الموسوعة الحديثية


- يا رسولَ اللهِ ما أرى صفيَّةَ إلَّا حابِستَنا قال: ( ما شأنُها ؟ ) قُلْتُ: حاضت قال: ( أمَا كانت طافت قبْلَ ذلك ؟ ) قُلْتُ: بلى، ولكنَّها حاضت قال: ( فلا حبْسَ عليها فلتنفِرْ )
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان | الصفحة أو الرقم : 3900 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه | التخريج : أخرجه البخاري (4401)، ومسلم (1211) باختلاف يسير

عن عائشةَ ، أنَّها قالت : يا رسولَ اللهِ ، إنَّ صفيَّةَ بنتَ حُييٍّ حاضت ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : لعلَّها تحبِسُنا ، ألم تكُنْ طافت معكنَّ بالبيتِ ؟ قلن : بلَى ، قال : فاخرُجْن
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن عبدالبر | المصدر : التمهيد
الصفحة أو الرقم: 17/265 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

للحجِّ أركانٌ لا يتِمُّ إلَّا بها، وقد علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذه الأركانَ كما علَّمَنا سُننَ وآدابَ الحجِّ والزِّيارةِ، وأوضَحَ الرُّخصَ التي تُظهِرُ سماحةَ الدِّينِ مع أهلِ الأعذارِ، كما يُبيِّنُ هذا الحديثُ؛ فعن أُمِّ المؤمنينَ عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها، أنَّها قالت: "يا رسولَ اللهِ، إنَّ صفيَّةَ بنتَ حُيَيٍّ"، زوجةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "حاضَتْ"، أي: نزَلَ عليها دَمُ الحيضِ بعدَ أنْ أفاضتْ يومَ النَّحرِ في حجَّةِ الوداعِ في السَّنةِ العاشرةِ مِن الهجرةِ، "فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لعلَّها تَحبِسُنا"، أي: تَمنَعُنا مِن التَّوجُّهِ إلى المدينةِ في الوقتِ الذي أرْدَنا التَّوجُّهَ فيه، وإنَّما قال ذلك؛ لأنَّه لم يكنْ يَعلَمُ أنَّها طافتْ طوافَ الإِفاضةِ طوافَ الرُّكنِ، ولأنَّه لا يَترُكُها ويتوجَّهُ، ولا يأمُرُها بالتَّوجُّهِ وهي باقيةٌ على إحرامِها، فيحتاجُ إلى أنْ يُقِيمَ حتَّى تَطْهُرَ وتطوفَ وتَحِلَّ التحلُّلَ الثَّانيَّ، فقال: "ألمْ تكنْ طافت معكنَّ بالبيتِ؟" أي: طافت طوافَ الرُّكنِ ليلةَ النَّحرِ، "قلْنَ: بلى"، أي: أجبْنَ بأنَّها طافت، فعَلِمَ أنَّها لم يبْقَ عليها غيرُ طوافِ الصَّدرِ، "قال: فاخرُجْنَ"؛ لأنَّ طوافَ الوداعِ ساقِطٌ بالحيضِ، والمُرادُ بها الخروجُ والرَّحيلُ لانتهاءِ أعمالِ الحجِّ.
وفي الحديثِ: دليلٌ على سقوطِ طوافِ الوداعِ عن الحائضِ.
وفيه: أنَّ طوافَ الإفاضةِ رُكْنٌ لا بدَّ منه، وأنَّه لا يَسقُطُ عن الحائضِ ولا غيرِها .