ترتيب النتائج حسب:: الراوي.
ترتيب النتائج حسب:: تاريخ وفاة المحدث.
ترتيب النتائج حسب:: الأحاديث المشروحة.
التشكيل
1 - أكْثِروا مِن غَرْسِ الجَنَّةِ فإنَّه عَذبٌ ماؤُها طَيِّبٌ تُرابُها فأكْثِروا مِن غِراسِها لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 10/101 | خلاصة حكم المحدث : فيه عقبة بن علي وهو ضعيف
التخريج : أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (12/ 364)، وفي ((الدعاء)) له (صـ 474).
2 - مثلُ الصلواتِ الخمسِ كمثلِ نهرٍ عَذبٍ جارٍ أو غَمْرٍ على بابِ أحدِكم يغتسلُ منه كلَّ يومٍ خمسَ مراتٍ ما يبقَى عليه مِن دَرَنِه
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 1/303 | خلاصة حكم المحدث : فيه داود بن الزبرقان وهو ضعيف
التخريج : أخرجه محمد بن نصر المروزي في ((تعظيم قدر الصلاة)) (94)، وأبو يعلى (3988) واللفظ له، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (2/344)
3 - مَثَلُ الصَّلواتِ الخمسِ كمَثَلِ نهرٍ عَذْبٍ يجري عندَ بابِ أحدِكم يغتسِلُ فيه كلَّ يومٍ خمسَ مرَّاتٍ فماذا يبقى عليه من الدَّرَنِ
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 1/305 | خلاصة حكم المحدث : فيه عفير بن معدان وهو ضعيف جدا
4 - من قتل نفسَه بشيءٍ في الدنيا عُذِّبَ به في الآخرةِ
الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 10/398 | خلاصة حكم المحدث : فيه إسحاق بن إدريس وهو متروك
5 - إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لا يُعَذِّبُ العامَّةَ بعمَلِ الخاصةِ حتى يَرَوُا المنكرَ بينَ ظَهْرانَيْهِمْ وهم قَادِرونَ عَلَى أنْ يُنْكِرُوهُ فَلَا يُنْكِرُوهُ فإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَذَّبَ اللهُ العامَّةَ والخاصَّةَ
الراوي : جد عدي بن عدي الكندي | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 7/270 | خلاصة حكم المحدث : فيه رجل لم يسم وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات
6 - في تسميةِ من شَهِدَ بدرًا من الأنصارِ ثم من بني أَصرَمَ بنِ فِهرِ بنِ غَنْمِ بنِ عوفِ بنِ الحارثِ بنِ الخزرجِ أوسُ بنُ الصَّامتِ أخو عُبادَةَ , ومِمَّن شَهِدَ العقبةَ من الأنصارِ ثم من بني عمرِو بنِ مالكِ بنِ النَّجَّارِ , وشَهِدَ بدرًا أَوسُ بنُ ثابتِ بنِ المُنذرِ لا عَقِبَ له , ومن الأنصارِ ثم من بني قَربوسَ بنِ غَنْمِ بنِ سالمٍ أُمَيَّةُ بنُ لَوْذَانَ بنِ سالِمِ بنِ ثابتٍ بنِ هَزَّالِ بنِ عمرو بنِ قربوسَ بنِ غَنْمٍ , وأُنَيْسَةُ مَوْلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ , ومن قريشٍ ثم من بني مخزومِ بنِ يَقَظةَ بنِ مُرَّةَ بنِ كعبٍ الأرقمُ بنُ أبي الأرقَمِ واسمُ ابنِ أبي الأرقمِ عبدُ منافٍ ويُكَنَّى أبا خِنْدَفِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ مخزوم , وبلالٌ مولى أبي بكرٍ , وممن شهد العقبةَ الذين بايعوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من الأنصارِ من بني عبيدِ بنِ عديِّ بشرُ بنُ البراءِ بنِ معرورٍ وقد شهد بدرًا , ومن الأنصارِ ثم من بني الحرثِ بنِ الخزرجِ بشيرُ بنُ سعدٍ وقد شهد بدرًا , وشهد بدرًا من الأنصارِ من بني مالكِ بنِ ثعلبةَ بنِ كعبِ بنِ الخزرجِ بشيرُ بنُ سعدِ بنِ ثعلبةَ بنِ جُلَاسٍ ومن الأنصارِ ثم من بني طريفِ بنِ الخزرجِ بَسْبَسٌ الجُهَنِيُّ حليفٌ لهم , ومن الأنصارِ ثم من بني خلدةَ بنِ عوفِ بن الحرثِ بنِ الخزرجِ تميمُ بنُ يغارَ بنِ قيسِ بنِ عديٍّ , ومن الأنصارِ تميمٌ مولى بني غَنمِ بنِ السلَمِ بنِ مالكِ بنِ الأوسِ بنِ حارثةَ , ومن الأنصارِ تميمٌ مولى خَرَاشِ بنِ الصِّمَّةَ , ومن الأنصارِ ثم من الخزرج ثم من بني سلمةَ تميمٌ مولى خَرَاشِ بنِ الصِّمَّةَ , ومن الأنصارِ ثم من بني العجلانِ ثابتُ بنُ أقرمِ بنِ ثعلبةَ بنِ عديِّ بنِ العجلانِ , ومن الأنصارِ ثم من بني عديِّ بن النجارِ بنِ أوسٍ ثابتُ بنُ أوسِ بنِ المنذرِ بنِ حرامِ بنِ عمرِو بنِ زيدِ مناةَ بنِ عديِّ بنِ عمرٍو وشهد بدرًا ثابتُ بنُ عمرَ بنِ زيدِ بنِ عديِّ بنِ سوادِ بنِ عصمةَ أو عصبةَ حليفٌ لهم من أشجعَ , ومن الأنصارِ ثعلبةُ بنُ عمرِو بنِ محصنِ بنِ عبيدٍ , ومن الأنصارِ ثم من بني جُشَمِ بنِ الخزرجِ ثعلبةُ الذي يُقالُ له الجَذِعُ ؛ ومن الأنصارِ ثعلبةُ بنُ عتمةَ , ومن الأنصارِ جبيرُ بنُ إياسِ بنِ خالدِ بنِ مخلدِ بنِ زُريقٍ , ومن الأنصارِ ثم من بني دينارِ بنِ النجارِ جابرُ بنُ خالدِ بنِ عبدِ الأشهلِ لا عقِبَ له , ومن الأنصارِ ثم من بني الحرثِ بنِ الخزرجِ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ رئابِ بنِ نعمانِ بنِ سنانٍ , ومن الأنصارِ ثم من بني معاويةَ بنِ عمرِو بنِ عوفٍ جابرُ بنُ عتيكِ بنِ الحرثِ بنِ قيسِ بنِ حبشيةَ , وقال ابنُ إسحقَ ابنُ هيشةَ , ومن الأنصارِ ثم من بني حابسِ بنِ سنانِ بنِ عبيدِ بنِ عديِّ بنِ غَنمٍ وشهد بدرًا حاطبُ بنُ بلتعةَ , ومن الأنصارِ ثم من بني عُبيدِ بنِ عديِّ بنِ غَنمِ بنِ كعبِ بنِ سلمةَ حارثةُ بنُ الحميرِ من أشجعَ بنِ دهمانَ , وشهد بدرًا الحارثُ بنُ سوَّادٍ , ومن الأنصارِ ثم من بني النجارِ الحارثُ بنُ سراقةَ , ومن الأنصارِ ثم من بني عبدِ الأشهلِ الحارثُ بنُ معاذِ بنِ النعمانِ , وشهِد العقبةَ من الأنصارِ ثم من بني زُريقٍ الحارثُ بنُ قيسِ بنِ مَخْلَدٍ وقد شهد بدرًا وهو أبو خالدٍ , ومن الأنصارِ ثم من بني مبذولٍ الحارثُ بنُ الصِّمَّةِ بنِ عبيدِ بنِ عامرٍ , ومن الأنصارِ ثم من بني عبدِ الأشهلِ الحارثُ بنُ معاذِ بنِ النعمانِ , ومن الأنصارِ الحارثُ بنُ خزمةَ بنِ أبي غَنمِ بنِ سالمِ بنِ عوفِ بنِ الحرثِ بنِ الخزرجِ , ومن الأنصارِ ثم من بني جُشَمِ بنِ الحرثِ بنِ الخزرجِ حريثُ بنُ زيدٍ , ومن الأنصارِ ثم من بني زُريقٍ ذكوانُ بنُ عبدِ قيسِ بنِ خَلْدَةَ وكان خرج من المدينةِ إلى مكةَ مهاجرًا إلى اللهِ وقد شهِد بدرًا , ومن الأنصارِ ثم من بني زَعْورِ بنِ عبدِ الأشهلِ بنِ يزيدَ رافعُ بنُ يزيدَ , ومن الأنصارِ رافعُ بنُ المعلَّى بنِ لوذانِ بنِ حارثةَ بنِ عديِّ بنِ زيدِ بنِ مناةَ بنِ حبيبِ بنِ حارثةَ بنِ عَصْبِ بنِ جُشَمِ بنِ الخزرجِ اسْتُشْهِد يومَ بدرٍ , ومن الأنصارِ رافعُ بنُ جَعْدَبَةَ , ومن الأنصارِ رافعُ بنُ الحرثِ بنِ سوَّادِ بنِ زيدِ بنِ ثعلبةَ وعن عروةَ أيضًا أنَّ بشيرَ بنَ عبدِ المنذرِ والحارثِ بنِ حاطبٍ خرجا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى بدرٍ فرجَعَهُما وأمَّر أبا لبابةَ على المدينةِ وضرب لهما بسهمينِ مع أصحابِ بدرٍ , وشهد العقبةَ من الأنصارِ ثم من بني زُريقٍ رفاعةُ بنُ رافعِ بنِ مالكِ بنِ عجلانَ بنِ عمرِو بنِ زُريقٍ وهو نقيبٌ وقد شهد بدرًا , وشهد بدرًا من خلفاءِ بني عبدِ شمسِ بنِ عبدِ منافٍ ربيعةُ بنُ أكتمَ من بني أسدِ بنِ خزيمةَ , وشهد العقبةَ رفاعةُ بنُ قيسِ بنِ عمرِو بنِ ثعلبةَ بنِ مالكِ بنِ سالمِ بنِ غنمِ بنِ عوفِ بنِ الحرثِ , وقد شهد بدرًا وكان ممن خرجا مهاجرًا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ , وشهد بدرًا من الأنصارِ ثم من بني لَوْذَانَ بنِ غَنمِ بنِ عوفِ بنِ الخزرجِ ربيعُ بنُ إياسِ بنِ غَنمِ بنِ أميةَ بنِ لَوْذَانَ بنِ غَنمِ , وشهد بدرًا زيدُ بنُ حارثةَ بنِ شراحيلَ بنِ كعبِ بنِ عبدِ العزَّى بنِ يزيدَ بنِ امرئِ القيسِ الكلبيِّ أنعمَ اللهُ عليْه ورسولُه , ومن قريشٍ ثم من بني عديِّ بنِ كعبٍ زيدُ بنِ الخطابِ , وشهد العقبةَ من الأنصارِ ثم من بني عمرِو بنِ مالكِ بنِ النجارِ وهم بنو جَدِيلةَ أبو طلحةَ زيدُ بنُ سهلِ بنِ الأسودِ وقد شهد بدرًا وهو نقيبٌ , قال الطبراني قال ابنُ لهيعةَ سهلُ بنُ زيدِ بدلُ زيدِ بنِ سهلٍ وشهد بدرًا من الأنصارِ ثم من بني جشمِ بنِ الخزرجِ زيدُ بنُ الحرثِ بنِ الخزرجِ ومن الأنصارِ ثم من بني حدْرةَ بنِ عوفِ بنِ الحرثِ بنِ الخزرجِ وهو بنو الحُبَلِيِّ زيدُ بنُ المرسِ ومن الأنصارِ ثم من بني سالمِ بنِ غنمِ بنِ عوفِ بنش الخزرجِ وهم بنو الحُبَلِيِّ زيدُ بنُ عمرِو بنِ وديعةَ بنِ عمرِو بنِ قيسِ بنِ جَزِيِّ بنِ عديِّ بنِ مالكِ بنِ سالمِ بنِ غَنمِ بنِ عوفِ بنِ الخزرجِ ومن الأنصارِ زيدُ بنُ أسلمَ بنِ ثعلبةَ بنِ عديِّ ومن الأنصارِ ثم من بني بياضةَ بنِ عامرِ بنِ زُريقِ بنِ عبدِ حارثةَ زيادُ بنُ لبيدِ بنِ ثعلبةَ بنِ سنانَ بنِ عامرِ بنِ عديِّ بنِ أميةَ بنِ بياضةَ ومن الأنصارِ سعدُ بنُ معاذِ بنِ امرئِ القيسِ بنِ عبدِ الأشهلِ وشهد العقبةَ من الأنصارِ ثم من بني ساعدةَ بنِ كعبِ بنِ الخزرجِ سعدُ بنُ عبادةَ بنِ دُلَيْمِ بنِ حارثةَ بنِ خزيمةَ وهو نقيبٌ وقد شهد بدرًا وشهد بدرًا من الأنصارِ ثم من بني عمرِو بنِ عوفِ سعدُ بنُ خيثمةَ ومن الأنصارِ ثم من بني عبدِ بنِ كعبِ بنِ عبدِ الأشهلِ سعدُ بنُ زيدِ بنِ مالكِ بنِ عبدِ بنِ كعبٍ ومن الأنصارِ ثم من بني دينارِ بنِ النجارِ سعدُ بنُ سهلِ بنِ عبدِ الأشهلِ بنِ حارثةَ بنِ دينارِ بنِ النجارِ ومن الأنصارِ ثم من بني سوَّادَ بنِ كعبِ واسمُ كعبٍ ظُفَرُ سعدُ بنُ عبيدِ بنِ النعمانَ ومن الأنصارِ سعدُ بنُ النعمانَ بنِ قيسٍ وشهد بدرًا سعدٌ مولى حاطبِ بنِ أبي بلتعةَ وسعدٌ مولى حَوْلِيٍّ وهو رجلٌ من مَذْحِجٍ ومن الأنصارِ ثم من بني جَشمِ بنِ الخزرجِ سهلُ بنُ عديٍّ ومن قريشٍ ثم من بني الحرثِ بنِ فهرٍ سُهيلُ بنُ بيضاءَ وشهد العقبةَ من الأنصارِ ثم من الأوسِ ثم من بني عبدِ الأشهلِ سلمةُ بنُ سلامةَ بنِ وقْشٍ وقد شهد بدرًا , ومن قريشٍ ثم من بني عبدِ شمسِ بنِ عوفٍ سالمٌ مولى أبي حذيفةَ , ومن الأنصارِ ثم من بني ساعدةَ أبو دجانةَ سِماكُ بن خرشةَ بنِ أوسِ بنِ لَوْذَانَ بنِ عبدِ ودِّ بنِ زيدِ بنِ ثعلبةَ وشهد العقبةَ لبيعةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من الأنصارِ ثم من بني سلمةَ بنِ زيدِ بنِ جُشمٍ نَهيكُ بنُ نعمانِ بنِ خنساءَ وقد شهد بدرًا , وشهد بدرًا من الأنصارِ عثمانُ بنُ عمرِو بنِ رفاعةَ بنِ الحرثِ بنِ سوَّادةَ , ومن الأنصارِ ثم من بني الحرثِ بنِ الخزرجِ ثم من بني امرئِ القيسِ بنِ ثعلبةَ بنِ كعبِ بنِ الخزرجِ عبدُ اللهِ بنُ رواحةَ وشهد العقبةَ لبيعةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من الأنصارِ ثم من بني حارثةَ بنِ الحرثِ عبدُ اللهِ بنِ سرخسَ بنِ النعمانِ بنِ أميةَ بنِ البُرَكِ وهو بدريٌّ وشهدها من الأنصارِ ثم من بني حرامِ بنِ كعبِ بنِ عمرِو بنِ غَنمِ بنِ كعبِ بنِ سلمةَ عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ حرامٍ وهو نقيبٌ وقد شهد بدرًا وشهد بدرًا من الأنصارِ ثم من بني عوفِ بنِ الخزرجِ ثم من بني عبيدِ اللهِ بنِ مالكِ بنِ سالمِ بنِ غانمِ بنِ الخزرجِ وهو الحُبَلِيُّ عبدُ اللهِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أُبيِّ ابنِ سلولٍ ومن الأنصارِ عبدُ اللهِ بنُ طارقِ البَلويِّ حليفٌ لهم , ومن الأنصارِ ثم من بني عمرِو بنِ عوفٍ عبدِ اللهِ بنِ سلمةَ بنِ مالكِ بنِ الحرثِ بنِ عديِّ بنِ العجلانِ , ومن الأنصارِ ثم من بني حدرةَ بنِ عوفِ بنِ الحرثِ بنِ الخزرجِ عبدُ اللهِ بنُ عرفطةَ ومن الأنصارِ ثم من بني حدرةَ بنِ عوفٍ عبدُ اللهِ بنِ عميرٍ , ومن الأنصارِ ثم من بني الأبجرِ بنِ عوفِ بنِ الحرثِ بنِ الخزرجِ عبدُ اللهِ بنِ ربيعِ بنِ قيسِ بنِ عمرِو بنِ عايدِ بنِ الأبْجرِ , ومن الأنصارِ ثم من بني لَوْذَانَ بنِ غَنمِ عبدُ اللهِ بنِ ثعلبةَ بنِ حزمةَ بنِ أصرمَ حليفٌ لهم , ومن الأنصارِ ثم من بني عُبيدِ بنِ عديِّ بنِ غَنمِ بنِ كعبِ بنِ سلمةَ ثم من بني خنساءَ بنِ شيبانَ بنِ عُبيدٍ عبدُ اللهِ بنِ جدِّ بنِ قيسِ بنِ صخرِ بنِ خنساءَ , ومن الأنصارِ عبدُ اللهِ بنِ الحميرِ الأشجعيِّ حليفٌ لهم من أشجعَ , ومن الأنصارِ ثم من بني خنساءَ عبدُ اللهِ بنُ عبدِ منافِ بنِ نعمانَ بنِ شيبانَ بنِ عُبيدِ بنِ عديِّ بنِ غنمِ بنِ كعبِ بنِ سلمةَ عبدُ اللهِ بنِ قيسِ بنِ صخرِ بنِ جذامِ بنِ ربيعةَ بنِ عديِّ بنِ غنمِ , واسْتُشهدَ ببدرٍ من المسلمينَ ثم من قريشٍ عُبيدةَ بنِ الحرثِ بنِ المطلبِ قتلَه شيبةُ بنُ ربيعةَ قطع رجلَه فمات بالصفراءِ , وشهد بدرًا من الأنصارِ ثم من بني الحارثِ بنِ الخزرجِ بنِ عمرِو بنِ مالكِ بنِ الأوسِ أبو قيسِ بنِ جبرِ بنِ عمرِو بنِ زيدِ بنِ جُشَمِ بنِ حارثةَ , ومن قريشٍ ثم من بني تيمِ بنِ مرَّةَ عامرُ بنُ فهيرةَ مولى أبي بكرٍ , ومن الأنصارِ عمارةُ بنُ حزمِ بنِ زيدٍ , ومن الأنصارِ ثم من بني مازنِ بنِ النجارِ ثم من بني خنساءَ بنِ مُدْرِكِ بنِ عمرِو بنِ غنمِ بنِ مازنٍ عميرٌ ويُكنَّى عميرٌ أبو داودَ بنَ عامرِ بنِ مالكِ بنِ خنساءَ بنِ مُدْركٍ , واسْتُشْهِدَ من المسلمينَ يومَ بدرٍ من قريشٍ ثم من بني زهرةَ عميرُ بنُ أبي وقاصٍ , وشهد بدرًا عروةُ بنُ عتبةَ بنُ غزوانَ بنِ جابرِ بنِ وهبِ بنِ بشيرِ بنِ مالكِ بنِ مازنِ بنِ منصورِ بنِ عكرمةَ بنِ خَصْفةَ بنِ قيسِ عيلانَ من مضرَ حليفُ نوفلِ بنِ عبدِ منافٍ , ومن الأنصارِ ثم من بني سالمٍ عَتبانُ بنُ مالكِ بنِ عمرِو بنِ عجلانَ بنِ زيدِ بنِ غَنمِ بنِ سالمِ بنِ عوفِ بنِ عمرِو بنِ الخزرجِ , ومن الأنصارِ ثم من بني بياضةَ فروةُ بنُ عمرٍو وقد شهِد بدرًا , وشهد العقبةَ من الأنصارِ ثم من بني مازنِ بنِ النجارِ بنِ قيسِ بن أبي صعصعةَ زيدُ بنُ عوفِ بنِ مبذولٍ , وشهد بدرًا من الأنصارِ ثم من بني سوَّادِ بنِ كعبٍ واسمُ كعبٍ ظُفَرُ قتادةُ بنُ النعمانِ , وشهد بدرًا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبو مرثدٍ الغَنَوِيُّ حليفُ حمزةَ بنِ عبدِ المطلبِ ومات أبو مرثدٍ سنةَ ثنتي عشرةَ وهو ابنُ ستٍّ وستينَ سنةً , ومن الأنصارِ ثم من بنى زَعْوَرا بنِ عبدِ الأشهلِ محمدُ بنُ مسلمةَ بنِ خالدِ بنِ مجْدَعةَ بنِ حارثةَ بنِ الحرثِ , وشهِد العقبةَ من الأنصارِ ثم من الأوسِ ثم من بني عبدِ الأشهلِ أبو الهيثمَ بنُ النبهانِ وهو نقيبٌ وقد شهِد بدرًا وهو أوُّلُ من بايع بالعقبةِ , وشهِد العقبةَ من الأنصارِ ثم من بني سلمةَ معاذُ بنُ جبلِ بنِ عمرِو بنِ عايدِ بنِ عديِّ بن شاردةَ بنِ تَزِيدَ بنِ جُشْمٍ وقد شهِد بدرًا , وشهِد بدرًا المقدادُ بنُ عمرٍو , وشهِد بدرًا مرثدُ بنُ أبي مرثدِ الغنويِّ , وشهِد العقبةَ من الأنصارِ ثم من بني حارثةَ أبو بردةَ بنُ نَيَّارِ بنِ عمرِو بنِ عبيدِ وهو حليفٌ لهم من بَلِىٍّ وهو بدريٌّ
