- إنَّ اللهَ وعَدني أنْ يُدخِلَ مِن أُمَّتي الجنَّةَ سبعينَ ألفًا بغيرِ حسابٍ ) فقال يزيدُ بن الأخنسِ السُّلَميُّ : واللهِ ما أولئكَ مِن أُمَّتِكَ يا رسولَ اللهِ إلَّا كالذُّبابِ الأصهبِ في الذِّبَّانِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إنَّ ربِّي قد وعَدني سبعينَ ألفًا مع كلِّ ألفٍ سبعينَ ألفًا وزادني حَثَيَاتٍ
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم: 7246 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو أُمامةَ رضِيَ اللهُ عنه عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه قال: "إنَّ اللهَ تعالى قد وَعَدني أنْ يُدخِلَ الجنَّةَ مِن أُمَّتي سبعينَ ألْفًا بغيرِ حِسابٍ"، وفي الصَّحيحينِ مِن حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "يَدخُلُ الجنَّةَ مِن أُمَّتي سبعونَ ألفًا بغيرِ حِسابٍ؛ هم الَّذين لا يَستَرْقُونَ، ولا يَتطيَّرونَ، وعلى ربِّهم يَتوكَّلونَ".
قال أبو أُمامةَ رضِيَ اللهُ عنه: "فقال يَزيدُ بنُ الأخنسِ: واللهِ ما أولئك في أُمَّتِك إلَّا كالذُّبابِ الأصهبِ في الذُّبابِ"، وفي رِوايةٍ "كالذُّبابِ الأزْرقِ"، أي: هم عَددٌ قَليلٌ مِثْلُ الذُّبابِ الأصهبِ- وهو الذي يَعلُو لونَه صُهبةٌ، وهي كالشُّقرةِ، أو الحُمرةِ في سَوادٍ- وسطَ الذُّبابِ، "فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَّ ربِّي عَزَّ وجَلَّ قد وَعَدني سبْعينَ ألْفًا، مع كلِّ ألفٍ سبْعون ألْفًا"، وهذا تأكيدٌ للكلامِ، "وزادَني ثلاثَ حَثَياتٍ"، أي: ثلاثَ غَرفاتٍ بيَدِ الرَّحمنِ، وهو الكريمُ، وإنَّما عبَّرَ بالحَثَياتِ؛ لأنَّ مِن شأْنِ المُعطي إذا اسْتُزِيدَ أنْ يَحْثِيَ بكفَّيْه مِن غيرِ حِسابٍ، وربَّما ناولَهُ مِلْءَ كفٍّ، "قال: فما سَعةُ حَوضِك يا نَبِيَّ اللهِ؟" والحُوضُ هو الشَّيءُ أو المكانُ الذي يُجْمَعُ فيها الماءُ، وهذا الحوضُ أعْطاهُ اللهُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الآخرةِ، وهذا الحوضُ مِساحتُهُ "كما بيْن عدَنَ" وهي مَدينةٌ باليمنِ، "إلى عَمَّانَ" وهي قريةٌ بالشَّامِ، "وأوسَعُ- يُشِيرُ بيَدِه-"، أي: يُشِيرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيدَيْه إلى أنَّ حَوضَه أوسَعُ مِن ذلك وأكبَرُ، "فيه مَثْعَبانِ"، أي: مَسِيلانِ للماءِ، "مِن ذهَبٍ وفِضَّةٍ.
وفي الحديثِ: بَيانُ فضْلِ اللهِ على هذه الأُمَّةِ، مع بَيانِ كرَمِه ورَحمتِه سُبحانه.
وفيه: إثباتُ الحوضِ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.
وفيه: بَيانُ مكانةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندَ اللهِ.