الموسوعة الحديثية


- سيكونُ رجالٌ من أمَّتي يأكلون ألوانَ الطَّعامِ ويشرَبون ألوانَ الشَّرابِ ويلبَسون ألوانَ الثِّيابِ ويتشدَّقون الكلامَ فأولئك شِرارُ أمَّتي
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب | الصفحة أو الرقم : 3/170 | خلاصة حكم المحدث : [لا يتطرق إليه احتمال التحسين] | التخريج : أخرجه الطبراني (8/127) (7512)، وتمام في ((الفوائد)) (1683)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (6/90)

سيكونُ رجالٌ مِنْ أمتي يأكلونَ ألوانَ الطعامِ ، ويشربونَ ألوانَ الشرابِ ، ويلبَسونَ ألوانَ الثيابِ ، ويتشدقونَ في الكلامِ ، فأولئكَ شرارُ أُمَّتِي
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 3663 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه الطبراني (8/127) (7512)، وتمام في ((الفوائد)) (1683)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (6/90)


شُكرُ النِّعمةِ التي أنعَمَ اللهُ علينا بها يَتِمُّ بأُمورٍ: منها أنْ تَنسُبَها إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، وتَشكُرَه عليها، وتُحسِنَ استِخدامَها، في مَرضاتِه سُبحانَه وتَعالى، وعدَمُ الإسرافِ فيها.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "سيكونُ رِجالٌ مِن أُمَّتي"، وهذا إخبارٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن بعضِ ما سوفَ يَحدُثُ في آخِرِ الزَّمانِ مِن بعضِ الرِّجالِ في أُمَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "يأْكُلون ألوانَ الطَّعامِ"، أي: يأْكُلون الكثيرَ مِن الطَّعامِ، ويُنوِّعُون في أكْلِهم؛ وهذا لِتَرَفِهم، وهذا معناه أنَّهم واقِعون في شَهوةِ البَطْنِ، "ويَشرَبون ألْوانَ الشَّرابِ"، أي: الكثيرَ مِن الأنواعِ المختلفةِ مِن الشَّرابِ، وهذا كسابِقِه، "ويَلبَسون ألوانَ الثِّيابِ"، أي: يَلبَسُون الألوانَ النَّفيسةَ مِن كلِّ لِباسٍ، مُشتغِلينَ بتَحصيلِها، مُعرِضينَ عن الآخِرةِ، وأكْلُ أنواعِ الطعامِ والشَّرابِ ليس بحرامٍ، بل هو مُباحٌ، لكنَّ الشخصَ المُداوِمَ عليه يُربِّي نفْسَه على النَّعيمِ، ويأْنَسُ بالدُّنيا، ويأْنَسُ باللَّذَّاتِ، ويَسْعَى في طَلبِها، فيَجُرُّه ذلك إلى المعاصي، فيكونُ مِن شِرارِ الناسِ، "ويَتشدَّقون في الكلامِ" والمُتشدِّقون: الَّذين يَتَوسَّعون في الكلامِ، ويَلْوُون ألْسِنتَهم به، ويَفتخِرون به بغَيرِ حقٍّ، وقيل: معناه: الَّذين يَستهزِئون بالناسِ بِلَيِّ أشْداقِهم، والشِّدقُ هو جانِبُ الفمِ، والكلُّ راجعٌ إلى معنى التَّكلُّفِ في الكلامِ بِغَيرِ احْتِياطٍ وتحرُّزٍ؛ لإمالةِ قُلوبِ الناسِ وأسماعِهم، "فأولئك"، أي: هؤلاء الرِّجالُ الذين تَوفَّرتْ فيهم تلك الأماراتُ، "شِرارُ أُمَّتي"، أي: أكثَرُ أُمَّتي شرًّا؛ وهذا لأنَّهم توسَّعوا في نِعَمِ اللهِ، إلى أنْ وصَلَ بهم إلى حدِّ الإسرافِ والتَّبذيرِ، والتَّنطُّعِ به، فضلًا أنْ يكونَ هذا التَّوسُّعُ مِن حَرامٍ.
وفي الحديثِ: دَلالةٌ مِن دَلائلِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ حيثُ ظهَرَ بعضُ ما أخبَرَ به.
وفيه: التَّحذيرُ مِن التَّوسُّعِ في الدُّنيا، وعدَمِ إعطاءِ الأُمورِ نِصابَها، والنهْيُ عمَّا ذُكِرَ مِن الصِّفاتِ( ).