الراوي : عروة بن الزبير | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 6/100 | خلاصة حكم المحدث : فيه ابن لهيعة وحديثه حسن إذا توبع وقد توبع
7 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أتى بفرسٍ يجعَلُ كلَّ خطوٍ منه أقصى بصرِه فسار وسار معه جبريلُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتى على قومٍ يزرَعونَ في يومٍ ويحصُدونَ في يومٍ كلَّما حصَدوا عاد كما كان فقال جبريلُ : مَن هؤلاءِ قال : هؤلاءِ المجاهِدونَ في سبيلِ اللهِ تُضاعَفُ لهم الحسنةُ بسبعِمائةِ ضعفٍ وما أنفَقوا من شيءٍ فهو يُخلِفُه ثُمَّ أتى على قومٍ تُرضَخُ رؤوسُهم بالصَّخرِ كلَّما رُضِخَت عادت كما كانت ولا يفتُرُ عنهم من ذلك شيءٌ قال يا جبريلُ مَن هؤلاءِ ِ قال : أقبالُهم رقاه يسرَحونَ كما تسرَحُ الأنعامُ إلى الضَّريعِ والزَّقُّومِ ورَضْفِ جهنَّمَ قال : ما هؤلاءِ ِ يا جبريلُ قال : هؤلاءِ الَّذين لا يُؤدُّونَ صدقاتِ أموالِهم وما ظلَمهم اللهُ وما اللهُ بظلَّامٍ للعبيدِ ثُمَّ أتى على قومٍ بينَ أيديهم لحمٌ في قدرٍ نضيجٌ ولحمٌ آخرُ نيِّء خبيثٌ فجعَلوا يأكُلونَ الخبيثَ ويَدَعونَ النَّضيجَ الطَّيِّبَ قال : يا جبريل مَن هؤلاءِ ؟ قال الرَّجلُ : الرَّجلُ من أمَّتِك يقومُ من عند امرأتِه حلالًا فيأتي المرأةَ الخبيثةَ فيَبيتُ معها حتَّى يُصبِحَ والمرأةُ تقومُ من عندِ زوجِها حلالاً طيِّبًا فتأتي الرَّجلَ الخبيثَ فتَبيتُ عندَه حتَّى تُصبِحَ ثُمَّ أتى على رجلٍ قد جمَع حزمةً عظيمةً لا يستطيعُ حملَها وهو يُرِيدُ أن يزيدَ عليها فقال : يا جبريلُ مَن هذا ؟ قال : رجلٌ من أمَّتِك عليه أمانةُ النَّاسِ لا يستطيعُ أداءَها وهو يزيدُ عليها ثُمَّ أتى على قومٍ تُقرَضُ شفاهُم ألسنتُهم بمقاريضَ من حديدٍ كلَّما قُرِضَت عادت كما كانت لا يفتُرُ عنهم من ذلك شيءٌ قال : يا جبريلُ ما هؤلاءِ ؟ قال : خطباءُ الفتنةِ ثُمَّ أتى على جُحرٍ صغيرٍ يخرُجُ منه ثورٌ عظيمٌ فيُرِيدُ الثَّورُ أن يدخُلَ من حيث خرَج فلا يستطيعُ فقال : ما هذا يا جبريلُ قال : هذا الرَّجلُ يتكلَّمُ بالكلمةِ العظيمةِ فيندَمُ عليها فيُرِيدُ أن يرُدَّها فلا يستطيعُ ثُمَّ أتى علي وادٍ فوجَد ريحًا طيِّبةً ووجَد ريحَ مسكٍ مع صوتٍ فقال : ما هذا قال : صوتُ الجنَّةِ تقول يا ربِّ إئتِني بأهلي وبما وعَدْتَني فقد كثُر غرسي وحريري وسندسي وإستبرقي وعَبْقَرِي ومرجاني وقصبي وذَهَبي وأكوابي وصِحافي وأباريقي وفواكهي وعسلي وثيابي ولبني وخمري إئتني بما وَعَدْتَني قال : لك كلُّ مسلمٍ ومسلمةٍ ومؤمنٍ ومؤمنةٍ ومَن آمن بي وبرسلي وعمِل صالحًا ولم يُشرِكْ بي شيئًا ولم يتَّخذْ من دوني أندادًا فهو آمنٌ ومَن سأَلني أعطَيْتُه ومَن أقرَضني جزَيْتُه ومَن توكَّل عليَّ كفَيْتُه إنِّي أنا اللهُ لا إلهَ إلا أنا لا خُلْفَ لميعادي قد أفلَح المؤمِنونَ تبارَك اللهُ أحسنُ الخالِقينَ فقالت : قد رضيتُ ثُمَّ أتى على وادٍ فسمِع صوتًا منكرًا فقال : يا جبريلُ ما هذا الصَّوتُ ؟ قال : هذا صوتُ جهنَّمَ تقولُ يا ربَّ إئتِني بأهلي وبما وعَدْتَني فقد كثُر سلاسلي وأغلالي وسَعيري وحَميمي وغَسَّاقي وغِسْلِيني وقد بعُد قعري واشتدَّ حرِّي ائتِني بما وعَدْتَني قال : لكِ كلُّ مشركٍ ومشركةٍ وخبيثٍ وخبيثةٍ وكلُّ جبَّارٍ لا يُؤمِنُ بيومِ الحسابِ قالت : قد رضيتُ ثُمَّ سار حتَّى أتى ببيت المقدسِ فنزَل فربَط فرسَه إلى صخرةٍ فصلَّى مع الملائكةِ فلَّما قُضِيَتِ الصَّلاةُ قالوا : يا جبريلُ مَن هذا معك ؟ قال : هذا محمَّدٌ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خاتمُ النَّبيِّينَ قالوا : وقد أُرسِل إليه قال : نَعَم قالوا : حيَّاه اللهُ من أخٍ وخليفةٍ فنِعْمَ الأخُ ونِعْمَ الخليفةُ ثُمَّ لقوا أرواحَ الأنبياءِ فأثنَوْا على ربِّهم تعالى فقال إبراهيمُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : الحمدُ للهِ الَّذي اتَّخذني خليلًا وأعطاني مُلكًا عظيمًا وجعَلني أمَّةً قانتًا واصطفاني برسالتِه وأنقَذني من النَّارِ وجعَلها عليَّ بردًا وسلامًا ثُمَّ إنَّ موسى عليه السَّلامُ أثنى على ربِّه فقال : الحمدُ للهِ الَّذي كلَّمني تكليمًا واصطفاني وأنزَل على التَّوراةِ وجعَل هلاكَ فرعونَ على يديَّ ونجاةَ بني إسرائيلَ على يديَّ ثُمَّ إنَّ داودَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أثنى على ربِّه فقال : الحمدُ للهِ الَّذي جعَل لي مُلكًا وأنزَل عليَّ الزَّبورَ وألان لي الحديدَ وسخَّر لي الجبالَ يُسبِّحْنَ معي والطَّيرَ وآتاني الحكمةَ وفصلَ الخطابِ ثُمَّ إنَّ سليمانَ عليه السَّلامُ أثنى على ربِّه تبارَك وتعالى فقال : الحمدُ لله الَّذي سخَّر لي الرِّياحَ والجنَّ والإنسَ وسخَّر لي الشياطينَ يعمَلونَ ما شِئْتُ من محاريبَ وتماثيلَ وجِفانٍ كالجوابي وقُدورٍ راسياتٍ وعلَّمني منطقَ الطَّيرِ وأسال لي عينَ القِطْرِ وأعطاني مُلكًا لا ينبَغي لأحدٍ من بعدي ثُمَّ إنَّ عيسى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أثنى على ربِّه فقال : الحمدُ للهِ الَّذي علَّمني التَّوارةَ والإنجيلَ وجعَلني أبريء الأكمهَ والأبرصَ وأحي الموتى بإذنِه ورفَعني وطهَّرني من الَّذين كفَروا وأعاذني وأمِّي من الشَّيطانِ الرَّجيمِ ولم يجعَلْ للشَّيطانِ علينا سبيلًا ، وأنَّ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أثنى على ربِّه فقال : كلُّكم أثنى على ربِّه وأنا مُثْنٍ على ربِّي الحمدُ للهِ الَّذي أرسَلني رحمةً للعالَمينَ وكافَّةً للنَّاسِ بشيرًا ونذيرًا وأنزل عليَّ القرآنَ فيه تبيانُ كلِّ شيءٍ وجعَل أمَّتي خيرَ أمَّةٍ أُخرِجَت للنَّاسِ وجعَل أمَّتي وسطًا وجعَل أمَّتي هم الأوَّلونَ وهم الآخِرونَ وشرَح لي صدري ووضَع عنِّي وِزْري ورفَع لي ذكري وجعَلني فاتحًا وخاتمًا فقال إبراهيمُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : بهذا فضَلكم محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثُمَّ أتى بآنيةٍ ثلاثةٍ مغطَّاةٍ فدُفِع إليه أناءٌ فيه ماءٌ فقيل له أشرَبْ ثُمَّ دُفِع إليه أناءٌ آخرُ فيه لبنٌ فشرِب حتَّى روَى ثُمَّ دُفِع إليه إناءٌ فيه خمرٌ فقال : قد رويتُ لا أذوقُه فقيل له أصَبْتَ أمَا إنَّها ستُحرَّمُ على أمَّتِك ولو شرِبْتَها لم يتَّبِعْك من أمَّتِك إلَّا قليلٌ ثُمَّ صعِد به إلى السَّماءِ فاستَفْتَح جبريلُ فقيل : مَن هذا ؟ قال : جبريلُ قيل ومَن معك ؟ قال : محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالوا : وقد أُرسِل إليه قال : نَعَم قالوا : حيَّاه اللهُ من أخٍ وخليفةٍ فنِعْمَ الأخُ ونِعْمَ الخليفةُ ونِعْمَ المجيءُ جاء فدخَل فإذا بشيخٍ جالسٍ تامِّ الخلقِ لم ينقُصْ من خلقِه شيئًا كما ينقُصُ من خلقِ البشرِ عن يمينِه بابٌ يخرُجُ منه ريحٌ طيِّبةٌ وعن شمالِه بابٌ تخرُجُ منه ريحٌ خبيثةٌ إذا نظَر إلى البابِ الَّذي عن يمينِه ضحِك وإذا نظَر إلى البابِ الَّذي عن يسارِه بكى وحزِن فقال : يا جبريلُ مَن هذا الشَّيخُ وما هذانِ البابانِ ؟ قال : هذا أبوك آدمُ وهذا البابُ عن يمينِه بابُ الجنَّةِ إذا رأى مَن يدخُلُه من ذرِّيَّتِه ضحِك واستَبْشَر وإذا نظَر إلى البابِ عن شمالِه بابِ جهنَّمَ مَن يدخُلُه من ذرِّيَّتِه بكى وحزِن ثُمَّ صعِد إلى السَّماءِ الثَّانيةِ فاستَفْتَح فقال مَن هذا ؟ فقال : جبريلُ قالوا : ومَن معك ؟ قال : محمَّدٌ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالوا وقد أُرسِل إليه قال : نَعَم ، قالوا : حيَّاه اللهُ من أخٍ وخليفةٍ فنِعْمَ الأخُ ونِعْمَ الخليفةُ ونِعْمَ المجيءُ جاء ، فدخَل فإذا هو بشابَّينِ فقال : يا جبريلُ : ما هذان الشابَّانِ ؟ قال : هذا عيسى ويحيى ابنا الخالةِ ، ثُمَّ صعِد إلى السَّماءِ الثَّالثةِ فاستَفتَح جبريلُ فقالوا : مَن هذا معك ؟ قال : محمَّدٌ ، قالوا : وقد أُرسِل إليه ؟ قال : نَعَم ، قالوا : حيَّاه اللهُ من أخٍ وخليفةٍ فنِعْمَ الأخُ ونِعْمَ الخليفةُ ونِعْمَ المجيءُ جاء ، فدخَل فإذا هو برجلٍ جالسٍ قد فُضِّل على النَّاسِ في الحُسنِ كما فُضِّل القمرُ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ ، فقال : يا جبريلُ مَن هذا ؟ قال : هذا أخوك يوسُفُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ثُمَّ صعِد إلى السَّماءِ الرَّابعةِ فاستَفتَح جبريلُ فقالوا : مَن هذا معك ؟ قال : محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، قالوا : وقد أُرسِل غليه ؟ قال : نَعَم . قالوا : حيَّاه اللهُ من أخٍ وخليفةٍ ونِعْمَ المجيءُ جاء ، فدخَل فإذا هو برجلٍ فقال : يا جبريلُ ما هذا الرَّجلُ الجالسُ ؟ قال : هذا أخوك إدريسُ رفَعه اللهُ مكانًا عَلِيًّا ، ثُمَّ صعِد به إلى السَّماءِ الخامسةِ فاستَفتَح جبريلُ فقالوا : مَن هذا معك ؟ قال : محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، قالوا : وقد أُرسِل إليه ؟ قال : نَعَم ، قالوا : حيَّاه اللهُ من أخٍ وخليفةٍ فنِعْمَ الأخُ ونِعْمَ الخليفةُ ونِعْمَ المجيءُ جاء ، فدخَل فإذا هو برجلٍ جالسٍ يقُصُّ عليهم ، قال : يا جبريلُ مَن هذا ؟ ومَن هؤلاءِ الَّذين حولَه ؟ قال : هذا هرونُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المخلَّفُ في قومِه وهؤلاءِ قومُه من بني إسرائيلَ ، ثُمَّ صعِد به إلى السَّماءِ السَّادسةِ فاستَفتَح جبريلُ فقالوا : مَن هذا معك ؟ قال : محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، قالوا : وقد أُرسِل إليه ؟ قال : نَعَم ، قالوا : حيَّاه اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ فنِعْمَ الأخُ ونِعْمَ الخليفةُ ونِعْمَ المجيءُ جاء ، فإذا هو برجلٍ جالسٍ فجاوَزه فبكى الرَّجلُ ، فقال : يا جبريلُ مَن هذا ؟ قال : موسى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، قال : ما يُبْكِيه ؟ قال : تزعُمُ بنو إسرائيلَ أنِّي أفضلُ الخلقِ وهذا قد خلَفني فلو أنَّه وحدَه ولكن معه كلُّ أمَّتِه ، ثُمَّ صعِد بنا إلى السَّماءِ السَّابعةِ فاستَفتَح جبريلُ فقالوا : مَن معك ؟ قال : محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، قالوا : وقد أُرسِل إليه ؟ قال : نَعَمْ ، قالوا : حيَّاه اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ فنِعْمَ الأخُ ونِعْمَ الخليفةُ ونِعْمَ المجيءُ جاء ، فإذا هو برجلٍ أشمطَ جالسٍ على كرسيٍّ عندَ بابِ الجنَّةِ وعندَه قومٌ جلوسٌ في ألوانِهم شيءٌ ، قال عيسى – يَعْني أبا جعفرٍ الرَّازيَّ - : وسمِعْتُه مرَّةً يقولُ : سودُ الوجوهِ ، فقام هؤلاءِ الَّذين في ألوانِهم شيءٌ فدخَلوا نهرًا يُقالُ له : نعمةُ اللهِ ، فاغتَسَلوا فيه فخرَجوا وقد خلَص من ألوانِهم شيءٌ ، فدخَلوا نهرًا آخرَ يُقالُ له رحمةُ اللهِ فاغتَسَلوا فيه فخرَجوا وقد خلَص من ألوانِهم شيءٌ فدخَلوا نهرًا آخرَ فذلك قولُه تعالى {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} فخرَجوا وقد خلَصت ألوانُهم مثلَ ألوانِ أصحابِهم فجلَسوا إلى أصحابِهم ، فقال : يا جبريلُ مَن هذا الأشمطُ الجالسُ ومَن هؤلاءِ البِيضُ الوجوهِ ومَن هؤلاءِ الَّذين في ألوانِهم شيءٌ فدخَلوا هذه الأنهارَ فاغتَسَلوا فيها ثُمَّ خرَجوا وقد خلَصت ألوانُهم ، قال : هذا أبوك إبراهيمُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أوَّلُ مَن شمط على الأرضِ ، وهؤلاءِ القومُ البيضُ الوجوهِ قومٌ لم يلبِسوا إيمانَهم بظلمٍ ، وهؤلاءِ الَّذين في ألوانِهم شيءٌ قد خلَطوا عملًا صالحًا وآخرَ سيِّئًا تابوا فتاب اللهُ عليهم ، ثُمَّ مضى إلى السِّدرةِ فقيل له : هذه السِّدرةُ المنتهى ينتهي كلُّ أحدٍ من أمَّتِك خلا على سبيلِك وهي السِّدرةُ المنتهى يخرُجُ من أصلِها أنهارٌ من ماءٍ غيرِ آسِنٍ وأنهارٌ من لبنٍ لم يتغيَّر طعمُه وأنهارٌ من خمرٍ لذَّةٍ للشَّارِبينَ وأنهارٌ من عسلٍ مصفًّى ، وهي شجرةٌ يسيرُ الرَّاكبُ في ظلِّها سبعينَ عامًا ، وإنَّ ورقةً منها مُظلَّةٌ الخلقَ فغشِيها نورٌ وغشيها الملائكةُ ، قال عيسى : فذلك قولُه {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} فقال تبارَك وتعالى له : سَلْ . فقال : إنَّك اتَّخَذْتَ إبراهيمَ خليلًا وأعطَيْتَه مُلكًا عظيمًا وكلَّمْتَ موسى تكليمًا وأعطَيْتَ داودَ مُلكًا عظيمًا وألَنْتَ له الحديدَ وسخَّرتَ له الجبالَ وأعطَيْتَ سليمانَ مُلكًا عظيمًا وسخَّرْتَ له الجنَّ والإنسَ والشَّياطينَ والرِّياحَ وأعطَيْتَه مُلكًا لا ينبَغي لأحدٍ من بعدِه وعلَّمْتَ عيسى التَّوراةَ والإنجيلَ وجعَلْتَه يُبرِئُ الأكمهَ والأبرصَ وأعَذْتَه وأمَّه من الشَّيطانِ الرَّجيمِ فلم يكُنْ له عليهما سبيلٌ ، فقال له ربُّه تبارَك وتعالى : قد اتَّخَذْتُك خليلًا وهو مكتوبٌ في التَّوراةِ محمَّدٌ حبيبُ الرَّحمنِ ، وأرسَلْتُك إلى النَّاسِ كافَّةً وجعَلْتُ أمَّتَك هم الأوَّلونَ وهم الآخِرونَ وجعَلْتُ أمَّتَك لا تجوزُ لهم خُطبةٌ حتَّى يشهَدوا أنَّك عبدي ورسولي وجعَلْتُك أوَّلَ النَّبيِّينَ خَلقًا وآخرَهم بعثًا وأعطَيْتُك سبعًا من المثاني ولم أُعطِها نبيًّا قبلَك وأعطَيْتُك خواتيمَ سورةِ البقرةِ من كنزٍ تحتَ العرشِ لم أُعطِها نبيًّا قبلَك وجعَلْتُك فاتحًا وخاتمًا . وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : فضَّلني ربِّي تبارَك وتعالى بستٍّ : قذَف في قلوبِ عدوِّي الرُّعبَ من مسيرةِ شهرٍ ، وأُحِلَّت لي الغنائمُ ولم تُحَلَّ لأحدٍ قبلي ، وجُعِلَت لي الأرضُ مسجدًا وطَهورًا ، وأُعطِيتُ فواتحَ الكلامِ وجوامعَه ، وعُرِض عليَّ أمَّتي فلم يَخْفَ عليَّ التَّابعُ والمتبوعُ منهم ورأَيْتُهم أتَوْا على قومٍ ينتَعِلونَ الشَّعرَ ورأَيْتُهم أتَوْا على قومٍ عراضِ الوجوهِ صغارِ الأعينِ فعرَفْتُهم ما هم ، وأُمِرْتُ بخمسينَ صلاةً . فرجَع إلى موسى فقال له موسى بكم أُمِرْتَ من الصَّلاةِ ؟ قال : بخمسينَ صلاةً ، قال : ارجِعْ إلى ربِّك فسَلْه التَّخفيفَ فإنَّ أمَّتَك أضعفُ الأممِ وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدَّةً ، فرجَع محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسأَل اللهَ التَّخفيفَ فوضَع عنه عشرًا ، فرجَع إلى موسى فقال له : بكم أُمِرْتَ ؟ قال : بأربعينَ صلاةً ، قال : ارجِعْ إلى ربِّك فسَلِ التَّخفيفَ لأمَّتِك فإنَّ أمَّتَك أضعفُ الأممِ وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدَّةً ، فرجَع محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسأَله التَّخفيفَ فوضَع عنه عشرًا ، فرجَع إلى موسى فقال : بكم أُمِرْتَ ؟ قال : بثلاثينَ ، قال : ارجِعْ إلى ربِّك فسَلْه التَّخفيفَ عن أمَّتِك فإنَّ أمَّتَك أضعفُ الأممِ وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدَّةً فرجَع فسأَل ربَّه التَّخفيفَ فوضَع عنه عشرًا فرجَع إلى موسى فقال له : بكم أُمِرْتَ ؟ قال : بعشرينَ . قال : ارجِعْ إلى ربِّك فسَلْه التَّخفيفَ عن أمَّتِك فإنَّ أمَّتَك أضعفُ الأممِ وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدَّةً ، فرجَع محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسأَل ربَّه التَّخفيفَ فوضَع عنه عشرًا فرجَع إلى موسى فقال له : بكم أُمِرْتَ ؟ قال : بعشرٍ ، قال : ارجِعْ إلى ربِّك فسَلْه التَّخفيفَ عن أمَّتِك فإنَّ أمَّتَك أضعفُ الأممِ وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدَّةً ، فرجَع محمَّدٌ فسأَل ربَّه التَّخفيفَ فوضَع عنه خمسًا ، فرجَع إلى موسى فقال له : بكم أُمِرْتَ ؟ قال : بخمسٍ ، قال : ارجِعْ إلى ربِّك فسَلْه التَّخفيفَ فإنَّ أمَّتَك أضعفُ الأممِ وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدَّةً ، قال : قد رجَعْتُ إلى ربِّي حتَّى استحيَيْتُ منه وما أنا براجعٍ إليه ، فقيل له : كما صبَرْتَ نفسَك على الخمسِ فإنَّه يُجزِئُ عنك بخمسينَ ، يُجزِئُ عنك كلُّ حسنةٍ بعشرِ أمثالِها . فقال عيسى بلَغني أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : كان موسى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أشدَّهم عليَّ أولًا وخيرَهم آخرًا
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 1/72 | خلاصة حكم المحدث : رجاله موثقون إلا أن الربيع بن أنس قال عن أبي العالية أو غيره فتابعيه مجهول
8 - أنَّه أخذ هذه النُّسْخَةَ من نُسْخَةِ العَلَاءِ الذي كتبهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينَ بعثهُ إلى البحرينِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هذا كِتابٌ من محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ النبيِّ الأُمِّيِّ القُرَشِيِّ الهَاشِمِيِّ رسولِ اللهِ ونَبِيِّهِ إلى كافَّةِ خَلْقِه لِلْعلاءِ بنِ الحَضْرَمِيِّ ومَنْ تَبِعَهُ من المُسْلِمِينَ عَهْدًا عَهِدَهُ إليهمْ اتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا المسلمونَ ما اسْتَطَعْتُمْ فَإِنِّي قد بعثتُ عليكمُ العلاءَ بنَ الحضْرَمِيِّ وأمَرْتُهُ أنْ يَتَّقِيَ اللهَ وحْدَهُ لا شريكَ لهُ وأن يُلِينَ فيكمُ الجناحَ ويُحْسِنَ فِيكمُ السيرَةَ ويَحْكُمُ بينكُمْ وبين منْ لَقِيَهُ من الناسِ بما أَمَرَ اللهُ في كِتابِه من العدلِ وأمرتُكُمُ بطاعتِه إِذَا فعل ذلك فإنْ حكم فعدل وقَسَمَ فأَقْسَطَ واسْتُرْحِمَ فَرَحِمَ فاسْمَعُوا لَهُ وأَطِيعُوا وأحْسِنُوا مُؤازرَتَه ومَعُونَتَهُ فإنَّ لي عليكم من الحقِّ طاعَةً وحقًّا وعظِيمًا لا تَقْدِرُونَهُ كُلَّ قَدْرِهِ ولا يَبْلُغُ القَوْلُ كُنْهَ عظَمَةِ حقِّ اللهِ وحَقِّ رسولِه وكما أَنَّ للهِ ولِرسُولِهِ على النَّاسِ عَامَّةً وعَلَيْكُمْ خاصَّةً حَقًّا في طَاعَتِهِ والْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ فَرَضِيَ اللهُ عن مَنِ اعْتَصَمَ بِالطَّاعَةِ حَقٌّ كَذَلِكَ لِلْمُسْلِمِينَ على وُلَاتِهِمْ حَقٌّ واجِبٌ وطَاعَةٌ فَإِنَّ الطَّاعَةَ دَرْكُ خَيْرٍ ونَجَاةٌ من كُلِّ شَرٍّ وأَنَا أُشْهِدُ اللهَ على كُلِّ مَنْ ولَّيْتُهُ شَيْئًا من أَمْرِ المُسْلِمِينَ قَلِيلًا أَوْ كَثِيرًا فَلْيَسْتَخِيرُوا اللهَ عِنْدَ ذَلِكَ ثمَّ لِيَسْتَعْمِلُوا عَلَيْهِمْ أَفْضَلَهُمْ في أَنْفُسِهِمْ أَلَا وإِنْ أَصابَتِ العَلَاءَ بنَ الحَضْرَمِيِّ مُصِيبَةُ المَوْتِ فَخالِدُ بنُ الوَلِيدِ سَيْفُ اللهِ يَخْلُفُ فِيهِمُ العَلَاءَ بنَ الحَضْرَمِيِّ فاسْمَعُوا لهُ وأَطِيعُوا وأَحْسِنُوا مُؤَازَرَتَهُ وطَاعَتَهُ فَسِيرُوا على بركةِ اللهِ وعَوْنِهِ ونَصْرِه وعَاقبةِ رُشْدِهِ وتَوْفِيقِهِ من لَقِيتَهُمْ من النَّاسِ فادْعُوهُمْ إلى كتابِ اللهِ وسُنَّتِهِ وسُنَّةِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وإِحْلَالِ ما أَحَلَّ اللهُ لَهُمْ في كِتابِهِ وتَحْرِيمِ ما حَرَّمَ اللهُ في كِتابِهِ وأَنْ يَخْلَعُوا الأَنْدَادَ ويَبْرَءُوا من الشِّرْكِ والْكُفْرِ والنِّفَاقِ وأَنْ يَكْفُرُوا بِعِبادَةِ الطَّوَاغِيتِ واللَّاتِ والْعُزَّى وأَنْ يَتْرُكُوا عِبادَةَ عِيسَى ابنِ مَرْيَمَ وعُزَيْرِ بنِ حَرْوَةَ والْمَلَائِكَةِ والشَّمْسِ والْقَمَرِ والنِّيرَانِ وكُلِّ مَنْ يُتَّخَذُ نُصُبًا من دُونِ اللهِ وأَنْ يَتَبَرَّءُوا مِمَّا بَرِئَ اللهُ ورَسُولُهُ فإذا فَعَلُوا ذلك وأَقَرُّوا بِهِ فَقَدْ دَخَلُوا في الوَلَايَةِ وسَمُّوهُمْ عِنْدَ ذلك بِمَا في كِتابِ اللهِ الذي تَدْعُونَهُمْ إليه كِتابِ اللهِ المُنَزَّلِ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ على صَفِيِّهِ من العَالَمِينَ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ رسولِه ونَبِيِّهِ أَرْسَلَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ عَامَّةً الأَبْيَضُ مِنْهُمْ والْأَسْوَدُ والْإِنْسُ والْجِنُّ كِتابٌ فِيهِ تِبْيانُ كُلِّ شَيْءٍ كَانَ قَبْلَكُمْ ومَا هو كَائِنٌ بَعْدَكُمْ لِيَكُونَ حاجِزًا بَيْنَ النَّاسِ حَجَزَ اللهُ بِهِ بَعْضَهُمْ عن بَعْضٍ وهُوَ كِتابُ اللهِ مُهَيْمِنًا على الكُتُبِ مُصَدِّقًا لِمَا فِيهَا من التَّوْرَاةِ والْإِنْجِيلِ والزَّبُورِ يُخْبِرُكُمُ اللهُ فِيهِ بِمَا كَانَ قَبْلَكُمْ مِمَّا فَاتَكُمْ دَرْكُهُ من آبائِكُمُ الأَوَّلِينَ الَّذِينَ أَتَتْهُمْ رُسُلُ اللهِ وأَنْبِياؤُهُ كَيْفَ كَانَ جَوَابُهُمْ لِرُسُلِهِمْ وكَيْفَ تَصْدِيقُهُمْ بِآياتِ اللَّهِ؟ وكَيْفَ كَانَ تَكْذِيبُهُمْ بِآياتِ اللَّهِ فَأَخْبَرَكُمُ اللهُ في كِتابِهِ شَأْنَهُمْ وأَعْمَالَهَمْ وأَعْمَالَ مَنْ هَلَكَ مِنْهُمْ بِذَنْبِهِ فَتَجَنَّبُوا مثلَ ذلك أنْ تَعْمَلُوا مِثْلَهُ لِكَيْ لا يَحُلَّ عليكُمْ من سَخَطِهِ ونِقْمَتِه مِثْلُ الذي حلَّ عليهم من سُوءِ أَعْمَالِهِمْ وتَهَاوُنِهِمْ بِأَمْرِ اللهِ وَأَخْبَرَكُمْ في كِتابِهِ هذا بِإِنْجَاءِ مَنْ نَجَا مِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لِكَيْ تَعْمَلُوا مثلَ أَعْمَالِهِمْ فَكَتَبَ لَكُمْ في كِتابِهِ هذا تِبْيانَ ذلك كُلِّهِ رَحْمَةً مِنْهُ لَكُمْ وشَفَقَةً من رَبِّكُمْ عليكم وهُوَ هُدًى من اللهِ من الضَّلَالَةِ وتِبْيانٌ من العَمَى وإِقَالَةٌ من العَثْرَةِ ونَجَاةٌ من الفِتْنَةِ ونُورٌ من الظُّلْمَةِ وشِفَاءٌ من لأَحْدَاثِ وعِصْمَةٌ من الهَلَاكِ ورُشْدٌ من الغَوَايَةِ وبَيانُ ما بَيْنَ الدُّنْيا والْآخِرَةِ فِيهِ كَمَالُ دِينِكُمْ فَإِذَا عَرَضْتُمْ عَلَيْهِمْ فَأَقَرُّوا لَكُمْ فَقَدِ اسْتَكْمَلُوا الوَلَايَةَ فَاعْرِضُوا عَلَيْهِمْ عِنْدَ ذلك الإِسْلَامَ والْإِسْلَامُ الصلَوَاتُ الخَمْسُ وإِيتاءُ الزكاةِ وحجُّ البيتِ وصيامُ شَهْرِ رمضانَ والغُسْلُ من الجَنَابَةِ والطَّهُورُ قَبْلَ الصلاةِ وبِرُّ الوَالِدَيْنِ وصِلَةُ الرَّحِمِ المُسْلِمَةِ وحُسْنُ صُحْبَةِ الوالِدَيْنِ المشركَيْنِ - فإذا فَعَلُوا ذلك فَقَدْ أَسْلَمُوا فَادْعُوهُمْ عِنْدَ ذلك إلى الإِيمَانِ وانْعَتُوا لَهُمْ شَرَائِعَكُمْ ومَعَالِمُ الإِيمَانِ شَهَادَةُ أنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ وأَنَّ ما جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ الحَقُّ وأَنَّ ما سِوَاهُ الباطِلُ والْإِيمَانُ بِاللَّهِ ومَلَائِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ وأَنْبِيائِهِ والْيَوْمِ الآخِرِ والْإِيمَانُ بِهَذَا الكِتابِ ومَا بَيْنَ يَدَيْهِ ومَا خَلْفَهُ بِالتَّوْرَاةِ والْإِنْجِيلِ والزَّبُورِ والْإِيمَانُ بِالْبَيِّنَاتِ والْمَوْتِ والْحَياةِ والْبَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ والْحِسَابِ والْجَنَّةِ والنَّارِ النُّصْحِ لِلَّهِ ولِرَسُولِهِ ولِلْمُؤْمِنِينَ كَافَّةً فإذا فَعَلُوا ذلك وأَقَرُّوا بِهِ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ ثُمَّ تَدْعُوهُمْ بَعْدَ ذلك إلى الإِحْسَانِ - أنْ يُحْسِنُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وبَيْنَ اللهِ في أَدَاءِ الأَمَانَةِ وعَهْدِهِ الذي عَهِدَ إلى رسولِه وعَهْدِ رسولِه إلى خَلْقِهِ وأَئِمَّةِ المُؤْمِنِينَ والتَّسْلِيمِ لِأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ من كُلِّ غَائِلَةٍ على لِسَانٍ ويَدٍ وأَنْ يَبْتَغُوا لِبَقِيَّةِ المُسْلِمِينَ خَيْرًا كَمَا يَبْتَغِي أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ - والتَّصْدِيقِ بِمَوَاعِيدِ الرَّبِّ ولِقَائِهِ ومُعَاتَبَتِهِ والْوَدَاعِ من الدُّنْيا من كُلِّ سَاعَةٍ والْمُحاسَبَةِ لِلنَّفْسِ عِنْدَ اسْتِئْنَافِ كُلَّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ والتَّعَاهُدِ لِمَا فَرَضَ اللهُ يُؤَدُّونَهُ إليه في السِّرِّ والْعَلَانِيَةِ فَإِذَا فَعَلُوا ذلك فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ ثُمَّ انْعَتُوا لَهُمُ الكَبائِرَ ودُلُّوهُمْ عَلَيْهَا وخَوِّفُوهُمْ من الهَلَكَةِ في الكَبائِرِ إِنَّ الكَبائِرَ هُنَّ المُوبِقَاتُ أَوَّلُهُنَّ الشِّرْكُ بِاللَّهِ (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أنْ يُشْرَكَ بِهِ) والسِّحْرُ ومَا لِلسَّاحِرِ من خَلَاقٍ وقَطِيعَةُ الرَّحِمِ يَلْعَنُهُمُ اللهُ والْفِرَارُ من الزَّحْفِ يَبُوءُوا بِغَضَبٍ من اللهِ والْغُلُولُ فَيَأْتُوا بِمَا غَلُّوا يَوْمَ القِيامَةِ لا يُقْبَلُ مِنْهُمْ وقَتْلُ النَّفْسِ المُؤْمِنَةِ جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ وقَذْفُ المُحْصَنَةِ لُعِنُوا في الدُّنْيا والْآخِرَةِ وأَكَلُوا مَالَ اليَتِيمِ يَأْكُلُونَ في بُطُونِهِمْ نَارًا وسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا وأَكْلُ الرِّبا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ من اللهِ ورَسُولِهِ فَإِذَا انْتَهَوْا عَنِ الكَبائِرِ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ مُتَّقُونَ فَقَدِ اسْتَكْمَلُوا التَّقْوَى فَادْعُوهُمْ بَعْدَ ذلك إلى العِبادَةِ والْعِبادَةُ الصِّيامُ والْقِيامُ والْخُشُوعُ والرُّكُوعُ والسُّجُودُ والْإِنَابَةُ والْإِحْسَانُ والتَّحْمِيدُ والتَّمَجُّدُ والتَّهْلِيلُ والتَّكْبِيرُ والصَّدَقَةُ بَعْدَ الزَّكَاةِ والتَّوَاضُعُ والسَّكِينَةُ والسُّكُونُ والْمُؤَاسَاةُ والدُّعَاءُ والتَّضَرُّعُ والْإِقْرَارُ بِالْمَلَكَةِ والْعُبُودِيَّةِ لَهُ والِاسْتِقْلَالُ لِمَا كَثُرَ من العَمَلِ الصَّالِحِ فَإِذَا فَعَلُوا ذلك فَهُمْ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ مُتَّقُونَ عَابِدُونَ فَإِذَا اسْتَكْمَلُوا العِبادَةَ فَادْعُوهُمْ عِنْدَ ذلك إلى الجِهَادِ وبَيِّنُوا لَهُمْ ورَغِّبُوهُمْ فِيمَا رَغَّبَهُمُ اللهُ فِيهِ من فَضْلِ الجِهَادِ وفَضْلِ ثَوَابِهِ عِنْدَ اللهِ فَإِنِ انْتَدَبُوا فَبايِعُوهُمْ وادْعُوهُمْ حِينَ تُبايِعُوهُمْ إلى سُنَّةِ اللهِ وسُنَّةِ رسولِه وعليكم عَهْدُ اللهِ وذِمَّتُهُ وسَبْعُ كَفَالَاتٍ مِنْهُ لا تَنْكُثُوا أَيْدِيَكُمْ من بَيْعَةٍ ولَا تَنْقُضُوا أَمْرَ وُلَاتِي - من وُلَاةِ المُسْلِمِينَ - فإذا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَبايِعُوهُمْ واسْتَغْفِرُوا اللهَ لَهُمْ فإذا خَرَجْتُمْ تُقَاتِلُونَ في سبيلِ اللهِ غَضَبًا للهِ ونَصْرًا لِدِينِهِ فَمَنْ لَقِيَهُمْ من النَّاسِ فَلْيَدْعُوهُمْ إلى مِثْلِ الذي دَعَاهُمْ إليه من كِتابِ اللهِ وإِسْلَامِهِ [وَإِيمَانِهِ] وإِحْسَانِهِ وتَقْوَاهُ وعِبادَتِهِ وهِجْرَتِهِ فَمَنِ اتَّبَعَهُمْ فَهُوَ المُسْتَجِيبُ المُؤْمِنُ المُحْسِنُ التَّقِيُّ العَابِدُ المُهَاجِرُ لَهُ ما لَكَمَ وعَلَيْهِ ما عليكم ومَنْ أَبَى هذا عليكم فَقَاتِلُوهُ حتى يَفِيءَ إلى أَمْرِ اللهِ ويَفِيءَ إلى فَيْئَتِهِ ومَنْ عَاهَدْتُمْ وأَعْطَيْتُمُوهُمْ ذِمَّةَ اللهِ فَوَفُّوا لَهُ بِهَا ومَنْ أَسْلَمَ وأَعْطَاكُمُ الرِّضَا فَهُوَ مِنْكُمْ وأَنْتُمْ مِنْهُ ومَنْ قَاتَلَكُمْ على هذا من بَعْدِ ما بَيَّنْتُمُوهُ لَهُ فَقَاتِلُوهُ ومَنْ حارَبَكُمْ فَحارِبُوهُ ومَنْ كَايَدَكُمْ فَكَايِدُوهُ ومَنْ جَمَعَ لَكُمْ فَاجْمَعُوا لَهُ أَوْ غَالَكُمْ فَغُولُوهُ أَوْ خادَعَكُمْ فَخادِعُوهُ من غيرِ أنْ تَعْتَدُوا أَوْ مَاكَرَكُمْ فَامْكُرُوا بِهِ من غيرِ أنْ تَعْتَدُوا سِرًّا وعَلَانِيَةً فَإِنَّهُ مَنْ يَنْتَصِرْ من بَعْدِ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ ما عَلَيْهِمْ من سَبِيلٍ واعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَكُمْ يَرَاكُمْ ويَرَى أَعْمَالَكُمْ ويَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَهُ فَاتَّقُوا اللهَ وكُونُوا على حَذَرٍ إِنَّمَا هذه أَمَانَةٌ ائْتَمَنَنِي عَلَيْهَا رَبِّي أُبَلِّغُهَا عِبادَهُ عُذْرًا مِنْهُ إليهمْ وحُجَّةً احْتَجَّ بِهَا على مَنْ يَعْلَمُهُ من خَلْقِهِ جَمِيعًا فَمَنْ عَمِلَ بِمَا فِيهِ نَجَا ومَنْ تَبِعَ ما فِيهِ اهْتَدَى ومَنْ خاصَمَ بِهِ فَلَحَ ومَنْ قَاتَلَ بِهِ نُصِرَ ومَنْ تَرَكَهُ ضَلَّ حتى يُرَاجِعَهُ تَعَلَّمُوا ما فِيهِ وسَمِّعُوهُ آذَانَكُمْ وأَوْعُوهُ أَجْوَافَكُمْ واسْتَحْفِظُوهُ قُلُوبَكُمْ فَإِنَّهُ نُورُ الأَبْصارِ ورَبِيعُ القُلُوبِ وشِفَاءٌ لِمَا في الصُّدُورِ كَفَى بِهِ أَمْرًا ومُعْتَبَرًا وزَجْرًا وعِظَةً ودَاعِيًا إلى اللهِ ورَسُولِهِ وهَذَا هو الخَيْرُ الذي لا شَرَّ فِيهِكِتابُ محمدٍ رسولِ اللهِ لِلْعَلَاءِ بنِ الحَضْرَمِيِّ حِينَ بَعَثَهُ إلى البَحْرَيْنِ يَدْعُو إلى اللهِ - عزَّ وجلَّ - ورَسُولِهِ أَمَرَهُمْ أنْ يَدْعُوَ إلى ما فِيهِ من حَلَالٍ ويَنْهَى عَمَّا فِيهِ من حَرَامٍ ويَدُلُّ على ما فِيهِ من رُشْدٍ ويَنْهَى عَمَّا فِيهِ من غَيٍّ
الراوي : الجارود | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 5/313 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] داود بن المحبر عن أبيه وكلاهما ضعيف
9 - في قولِه {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 1 - 3] قال لمَّا نزَلَت على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم قال يا جبريلُ نفسي قد نُعِيَتْ قال جبريلُ عليه السَّلامُ {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 4، 5] فأمر رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم بلالًا أن يُنادِيَ بالصَّلاةِ جامعةً فاجتَمَع المهاجِرونَ والأنصارُ إلى مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فصلَّى بالنَّاسِ ثُمَّ صعِد المِنبرَ فحمِد اللهَ عزَّ وجلَّ وأثنى عليه ثُمَّ خطَب خطبةً وجِلَت منها القلوبُ وبكَت منها العُيونُ ثُمَّ قال أيُّها النَّاسُ أيُّ نبيٍّ كُنْتُ لكم قالوا جزاك اللهُ من نبيٍّ خيرًا كُنْتَ لنا كالأبِ الرَّحيمِ وكالأخِ النَّاصحِ الشَّفيقِ أدَّيْتَ رسالاتِ اللهِ عزَّ وجلَّ وأبلَغْتَنا وحيَه ودعَوْتَ إلى سبيلِ ربِّك بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ فجزاك اللهُ عنَّا أفضلَ ما جازى نبيًّا عن أمَّتِه فقال لهم معاشرَ المسلمينَ أُناشِدُكم باللهِ وبحقِّي عليكم مَن كانت له قِبَلي مظلمةٌ فليَقُمْ فليقتَصَّ منِّي قبلَ القِصاصِ في القيامةِ فقام من بينِ المسلمينَ شيخٌ كبيرٌ يُقالُ له عُكَّاشةُ فتخطَّى المسلمين حتَّى وقَف بين يدي رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال فِداك أبي وأمِّي لولا أنَّك نشَدْتَنا باللهِ مرَّةً بعدَ أخرى ما كُنْتُ بالَّذي أتقدَّمُ على شيءٍ من هذا كُنْتُ معك في غزاةٍ فلمَّا فتَح اللهُ عزَّ وجلَّ علينا ونصَر نبيَّه صلَّى الله عليه وسلَّم وكنَّا في الانصرافِ حاذَت ناقتي ناقتَك فنزَلْتُ عن النَّاقةِ ودنَوْتُ منك لأقبِّلَ فخذَك فرفَعْتَ القضيبَ فضرَبْتَ خاصرتي ولا أدري أكان عمدًا منك أم أرَدْتَ ضربَ النَّاقةِ فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أُعِيذُك بجلالِ اللهِ أن يتعمَّدَك رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم بالضَّربِ يا بلالُ انطَلِقْ إلى بيتِ فاطمةَ فائتِني بالقضيبِ الممشوقِ فخرَج بلالٌ من المسجدِ ويدُه على أمِّ رأسِه وهو يُنادِي هذا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يُعطِي القِصاصَ من نفسِه فقرَع البابَ على فاطمةَ فقال يا بنتَ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ناوليني القضيبَ الممشوقَ فقالت له فاطمةُ يا بلالُ وما يصنَعُ أبي بالقضيبِ وليس هذا يومَ حجٍّ ولا يومَ غزاةٍ فقال يا فاطمةُ ما أغفَلَك عمَّا فيه أبوكِ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يُودِّعُ النَّاسَ ويُفارِقُ الدُّنيا ويُعطِي القِصاصَ من نفسِه فقالت فاطمةُ رضي اللهُ عنها ومَن ذا الذي تطيبُ نفسُه أن يقتَصَّ من رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يا بلالُ إذًا فقُلْ للحسنِ والحسينِ يقومانِ إلى هذا الرَّجلِ يقتَصُّ منهما ولا يدَعانِه يقتَصُّ من رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فرجَع بلالٌ إلى المسجدِ ودفَع القضيبَ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ودفَع رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم القضيبَ إلى عكَّاشةَ فلمَّا نظَر أبو بكرٍ وعمرُ رضي اللهُ عنهما إلى ذلك قاما وقالا يا عكَّاشةُ هذا نحن بين يدَيْك فاقتَصَّ منَّا ولا تقتَصَّ من رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال لهما رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم امضِ يا أبا بكرٍ وأنت يا عمرُ فامضِ فقد عرَف اللهُ مكانَكما ومقامَكما فقام عليُّ بنُ أبي طالبٍ فقال يا عكَّاشةُ أنا في الحياةِ بين يدي رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ولا تطيبُ نفسي أن تضرِبَ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فهذا ظهري وبطني فاقتَصَّ منِّي بيدِك واجلِدْني مائةً ولا تقتَصَّ من رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يا عليُّ اقعُدْ فقد عرَف اللهُ لك مقامَك ونيَّتَك وقام الحسنُ والحسينُ رضي اللهُ عنهما فقالا يا عكَّاشةُ أليس تعلَمُ أنا سِبْطا رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم والقِصاصُ منَّا كالقِصاصِ من رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال لهما النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم اقعُدا يا قُرَّةَ عيني لا نسي اللهُ لكما هذا المقامَ ثُمَّ قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يا عكَّاشةُ اضرِبْ إن كُنْتَ ضاربًا قال يا رسولَ اللهِ ضرَبْتَني وأنا حاسرٌ عن بطني فكشَف عن بطنِه صلَّى الله عليه وسلَّم وصاح المسلمونَ بالبكاءِ وقالوا أترى عكَّاشةَ ضاربَ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فلمَّا نظَر عكَّاشةُ إلى بطنِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم كأنَّه القَباطيُّ لم يملِكْ أن أكَبَّ عليه فقبَّل بطنَه وهو يقولُ فداك أبي وأمِّي ومَن تطيبُ نفسُه أن يقتَصَّ منك فقال له النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إمَّا أن تضرِبَ وإمَّا أن تعفوَ قال قد عفَوْتُ عنك يا رسولَ اللهِ رجاءَ أن يعفوَ اللهُ عنِّي في يومِ القيامةِ فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مَن سرَّه أن ينظُرَ إلى رفيقي في الجنَّةِ فلينظُرْ إلى هذا الشَّيخِ فقام المسلمون فجعَلوا يقبِّلونَ ما بين عينَيْ عكَّاشةَ ويقولون طوباك طوباك نِلْتَ درجاتِ العلا ومرافقةَ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فمرِض النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من يومِه فكان مرضُه ثمانيةَ عشرَ يومًا يعودُه النَّاسُ وكان صلَّى الله عليه وسلَّم وُلِد يومَ الاثنينِ وبُعِث يومَ الاثنينِ وتُوفِّي يومَ الاثنينِ فلمَّا كان يومُ الأحدِ ثقُل في مرضِه فأذَّن بلالٌ بالأذانِ ثُمَّ وقَف بالبابِ فنادى السَّلامُ عليك يا رسولَ اللهِ ورحمةُ اللهِ أُقِيمُ الصَّلاةَ فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم صوتَ بلالٍ فقالت فاطمةُ يا بلالُ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم اليومَ مشغولٌ بنفسِه فدخَل بلالٌ المسجدَ فلمَّا أسفَر الصُّبحُ قال واللهِ لا أُقِيمُها أو أستأذِنَ سيدي رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فخرَج بلالٌ فقام بالبابِ ونادى السَّلامُ عليك يا رسولَ اللهِ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه الصَّلاةَ يرحَمُك اللهُ فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم صوتَ بلالٍ فقال ادخُلْ يا بلالُ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم اليومَ مشغولٌ بنفسِه مُرْ أبا بكرٍ يُصلِّي بالنَّاسِ فخرَج ويدُه على أمِّ رأسِه وهو يقولُ واغَوْثاه باللهِ وانقطاعِ رجاه وانقصامِ ظهراه ليتَني لم تلِدْني أمِّي وإذ ولدَتْني لم أشهَدْ من رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم هذا اليومَ ثُمَّ قال يا أبا بكرٍ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم أمَرك أن تُصلِّيَ بالنَّاسِ فتقدَّم أبو بكرٍ فصلَّى بالنَّاسِ وكان رجلًا رقيقًا فلمَّا رأى خلوَّ المكانِ من رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم خرَّ مغشيًّا عليه وصاح المسلمون بالبكاءِ فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ضجيجَ النَّاسِ فقال ما هذه الضجَّةُ قالوا ضجيجُ المسلمين لفقدِك يا رسولَ اللهِ فدعا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم عليَّ بنَ أبي طالبٍ وابنَ عبَّاسٍ فاتَّكأ عليهما فخرَج إلى المسجدِ فصلَّى بالنَّاسِ ركعتينِ خفيفتينِ ثُمَّ أقبَل عليهم بوجهِه المليحِ فقال يا معشرَ المسلمينَ أستودِعُكم اللهَ أنتم في رجاءِ اللهِ وأمانةِ اللهِ واللهُ خليفتي عليكم معاشرَ المسلمينَ عليكم باتِّقاءِ اللهِ وحفظِ طاعتِه من بعدي فإنِّي مفارِقٌ الدُّنيا هذا أوَّلُ يومٍ من الآخرةِ وآخرُ يومٍ من الدُّنيا فلمَّا كان يومُ الاثنينِ اشتدَّ الأمرُ وأوحى اللهُ عزَّ وجلَّ إلى مَلَكِ الموتِ صلَّى الله عليه وسلَّم أن اهبِطْ إلى حبيبي وصفيِّي محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم في أحسنِ صورةٍ وارفُقْ به في قبضِ روحِه فهبَط مَلَكُ الموتِ صلَّى الله عليه وسلَّم فوقَف بالبابِ شبهَ أعرابيٍّ ثُمَّ قال السَّلامُ عليكم يا أهلَ بيتِ النُّبوَّةِ ومعدِنِ الرِّسالةِ ومختلفِ الملائكةِ أدخُلُ فقالت عائشةُ لفاطمةَ أجيبي الرَّجلَ فقالت فاطمةُ آجَرك اللهُ في ممشاك يا عبدَ اللهِ إنَّ رسولَ اللهِ مشغولٌ بنفسِه فنادى الثَّانيةَ فقالت عائشةُ يا فاطمةُ أجيبي الرَّجلَ فقالت فاطمةُ آجَرك اللهُ في ممشاك يا عبدَ اللهِ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم مشغولٌ بنفسِه ثم نادى الثَّالثةَ السَّلامُ عليكم يا أهلَ بيتِ النُّبوَّةَ ومعدِنِ الرِّسالةِ ومختلفِ الملائكةِ أدخُلُ فلا بدَّ من الدُّخولِ فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم صوتَ مَلَكِ الموتِ فقال يا فاطمةُ مَن بالبابِ فقالت يا رسولَ اللهِ إنَّ رجلًا بالبابِ يستأذِنُ في الدُّخولِ فأجَبْناه مرَّةً بعدَ أخرى فنادى في الثَّالثةِ صوتًا اقشعَرَّ منه جلدي وارتعَدَت منه فرائِصي فقال لها النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يا فاطمةُ أتدرينَ مَن بالبابِ هذا هادِمُ اللَّذَّاتِ ومُفرِّقُ الجماعاتِ هذا مُرمِّلُ الأزواجِ وموتِّمُ الأولادِ وهذا مُخرِّبُ الدُّورِ وعامرُ القبورِ هذا مَلَكُ الموتِ صلَّى الله عليه وسلَّم ادخُلْ يرحَمُك اللهُ يا مَلَكَ الموتِ فدخَل مَلَكُ الموتِ على رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم جِئْتَني زائرًا أم قابضًا قال جِئْتُك زائرًا وقابضًا وأمَرني اللهُ عزَّ وجلَّ ألَّا أدخُلَ عليك إلا بإذنِك ولا أقبِضَ روحَك إلا بإذنِك فإن أذِنْتَ وإلَّا رجَعْتُ إلى ربِّي عزَّ وجلَّ فقال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يا مَلَكَ الموتِ أينَ خلَفْتَ حبيبي جبريلَ قال خلَفْتُه في سماءِ الدُّنيا والملائكةُ يُعزُّونَه فيك فما كان بأسرعَ أن أتاه جبريلُ عليه السَّلامُ فقعَد عندَ رأسِه فقال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم هذا الرَّحيلُ من الدُّنيا فبشِّرْني ما لي عندَ اللهِ قال أُبشِّرُك يا حبيبَ اللهِ أنِّي ترَكْتُ أبوابَ السَّماءِ قد فُتِحَت والملائكةُ قد قاموا صفوفًا صفوفًا بالتَّحيَّةِ والرَّيحانِ يُحَيُّونَ روحَك يا محمَّدُ قال لوجهِ ربِّي الحمدُ فبشِّرْني يا جبريلُ قال أُبشِّرُك أنَّ أبوابَ الجِنانِ قد فُتِحت وأنهارُها قد اطَّردَت وأشجارُها قد تدلَّت وحُورُها قد تزيَّنت لقُدومِ روحِك يا محمَّدُ قال لوجهِ ربِّي الحمدُ فبشِّرْني يا جبريلُ قال أنت أوَّلُ شافعٍ وأوَّل مشفَّعٍ يومَ القيامةِ قال لوجهِ ربِّي الحمدُ قال جبريلُ يا حبيبي عمَّا تسأَلُني قال أسأَلُك عن غمِّي وهمِّي مَن لقرَّاءِ القرآنِ من بعدي مَن لصوَّامِ شهرِ رمضانَ من بعدي مَن لحجَّاجِ بيتِ الله الحرامِ من بعدي مَن لأمَّتي المصطفاةِ من بعدي قال أبشِرْ يا حبيبَ اللهِ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ قد حرَّمْتُ الجنَّةَ على جميعِ الأنبياءِ والأممِ حتَّى تدخُلَها أنتَ وأمَّتُك قال الآنَ طابَت نفسي ادْنُ يا مَلَكَ الموتِ فانتَهِ إلى ما أُمِرْتَ به قال عليٌّ يا رسولَ اللهِ إذا أنت قُبِضْتَ فمَن يُغسِّلُك وفيمَ نُكفِّنُك ومَن يُصلِّي عليك ومَن يُدخِلُك القبرَ قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يا عليُّ أمَّا الغسلُ فاغسِلْني أنتَ والفضلُ بنُ عبَّاسٍ يصُبُّ عليك الماءَ وجبريلُ عليه السَّلامُ ثالثُكما فإذا أنتم فرَغْتُم من غسلي فكفِّنِّي في ثلاثةِ أثوابٍ جُددٍ وجبريلُ عليه السَّلامُ يأتيني بحَنوطٍ فإذا أنتم وضَعْتُموني على السَّريرِ فضَعوني في المسجدِ واخرُجوا فإنَّ أوَّلَ منَ يُصلِّي عليَّ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ من فوقِ عرشِه ثُمَّ جبريلُ عليه السَّلامُ ثُمَّ ميكائيلُ ثُمَّ إسرافيلُ عليهما السَّلامُ ثُمَّ الملائكةُ زُمرًا زُمرًا ثُمَّ ادخُلوا فقوموا صفوفًا لا يتقدَّم عليَّ أحدٌ فقالت فاطمةُ اليومَ الفراقُ فمتى ألقاك قال يا بُنيَّةُ تلقيني يومَ القيامةِ عندَ الحوضِ وأنا أسقي مَن يرِدُ عليَّ الحوضَ من أمَّتي قالت فإن لم ألقَكْ يا رسولَ اللهِ قال تلقيني عندَ الصِّراطِ وأنا أُنادِي ربِّ سلِّمْ أمَّتي من النَّارِ فدَنا مَلَكُ الموتِ صلَّى الله عليه وسلَّم يُعالِجُ قبضَ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فلمَّا بلَغ الرُّوحُ الرُّكبتينِ قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم أوه فلمَّا بلَغ الرُّوحُ السُّرَّةَ نادى رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم واكرباه فقالت فاطمةُ كربي لكربِك يا أبتاه فلمَّا بلَغ الرُّوح الثَّنْدُوَةَ قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يا جبريلُ ما أشدَّ مرارةَ الموتِ فولَّى جبريلُ عليه السَّلامِ وجهَه عن رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يا جبريلُ كرِهْتَ النَّظرَ إليَّ فقال جبريلُ عليه السَّلامُ يا حبيبي ومَن تُطِيقُ نفسُه أن ينظُرَ إليك وأنت تُعالِجُ سكراتِ الموتِ فقُبِض رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فغسَّله عليُّ بنُ أبي طالبٍ وابنُ عبَّاسٍ يصُبُّ عليه الماءَ وجبريلُ عليه السَّلامُ معهما فكُفِّن بثلاثةِ أثوابٍ جددٍ وحُمِل على سريرٍ ثُمَّ أدخَلوه المسجدَ ووضَعوه في المسجدِ وخرَج النَّاسُ منه فأوَّلُ مَن صلَّى عليه الرَّبُّ تبارَك وتعالى من فوقِ عرشِه ثُمَّ جبريلُ ثُمَّ ميكائيلُ ثُمَّ إسرافيلُ ثُمَّ الملائكةُ زُمرًا زُمرًا قال عليٌّ لقد سمِعْنا في المسجدِ هَمْهَمةً ولم نرَ لهم شخصًا فسمِعْنا هاتفًا يهتِفُ ويقولُ ادخُلوا رحِمكم اللهُ فصلُّوا على نبيِّكم صلَّى الله عليه وسلَّم فدخَلْنا وقُمْنا صفوفًا صفوفًا كما أمَر رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فكبَّرْنا بتكبيرِ جبريلَ عليه السَّلامُ ما تقدَّم منَّا أحدٌ على رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ودخَل القبرَ أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ وعليُّ بنُ أبي طالبٍ وابنُ عبَّاسٍ ودُفِن رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فلمَّا انصَرَف النَّاسُ قالت فاطمةُ لعليٍّ كيف طابَت أنفسُكم أن تُحثُوا التُّرابَ على رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم أمَا كان في صدورِكم لرسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم الرَّحمةُ أما كان معلِّمَ الخيرِ قال بلى يا فاطمةُ ولكنَّ أمرَ اللهِ الَّذي لا مَرَدَّ له فجعَلَت تبكي وتندُبُ وتقولُ يا أبتاه الآنَ انقَطَع جبريلُ عليه السَّلامُ وكان جبريلُ يأتينا بالوحيِ من السَّماءِ
الراوي : جابر بن عبدالله وعبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 9/29 | خلاصة حكم المحدث : فيه عبد المنعم بن إدريس وهو كذاب وضاع
10 - كان من حديث ابن ملجم لعنه الله وأصحابه أن عبد الرحمن بن ملجم والبرك بن عبد الله وعمرو بن بكر التميمي اجتمعوا بمكة فذكروا أمر الناس وعابوا عليهم ولاتهم ثم ذكروا أهل النهروان فترحموا عليهم فقالوا والله ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئا إخواننا الذين كانوا دعاة الناس لعبادة ربهم الذين كانوا لا يخافون في الله لومة لائم فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلالة فالتمسنا قتلهم فأرحنا منهم البلاد وثأرنا بهم إخواننا قال ابن ملجم وكان من أهل مصر أنا أكفيكم علي بن أبي طالب وقال البرك بن عبد الله أنا أكفيكم معاوية بن أبي سفيان وقال عمرو بن بكر التميمي أنا أكفيكم عمرو بن العاص فتعاهدوا وتواثقوا بالله أن لا ينكص رجل منهم عن صاحبه الذي توجه إليه حتى يقتله أو يموت دونه فأخذوا أسيافهم فسموها وتواعدوا لسبع عشرة خلت من شهر رمضان أن يثب كل واحد على صاحبه الذي توجه إليه وأقبل كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه الذي يطلب فأما ابن ملجم المرادي فأتى أصحابه بالكوفة وكاتمهم أمره كراهية أن يظهروا شيئا من أمره وأنه لقي أصحابه من تيم الرباب وقد قتل علي منهم عدة يوم النهر فذكروا قتلاهم فترحموا عليهم قال ولقي من يومه ذلك امرأة من تيم الرباب يقال لها قطام بنت الشحنة وقد قتل علي بن أبي طالب أباها وأخاها يوم النهر وكانت فائقة الجمال فلما رآها التبست بعقله ونسي حاجته التي جاء لها فخطبها فقالت لا أتزوج حتى تشفيني قال وما تشائين قالت ثلاثة آلاف وعبد وقينة وقتل علي بن أبي طالب فقال هو مهر لك فأما قتل علي بن أبي طالب فما أراك ذكرتيه وأنت تريدينه قالت بلى فالتمس غرته فإن أصبته شفيت نفسك ونفسي ونفعك معي العيش وإن قتلت فما عند الله عز وجل خير من الدنيا وزبرج أهلها فقال ما جاء بي إلى هذا المصر إلا قتل علي قالت ماذا أردت ذلك فأخبرني حتى أطلب لك من يشد ظهرك ويساعدك على أمرك فبعثت إلى رجل من قومها من تيم الرباب يقال له وردان فكلمته فأجابها وأتى ابن ملجم رجلا من أشجع يقال له شبيب بن نجدة فقال له هل لك في شرف الدنيا والآخرة قال وما ذاك قال قتل علي قال ثكلتك أمك لقد جئت شيئا إدا كيف تقدر على قتله قال أكمن له في السحر فإذا خرج إلى صلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه فإن نجونا شفينا أنفسنا وأدركنا ثأرنا وإن قتلنا فما عند الله خير من الدنيا وزبرج أهلها قال ويحك لو كان غير علي كان أهون علي قد عرفت بلاءه في الإسلام وسابقته مع النبي صلى الله عليه وسلم وما أجدني أشرح لقتله قال أما تعلم أنه قتل أهل النهروان العباد المصلين قال نعم قال نقتله بما قتل من إخواننا فأجابه فجاؤوا حتى دخلوا على قطام وهي في المسجد الأعظم معتكفة فيه فقالوا لها قد اجتمع رأينا على قتل علي قالت فإذا أردتم ذلك فأتوني ضحى فقال هذه الليلة التي واعدت فيها صاحبي أن يقتل كل واحد منا صاحبه فدعت لهم بالحرير فعصبتهم وأخذوا أسيافهم وجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها علي فخرج لصلاة الغداة فجعل يقول الصلاة الصلاة فشد عليه شبيب فضربه بالسيف فوقع السيف بعضادي الباب أو بالطلق فشد عليه ابن ملجم فضربه على قرنه وهرب وردان حتى دخل منزله ودخل رجل من بني أسيد وهو ينزع السيف والحديد عن صدره فقال ما هذا السيف والحديد فأخبره بما كان فذهب إلى منزله فجاء بسيفه فضربه حتى قتله وخرج شبيب نحو أبواب كندة فشد عليه الناس إلا أن رجلا يقال له عويمر ضرب رجله بالسيف فصرعه وجثم عليه الحضرمي فلما رأى الناس قد أقبلوا في طلبه وسيف شبيب في يده خشي على نفسه فتركه فنجا بنفسه ونجا شبيب في غمار الناس وخرج ابن ملجم فشد عليه رجل من همذان يكنى أبا أدما فضرب رجله فصرعه وتأخر علي ودفع في ظهر جعدة بن هبيرة بن أبي وهب فصلى بالناس الغداة وشد عليه الناس من كل جانب وذكروا أن محمد بن حنيف قال والله إني لأصلي تلك الليلة في المسجد الأعظم قريبا من السدة في رجال كثيرة من أهل المصر ما فيهم إلا قيام وركوع وسجود ما يسأمون من أول الليل إلى آخره إذ خرج علي لصلاة الغداة وجعل ينادي أيها الناس الصلاة الصلاة فما أدري أتكلم بهذه الكلمات أو نظرت إلى بريق السيف وسمعت الحكم لله لا لك يا علي ولا لأصحابك فرأيت سيفا ورأيت ناسا وسمعت عليا يقول لا يفوتنكم الرجل وشد عليه الناس من كل جانب فلم أبرح حتى أخذ ابن ملجم فأدخل على علي فدخلت فيمن دخل من الناس فسمعت عليا يقول النفس بالنفس إن هلكت فاقتلوه كما قتلني وإن بقيت رأيت فيه رأيي ولما أدخل ابن ملجم على علي قال له يا عدو الله ألم أحسن إليك ألم أفعل بك قال بلى قال فما حملك على هذا قال شحذته أربعين صباحا فسألت الله أن يقتل به شر خلقه قال له علي ما أراك إلا مقتولا به وما أراك إلا من شر خلق الله عز وجل وكان ابن ملجم مكتوفا بين يدي الحسن إذ نادته أم كلثوم بنت علي وهي تبكي يا عدو الله لا بأس على أبي والله عز وجل مخزيك قال فعلام تبكين والله لقد اشتريته بألف وسممته بألف ولو كانت هذه الضربة لجميع أهل مصر ما بقي منهم أحد ساعة وهذا أبوك باقيا حتى الآن فقال علي للحسن إن بقيت رأيت فيه رأيي ولئن هلكت من ضربتي هذه فاضربه ضربة ولا تمثل به فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن المثلة ولو بالكلب العقور وذكر أن حريث بن عبد الله دخل على علي يسأل به فقال يا أمير المؤمنين إن فقدناك ولا نفقدك فنبايع الحسن قال ما آمركم ولا أنهاكم أنتم أبصر فلما قبض علي رضي الله عنه بعث الحسن إلى ابن ملجم فدخل عليه فقال له ابن ملجم هل لك في خصلة أي والله ما أعطيت الله عهدا إلا وفيت به إني كنت أعطيت الله عهدا أن أقتل عليا ومعاوية أو أموت دونهما فإن شئت خليت بيني وبينه ولك الله على إن لم أقتله أن آتيك حتى أضع يدي في يدك فقال له الحسن لا والله أو تغابن الناس فقدمه فقتله فأخذه الناس فأدرجوه في بوار ثم أحرقوه بالنار وقد كان علي رضي الله عنه قال يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين تقولون قتل أمير المؤمنين قتل