الموسوعة الحديثية

نتائج البحث
 

1 - خَيرُ نِسائِكُم الوَلُودُ الوَدُودُ ، و المُواسِيةُ المُواتِيةُ إذا اتَّقَيْنَ اللهَ ، و شَرُّ نِسائِكُم المُتَبَرِّجاتُ المُتخَيِّلاتُ ، و هُنَّ المُنافِقاتُ لا يَدخُلُ الجَنَّةَ مِنهُنَّ إلا مِثلُ الغُرابِ الأَعْصَمِ.
الراوي : سلمان بن يسار | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 4076 | خلاصة حكم المحدث : مرسل | أحاديث مشابهة

2 - إذا سلِمتِ الجمعةُ سلمتِ الأيَّامُ كلُّها ، وما من سهلٍ ولا جبلٍ ولا شيءٍ إلَّا يستعيذُ باللَّهِ مِن يومِ الجمعةِ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : السيوطي | المصدر : اللآلئ المصنوعة
الصفحة أو الرقم : 2/104 | خلاصة حكم المحدث : [ فيه ] أحمد بن جمهور متهم بالكذب | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (7/140) واللفظ له، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (3/340)

3 - كان رسولُ اللهِ يسألُ ربَّهُ أنْ يُريَهُ الجنةَ والنَّارَ فلمَّا كان ليلةَ السبتِ لسبعَ عشرةَ خلتْ من شهرِ رمضانَ قبل الهجرةِ بثمانيةِ عشرَ شهرًا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم نائمٌ في بيتِه ظُهرًا أتاهُ جبريلُ وميكائيلُ فقالا : انطلقْ إلى ما سألتَ اللهَ فانطلقا به إلى ما بين المقامِ وزمزمَ فأتيَ بالمعراجِ فإذا هو أحسنُ شيءٌ منظرًا فعرَجا به إلى السمواتِ سماءً سماءً فلقيَ فيها الأنبياءَ وانتهَى إلى سدرةِ المنتهَى ورأى الجنَّةَ والنارَ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ولما انتهيتُ إلى السَّماءِ السَّابعةِ لم أسمعْ إلَّا صريفَ الأقلامِ وفرِضَتْ عليه الصلواتُ الخمسُ ونزل جبريلُ فصلَّى برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم الصلَواتِ في مواقيتِها
الراوي : أبو بكر بن عبدالله بن أبي سبرة | المحدث : السيوطي | المصدر : الخصائص الكبرى
الصفحة أو الرقم : 1/180 | خلاصة حكم المحدث : مرسل | أحاديث مشابهة

4 - قدِم وفدُ عبدِ القيسِ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم فقال أيُّكم يعرفُ قُسَّ بن ساعدةَ الإياديُّ قالوا : كلُّنا نعرفُه يا رسولَ اللهِ قال : فما فعل ؟ قالوا : هلك قال : ما أنساهُ بعُكاظٍ على جملٍ أحمرَ وهو يخطبُ الناسَ وهو يقولُ أيها الناسُ اجتمِعوا ، اسمعوا وعُوا ، من عاش مات ، ومن مات فات ، وكلُّ ما هو آتٍ آتٍ ، إنَّ في السماءِ لخبرًا ، وإنَّ في الأرضِ لعبَرًا ، مهادٌ موضوعٌ ، وسقفٌ مرفوعٌ ، ونجومٌ لا تمورُ ، وبحارٌ لا تغورُ ، أقسمَ قسُّ قسمًا حقًّا لئنْ كان في الأمرِ رضًى ، ليكوننَّ سخطًا ، إنَّ للهِ لدينًا هو أحبُّ إليه من دينِكم الذي أنتم عليه ، ما لي أرَى النَّاسَ يذهبون ولا يرجعون ، أرَضوا فأقاموا ، أم تُرِكوا فناموا ، ثمَّ قال أيكم يروي شِعرَه فأنشَدوه : في الذَّاهبينَ الأولينَ من القرونِ لنا بصائرٌ ، لمَّا رأيتُ مواردًا للموتِ لها مصادرٌ ، ورأيتُ قومي نحوَها تمضِي الأكابرُ والأصاغرُ ، لا يرجعُ الماضي إليَّ ولا من الباقينَ غابرٌ ، أيقنتُ أني لا محالةَ حيث صار القومُ صائرٌ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : السيوطي | المصدر : اللآلئ المصنوعة
الصفحة أو الرقم : 1/183 | خلاصة حكم المحدث : [ فيه ] محمد بن الحجاج قال ابن عدي : وضع حديث الهريسة ، وقال الدارقطني : كذاب ، وقال ابن معين : كذاب خبيث | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه البزار (5347)، والطبراني (12/88) (12561)، وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (1/213) واللفظ له

