الموسوعة الحديثية


- وما أنا والدُّنْيَا ؟ و ما أنا والرَّقْمُ ؟
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم : 2421 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين | التخريج : أخرجه أبو داود (4149) مطولاً واللفظ له، وأخرجه البخاري (2613) مطولاً بلفظ: "ما لي وللدنيا"

وما أنا والدنيا ، وما أنا والرَّقْمُ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 7123 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أبو داود (4149) مطولاً واللفظ له، وأخرجه البخاري (2613) مطولاً بلفظ: "ما لي وللدنيا"


نَهَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن تَعليقِ تَصاويرِ ذواتِ الأرواحِ -الإنَسانِ والحيوانِ- في البُيوتِ، وغلَّظ في النَّهْيِ عنه، وأخبَرَ أنَّ الملائكةَ لا تَدخُلُ بيتًا فيه صورةٌ.
وهذه الرِّوايةُ جزءٌ من حديثٍ طويلٍ عِندَ أبي داودَ، وفيه يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أتى رضي الله عنها، فوَجَدَ على بابِها سِترًا" وكان سِترًا منقوشًا مُخطَّطًا مُلوَّنًا كما في الصَّحيحِ، والسِّترُ: قِطعَةٌ عادةً تكونُ من القُماشِ لتُستَرَ بها، "فلم يدخُلْ، قال: وقَلَّ ما كان يدخُلُ إلَّا بَدَأَ بها"، والمعنى أنَّ عادَتَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا دَخَلَ بيتَها بَدَأَ بها، فسلَّم عليها، ولكِنَّه لم يفعَلْ هذه المرَّةَ، ولم يدخُلْ، قال ابنُ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "فجاء علِيٌّ رضِيَ اللهُ عنه فرآها مُهتمَّةً" من الحُزنِ والهَمِّ، "فقال: ما لَكِ؟ قالت: جاء النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إليَّ فلم يدخُلْ، فأتاه علِيٌّ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ فاطِمَةَ رضي الله عنها اشتَدَّ عليها" بمعنى أحزَنَها حُزنًا شديدًا "أنَّك جِئتَها فلم تدخُلْ عليها، فقال: وما أنا والدُّنيا"، أي: ليس لي أُلفةٌ مع الدُّنيا، ولا للدُّنيا أُلفةٌ ومَحبَّةٌ معي حتى أرغَبَ إليها وأنبَسِطَ عليها، "وما أنا والرَّقْمُ" والرَّقمُ يُقصَدُ به السُّتورُ المنقوشةُ بصُوَرٍ ذواتِ الأرواحِ، والمعنى لا حاجَةَ لنا في اتِّخاذِ السَّتائِرِ المنقوشةِ على الأبوابِ والحوائِطِ، "فذَهَبَ إلى فاطِمَةَ، فأخبَرَها بقَولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالتْ: قُلْ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما تأمُرُني به؟ قال: قُلْ لها: فلُتُرسِلْ به إلى بني فُلانٍ" يكونون فُقراءَ وذوي الحاجةِ إلى لُبسِه.
وقد كانت كراهِيَةُ ذلك من النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على سَبيلِ الزُّهدِ؛ ولذلك قال: ((ما لي وَلِلدُّنيا؟!))، وقد كَرِهَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لابنتِه ما كَرِهَ لنفسِه من تَعْجيلِ الطَّيِّباتِ في الدُّنيا، وهو نظيرُ قولِه لها لمَّا سألتْه خادِمًا: ((أَلَا أَدُلُّكِ على خيرٍ من ذلك))، فعلَّمَها الذِّكرَ عندَ النَّومِ؛ ولذا أمَرَها أنْ تُرسِلَه لأهلِ بيتٍ بحاجةٍ إمَّا لاستخدامِه أو للاستفادَةِ من ثَمَنِه.
وفي الحديث: زُهدُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وتقلُّلُه من الدُّنيا.
وفيه: حُسنُ تربيةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأهلِه. .