الموسوعة الحديثية


- [ قيلَ ] لأنسِ أكنتُمْ تراهِنونَ على عَهْدِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ نعَم ، لقَد راهنَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ على فرسٍ يقالُ لَهُ سُبحةُ فسَبقَ النَّاسَ فَهَشَّ لذلِكَ وأعجبَهُ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن القيم | المصدر : الفروسية | الصفحة أو الرقم : 165 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد

عن موسى بنِ عُبيدٍ قال أصبحتُ في الحِجرِ بعدما صلَّينا الغداةَ فلما أسفَرْنا إذا فينا عبدُ اللهِ بنُ عمرَ رضيَ اللهُ عنهُما فجعل يستقرئُنا رجلًا رجلًا يقول أين صليتَ يا فلانُ قال يقول هاهنا حتى أتى عليَّ فقال أين صليتَ يا ابنَ عُبيدٍ فقلتُ هاهنا قال بخٍ بخٍ ما نعلم صلاةً أفضلَ عند اللهِ من صلاةِ الصبحِ جماعةً يومَ الجمُعةِ فسألوه فقالوا يا أبا عبدِ الرَّحمنِ أكنتم تُراهنونَ على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال نعم لقد راهن على فرسٍ يُقالُ له سَبحةُ فجاءت سابقةً
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل
الصفحة أو الرقم: 5/337 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه البيهقي (20269)


في هذا الحَديثِ يقولُ التابعيُّ موسى بنُ عُبَيدٍ: "أصبَحْتُ في الحِجْرِ" وهو: الحائِطُ المُستَديرُ إلى جانِبِ الكعبةِ، "بعدَما صَلَّينا الغَداةَ" وهي صَلاةُ الصُّبحِ، "فلما أسْفَرْنا"، أي: أضاءَ النَّهارُ، "إذا فينا عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما فجَعَلَ يَستَقْرِئُنا"، أي: يَسأَلُنا "رَجُلًا رَجُلًا يقولُ: أين صَلَّيتَ يا فُلانُ؟ قال: يقول: هاهنا" ويُشيرُ الشَّخصُ المَسْؤولُ إلى المَكانِ الذي صلَّى فيه "حتى أَتَى عَلَيَّ، فقال: أين صَلَّيتَ يا ابنَ عُبَيدٍ؟ فقُلتُ: هاهنا، قال: بَخٍ بَخٍ" وهي كَلِمَةٌ تُقالُ عندَ المدحِ والرِّضا بالشَّيءِ، وتُكرَّرُ لِلمُبالغةِ، "ما نعلَمُ صَلاةً أفضَلَ عندَ اللهِ من صَلاةِ الصُّبحِ جَماعَةً يومَ الجُمُعةِ"؛ وذلك لأنَّها أفضَلُ الخَمسِ صَلَواتٍ، ويومُ الجُمُعةِ أفضَلُ الأيامِ، والجَماعَةُ أفضَلُ من الصَّلاةِ فردًا، وهذه أفضلِيَّةٌ مُطلَقةٌ، فتُفيدُ أنَّها أفضَلُ من كُلِّ فريضةٍ، "فسأَلوه فقالوا: يا أبا عبدِ الرحمنِ أكُنتُم تُراهِنون على عَهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟" والمُراهَنَةُ هي المُسابَقَةُ على أنْ يكونَ للفائِزِ جائِزَةٌ معلومَةٌ أو قدْرٌ معلومٌ من المالِ، "قال: نَعَمْ، لقد راهَنَ"، أي: سابَقَ "على فَرَسٍ، يُقالُ له: سُبحَةُ"، أي: اسْمُه سُبحَةُ، من قولِهم: فَرَسٌ سَبَّاحٌ: إذا كان حَسَنَ مَدِّ اليديْنِ في الجَرْيِ، "فجاءَت سابِقَةً"، أي: رابِحَةً للسِّباقِ، سابِقَةً غيرَها من الخَيلِ، وفي روايةِ أحمدَ من حَديثِ أنسٍ رضِيَ اللهُ عنه: "فَبُهِشَ لذلك وأعْجَبَه"، أي: فَرِحَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لرِبحِ فَرَسِه السِّباقَ، فقد رَخَّصَ الشَّرعُ في السِّباقِ في الخَيلِ، والإِبِلِ، ورَمْيِ السِّهامِ، وأخذِ المالِ علَيها؛ لأنَّها عُدَّةُ القِتالِ في سَبيلِ اللهِ تَعالى، وفيها تَرْغيبٌ في الجِهادِ، وليس فيها المُراهَنَةُ على الأُمورِ المُحرَّمةِ.
وفي الحديثِ: بيانُ فَضيلةِ صَلاةِ الفَجرِ جَماعَةً صَباحَ يومِ الجُمُعةِ .