5 - يا عمارُ إنَّ اللهَ تبارك وتعالَى أعطى ملَكًا من الملائكةِ سماعَ الخلائقِ وهو قائمٌ على قبري إذا أنا متُّ فليس أحدٌ من أمتي يصلِّي عليَّ صلاةً إلَّا سماهُ باسمهِ واسمِ أبيهِ يا محمدُ إنَّ فلانَ بنَ فلانَ صلَّى عليك يومَ كذا وكذا قال وتكفَّل الربُّ أنْ يصلِّيَ على ذلك العبدِ عشرينَ بكلِّ صلاةٍ
الراوي : عمار بن ياسر | المحدث : السيوطي | المصدر : اللآلئ المصنوعة
الصفحة أو الرقم : 1/283 | خلاصة حكم المحدث : [ فيه ] علي بن القاسم قال العقيلي : شيعي فيه نظر لا يتابع على حديثه وقال أبو حاتم ليس بالقوي وله متابعان | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه البزار (1425)، والعقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (3/248)، والطبراني كما في ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (10/165) باختلاف يسير

6 - قلتُ يا رسولَ اللهِ ما لي أراكَ إذا قبَّلت فاطمةَ أدخلتَ لسانكَ في فمِها كأنكَ تريدُ أن تُلعِقَها عسلًا قال : نعم إنَّ جبريلَ نزل إليَّ بقِطْفٍ من الجنةِ فأكلتُ وجامعتُ خديجةَ فولدَتْ فاطمةَ فإذا اشتقتُ إلى الجنةِ قبَّلتها فهي حَوْرَاءُ إنسيَّةٌ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : السيوطي | المصدر : اللآلئ المصنوعة
الصفحة أو الرقم : 1/393 | خلاصة حكم المحدث : [ فيه ] غلام خليل كذاب | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه ابن الجوزي في ((الموضوعات)) (1/412)

7 - لا خيرَ في الحبَشِ إذا جاعوا سرَقوا وإنْ شبِعوا زنَوْا وإنَّ فيهم لخَلَّتَينِ حسنَتينِ إطعامُ الطعامِ وبأسٌ عند البأسِ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : السيوطي | المصدر : اللآلئ المصنوعة
الصفحة أو الرقم : 1/444 | خلاصة حكم المحدث : [ فيه ] عوسجة قال الذهبي مجهول | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه البزار كما في ((كشف الأستار)) للهيثمي (2836)، والطبراني (11/428) (12213)، والضياء في ((الأحاديث المختارة)) (45)

8 - كان يُعْرَفُ بِريحِ الطِّيبِ إذا أقْبَلَ
الراوي : إبراهيم النخعي | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 7091 | خلاصة حكم المحدث : مرسل | أحاديث مشابهة

9 - إذا شربَ أحدُكم فلْيَمُصَّ مصًّا ، ولا يعبَّ عبًّا ، فإنَّ الكُبَادَ منَ العبِّ
الراوي : ابن أبي حسين | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 704 | خلاصة حكم المحدث : مرسل | أحاديث مشابهة

10 - إنَّ العبدَ إذا كانَ همُّه الآخرة َكفَّ اللهُ تعالى عليه ضيعتَهُ وجعلَ غناهُ في قلبِهِ فلا يصبحُ إلا غنيًّا ولا يُمسي إلا غنيًّا وإذا كانَ همُّهُ الدنيا أَفشى اللهُ تعالى ضيعتَهُ وجعلَ فقرَهُ بينَ عينيهِ فلا يمسي إلا فقيرًا ولا يُصبحُ إلا فقيرًا
الراوي : الحسن البصري | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 2059 | خلاصة حكم المحدث : مرسل | أحاديث مشابهة

11 - خيارُكمْ الذينَ إذا سافروا قصرُوا الصلاةَ، و أفطرُوا
الراوي : سعيد بن المسيب | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 3978 | خلاصة حكم المحدث : مرسل | أحاديث مشابهة

12 - إذا خرجَ أحدُكمْ منَ الخلاءِ فليقلْ : الحمدُ للهِ الذي أذهبَ عنِّي ما يؤذينِي ، وأمسكَ عليَّ ما ينفعنِي
الراوي : طاووس بن كيسان اليماني | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 572 | خلاصة حكم المحدث : مرسل | أحاديث مشابهة

13 - كانَ إذا سَمِعَ بالاسمِ القبيحِ حوَّلَه إلى ما هوَ أحسنُ منهُ
الراوي : عروة بن الزبير | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 6709 | خلاصة حكم المحدث : مرسل | أحاديث مشابهة

14 - خيارُ أمَّتي الَّذينَ يَشهدونَ أَن لا إلَه إلَّا اللَّهُ وأنِّي رسولُ اللَّهِ الَّذينَ إذا أحسَنوا استبشَروا وإذا أساؤا استغفَروا وشرارُ أمَّتي الَّذينَ وُلِدوا في النَّعيمِ وغُذُّوا بِه وإنَّما نَهمَتُهم ألوانُ الطَّعامِ والثِّيابِ ويتشدَّقونَ في الكلامِ
الراوي : عروة بن رويم اللخمي | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 3958 | خلاصة حكم المحدث : مرسل | أحاديث مشابهة

15 - إذا استَكتُم فاستاكوا عرْضًا
الراوي : عطاء بن أبي رباح | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 429 | خلاصة حكم المحدث : مرسل | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو داود في ((المراسيل)) (5)، والبيهقي (178) مطولاً

16 - إذا شرِبتُم فاشرَبوا مَصًّا وإذا استَكتُم فاستاكوا عرْضًا
الراوي : عطاء بن أبي رباح | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 706 | خلاصة حكم المحدث : مرسل | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو داود في ((المراسيل)) (5)، والبيهقي (178)

17 - إذا ادَّهنَ أحدُكم فليبدَأ بِحاجبيهِ ، فإنَّهُ يُذهِبُ بالصُّدَاعَ
الراوي : قتادة بن دعامة | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 368 | خلاصة حكم المحدث : مرسل | أحاديث مشابهة

18 - كانَ إذا خطبَ المرأةَ قال : " اذْكُروا لها جَفْنَةَ سعدِ بنِ عبادةَ "
الراوي : عاصم بن عمر بن قتادة وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 6641 | خلاصة حكم المحدث : مرسل

19 - صلاةُ الأبرارِ رَكعتانِ إذا دخَلتَ بيتَكَ ، ورَكعتانِ إذا خَرجتَ.
الراوي : عثمان بن أبي سودة | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 5054 | خلاصة حكم المحدث : مرسل

20 - كان إذا أكلَ لمْ تعدْ أصابعُهُ بين يديْهِ.
الراوي : جعفر بن أبي الحكم | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 6578 | خلاصة حكم المحدث : مرسل

21 - كان إذا أكلَ لمْ تعدْ أصابعُهُ بين يديْهِ.
الراوي : الحكم بن رافع بن يسار | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 6578 | خلاصة حكم المحدث : مرسل

22 - كان إذا أكلَ لمْ تعدْ أصابعُهُ بين يديْهِ.
الراوي : الحكم بن عمرو | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 6578 | خلاصة حكم المحدث : مرسل

23 - كان إذا شَهِدَ جَنازةً أكثرَ الصِّماتَ ، و أكثرَ حديثَ نفْسِه.
الراوي : عبدالعزيز بن أبي رواد | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 6714 | خلاصة حكم المحدث : مرسل

24 - قيلَ يا رسولَ اللَّهِ ممَّ ربُّنا ؟ قالَ : من ماءٍ مرورٍ لا من أرضٍ ولا من سماءٍ ، خلقَ خيلًا فأجراها فعَرقت فخلقَ نفسَهُ من ذلكَ العرَقِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : السيوطي | المصدر : اللآلئ المصنوعة
الصفحة أو الرقم : 1/3 | خلاصة حكم المحدث : [ فيه ] محمد بن شجاع قال الذهبي في الميزان : ابن شجاع هذا كان من أصحاب بشر المريسي ، وقال ابن عدي : كان يضع أحاديث في التشبيه ينسبها إلى أصحاب الحديث
التخريج : أخرجه الجورقاني في ((الأباطيل والمناكير)) (53)، وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (1/105)

25 - يا أبا هريرةَ من مشى معَ أعمى مِيلًا ليرشدَهُ كانَ لَه بِكلِّ ذراعٍ منَ الميلِ عتقُ رقبةٍ ، يا أبا هريرةَ إذا أرشدتَ الأعمى فخذ بيدِه اليسرى بيدِك اليمنى فإنَّها صدقةٌ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : السيوطي | المصدر : اللآلئ المصنوعة
الصفحة أو الرقم : 2/90 | خلاصة حكم المحدث : [ فيه ] إبراهيم البصري قال البخاري : في حديثه بعض المناكير
التخريج : أخرجه ابن شاهين في ((الترغيب في فضائل الأعمال)) (514)، والديلمي في ((الفردوس)) (8397)، وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (2/176) باختلاف يسير

