَى، أو كان مَن دُونَه؛ الَّذِينَ تُحِبُّونَهم ويُحِبُّونَكم، أي: الَّذِينَ عَدَلوا في الحُكم فتَنعَقِد بينكم وبينهم مودَّةٌ ومَحبَّةٌ؛ وتُصلُّون عليهم ويُصَلُّون عليكم، والصَّلاة هنا بمعنى الدُّعاءِ، أي: تَدْعُونَ لهم ويدعون لكم؛ وشِرارُ أَئِمَّتِكم الَّذِينَ تُبغِضُونَهم ويُبغِضُونَكم، وتَلْعَنُونَهم ويَلْعَنُونَكم، أي: تَدْعُونَ عليهم ويَدْعُون عليكم. ونَهى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن مُنابَذَتِهم، أي: عَزْلِهم وطَرْحِ عَهْدِهم ومُحارَبَتِهم؛ ما أقاموا الصلاةَ، أي: مُدَّةَ إقامَتِهِمُ الصَّلاةَ فيما بينَكم ; لأنها علامةُ اجتِماعِ الكلمةِ في الأُمَّةِ؛ ألَا مَن وَلِيَ عليه وَالٍ، أي: أُمِّرَ عليه وَالٍ؛ فرَآهُ (أي: المُوَلَّى عليه هذا الوَالِي) يأتي شيئًا مِن مَعْصِيَةِ الله، فَلْيَكْرَهْ ما يأتي مِن مَعْصِيَةِ الله، أي: فَلْيُنْكِرْه (إنِ استَطاعَ بلِسانِه، فإن لم يَستَطِعْ فبِقَلْبِه)؛ ولا يَنْزِعَنَّ يدًا مِن طاعةٍ، أي: بالخَلْعِ والخُروجِ عليه.
في هذا الحديثِ: تعظيمُ شأنِ الصَّلاةِ.
وفيه: النهيُ عن الخروجِ على الأُمراءِ ما أقاموا الصلاةَ.
وفيه: الأمرُ بطاعةِ الأُمراءِ ووُلاةِ الأمورِ على كلِّ حال فيما يُرضِي اللهَ عزَّ وجلَّ.
وفيه: الأمرُ بِمُلازَمَةِ الجماعةِ.
وفيه: بيانُ خيارِ الحُكَّامِ مِن شِرارِهم.