الموسوعة الحديثية


- أنَّ عبدَ اللهِ بنِ عمرَ خرج إلى مكةَ مُعتمِرًا في الفتنةِ ، فقال : إن صُدِدتُ عن البيتِ صنعْنا كما صنعْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فأهلَّ بعمرةٍ من أجل أنَّ النبيَّ كان أهلَّ بعمرةٍ عامَ الحُديبيةِ ، ثم إنَّ عبدَ اللهِ بنَ عمرَ نظر في أمره فقال : ما أمرُهما إلا واحدٌ ، قال : فالتفتَ إلى أصحابِه فقال : ما أمرُهما إلا واحدٌ ، أُشهدُكم أني قد أوجبتُ الحجَّ مع العمرةِ ، قال : ثم طاف طوافًا واحدًا ، ورأى أنَّ ذلك مُجزٍ عنه وأهدى
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن جرير الطبري | المصدر : تفسير الطبري | الصفحة أو الرقم : 2/292 | خلاصة حكم المحدث : متواتر

أهلَّ ابنُ عمرَ بالعمرةِ حين خرج من المدينةِ ، فقال : إن صُدِدتُ فعلتُ مثلَ الَّذي فعل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فلمَّا كان بالبيداءِ قال : ما شأنُهما إلَّا واحدًا ، أُشهِدُكم أنِّي أوجبتُ حجًّا مع عُمرتي ، قال : ثمَّ قدِم مكَّةَ فطاف بالبيتِ سبعًا ، وصلَّى ركعتَيْن خلف المقامِ ، وطاف بين الصَّفا والمروةِ ، ثمَّ قال : هكذا رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فعل
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الترمذي | المصدر : مختصر الأحكام
الصفحة أو الرقم: 4/218 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه البخاري (1640)، ومسلم (1230) بلفظ مقارب


مِن أركانِ الإسلامِ حَجُّ بيتِ اللهِ الحَرامِ، وقد حَجَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَجَّةَ الوَداعِ؛ وبيَّن للنَّاسِ مناسِكَهم، وقد نَقَلَ لنا الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم جميعَ هذه المناسِكِ، وبأدَقِّ تفاصيلِها.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التابعيُّ نافِعٌ مولَى ابنِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "أهَلَّ ابنُ عُمَرَ بالعُمرَةِ"، أي: أحرَمَ ونوَى العُمرَةَ، ورَفَعَ صوتَه بالتَّلبيةِ بها، "حين خَرَجَ من المدينَةِ" وكان ذلك في عامِ نَزَلَ الحجَّاجُ بابنِ الزُّبيرِ، "فقال: إنْ صُدِدتُ" بالمَنعِ عن الوُصولِ إلى مكَّةَ والبيتِ الحَرامِ، "فَعَلتُ مِثلَ الذي فَعَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" كما قال اللهُ تَعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]. وهو أنَّه إذا حُصِرَ، فإنَّه يتحلَّلُ في مكانِه وينحَرُ هَديَه الذي ساقَه، "فلمَّا كان بالبَيداءِ" وهو مَوضِعٌ بين مَكَّةَ والمدينةِ قُدَّامَ ذي الحُلَيفَةِ، "قال: ما شأنُهما إلَّا واحدًا" والمقصودُ أنَّ أحكامَ الحَجِّ والعُمرَةِ واحدةٌ، "أُشهِدُكم أنِّي أوجَبتُ حَجًّا مع عُمرَتي" فأَحرَمَ بهما معًا قارِنًا بينهما؛ لأنَّه أهدى هَديًا اشتَراهُ في الطَّريقِ مِن (قُدَيدٍ)، وهو مَوضِعٌ قَريبٌ مِن الجُحفَةِ، "قال: ثمَّ قَدِمَ مكَّةَ، فطافَ بالبيتِ سَبعًا" طَوافَ القُدومِ، "وصلَّى رَكعتينِ خَلْفَ المَقامِ" وهو مَقامُ إبراهيمَ عليه السَّلامُ خَلْفَ الكَعبةِ، "وطافَ بين الصَّفا والمَرْوَةِ" سَبعةَ أشواطٍ، "ثم قال: هكذا رَأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَعَلَ"، أي: في حَجَّةِ الوَداعِ، وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قارِنًا بين الحَجِّ والعُمرَةِ؛ ولذلك فإنَّ ابنَ عُمَرَ لم يَنحَرْ، ولَم يَحِلَّ مِن شَيءٍ حَرُمَ منه، ولَم يَحلِقْ، ولم يُقصِّرْ، إلى أنْ جاءَ يَومُ النَّحرِ فنَحَرَ وحَلَقَ، ورأى أنَّه قد قَضى طَوافَ الحَجِّ والعُمرَةِ بطَوافِه الأوَّلِ .