أمير المؤمنين ألا لا يقتل بي إلا قاتلي وأما البرك بن عبد الله فقعد لمعاوية فخرج لصلاة الغداة فشد عليه بسيفه وأدبر معاوية هاربا فوقع السيف في إليته فقال إن عندي خبرا أبشرك به فإن أخبرتك أنافعي ذلك عندك قال وما هو قال إن أخا لي قتل عليا الليلة قال فلعله لم يقدر عليه قال بلى إن عليا يخرج ليس معه أحد يحرسه فأمر به معاوية فقتل فبعث إلى الساعدي وكان طبيبا فنظر إليه فقال إن ضربتك مسمومة فاختر مني إحدى خصلتين إما أن أحمي حديدة فأضعها في موضع السيف وإما أن أسقيك شربة تقطع منك الولد وتبرأ منها فإن ضربتك مسمومة فقال له معاوية أما النار فلا صبر لي عليها وأما انقطاع الولد فإن في يزيد وعبد الله وولدهما ما تقر به عيني فسقاه تلك الليلة الشربة فبرأ فلم يولد له بعد فأمر معاوية بعد ذلك بالمقصورات وقيام الشرط على رأسه وقال علي للحسن والحسين أي بني أوصيكما بتقوى الله والصلاة لوقتها وإيتاء الزكاة عند محلها وحسن الوضوء فإنه لا تقبل صلاة إلا بطهور وأوصيكم بغفر الذنب وكظم الغيظ وصلة الرحم والحلم عن الجاهل والتفقه في الدين والتثبت في الأمر وتعاهد القرآن وحسن الجوار والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجتناب الفواحش قال ثم نظر إلى محمد بن الحنفية فقال هل حفظت ما أوصيت به أخويك قال نعم قال إني أوصيك بمثله وأوصيك بتوقير أخويك لعظم حقهما عليك وتزيين أمرهما ولا تقطع أمرا دونهما ثم قال لهما أوصيكما به فإنه شقيقكما وابن أبيكما وقد علمتما أن أباكما كان يحبه ثم أوصى فكانت وصيته بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب أوصى أن يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ثم أوصيكما يا حسن ويا حسين ويا جميع أهلي وولدي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ربكم ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن صلاح ذات البين أعظم من عامة الصلاة والصيام وانظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب والله الله في الأيتام لا يضيعن بحضرتكم والله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم والله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب الرب والله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم والله الله في القرآن لا يسبقنكم بالعمل به غيركم والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم والله الله في بيت ربكم لا يخلون ما بقيتم فإنه إن ترك لم تناظروا والله الله في ذمة نبيكم صلى الله عليه وسلم فلا تظلمن بين ظهرانيكم والله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم صلى الله عليه وسلم قال ما زال جبريل يوصيني بهم حتى ظننت أنه سيورثهم الله الله في أصحاب نبيكم صلى الله عليه وسلم فإنه أوصى بهم والله الله في الضعيفين من النساء وما ملكت أيمانكم الصلاة الصلاة لا تخافن في الله لومة لائم الله يكفيكم من أرادكم وبغى عليكم { وقولوا للناس حسنا } كما أمركم الله ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى أمركم شراركم ثم تدعون ولا يستجاب لكم عليكم بالتواصل والتبادل إياكم والتقاطع والتدابر والتفرق { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب } حفظكم الله من أهل بيت وحفظ فيكم نبيكم صلى الله عليه وسلم أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ثم لم ينطق إلا بلا إله إلا الله حتى قبض في شهر رمضان في سنة أربعين وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص وكبر عليه الحسن تسع تكبيرات وولي الحسن عمله ستة أشهر وكان ابن ملجم قبل أن يضرب عليا قعد في بني بكر بن وائل إذ مر عليه بجنازة أبجر بن جابر العجلي أبي حجار وكان نصرانيا والنصارى حوله وناس مع حجار بمنزلته يمشون بجانب إمامهم شقيق بن ثور السلمي فلما رآهم قال من هؤلاء فأخبر ثم أنشأ يقول لئن كان حجار بن أبجر مسلما لقد بوعدت منه جنازة أبجر وإن كان حجار بن أبجر كافرا فما مثل هذا من كفور بمنكر أترضون هذا إن قسا ومسلما جميعا لدى نعش فيا قبح منظر وقال ابن عباس المرادي ولم أر مهرا ساقه ذو سماحة كمهر قطام من فصيح وأعجم ثلاثة آلاف وعبد وقينة وضرب علي بالحسام المصمم ولا مهر أغلى من علي وإن غلا ولا قتل إلا دون قتل ابن ملجم وقال أبو الأسود الدؤلي ألا أبلغ معاوية بن حرب فلا قرت عيون الشامتينا أفي الشهر الحرام فجعتمونا بخير الناس طرا أجمعينا قتلتم خير من ركب المطايا وحسنها ومن ركب السفينا ومن لبس النعال ومن حذاها ومن قرأ المثاني والمئينا لقد علمت قريش حين كانت بأنك خيرها حسبا ودينا وأما عمرو بن بكر فقعد لعمرو بن العاص في تلك الليلة التي ضرب فيها معاوية فلم يخرج واشتكى فيها بطنه فأمر خارجة بن حبيب وكان صاحب شرطته وكان من بني عامر بن لؤي فخرج يصلي بالناس فشد عليه وهو يرى أنه عمرو بن العاص فضربه بالسيف فقتله وأدخل على عمرو فلما رآهم يسلمون عليه بالأمرة فقال من هذا قالوا عمرو بن العاص قال من قتلت قالوا خارجة قال أما والله يا فاسق ما حمدت غيرك قال عمرو أردتني والله أراد خارجة وقدمه وقتله فبلغ ذلك معاوية فكتب إليه وقتك وأسباب الأمور كثيرة مسبة ساع من لؤي بن غالب فيا عمرو مهلا إنما أنت عمه وصاحبه دون الرجال الأقارب نجوت وقد بل المرادي سيفه من ابن أبي شيخ الأباطح طالب ويضربني بالسيف آخر مثله فكانت عليه تلك ضربة لازب وأنت تباغي كل يوم وليلة بمصرك بيضا كالظباء الشوارب وكان الذي ذهب ببيعته سفيان بن عبد شمس بن أبي وقاص الزهري وكان الحسن قد بعث قيس بن سعد بن عبادة على مقدمته في اثني عشر ألفا وخرج معاوية حتى نزل بايلياء في ذلك العام وخرج الحسن حتى نزل في القصور البيض في المدائن وخرج معاوية حتى نزل مسكن وكان على المدائن عم المختار بن أبي عبيد وكان يقال له سعد بن مسعود فقال له المختار وهو يومئذ غلام شاب هل لك في الغنى والشرف قال وما ذاك قال توثق الحسن وتستأمر به إلى معاوية فقال له سعد عليك لعنة الله أأثب على ابن ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوثقه فلما رأى الحسن تفرق الناس عنه بعث إلى معاوية يطلب الصلح فبعث إليه معاوية عبد الله بن عامر وعبد الله بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس فقدما على الحسن بالمدائن فأعطياه ما أراد وصالحاه ثم قام الحسن في الناس فقال يا أهل العراق إنما يستحى بنفسي عليكم ثلاث قتلكم أبي وطعنكم إياي وانتهابكم متاعي ودخل في طاعة معاوية ودخل الكوفة فبايعه الناس
الراوي : إسماعيل بن راشد | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 9/142 | خلاصة حكم المحدث : مرسل وإسناده حسن
11 - لمَّا بلَغَنا ظهورُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرَجْتُ وافِدًا عن قومي حتَّى قدِمْتُ المدينةَ فلقيتُ أصحابَه قَبلَ لقائِه فقالوا بشَّرَنا بك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن قَبلِ أن تقدَمَ علينا بثلاثةِ أيَّامٍ فقال قد جاءكم وائلُ بنُ حُجْرٍ ثمَّ لقيَني عليه السَّلامُ فرحَّب بي وأَدْنى مَجْلِسي وبسَط لي رِداءَه فأجلَسَني عليه ثُمَّ دعا في النَّاسِ فاجتمَعوا إليه ثُمَّ طلَع المِنبَرَ وأطلَعَني معه وأنا دونَه ثمَّ حمِد اللهَ وقال يا أيُّها النَّاسُ هذا وائلُ بنُ حُجْرٍ أتاكم مِن بلادٍ بعيدةٍ مِن بلادِ حَضْرَمَوتَ طائعًا غيرَ مُكْرَهٍ بقيَّةُ أبناءِ الملوكِ بارَك اللهُ فيك يا [ ابنَ ] حُجْرٍ وفي وَلَدِك ثُمَّ نزَل وأنزَلَني مَنزِلًا شاسِعًا عن المدينةِ وأمَر معاويةَ بنَ أبي سفيانَ أن يُبَوِّئَني إيَّاه فخرَجْتُ وخرَج معي حتَّى إذا كُنَّا ببعضِ الطَّريقِ قال يا وائلُ إنَّ الرَّمْضاءَ قد أصابت بطْنَ قَدَمي فأرْدِفْني خَلفَك فقلْتُ ما أضِنُّ عليك بهذه النَّاقةِ ولكِن لَسْتَ مِن أبناءِ الملوكِ وأكرَهُ أن أُعَيَّرَ بك قال فألْقِ إليَّ حِذاءَك أتوقَّى به مِن حَرِّ الشَّمسِ قلْتُ ما أضِنُّ عليك بهاتين الجِلْدَتين ولكِنْ لَسْتَ ممَّن يَلْبَسُ لِباسَ الملوكِ وأكرَهُ أن أُعَيَّرَ بك فلمَّا أرَدْتُ الرُّجوعِ إلى قَومي أمَر لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بكُتُبٍ ثلاثةٍ منها كتابٌ لي خالصٌ يُفَضِّلُني فيه على قَومي وكتابٌ لي ولأهلِ بيتي بأموالِنا هناك وكتابٌ لي ولقَومي وفي كتابي الخالصِ بسمِ اللهِ مِن محمَّدٍ رسولِ اللهِ إلى المُهاجرِ بنِ أبي أميَّةَ إنَّ وائلًا يُستَرْعى ويُتَرَفَّلُ على الأقوالِ حيثُ كانوا مِن حَضْرَمَوتَ وفي كتابي الَّذي لي ولأهلِ بيتي بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ مِن محمَّدٍ رسولِ اللهِ إلى المهاجِرِ بنِ أبي أُمَيَّةَ لأبناءِ معشرٍ وأبناءِ ضَمْعاجٍ أقْيالِ شَنُوءةَ بما كان لهم فيها مِن مُلوكٍ ومَزاهِرَ وعِمْرانٍ وبَحْرٍ ومِلْحٍ ومِحْجَرٍ وما كان لهم مِن مالٍ اتَّرَثوه وما كان لهم فيها مِن مالٍ بحَضْرَمَوتَ أعلاها وأسفَلها مِنِّي الذِّمَّةُ والجِوارُ اللهُ لهم جارٍ المؤمنون على ذلك أنصارٌ وفي كِتابي الَّذي لي ولقَومي بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ مِن محمَّدٍ رسولِ اللهِ إلى وائلِ بنِ حُجْرٍ والأقوالِ العَباهلةِ مِن حَضْرَمَوتَ بإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ مِن الصرةِ السمنةُ ولصاحبِها البيعةُ لا جَلَبَ ولا جَنَبَ ولا شِغارَ ولا وِراطَ في الإسلامِ لكلِّ عَشْرةٍ مِنَ السَّرايا ما يحمِلُ الجِرابُ مِنَ التَّمرِ مَن أَجْبا فقد أَرْبى وكلُّ مُسكرٍ حرامٌ فلمَّا ملَك معاويةُ بعَث رجلًا مِن قريشٍ يُقال له بِشْرُ بنُ أبي أرطاةَ فقال له قد ضمَمْتُ النَّاحيةَ فاخرُجْ بجيشِك فإذا خَلَّفْتَ أفواهَ الشَّامِ فضَعْ سيفَك فاقتُلْ مَن أبى بيعتي حتَّى تصيرَ إلى المدينةِ ثمَّ ادخُلِ المدينةَ فاقتُلْ مَن أبى بيعتي وإنْ أصَبْتَ وائلَ بنَ حُجْرٍ حيًّا فائتِني به ففعَل وأصاب وائلًا حَيًّا فجاء به إليه فأمر معاويةُ أن يُتَلَقَّى وأذِن له فأجلَسه معه على سَريرِه فقال له معاويةُ أسريري هذا خيرٌ أم ظَهرُ ناقتِك فقلْتُ يا أميرَ المؤمنين كنْتُ حديثَ عهدٍ بجاهليَّةٍ وكُفرٍ وكانت تلك سيرةَ الجاهليَّةِ فقد أتانا اللهُ بالإسلامِ فستَر الإسلامُ ما فعَلْتُ قال فما منَعك مِن نَصْرِنا وقد أعدَّك عثمانُ ثِقةً وصِهْرًا قلْتُ إنَّك قاتَلْتَ رجلًا هو أحَقُّ بعثمانَ منك قال وكيف يكونُ أحَقَّ بعثمانَ منِّي وأنا أقربُ إلى عثمانَ في النَّسَبِ قلْتُ إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان آخى بينَ عليٍّ وعثمانَ فالأخُ أولى مِنِ ابنِ العَمِّ ولَسْتُ أقاتِلُ المُهاجرين قال أوَلَسْنا مُهاجرين قلْتُ أوَلَسْنا قد اعتَزَلْناكما جميعًا وحُجَّةٌ أخرى حضَرْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقد رفَع رأسَه نحوَ المَشْرِقِ وقد حضَره جَمْعٌ كثيرٌ ثمَّ ردَّ إليه بصَرَه فقال أتَتْكُمُ الفِتَنُ كقِطَعِ اللَّيلِ المُظلِمِ فشَدَّد أمْرَها وعَجَّلَه وقَبَّحَه فقلْتُ له مَن بينَ القَومِ يا رسولَ اللهِ وما الفِتَنُ قال يا وائلُ إذا اختلَف سيفانِ في الإسلامِ فاعتَزِلْهُما فقال أصبَحْتَ شيعيًّا فقلْتُ لا ولكنِّي أصبَحْتُ ناصحًا للمسلمين فقال معاويةُ لو سمِعْتُ ذا وعلِمْتُه ما أَقْدَمْتُك قلْتُ أوَليس قد رأيْتَ ما صنَع محمَّدُ بنُ مَسْلمةَ عندَ مقتلِ عثمانَ انتهى بسيفِه إلى صخرةٍ فضرَبه حتَّى انكسر فقال أولئك قومٌ يحمِلون قلْتُ فكيف نصنَعُ بقولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَن أحَبَّ الأنصارَ فبحُبِّي أحَبَّهم ومَن أبغَض الأنصارَ فببُغْضي أبغَضَهم فقال اختَرْ أيَّ البلادِ شِئْتَ فإنَّك لستَ براجعٍ إلى حَضْرَمَوتَ فقلْتُ عشيرتي بالشَّامِ وأهلُ بيتي بالكوفةِ فقال رجلٌ مِن أهلِ بيتِك خيرٌ مِن عَشَرةٍ مِن عَشيرتِك فقلْتُ ما رجَعْتُ إلى حَضْرَمَوتَ سُرورًا بها وما ينبغي للمُهاجِرِ أن يرجِعَ إلى الموضعِ الَّذي هاجر منه إلَّا مِن عِلَّةٍ قال وما عِلَّتُك قلْتُ قولُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الفِتَنِ فحيثُ اختلَفْتُم اعتَزَلْناكم وحيثُ اجتمَعْتُم جِئْناكم فهذه العِلَّةُ فقال إنِّي قد ولَّيْتُك الكوفةَ فسِرْ إليها فقلْتُ ما أَليَ بعدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأحَدٍ أمَا رأيْتَ أبا بكرٍ أرادني فأبَيتُ وأرادني عمرُ فأبَيتُ وأرادني عثمانُ فأبيتُ ولم أترُكْ بيعتَهم جاءني كِتابُ أبي بكرٍ حيث ارتدَّ أهلُ ناحيتِنا فقُمْتُ فيهم حتَّى ردَّهُمُ اللهُ إلى الإسلامِ بغيرِ وِلايةٍ فدعا عبدَ الرَّحمنِ بنَ أمِّ الحَكَمِ فقال سِرْ فقد ولَّيْتُك الكوفةَ وسِرْ بوائلٍ فأكْرِمْهُ واقْضِ حوائجَه فقال يا أميرَ المؤمنين أسأْتَ بي الظَّنَّ تأمُرُني بإكرامِ مَن قد رأيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أكْرَمه وأبا بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وأنت فَسُرَّ معاويةُ بذلك منه فقدِمْتُ معه الكوفةَ فلم يلبَثْ أن مات
