الموسوعة الحديثية


- إنَّ في الجُمُعةِ لَساعةً لا يُوافِقُها عبدٌ مُسلِمٌ يسأَلُ اللهَ خيرًا إلَّا أعطاه
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الأوسط | الصفحة أو الرقم : 3/103 | خلاصة حكم المحدث : لم يرو هذا الحديث عن همام إلا عبد الله بن رجاء

إنَّ في الجمعةِ لساعةٌ لا يُوافقها مؤمنٌ يسألُ اللهُ فيها شيئًا إلا أعطاهُ ، قال : فقدم علينا كعبُ الأحبارِ فقال له أبو هريرةَ : ذكر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ساعةً في يومِ الجمعةِ لا يُوافقها مؤمنٌ يصلي يسألُ اللهَ شيئًا إلا أعطاهُ ، قال كعبٌ : صدق والذي أكرمَه إنها الساعةُ التي خلق اللهُ فيها آدمَ والتي تقومُ فيها الساعةُ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن عبدالبر | المصدر : التمهيد
الصفحة أو الرقم: 23/44 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

فضَّلَ اللهُ عزَّ وجلَّ يَومَ الجُمُعةِ على سائرِ الأيَّامِ؛ لِمَا وقَع فيه مِن أحداثٍ عِظامٍ، ومِن ذلك أنَّه جعَل فيه ساعةَ إجابةٍ لا يُوافِقُها عبدٌ يَسألُ اللهَ تعالى مِن خيرِ الدُّنيا والآخِرَةِ إلَّا أعطاهُ إيَّاه.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التَّابعيُّ أبو سعيدٍ المَقْبُرِيُّ، عن أبي هُريرةَ رضِيَ اللهُ عنه: "أنَّ الرَّسولَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: إنَّ في الجُمعةِ لَساعةً لا يُوافِقُها مُؤمنٌ يَسألُ اللهَ فيها شيئًا إلَّا أعطاهُ"، أي: فيه ساعةُ إجابةٍ لمَن يدْعو اللهَ عزَّ وجلَّ في تلك السَّاعةِ، فيَنْبغي الحرْصُ عليها وعلى الدُّعاءِ فيها، والمرادُ بمُوافَقتِها: هو الانشغالُ بالدُّعاءِ والذِّكرِ في المسجدِ في ذلك اليومِ، وخاصَّةً في آخرِ يومِ الجُمُعةِ كما سيأتي.
قال أبو سعيدٍ: "فقَدِمَ علينا كَعبُ الأحبارِ"، وهو مِن التَّابعينَ، وكان مِن أشهَرِ اليَهودِ الَّذين أسْلَموا وأعلَمِهم بالتَّوراةِ، "فقال له أبو هُريرةَ: ذكَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ساعةً في يومِ الجُمُعةِ لا يُوافِقُها مُؤْمِنٌ يُصلِّي يَسألُ اللهَ شيئًا إلَّا أعطاهُ، قال كعبٌ: صدَقَ"، أي: صدَّقَ قولَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما قرأَهُ في التَّوراةِ، فقال: "والَّذي أكرَمَهُ"، أي: يُقسِمُ باللهِ عزَّ وجلَّ، وهو الَّذي أكرَمَ نبيَّه بالنُّبوَّةِ والرِّسالةِ، "إنَّها السَّاعةُ الَّتي خلَقَ اللهُ فيها آدَمَ" الَّذي هو وبنوهُ مِن أشرَفِ خَلْقِ اللهِ، وباهَى اللهُ بخِلْقتِه مَلائكتَه وأمَرَهم بالسُّجودِ له، "والَّتي تقومُ فيها السَّاعةُ"، أي: تقومُ القِيامةُ الكُبرى يوم الجُمُعةِ في هذه السَّاعةِ، وهذا وحْدَه يَكْفي أنْ يَجعلَ الخيريَّةَ في هذا اليومِ؛ لأنَّ لأحداثِ السَّاعةِ شأْنًا عظيمًا، وقد ورَدَ تحديدُ تلك السَّاعةِ عندَ أبي داودَ والنَّسائيِّ مِن حديثِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "فالْتمِسُوها آخِرَ ساعةٍ بعدَ العصرِ"( ). كما ورَدَ أنَّها الساعةُ التي بين أذانِ الجُمُعةِ وانقضاءِ الصَّلاةِ، كما في صحيحِ مُسلمٍ من حَديثِ أبي موسى الأَشعريِّ رضِيَ اللهُ عنه، قال: سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ -يعني في ساعةِ الجُمُعةِ- : (هي ما بينَ أنْ يَجلِسَ الإمامُ إلى أنْ تُقضَى الصَّلاةُ)، وكلُّ واحدةٍ مِن هاتَينِ الساعتَينِ يُرجَى فيها إجابةُ الدُّعاءِ.