الموسوعة الحديثية


- ألا وإن لي حوضًا ما بين ناحيتِه كما بينَ أيلةَ إلى مكةَ أو صنعاءَ إلى المدينةِ وإن فيه من الأباريقِ مِثلُ الكواكبِ هو أشدُّ بياضًا من اللبنِ وأحلَى من العسلِ من شَرِبَ منه لم يَظْمَأْ بعده أبدًا
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج كتاب السنة | الصفحة أو الرقم : 718 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح لغيره

إن موعدَكم لَحَوْضِي طولُه كعرضِه وإنه كما بين مكةَ وأيلةَ فيه أباريقُ مِثلُ الكواكبِ شرابُه أشدُّ بياضًا من الفضةِ من شَرِبَ منه شَربَةً لم يَظْمَأْ بعدها أبدًا
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج كتاب السنة
الصفحة أو الرقم: 719 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

في هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأَصحابِه بَعضًا مِن أُمورِ الآخرَةِ وبعضَ صِفاتِ حَوضِه الشَّريفِ، ويُبشِّرُهم كذلك، فيقولُ: "إنَّ مَوعِدَكم لَحَوضي" يعني: الوَقتَ الذي سنَلتَقي فيه على الحَوضِ يَومَ القِيامَةِ، وَالحَوضُ: هوَ مُجتمَعُ الماءِ في الجنَّةِ، "طولُه كعَرْضِه" يعني: مسافَةَ طولِه تُساوي مَسافَةَ عَرضِه، "وإنَّه كما بين مكَّةَ وأَيلَةَ" يعني: مسافَةَ طولِه وعَرْضِه كما المسافَةُ بين مكَّةَ وأَيلَةَ وهي مسافةٌ كبيرةٌ، وقد ذكرت هنا على التقريبِ دون التحديدِ، والمقصودُ أنَّ بُعْدَ ما بين حافتَيهِ كبيرٌ وواسعٌ، وأيلةُ مَدينةٌ بطَرَفِ الشَّامِ في آخِرِ بلادِ الشَّامِ ممَّا يلي بَحرَ الأحمَرِ، وهي على السَّاحِلِ وكانت عامِرَةً وهي الآنَ خَرابٌ، يَمُرُّ بها حُجَّاجُ مِصرَ وغَزَّةَ وغَيرُهم، "في أباريقَ مِثلِ الكَواكِبِ" أباريقُ جَمعُ إِبريقٍ، وهو إناءٌ يُصَبُّ منهُ الماءُ، والمُرادُ به هنا: الكِيزانُ والأَكوابُ؛ فيه مِثلُ الكَواكِبِ، أي: مِثلُ نُجومِ السَّماءِ وكَواكِبِها في الكَثرَةِ، "شَرابُه أشَدُّ بَياضًا من الفِضَّةِ"، وفي رِوايَةِ الصَّحيحِ: "أبيضُ من اللَّبَنِ"، وكِلاهُما مُتقارِبانِ؛ لأنَّ المقصودَ بيانُ شِدَّةِ بَياضِه ولَمَعانِه وصَفائِه "مَن شَرِبَ منه شَربَةً لم يَظمَأْ بعدَها أبدًا"، أي: لا يَشعُرُ بعدَها بالعَطَشِ؛ لأنَّه من الجَنَّةِ.
في الحَديثِ: إثباتُ الحَوضِ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وبيانُ سَعَتِه.
وفيه: إخبارُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنِ الغَيبيَّاتِ مع ضَرورةِ الإيمانِ به.
وفيه: الحَثُّ على العَمَلِ الصَّالِحِ والثَّباتِ على الإيمانِ حتى نَلقى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونَفوزَ بالشُّربِ من حَوضِه( ).