- لمَّا نزَلَتْ { مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا } قال أبو الدَّحْداحِ يا رسولَ اللهِ إنَّ اللهَ يُريدُ منَّا القَرْضَ قال نعم يا أبا الدَّحْداحِ قال أَرِنا يدَك قال فناوَلَه يدَه قال قد أقْرَضْتُ ربِّي حائطي وحائطُه فيه سِتُّمائةِ نخلةٍ فجاء يمشي حتَّى أتى الحائطَ وأُمُّ الدَّحْداحِ فيه وعِيالُها فنادى يا أمَّ الدَّحْداحِ قالت لبَّيك قال اخرُجي فقد أقْرَضْتُه ربِّي
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 9/327 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات ورجال أبي يعلى رجال الصحيح
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه: "لَمَّا نزَلَتْ {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} [البقرة: 245]، أي: يَرُدُّه إليه أضعافًا، "قال أبو الدَّحداحِ الأنصاريُّ: يا رسولَ اللهِ، وإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لَيُرِيدُ منَّا القرَضَ؟!" وهذا استفهامٌ على أصْلِ معنى إقراضِ المالِ، وهلْ أنَّ اللهَ سُبحانه يَقترِضُ مِن عِبادِه وهو الغَنِيُّ سُبحانَه؟! فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "نعمْ يا أبا الدَّحداحِ، قال: أَرِني يَدَك يا رسولَ اللهِ، فناوَلَه يَدَهُ، قال: فإنِّي قد أقرضْتُ ربِّي عزَّ وجلَّ حائطي"، أي: تَصدَّقَ به طَلَبًا للأجْرِ والثَّوابِ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ، والمُرادُ بالحائطِ: البُستانُ الذي فيه شجرٌ أو نخْلٌ. قال ابنُ مسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه: "وحائطٌ له فيه سِتُّ مِئةِ نخلةٍ، وأمُّ الدَّحداحِ فيه وعِيالُه"، أي: يَجلِسون في البُستانِ ويَرْعَون شُؤونَه، قال: "فجاء أبو الدَّحداحِ، فناداها: يا أُمَّ الدَّحداحِ، قالت: لبَّيْكَ، قال: اخْرُجي؛ فقدْ أقرَضْتُه ربِّي عزَّ وجلَّ"، أي: اخْرُجي مِن البُستانِ؛ فقد أعْطَيْتُه للهِ قرْضًا حسَنًا وتصدَّقْتُ به للهِ.
وفي الحديثِ: مَنقبةُ أبي الدَّحداحِ الأنصاريِّ رضِيَ اللهُ عنه.
وفيه: الحثُّ على الإسراعِ في طاعةِ اللهِ والخيراتِ.
وفيه: الحثُّ على الصَّدقةِ الخالصةِ لوجْهِ اللهِ .