الموسوعة الحديثية


- كنا نُمسكُ عن الاستغفارِ لأهلِ الكبائرِ حتى سمعنا نبيَّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ إني ادَّخرتُ شفاعتي لأهلِ الكبائرِ من أمتي يومَ القيامةِ فأمسكنا عن كثيرٍ مما كان في أنفسِنا ورجونا لهم
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد | الصفحة أو الرقم : 10/381 | خلاصة حكم المحدث : فيه حرب بن سريج وقد وثقه غير واحد وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح

كنَّا نُمْسِكُ عنِ الاستغفارِ لأهلِ الكبائرِ حتى سمعْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ إنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ قال إني ادَّخَرْتُ دَعْوَتِي شفَاعَتِي لِأَهْلِ الكبائرِ من أُمَّتِي فَأَمْسَكْنا عن كثيرٍ مما كان في أنفُسِنا ثم نطَقْنا بعدُ ورَجَوْنَا
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 7/8 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح غير حرب بن سريج وهو ثقة

التخريج : أخرجه البزار (5840)، وأبو يعلى (5813)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (5942)


تَفضَّل اللهُ سُبحانَه على أُمَّةِ الإسلامِ بشَفاعةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لهم يومَ القيامةِ، وقدْ جاءتِ الآثارُ الَّتي بلَغَتْ بِمجْموعِها حَدَّ التَّواتُرِ بصِحَّةِ الشَّفاعةِ في الآخِرةِ.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ عبدُ اللهِ بنُ عمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "كنَّا نُمسِكُ"، أي: نَمْتنِعُ، "عن الاستغفارِ لِأهْلِ الكبائرِ حتَّى سمِعْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}"، أي: في العُبوديَّةِ والتَّوحيدِ، "{وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}" أي: يَغفِرُ كلَّ الذُّنوبِ ما عدا الكُفرَ به والإشراكَ معه في عُبوديَّتِه وتَوحيدِه، ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "إنِّي ادَّخرْتُ دَعوتي شَفاعتي"، أي: أخَّرْتُ دَعوتي المُستجابةَ ليومِ القيامةِ؛ لتَكونَ شفاعةً، "لأهْلِ الكبائرِ"، والمقصودُ مِن الكَبائرِ: الذُّنوبُ العَظيمةُ، وهيَ: كلُّ ذَنْبٍ أُطْلِقَ عليهِ في القُرآنِ، أو السُّنَّةِ الصَّحيحةِ، أو الإجماعِ: أنَّه كَبيرةٌ، أو أنَّه ذَنبٌ عَظيمٌ، أو أُخْبِرَ فيه بشِدَّةِ العِقابِ، أو كانَ فيه حَدٌّ، أو شُدِّدَ النَّكيرُ على فاعلِه، أو ورَدَ فيه لَعْنُ فاعلِه. وقيل: الكبائِرُ هي كلُّ فِعلٍ قَبيحٍ شَدَّدَ الشَّرْعُ في النَّهيِ عنه، وأعْظَمَ أمْرَه. "مِن أُمَّتي"، أي: مِن الَّذينَ قالُوا: لا إلهَ إلَّا اللهُ؛ فلا يَدخلونَ بها النَّارَ، ومَنْ دخَلَها فإنَّه سيَخرُجُ بتلكَ الشَّفاعةِ، وقد قيلَ: إنَّ شفاعَتهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على خَمْسِ شَفاعاتٍ: الأُولى منها: ما خُصَّ بهِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ مِن إراحَتِه مِن هَوْلِ الموقفِ، وتَعجيلِ الحسابِ، والثَّانيةِ: ما ورَدَ في دُخولِ قَومٍ الجنَّةَ بغَيرِ حسابٍ، والثَّالثةِ: شَفاعتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيمَن وجبَتْ في حقِّهِ النَّارُ، والرَّابعةِ: الشَّفاعةُ فيمَن يَدخُلُ النَّارَ مِن المُذنِبينَ، فقدْ جاءتِ الأَحاديثُ بإخراجِهمْ مِن النَّارِ بِشفاعةِ نَبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والملائكةِ وإخوانِهم مِن المؤمِنينَ، ثمَّ يُخرِجُ اللهُ تَعالى كلَّ مَن قالَ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، والخامسةِ: الشَّفاعةُ في زِيادةِ الدَّرجاتِ لأهلِ الجَنَّةِ.
ثمَّ قال عبدُ اللهِ بنُ عمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "فأمسَكْنا"، أي: امتَنَعْنا، "عن كثيرٍ ممَّا كان في أنفُسِنا"، أي: توقَّفْنا مِن الامتناعِ عن الدُّعاءِ والاستغفارِ لمَن مات على كبيرةٍ مِن المُسلِمين، "ثمَّ نَطَقْنا بَعدُ ورَجَونا"، أي: نطَقْنا بالدِّعاءِ والاستغفارِ لهم، مع رَجائِنا أنْ يَغفِرَ اللهُ لهم.
وفي الحديثِ: أنَّ المُسلمَ يتوقَّفُ عمَّا لا عِلْمَ له به مِن أُمورِ الدِّينِ.