الموسوعة الحديثية


- قلتُ يا رسولَ اللهِ إني لَأعلمُ أشدَّ آيةٍ في القرآنِ قال أيةُ آيةٍ يا عائشةُ قالت قولُ اللهِ تعالى ( مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ) قال أما علمتِ يا عائشةُ أنَّ المؤمنَ تُصيبُه النَّكبةُ أو الشوكةُ فيكافأُ بأسوإِ عملِه ومن حُوسب عُذِّبَ قالت أليس اللهُ يقول ( فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ) قال ذاكم العرضُ يا عائشةُ من نُوقشَ الحسابَ عُذِّبَ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود | الصفحة أو الرقم : 3093 | خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]

سمعتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلم يقولُ في بعضِ صلاتهِ : اللهمَّ حاسِبني حسابًا يسيرًا ، فلمَّا انصرف قلتُ : يا نبيَّ اللهِ ما الحسابُ اليسيرُ ؟ قال : أنْ ينظرَ في كتابهِ فيتجاوزَ عنه ، إنَّه من نوقِشَ الحسابَ يومئذٍ يا عائشةُ هلكَ ، وكلُّ ما يصيبُ المؤمِنَ يكفِّرُ الله عزَّ وجلَّ به عنه حتَّى الشوكةُ تشوكهُ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : أصل صفة الصلاة
الصفحة أو الرقم: 3/1007 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد

الحِسابُ نَوعانِ: حِسابُ عَرْضٍ ومُعاتَبةٍ، وهو حِسابٌ يَسيرٌ لا عذابَ فيه، ومَعناهُ: تَذكيرُ المُؤمِنِ على انفرادٍ بأخطائِه، مع تَطمينِه بالعَفْوِ عنه، وحِسابُ مُناقَشةٍ، وهو حِسابٌ عَسيرٌ وشديدٌ، ولا يَخْلو مِن العذابِ؛ لأنَّه مُناقَشةٌ للعبدِ على أخطائِه، وتَوقيفُه على جَميعِ ذُنوبِه، واستقصاءٌ لكلِّ سيِّئاتِه.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "سمِعْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ في بعضِ صَلاتِه"، أي: مِن الفَرائضِ أو النَّوافِلِ، أو في بَعضِ أجْزائهَا؛ مِن أوَّلِ القِيامِ أو الرُّكوعِ، أو القَومةِ، أو السُّجُودِ، أو القَعدَةِ، "اللَّهُمَّ حاسِبْني حِسابًا يَسيرًا"، أي: هيِّنًا سَهْلًا، وقولُه هذا: إمَّا تَعليمٌ للأُمَّةِ وتَنبيهٌ لهم عن نَومِ الغَفلةِ، وإمَّا تَلذُّذٌ بما يَقَعُ له مِن هذه النِّعمةِ، وإمَّا خَشيةٌ له، كما يَقْتضيهِ مَقامُه مِن مَعرفةِ ربِّ العِزَّةِ، وذُهُولُه عَن مَرتبةِ النُّبوَّةِ ومَنزِلةِ العِصمةِ، "فلمَّا انصرَفَ"، أي: مِن صَلاتِه، "قلْتُ: يا نَبِيَّ اللهِ، ما الحِسابُ اليسيرُ؟" أي: ما كُنْهُه وكيفيَّتُه؟ "قال: أنْ يَنْظُرَ في كِتابِه، فيَتجاوَزَ عنه"، أي: بالعَفْوِ، "إنَّه مَن نُوقِشَ الحِسابَ يومئذٍ يا عائشةُ هَلَكَ"، أي: عُذِّبَ، والمُرادُ بالمُناقَشةِ الاستِقصاءُ، "وكلُّ ما يُصِيبُ المُؤمِنَ يُكفِّرُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ به عنه، حتَّى الشَّوكةُ تَشوكُه"، أي: كلُّ شيءٍ يُصيبُ المسلمَ أيًّا كان قدْرُه؛ صَغيرًا أو كبيرًا؛ فإنَّه يكونُ تَكفيرًا لذُنوبِه، سواءٌ كانت هذه المُصيبةُ تَعبًا أو همًّا، أو غمًّا أو حَزنًا، ويَحُطُّ اللهُ بها عنه خَطاياهُ، ويُطهِّرُه بها مِن ذُنوبه ومَعاصِيه، حتَّى لو كانتْ تِلك المُصيبةُ هيِّنةً كالشَّوكةِ التي تُصيبُ العبْدَ.