الموسوعة الحديثية


- كنتُ عندَ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهُما فأتاهُ رجلٌ فسألَه : مَن أنتَ ؟ فمتَّ لهُ برَحِمٍ بَعيدةٍ ، فألانَ لهُ القَولَ ، وقال : قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ : اعرِفوا أنسابَكم تصِلُوا أرحامَكم ، فإنَّهُ لا قُرْبَ للرَّحِمِ إذا قُطِعَتْ وإن كانَت قريبةً ، ولا بُعْدَ لها إذا وُصِلَتْ وإن كانَت بَعيدةً
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : المطالب العالية | الصفحة أو الرقم : 3/108 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

اعرِفوا أنسابَكم، تصِلوا أرحامَكم؛ فإنه لا قُربَ بالرَّحِمِ إذا قُطِعَتْ و إن كانت قريبةً ، و لا بُعدَ بها إذا وُصِلَتْ و إن كانت بعيدةً.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 1051 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه الطيالسي (2880)، والحاكم (301)، والبيهقي (21091)


نظَّمَ الإسلامُ العَلاقاتِ بيْن الأرحامِ، واهتَمَّ اهتمامًا بالغًا بِصِلَةِ الأرحامِ، وأسَّسَ قواعدَ الرَّحمةِ والمودَّةِ في هذه العَلاقاتِ؛ حتى لا يُفسِدَها شَيءٌ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "اعْرِفوا أنْسابَكم"، وهذا أمْرٌ بمَعرفةِ الأنسابِ، وهي القَراباتُ، أي: تعرَّفوها وابْحَثوا عنها، والعِلْمُ بأصلِها إنَّما يقَعُ بتَظاهُرِ الأخبارِ وتَواتُرِها، ولا يُمكِنُ في أكثرِها مَعرفةُ العِيانِ، "تَصِلوا أرحامَكم" أي: مِن أجْلِ أنْ تَصِلوها بالإحسانِ، أو أنَّكم إنْ فعَلْتم ذلك وصَلْتُموها؛ "فإنَّه لا قُرْبَ بالرَّحِمِ إذا قُطِعَتْ وإنْ كانتْ قَريبةً، ولا بُعْدَ بها إذا وُصِلتْ وإنْ كانتْ بَعيدةً"، والمعنى: أنَّ قَطْعَ الأرحامِ يُوجِبُ النُّكرانَ والتنافُرَ بيْن الأقاربِ، وأنَّ الدرجةَ النَّسَبيةَ أقرَبُ مِن غيرِها، وعلى العكسِ؛ فإنَّ الإحسانَ وصِلَةَ الرَّحمِ يُوجِبانِ العِرْفانَ والقُرْبَ بيْن الأقاربِ وإنْ كانوا في الدَّرجةِ النَّسَبيةِ أبعدَ مِن غيرِهم، ويُحتمَلُ أنَّ المرادَ في القُربِ والبُعدِ المسافةُ والمكانُ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على تَتَبُّعِ القَراباتِ ومَعرفتِهم .