الموسوعة الحديثية


- خيرُ ما على وجْهِ الأرْضِ ماءُ زمزمَ فيه طعامٌ [ مِنَ ] الطُّعْمِ وشفاءٌ السُّقْمِ وشَرُّ ماءٍ علَى وجهِ الأرضِ ماءٌ بوادِي بَرْهوتَ بقيَّةُ بحضْرَمَوْتَ كرِجْلِ الجرادِ من الهوامِّ تُصْبِحُ تَتَدَفَّقُ وتُمْسِي لا بَلَالَ فِيها
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد | الصفحة أو الرقم : 3/289 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات | التخريج : أخرجه الفاكهي في ((أخبار مكة)) (1106)، والطبراني (11/98) (11167)، والضياء في ((الأحاديث المختارة)) (137)

خَيرُ ماءٍ على وجْهِ الأرضِ ماءُ زَمْزَمَ ، فِيه طعامٌ من الطُّعْمِ ، و شِفاءٌ من السُّقْمِ ، و شَرُّ ماءٍ على وجهِ الأرضِ ماءُ بِوَادِي بَرَهُوتَ بِقُبَّةٍ بِحَضْرَمَوْتَ كَرِجْلِ الجَرادِ من الهَوامِّ ، تُصبِحُ تَتَدَفَّقُ و تُمسِي لا بِلالَ لَهَا
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 3322 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه الفاكهي في ((أخبار مكة)) (1106)، والطبراني (11/98) (11167)، والضياء في ((الأحاديث المختارة)) (137)


ماءُ زَمزَمَ ماءٌ مُبارَكٌ، فهو طَعامٌ وشَرابٌ وشِفاءٌ وبَركةٌ، وقد جعَلَه اللهُ في حَرَمِه، وبجِوارِ بَيتِه الحَرامِ، وفي أفضلِ البِقاعِ، فجمَعَ المَحاسِنَ كلَّها، وغيرُه مِن مياهِ الدُّنيا لا تصِلُ إلى بَركتِه ومَكانتِه.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "خيرُ ماءٍ على وَجهِ الأرضِ"، أي: أفضلُ أنْواعِ الماءِ على وَجهِ الأرضِ قاطِبةً "ماءُ زَمزَمَ"، وهي البِئرُ المَشهورةُ في المسجدِ الحَرامِ، بينها وبينَ الكَعبةِ ثَمانيَةٌ وثلاثونَ ذِراعًا، ولعلَّ هذا لما فيه مِن البَركةِ، "فيه طَعامٌ مِن الطُّعمِ"، أي: تسُدُّ مَسَدَّ الطَّعامِ، وتُشبِعُ شاربَها وتُقوِّيه، كما يُشبِعُ الطَّعامُ ويُقوِّي، "وشِفاءٌ مِن السُّقْمِ"، أي: وفيه شِفاءٌ للنَّاسِ مِن الأمراضِ إذا شُرِبَ بنيَّةٍ صالحةٍ، "وشَرُّ ماءٍ على وَجهِ الأرضِ ماءٌ بِوادي بَرَهُوتَ بقُبَّةٍ بحَضْرَمَوتَ -وفي بَعضِ الرِّواياتِ: "بَقِيَّةُ حَضْرَمَوْتَ-"، أي: ماءُ بِئرٍ بِوادي بَرَهُوتَ، وهي بِئرٌ عَميقةٌ بحَضْرَمَوتَ باليَمَنِ، ماؤها أسوَدُ لا يُمكِنُ نزولُ قَعرِها، "كرِجْلِ الجَرادِ مِن الهَوامِّ"، أي: يرِدُها ويَشرَبُ منها الهَوامُّ والوُحوشُ الكَثيفةُ مِثلُ الجَماعةِ الكثيرةِ مِن الجَرادِ، وشبَّهَها به؛ لأنَّ الجَرادَ إذا نزَلَ بأرضٍ؛ فإنَّه يُفنيها، "تُصبِحُ تَتدفَّقُ"، أي: تَسيلُ بالماءِ الكثيرِ، "وتُمسي لا بِلالَ لها"، أي: تُمسي وليس بها قَطرَةُ ماءٍ، بل ولا أرضُها مُبتلَّةٌ، وقيل: إنَّما كانتْ أشَرَّ أنْواعِ المياهِ؛ لأنَّ بها أرْواحَ الكُفَّارِ، أو لسُوءِ مائِها، وبُعدِ قَعرِها، مع أنَّ الهَوامَّ هي التي ترِدُها فلا يستطيعُ أحدٌ أنْ يَنتفِعَ بها مِن أيِّ وَجهٍ.
وفي الحديثِ: فضلُ ماءِ زَمزَمَ.
وفيه: بَيانُ تَفاضُلِ الأشياءِ في الدُّنيا، وأنَّ تَفضيلَ الشَّرعِ يكونُ ببَيانِ السَّببِ .