الراوي : وائل بن حجر | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 9/377 | خلاصة حكم المحدث : فيه محمد بن حجر وهو ضعيف
12 - خرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال إني رأيت البارحةَ عجبًا رأيتُ رجلًا من أمتِي قد احتوشته ملائكةٌ فجاءه وضوؤُه فاستنقذَه من ذلك ورأيتُ رجلًا من أمتِي قد سُلِّط عليه عذابُ القبرِ فجاءته صلاتُه فاستنقذته من ذلك ورأيتُ رجلًا من أمتِي قد احتوشته الشياطينُ فجاءه ذكرُ اللهِ فخلَّصه منهم ورأيتُ رجلًا من أمتِي يلهثُ من العطشِ فجاءه صيامُ رمضانَ فسقاه ورأيتُ رجلًا من أمتِي من بينِ يدَيه ظلمةٌ ومن خلفِه ظلمةٌ وعن يمينِه ظلمةٌ وعن شمالِه ظلمةٌ ومن فوقِه ظلمةٌ ومن تحتِه ظلمةٌ فجاءه حجُّه وعمرتُه فاستخرجاه من الظلمةِ ورأيتُ رجلًا من أمتِي جاءه ملَكُ الموتِ ليقبِضَ روحَه فجاءته صلةُ الرحِمِ فقالت إن هذا كان واصلًا لرحِمِه فكلَّمهم وكلَّموه وصار معهم ورأيتُ رجلًا من أمتِي يتقِي وهجَ النارِ عن وجهِه فجاءته صدقتُه فصارت ظلًّا على رأسِه وسترًا عن وجهِه ورأيتُ رجلًا من أمتِي جاءته زبانيةُ العذابِ فجاءه أمرُه بالمعروفِ ونهيُه عن المنكرِ فاستنقذه من ذلك ورأيتُ رجلًا من أمتِي هوَى في النارِِ فجاءته دموعُه التي بكَى من خشيةِ اللهِ فأخرجته من النارِ ورأيتُ رجلًا من أمتِي قد هوت صحيفتُه إلى شمالِه فجاءه خوفُه من اللهِ فأخذ صحيفتَه في يمينِه ورأيتُ رجلًا من أمتِي قد خفَّ مَيزانُه فجاء إقراضُه فثقَّل مِيزانَه ورأيتُ رجلًا من أمتِي يرعدُ كما ترعدُ الزعفةُ فجاءه حسنُ ظنِّه باللهِ فسكَّن رِعدتَه ورأيتُ رجلًا من أمتِي يزحفُ على الصراطِ مرةً ويجثو مرةً ويتعلقُ مرةً فجاءته صلاتًه علَيَّ فأخذت بيدِه فأقامته على الصراطِ حتى جاوز ورأيتُ رجلًا من أمتِي انتهَى إلى أبوابِ الجنةِ فغلِّقَت الأبوابُ دونَه فجاءته شهادةُ أن لا إلهَ إلا اللهُ فأخذت بيدِه فأدخلته الجنةَ
الراوي : عبدالرحمن بن سمرة | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 7/182 | خلاصة حكم المحدث : [روي] بإسنادين في أحدهما سليمان بن أحمد الواسطي وفي الآخر خالد بن عبد الرحمن المخزومي وكلاهما ضعيف
13 - في تَسْمِيَةِ الَّذِينَ خَرَجُوا إلى أَرْضِ الحبشةِ المرةَ الأُولَى قبلَ خُرُوجِ جَعْفَرٍ وأَصْحابِهِ الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ وسَهْلُ بنُ بَيْضَاءَ وعامِرُ بنُ ربيعةَ وعبدُ اللهِ بنُ مَسْعُودٍ وعبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ وعُثْمَانُ بنُ عفانَ ومَعَهُ امْرَأَتُهُ رُقَيَّةُ بِنْتُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعثمانُ بنُ مَظْعُونٍ ومُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ أحدُ بَنِي عبدِ الدَّارِ وأَبُو حُذيفةَ بنُ عُتْبَةَ بنِ ربيعةَ ومعهُ امرأتُهُ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو ولَدَتْ لَهُ بِأَرْضِ الحَبشةِ محمدَ بنَ أبي حُذَيْفَةَ وأَبُو سَبْرَةَ بنُ أبي رُهْمٍ ومعهُ أُمُّ كُلْثُومَ بنتُ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو وأَبُو سلمةَ بنُ عَبْدِ الأَسَدِ ومَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ سَلَمَةَ قال ثمَّ رجعَ هؤلاءِ الذينَ ذهبوا المرَّةَ الأُولَى قَبْلَ جَعْفَرِ بنِ أبي طالِبٍ وأَصْحابِهِ حِينَ أَنْزَلَ اللهُ السُّورَةَ الَّتِي يَذْكُرُ فِيهَا وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى فقال المُشْرِكُونَ من قُرَيْشٍ لَوْ كَانَ هذا الرَّجُلُ يَذْكُرُ آلِهَتَنَا بِخَيْرٍ أَقْرَرْنَاهُ وأَصحابَهُ فإنه لا يذكُرُ أحدًا مِمَّنْ خالفَ دِينَهُ من اليَهُودِ والنَّصارَى بِمِثْلِ الذي يَذْكُرُ بِهِ آلِهَتَنَا من الشَّرِّ والشَّتْمِ فَلمَّا أَنْزَلَ اللهُ السُّورَةَ الذي يَذْكُرُ فِيهَا والنَّجْمِ وقَرَأَ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ والْعُزَّى ومَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِيهَا عِنْدَ ذلك ذِكْرَ الطَّوَاغِيتِ فقال وإِنَّهُنَّ من العَرَانِيقِ العُلَا وإِنَّ شَفَاعَتَهُمْ لَتُرْتَجَى وذَلِكَ من سَجْعِ الشَّيْطَانِ وفِتْنَتِهِ فَوَقَعَتْ هَاتانِ الكَلِمَتانِ في قَلْبِ كُلِّ مُشْرِكٍ وذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ واسْتَبْشَرُوا بِهَا وقَالُوا إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ رَجَعَ إلى دِينِهِ الأَوَّلِ ودِينِ قَوْمِه فَلمَّا بلغَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ آخِرَ السورةِ التي فِيهَا النَّجْمُ سجدَ وسجد معهُ كُلُّ مَنْ حَضَرَهُ من مسلمٍ ومُشْرِكٍ غيرَ أَنَّ الوَلِيدَ بنَ المُغِيرَةِ كَانَ رَجُلًا كَبِيرًا فَرَفَعَ مِلْءَ كَفِّهِ تُرَابًا فَسَجَدَ عليْه فَعَجِبَ الفَرِيقَانِ كِلَاهُمَا من جَمَاعَتِهِمْ في السُّجُودِ لِسُجُودِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَأَمَّا المسلمون فَعَجِبُوا من سُجُودِ المُشْرِكِينَ من غيرِ إِيمَانٍ ولَا يَقِينٍ ولَمْ يَكُنِ المُسْلِمُونَ سَمِعُوا الذي أَلْقَى الشَّيْطَانُ على أَلْسِنَةِ المُشْرِكِينَ وأَمَّا المُشْرِكُونَ فَاطْمَأَنَّتْ أَنْفُسُهُمْ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَصْحابِهِ لمَّا سَمِعُوا الذي أَلْقَى الشَّيْطَانُ في أُمْنِيَّةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحَدَّثَهُمُ الشَّيْطَانُ أَنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَدْ قَرَأَهَا في السَّجْدَةِ فَسَجَدُوا لِتَعْظِيمِ آلِهَتِهِمْ فَفَشَتْ تِلْكَ الكَلِمَةُ في النَّاسِ وأَظْهَرَهَا الشَّيْطَانُ حتى بَلَغَتِ الحَبَشَةُ فَلمَّا سَمِعَ عُثْمَانُ بنُ مَظْعُونٍ وعبدُ اللهِ بنُ مَسْعُودٍ ومَنْ كَانَ مَعَهُمْ من أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّ النَّاسَ قَدْ أَسْلَمُوا وصارُوا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وبلغَهُمْ سجودُ الوليدِ بنِ المُغِيرَةِ على التُّرَابِ على كَفِّهِ أَقْبَلُوا سِرَاعًا فَكَبُرَ ذلك على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلمَّا أَمْسَى أَتاهُ جِبْرِيلُ - عليْه السَّلَامُ - فَشَكَا إليه فَأَمَرَهُ فَقَرَأَ عليْه فلمَّا بلغها تَبَرَّأَ منها جبريلُ قال مَعَاذَ اللهِ من هَاتَيْنِ ما أَنْزَلَهُمَا رَبِّي ولا أَمَرَنِي بهما رَبُّكَ فلمَّا رأى ذلك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَقَّ عليْه وقال أَطَعْتُ الشيطانَ وتَكَلَّمْتُ بِكَلَامِهِ وشَرَكَنِي في أَمْرِ اللهِ فَنَسَخَ اللهُ ما أَلْقَى الشَّيْطَانُ وأَنْزَلَ عليْه وَمَا أَرْسَلْنَا من قَبْلِكَ من رَسُولٍ ولَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ في أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ واللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ والْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وإنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ فَلمَّا بَرَّأَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ من سَجْعِ الشَّيْطَانِ وفِتْنَتِهِ انْقَلَبَ المُشْرِكُونَ بِضَلَالِهِمْ وعَدَاوَتِهِمْ وبَلَغَ المُسْلِمُونَ مِمَّنْ كَانَ بِأَرْضِ الحَبَشَةِ وقَدْ شَارَفُوا مَكَّةَ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا الرُّجُوعَ من شِدَّةِ البَلَاءِ الذي أَصابَهُمْ والْجُوعِ والْخَوْفِ وخافُوا أنْ يَدْخُلُوا مَكَّةَ فَيُبْطَشَ بهم فَلَمْ يَدْخُلْ رَجُلٌ مِنْهُمْ إِلَّا بِجِوَارٍ فأجارَ الوليدُ بنُ المُغِيرَةِ عُثْمَانَ بنَ مَظْعُونٍ فَلمَّا أَبْصَرَ عُثْمَانُ بنُ مَظْعُونٍ الذي يَلْقَى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَصْحابَهُ من البَلَاءِ وعُذِّبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ بِالنَّارِ وبِالسِّياطِ وعُثْمَانُ بنُ مَظْعُونٍ مُعَافًى لا يَعْرِضُ لَهُ رَجَعَ إلى نَفْسِهِ فَاسْتَحَبَّ البَلَاءَ على العَافِيَةِ وقَالَ أَمَّا مَنْ كَانَ في عَهْدِ اللهِ وذِمَّتِهِ وذِمَّةِ رسولِه الذي اخْتارَ لِأَوْلِيائِهِ من أَهْلِ الإِسْلَامِ ومَنْ دَخَلَ فِيهِ فَهُوَ خائِفٌ مُبْتَلًى بِالشِّدَّةِ والْكَرْبِ عَمِدَ إلى الوَلِيدِ بنِ المُغِيرَةِ فقال يا ابنَ عَمِّ أَجَرْتَنِي فَأَحْسَنْتَ جِوَارِي وإِنِّي أُحِبُّ أنْ تُخْرِجَنِي إلى عَشِيرَتِكَ فَتَبْرَأَ مِنِّي بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ فقال لَهُ الوَلِيدُ ابنَ أَخِي لعل أَحَدًا آذَاكَ أَوْ شَتَمَكَ وأَنْتَ في ذِمَّتِي فَأَنْتَ تُرِيدُ مَنْ هو أَمْنَعُ لَكَ مِنِّي فَأَنَا أَكْفِيكَ ذَلِكَ؟ قال لا واللهِ ما بِي ذَلِكَ ومَا اعْتَرَضَ لِي من أَحَدٍ فَلمَّا أَبَى عُثْمَانُ إِلَّا أنْ يَتَبَرَّأَ مِنْهُ الوَلِيدُ أَخْرَجَهُ إلى المَسْجِدِ وقُرَيْشٌ فِيهِ كَأَحْفَلِ ما كَانُوا ولَبِيدُ بنُ رَبِيعَةَ الشَّاعِرُ يُنْشِدُهُمْ فَأَخَذَ الوَلِيدُ بِيَدِ عُثْمَانَ فَأَتَى بِهِ قُرَيْشًا فقال إِنَّ هذا غَلَبَنِي وحَمَلَنِي على أنْ أَنْزِلَ إليه عن جِوَارِي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي بَرِيءٌ فَجَلَسَا مع القَوْمِ وأَخَذَ لَبِيدٌ يُنْشِدُهُمْ فقال أَلَا كُلُّ شَيْءٍ ما خَلَا اللهَ باطِلُ فقال عُثْمَانُ صَدَقْتَ ثمَّ إِنْ لَبِيدًا أَنْشَدَهُمْ تَمَامَ البَيْتِ فقال وَكُلُّ نَعِيمٍ لا مَحالَةَ زَائِلُ فقال كذَبْتَ فَسَكَتَ القَوْمُ ولَمْ يَدْرُوا ما أَرَادَ بِكَلِمَتِهِ ثمَّ أَعَادَهَا الثَّانِيَةَ وأَمَرَ بِذَلِكَ فَلمَّا قالهَا قال مثلَ كَلِمَتِهِ الأُولَى والْأُخْرَى صَدَقْتَ مَرَّةً وكَذَبْتَ مَرَّةً وإِنَّمَا يُصَدِّقُهُ إِذَا ذَكَرَ كُلَّ شَيْءٍ يَفْنَى وإِذَا قال كُلُّ نَعِيمٍ ذَاهِبٌ كَذَّبَهُ عِنْدَ ذَلِكَ؛ إِنَّ نَعِيمَ أَهْلِ الجَنَّةِ لا يَزُولُ نَزَعَ عِنْدَ ذلك رَجُلٌ من قُرَيْشٍ فَلَطَمَ عَيْنَ عُثْمَانَ بنِ مَظْعُونٍ فَاخْضَرَّتْ مَكَانَهَا فقال الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ وأَصْحابُهُ قَدْ كُنْتَ في ذِمَّةٍ مَانِعَةٍ مَمْنُوعَةٍ فَخَرَجْتَ مِنْهَا إلى هذا فَكُنْتَ عَمَّا لَقِيتَ غَنِيًّا ثمَّ ضَحِكُوا فقال عُثْمَانُ بَلْ كُنْتُ إلى هذا الذي لَقِيتُ مِنْكُمْ فَقِيرًا وعَيْنِي الَّتِي لَمْ تُلْطَمْ إلى مِثْلِ هذا الذي لَقِيتُ صاحِبَتُهَا فَقِيرَةٌ لِي فِيمَنْ هو أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكُمْ أُسْوَةً فقال لَهُ الوَلِيدُ إِنْ شِئْتَ أَجَرْتُكَ الثَّانِيَةَ قال لا أَرَبَ لِي في جِوَارِكَ
الراوي : عروة بن الزبير | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 6/35 | خلاصة حكم المحدث : مرسل وفيه ابن لهيعة أيضا
14 - كانَ رَسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - فَخمًا مُفَخَّمًا، يَتَلَألَأُ وَجهه تَلَألُؤَ القَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ، وَأطوَلَ مِنَ المَربوعِ، وَأقصَرَ مِنَ المُشَذَّبِ عَظيمَ الهامَةِ، رَجِلَ الشَّعرِ، إذا تَفَرَّقَت عَقيصَتُه فَرَقَ فَلا يُجاوِزُ شَعرُه شَحمَةَ أُذُنَيهِ، إذا هوَ وَفرُه، أزهَرَ اللَّونِ، واسِعَ الجَبينِ، أزَجَّ الحَواجِبِ، سَوابِغَ مِن غَيرِ قَرنٍ بَينَهما عِرقٌ يُدِرُّه الغَضَبُ، أقنَى العِرنينِ، لَه نورٌ يَعلوه، يَحسَبُه مَن لَم يَتَأمَّله أشَمَّ، كَثَّ اللِّحيَةِ، سَهلَ الخَدَّينِ، ضَليعَ الفَمِ، أشنَبَ، مُفَلَّجَ الأسنانَ، دَقيقَ المَسرَبَةِ، كَأنَّ عُنُقَه جيدَ دِمنَةٍ في صَفاءِ الفِضَّةِ، مُعتَدِلَ الخَلقِ بادِن مُتَماسِك، سَواءَ البَطنِ والصَّدرِ، عَريضَ الصَّدرِ، بَعيدَ ما بَينَ المَنكِبَينِ، ضَخمَ الكَراديسِ، أنوَرَ المُتَجَرَّدِ، مَوصولَ ما بَينَ اللَّبَّةِ والسُّرَّةِ بِشَعرٍ يَجري كالخَطِّ، عاريَ الثَّديَينِ والبَطنِ مِمَّا سِوَى ذَلِكَ، أشَعَرَ الذِّراعَينِ والمَنكِبَينِ وَأعاليَ الصَّدرِ، طَويلَ الزَّندَينِ، رَحبَ الرَّاحَةِ، سَبطَ القَصَبِ، شَثْنَ الكَفَّينِ والقَدَمَينِ، سائِرَ الأطرافِ، خُمصانَ الأخمَصَينِ، مَسيحَ القَدَمَينِ يَنبو عَنهما الماءُ، إذا زالَ زالَ قُلَعًا، وَتَخَطَّى تَكَفيًّا، وَيَمشي هَونًا، ذَريعَ المِشيَةِ إذا مَشَى كَأنَّما يَنحَطُّ مِن صَبَبٍ، وَإذا التَفَتَ التَفَتَ مَعًا، خافِضَ الطَّرفِ، نَظَرُه إلَى الأرضِ أطوَلُ مِن نَظَرِهِ إلَى السَّماءِ، جُلُّ نَظَرِهِ المُلاحَظَةُ، يَسوقُ أصحابَه، يَبدُرُ مَن لَقيَ بِالسَّلامِ. قُلتُ: صِف لي مَنطِقَه. قالَ: كانَ رَسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - مُتَواصِلَ الأحزانِ، دائِمَ الفِكرَةِ، لَيسَت لَه راحَةٌ، لا يَتَكَلَّمُ في غَيرِ حاجَةٍ، طَويلَ الصَّمتِ يَفتَتِحُ الكَلامَ وَيَختِمُه بِأشداقِهِ، وَيَتَكَلَّمُ بِجَوامِعِ الكَلِمِ، فَصلٌ لا فُصولٌ وَلا تَقصيرٌ، دَمِثٌ لَيسَ بِالجافي وَلا المُهينِ، يُعَظِّمُ النِّعمَةَ وَإن دَقَّت لا يَذُمُّ مِنها شَيءٌ، لا يَذُمُّ ذَواقًا وَلا يَمدَحُه، وَلا تُغضِبُه الدُّنيا وَلا ما كانَ لَها، فَإذا نوزِعَ الحَقَّ لَم يَعرِفه أحَدٌ، وَلَم يَقُم لِغَضَبِهِ شَيءٌ حَتَّى يَنتَصِرَ لَه، لا يَغضَبُ لِنَفسِهِ، وَلا يَنتَصِرُ لَها، إذا أشارَ أشارَ بِكَفِّهِ كُلِّها، وَإذا تَعَجَّبَ قَلَبَها، وَإذا تَحَدَّثَ اتَّصَلَ بِها فَيَضرِبُ بِباطِنِ راحَةِ اليُمنَى باطِنَ إبهامِهِ اليُسرَى، وَإذا غَضِبَ أعرَضَ وَأشاحَ، وَإذا ضَحِكَ غَضَّ طَرفَه، جُلُّ ضَحِكِهِ التَّبَسُّمُ، وَيَفتَرُّ عَن مِثلِ حَبِّ الغَمامِ. فَكَتَمَها الحُسَينُ زَمانًا، ثُمَّ حَدَّثتُه فَوَجَدتُه قَد سَبَقَني إلَيهِ، فَسَألتُه عَمَّا سَألتُه وَوَجَدتُه قَد سَألَ أباه عَن مُدخَلِهِ وَمَجلِسِهِ وَمُخرَجِهِ وَشَكلِهِ، فَلَم يَدَع مِنه شَيئًا. قالَ الحُسَينُ: سَألتُ أبي عَن دُخولِ رَسولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - قالَ: كانَ دُخولُه لِنَفسِهِ مَأذونٌ لَه في ذَلِكَ، فَكانَ إذا أوَى إلَى مَنزِلِهِ جَزَّأ نَفسَه ثَلاثَةَ أجزاءٍ: جُزءٌ لِلَّهِ، وَجُزءٌ لِأهلِهِ، وَجُزءٌ لِنَفسِهِ. ثُمَّ جَزَّأ نَفسَه بَينَه وَبَينَ النَّاسِ فَيَرُدُّ ذَلِكَ عَلَى العامَّةِ بِالخاصَّةِ، فَلا يَدَّخِرُ عَنهم شَيئًا، فَكانَ مِن سيرَتِهِ في جُزءِ الأُمَّةِ إيثارُ أهلِ الفَضلِ بِإذنِهِ، وَقَسمُه عَلَى قَدرِ فَضلِهِم في الدِّينِ، فَمِنهم ذو الحاجَةِ وَمِنهم ذو الحاجَتَينِ وَمِنهم ذو الحَوائِجِ، فَيَتَشاغَلُ بِهِم فيما يُصلِحُهم وَيُلائِمُهم وَيُخبِرُهم بِالَّذي يَنبَغي لَهم، وَيَقولُ: " ليُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغائِبَ، وَأبلِغوا في حاجَةٍ مَن لا يَستَطيعُ إبلاغَها وَأبلِغوني حاجَةَ مَن لا يَستَطيعُ إبلاغي حاجَتَه، فَإنَّه مَن أبلَغَ سُلطانًا حاجَةَ مَن لا يَستَطيعُ إبلاغَها إيَّاه يُثَبِّت اللَّه قَدَمَيهِ يَومَ القيامَةِ ". لا يُذكَرُ عِندَه إلَّا ذاكَ، وَلا يَقبَلُ مِن أحَدٍ غَيرَه، يَدخُلونَ روَّادًا وَلا يَتَفَرَّقونَ إلَّا عَن ذَواقٍ وَيَخرُجونَ أذِلَّةً. قالَ: فَسَألتُه عَن مُخرَجِهِ كَيفَ كانَ يَصنَعُ فيهِ فَقالَ: كانَ رَسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - يُخَزِّنُ لِسانَه إلَّا مِمَّا يَنفَعُهم وَيُؤَلِّفُهم وَلا يُفَرِّقُهم، أو قالَ: وَلا يُنَفِّرُهم، فَيُكرِمُ كَريمَ كُلِّ قَومٍ وَيوَلِّيهِ عَلَيهِم، وَيَحذَرُ النَّاسَ وَيَحتَرِسُ مِنهم مِن غَيرِ أن يَطويَ عَن أحَدٍ سِرَّه وَلا خُلُقَه، يَتَفَقَّدُ أصحابَه، وَيَسألُ النَّاسَ عَمَّا في النَّاسِ، وَيُحَسِّنُ الحَسَنَ وَيُقَوِّيهِ، وَيُقَبِّحُ القُبحَ وَيوهِنُه، مُعتَدِلُ الأمرِ غَيرُ مُختَلِفٍ، لا يَغفُلُ مَخافَةَ أن يَغفُلوا أو يَميلوا، لِكُلِّ حالٍ عِندَه عَتادٌ، لا يُقَصِّرُ عَنِ الحَقِّ وَلا يَجوزُه، الَّذينَ يَلونَه مِنَ النَّاسِ خيارُهم، أفضَلُهم عِندَه أعظَمُهم نَصيحَةً، وَأعظَمُهم عِندَه مَنزِلَةً أحسَنُهم مواساةً وَمُؤازَرَةً. فَسَألتُه عَن مَجلِسِهِ فَقالَ: كانَ رَسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - لا يَجلِسُ وَلا يَقومُ إلَّا عَلَى ذِكرٍ، وَلا يوَطِّنُ الأماكِنَ وَيَنهَى عَن إيطانِها، وَإذا انتَهَى إلَى قَومٍ جَلَسَ حَيثُ يَنتَهي بِهِ المَجلِسُ وَيَأمُرُ بِذَلِكَ، وَيُعطي كُلَّ جُلَسائِهِ بِنَصيبِهِ، لا يَحسَبُ جَليسُه أنَّ أحَدًا أكرَمَ عَلَيهِ مِنه، مَن جالَسَه أو قاوَمَه في حاجَةٍ صابَرَه حَتَّى يَكونَ هوَ المُنصَرِفَ، وَمَن سَألَه حاجَةً لَم يَرُدَّه إلَّا بِها أو بِمَيسورٍ مِنَ القَولِ، قَد وَسِعَ النَّاسَ مِنه بَسطَةٌ وَخِلقَةٌ، فَصارَ لَهم أبًا وَصاروا عِندَه في الحَقِّ سَواءً، مَجلِسُه مَجلِسُ حِلمٍ وَحَياءٍ وَصَبرٍ وَأمانَةٍ، لا تُرفَعُ فيهِ الأصواتُ، وَلا تُؤبَنُ فيهِ الحُرَمُ وَلا تُنثَى فَلَتاتُه، مُتَعادِلينَ مُتَواصينَ فيهِ بِالتَّقوَى مُتَواضِعينَ، يوَقِّرونَ الكَبيرَ وَيَرحَمونَ الصَّغيرَ وَيُؤثِرونَ ذَوي الحاجَةِ وَيَحفَظونَ الغَريبَ. قالَ: قُلتُ: كَيفَ كانَت سيرَتُه في جُلَسائِهِ؟ قالَ: كانَ رَسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - دائِمَ البِشرِ، سَهلَ الخُلُقِ، لَيِّنَ الجانِبِ، لَيسَ بِفَظٍّ وَلا غَليظٍ، وَلا صَخَّابٍ في الأسواقِ، وَلا فاحِشٍ وَلا عَيَّابٍ وَلا مَزَّاحٍ، يَتَغافَلُ عَمَّا لا يَشتَهي وَلا يُؤنَسُ مِنه وَلا يُخَيِّبُ فيهِ، قَد تَرَكَ نَفسَه مِن ثَلاثٍ: المِراءُ والإكبارُ وَمِمَّا لا يَعنيهِ، وَتَرَكَ نَفسَه مِن ثَلاثٍ: كانَ لا يَذُمُّ أحَدًا وَلا يُعَيِّرُه وَلا يَطلُبُ عَورَتَه، وَلا يَتَكَلَّمُ إلَّا فيما رَجا ثَوابَه، إذا تَكَلَّمَ أطرَقَ جُلَساؤُه كَأنَّما عَلَى رُؤوسِهِمُ الطَّيرُ، وَإذا سَكَتَ تَكَلَّموا، وَلا يَتَنازَعونَ عِندَه، مَن تَكَلَّمَ أنصَتوا لَه حَتَّى يَفرَغَ، حَديثُهم عِندَه حَديثُ أوَّليَّتِهِم، يَضحَكُ مِمَّا يَضحَكونَ مِنه، وَيَتَعَجَّبُ مِمَّا يَتَعَجَّبونَ مِنه، وَيَصبِرُ لِلغَريبِ عَلَى الهَفوَةِ في مَنطِقِهِ وَمَسألَتِهِ، حَتَّى إذا كانَ أصحابُه لَيَستَجلِبونهم وَيَقولُ: " إذا رَأيتُم طالِبَ الحاجَةِ فَأرشِدوه ". وَلا يَقبَلُ الثَّناءَ إلَّا مِن مُكافِئٍ، وَلا يَقطَعُ عَلَى أحَدٍ حَديثَه حَتَّى يَجوزَه فَيَقطَعَه بِنَهيٍ أو قيامٍ. قالَ: قُلتُ: كَيفَ كانَ سُكوتُه؟ قالَ: كانَ سُكوتُ رَسولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - عَلَى أربَعٍ: عَلَى الحِلمِ والحَذَرِ والتَّقديرِ والتَّفَكُّرِ، فَأمَّا تَقديرُه فَفي تَسويَتِهِ النَّظَرَ والِاستِماعَ بَينَ النَّاسِ، وَأمَّا تَذَكُّرُه - أو قالَ: تَفَكُّرُه - فَفيما يَبقَى وَيَفنَى، وَجُمِعَ لَه الحِلمُ في الصَّبرِ فَكانِ لا يوصِبُه وَلا يَستَفِزُّه، وَجُمِعَ لَه الحَذَرُ في أربَعٍ: أخذُه بِالحُسنَى ليَقتَدوا بِهِ، وَتَركُه القَبيحَ ليَنتَهوا عَنه، وَإجهادُه الرَّأيَ فيما يُصلِحُ أُمَّتَه، والقيامُ فيما يَجمَعُ لَهمُ الدُّنيا والآخِرَةَ
الراوي : علي بن أبي طالب وهند بن أبي هالة التميمي | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 8/276 | خلاصة حكم المحدث : فيه من لم يسم
15 - قدم على أبي بكرٍ مالٌ من البحرينِ فقال من كان له على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عدةٌ فيأتِ فلْيأخذْ قال فجاء جابرُ بنُ عبدِ اللهِ فقال قد وعدني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال إذا جاءني من البحرينِ مالٌ أعطيتُك هكذا وهكذا وهكذا ثلاثَ مراتٍ ملءَ كفَّيْه فقال خذْ بيديْكَ قال فأخذ بيدَيْه فوجدَ خمسَمائةٍ قال عُدْ إليها ثم أعطاه مثلَها ثم قَسَمَ بين الناسِ ما بقيَ فأصابَ عشرةَ الدراهمِ يعني لكلِّ واحدٍ فلمَّا كان العامُ المقبلُ جاءه مالٌ أكثرَ من ذلك فقَسَمَ بينهم فأصاب كل َّإنسانٍ عشرينَ درهمًا وفَضَلَ من المالِ فضْلٌ فقال للناسِ أيُّها الناسُ قد فَضَلَ من هذا المالِ فضْلٌ ولكم خدَمٌ يُعالِجون لكم ويعملون لكم إنْ شئتم رضَخْنا لهم فرَضَخَ لهم الخمسةَ دراهمَ فقالوا يا خليفةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لو فضَّلْتَ المهاجرينَ فقال أجرُ أولئكَ على اللهِ إنما هذه معايشُ الأسوةِ فيها خيرٌ من الأثَرَةِ فلما مات أبو بكرٍ اسْتَخْلفَ عمرُ ففتح اللهُ عليه الفتوحَ فجاءَه أكثرُ من ذلك فقال قد كان لأبي بكرٍ في هذا المالِ رأْيٌ ولي رأْيٌ آخرَ لا أجعلُ من قاتلَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كمن قاتل معه ففَضَّلَ المهاجرينَ والأنصارَ ففرض لمن شهِد بدرًا منهم خمسةَ آلافٍ خمسةَ آلافٍ ومن كان إسلامُه قبلَ إسلامِ أهلِ بدرٍ فرض له أربعةَ آلافٍ أربعةَ آلافٍ وفرض لأزواجِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اثنيْ عشرَ ألفًا لكلِّ امرأةٍ إلا صفيةَ وجُويريةَ ففرض لكلِّ واحدةٍ ستَّةَ آلافٍ فأَبَيْنَ أن يأخذنَها فقال إنما فُرِضَتْ لهنَّ بالهجرةِ فقلنَ ما فُرِضتْ لهنَّ بالهجرةِ إنَّما فُرِضتْ لهنَّ لمكانِهنَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولنا مثلُ مكانِهنَّ فأبْصَرَ ذلك فجعلهنَّ سواءً وفرض للعباسِ بنِ عبدِ المطلبِ اثنيْ عشرَ ألفًا لقرابةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وفرض لأسامةَ بنِ زيدِ أربعةَ آلافٍ وفرض للحسنِ والحسينِ خمسةَ آلافٍ خمسةَ آلافٍ فألْحقَهما بأبيهِما لقرابتِهما من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وفرض لعبدِ اللهِ بنِ عمرَ ثلاثةَ آلافٍ فقال يا أبتِ فرضتَ لأسامةَ بنِ زيدِ وفرضتَ لي ثلاثةَ آلافٍ فما كان لأبيه من الفضلِ ما لم يكن لك وما كان له من الفضلِ ما لم يكنْ لي فقال إن أبَّاه كان أحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من أبيك وهو كان أحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منك وفرض لأبناءِ المهاجرينَ ممن شهِد بدرًا ألفينِ ألفينِ فمرَّ به عمرُ بنُ أبي سلمةَ فقال زِيدوه ألفًا أو قال زدْه ألفًا يا غلامُ فقال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ لأيِّ شيءٍ تزيدُه علينا ما كان لأبيه من الفضلِ ما كان لآبائِنا قال فرضتَ له بأبي سلمةَ ألفينِ وزدتَه بأمِّ سلمةَ ألفًا فإن كانت لك أمٌّ مثلَ أُمِّ سلمةَ زدتُك ألفًا وفرض لعثمانَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عثمانَ وهو ابنُ أخي طلحةَ بنِ عُبيدِ اللهِ يعني عثمانَ بنِ عبدِ اللهِ ثمانِمائةٍ وفرض للنضرِ بنِ أنسٍ ألفي درهمٍ فقال له طلحةُ جاءك ابنُ عثمانَ مثلَه ففرضتَ له ثمانِمائةٍ وجاءَك غلامٌ من الأنصارِ ففرضتَ له في ألفينِ فقال إني لقِيتُ أبا هذا يومَ أُحدٍ فسألني عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقلتُ ما أراه إلا قد قُتِلَ فسلَّ سيفَه وسدَّدَ زنْدَه وقال إن كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد قُتِلَ فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يموتُ فقاتل حتى قُتِلَ وقال هذا يرعى الغنمَ فتريدون اجعلَهما سواءً فعمِل عمرُ عمرَه بهذا حتى إذا كانت السنةُ التي حجَّ فيها قال ناسٌ من الناسِ لو قد مات أميرُ المؤمنينَ أقمْنا فلانًا يعنون طلحةَ بنِ عُبيدِ اللهِ قالوا وكانت بيعةُ أبي بكرٍ فلتةً فأراد أنْ يتكلَّمَ في أيامِ التشريقِ بمنًى فقال له عبدُ الرحمنِ بنِ عوفٍ يا أميرَ المؤمنينَ إنَّ هذا المجلسَ يغلبُ عليه غوغاءُ الناسِ وهم لا يحمِلون فأمهلْ أو أخِّرْ حتى نأتيِ أرضَ الهجرةِ حيثُ أصحابُك ودارُ الإيمانِ والمهاجرينَ والأنصارِ فتكلَّمْ بكلامِك أو فتتكلمَ فيُحتملُ كلامُك قال فأسرع السيرَ حتى قدِم المدينةَ فخرج يومَ الجمعةِ فحمِدَ اللهَ وأثنى عليه وقال قد بلغني مقالةَ قائِلِكم قد مات عمرُ أو قد مات أميرُ المؤمنينَ أقمنا فلانًا فبايعناه وكانت إمرةُ أبي بكرٍ فلتةً أجلْ واللهِ لقدْ كانتْ فلتةً ومن أين لنا مثلَ أبي بكرٍ نَمُدُّ أعناقنا إليه كما نمُدُّ أعناقنا إلى أبي بكرٍ وإن أبا بكرٍ رأى رأْيًا ورأى أبو بكرٍ أنْ يَقْسِمَ بالسويةِ ورأيتُ أنا أنْ أُفَضِّلَ فإنْ أعشْ إلى هذه السنةِ فسأرْجعُ إلى رأي أبي بكرٍ فرأْيُه خيرٌ من رأْيِي إني قد رأيتُ رؤيا وما أرى ذلك إلا قد اقتربَ أجلِي رأيتُ كأنَّ ديكًا أحمرَ نقرني ثلاثَ نقراتٍ فاسْتَعْبَرْتُ أسماءَ فقالتْ يقتلُك عبدٌ أعجميٌّ فإنْ أهلِك فأمرُكم إلى هؤلاءِ الستةِ الذين توفى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو عنهم راضٍ عثمانُ بنُ عفانَ وعليُّ بنُ أبي طالبٍ وعبدُ الرحمنِ بنِ عوفٍ والزبيرُ بنُ العوَّامِ وطلحةُ بنُ عبدِ اللهِ وسعدُ بنُ مالِكٍ فإنْ عشتُ فسَأعهدُ عهدًا لا تهلِكوا ألا وإنَّ الرجمَ حقٌّ قد رجَمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورجمنا بعدَه ولولا أن يقولوا كتَبَ عمرُ ما ليس في كتابِ اللهِ لكتبتُه ثم قرأ في كتابِ اللهِ الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ نظرتُ إلى العمَّةِ وابنةِ الأخِ فما جعلتُهما وارثَين ولا يرثانِ فإنْ أعشْ فسأفتحُ لكم منه طريقًا تعرفونَه وإن أهلَكْ فاللهُ خليفتي وتختارون رأيَكم إني قد دوَّنْتُ الديوانَ ومصَّرتُ الأمصارَ وإنما أتخوفُ عليكم أحدَ رجلينِ رجلٌ يُؤولُ القرآنَ على غيرِ تأويلِه فقاتلَ عليه ورجلٌ يرى أنه أحقٌّ بالملْكِ من صاحبِه فيُقاتلُ عليه , تكلَّم بهذا الكلام يومَ الجمعةِ ومات يومَ الأربعاءِ
الراوي : جابر بن عبدالله وعمر بن الخطاب | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 6/6 | خلاصة حكم المحدث : فيه أبو معشر نجيح ضعيف يعتبر بحديثه