26 - الغلاءُ والرُّخصُ جندانِ من جنودِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ اسمُ أحدِهما الرَّغبةُ والآخرُ الرَّهبةُ ، فإذا أرادَ اللَّهُ أنَّ يغلِّيَه قذفَ في قلوبِ التُّجَّارِ الرَّغبةَ فحبِسوا ما في أيديهِم ، وإذا أرادَ اللَّهُ أنَّ يرخِّصَه قذفَ في قلوبِ التُّجَّارِ الرَّهبةَ فأخرجوا ما في أَيديهم
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : السيوطي | المصدر : اللآلئ المصنوعة
الصفحة أو الرقم : 2/145 | خلاصة حكم المحدث : لا يعل إلا بمحمد بن زكريا
التخريج : أخرجه العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (3/363)، وابن حبان في ((المجروحين)) (2/121)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (8/50) باختلاف يسير.

27 - أنه بلغَه أنَّ كسرَى بينما هو في دَسْكَرَةِ مملكتِه قيِّضَ له عارضٌ فعرض عليه الحقَّ فلم يفجأ كسرَى إلا رجلٌ يمشي وفي يدِه عصًا فقال : يا كسرَى هل لك في الإسلامِ قبل أنْ أكسرَ هذه العصا ؟ قال كسرَى : نعم فلا تكسرْها لا تكسِرْها فولَّى الرجلُ ، فلمَّا ذهب أرسل كسرَى إلى حجَّابِه فقال : من أذِن لهذا الرجلِ عليَّ ؟ قالوا : ما دخل عليك أحدٌ ، قال : كذَبتم ، فغضِب عليهم فتَلتَلَهم ثمَّ تركهم ، فلمَّا كان رأسُ الحَولِ أتاهُ ذلك الرجلُ ومعه العصا فقال : يا كسرَى هل لك في الإسلامِ قبل أنْ أكسرَ هذه العصا ؟ قال : نعم لا تكسِرها لا تكسِرها ، فلما انصرفَ عنه دعا كسرَى حجَّابَه فقال : من أذِن لهذا ؟ فأنكروا أنْ يكونَ دخل عليه أحدٌ فلقوا من كسرَى مثلَ ما لقوا في المرةِ الأولَى حتَّى إذا كان الحَولُ المستقبلُ أتاهُ ذلك الرجلُ ومعه العصا فقال : هل لك يا كسرَى في الإسلامِ قبل أنْ أكسِر هذه العصا ؟ فقال : لا تكسِرها لا تكسِرها ، فكسرَها فأهلك اللهُ كسرَى عند ذلك
الراوي : أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف | المحدث : السيوطي | المصدر : الخصائص الكبرى
الصفحة أو الرقم : 2/9 | خلاصة حكم المحدث : مرسل صحيح الإسناد وروي موصولا عن أبي هريرة

28 - دخل معاويةُ على عائشةَ فقالتْ : ما حملكَ على قتلِ أهلِ عَذرَاءَ حُجْرٍ وأصحابِه ؟ قال : رأيتُ قتلَهم صلاحًا للأمةِ وبقاءَهم فسادًا للأمةِ ، فقالت : سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يقول : سيُقتلُ بعذراءَ ناسٌ يغضبُ اللهُ لهم وأهلُ السماءِ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : السيوطي | المصدر : الخصائص الكبرى
الصفحة أو الرقم : 2/141 | خلاصة حكم المحدث : مرسل
التخريج : أخرجه الفسوي في ((المعرفة والتاريخ)) (3/320)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (6/457) باختلاف يسير.

29 - لمَّا كان قَبلَ وَفاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بثَلاثٍ، هَبَطَ إليه جِبريلُ فقال: يا مُحمَّدُ، إنَّ اللهَ أرسَلَني إليكَ إكْرامًا لكَ وتَفضيلًا، وخاصَّةً لك يَسأُلك عمَّا هو أعلَمُ به منكَ، يقولُ: كيف تَجِدُك؟ قال: أجِدُني يا جِبريلُ مَغمومًا، وأجِدُني يا جِبريلُ مَكروبًا، فلمَّا كان اليَومُ الثاني هَبَطَ إليه، فقال له مِثلَ ذلك، فقال له: أجِدُني يا جِبريلُ مَغمومًا، وأجِدُني يا جِبريلُ مَكروبًا، فلمَّا كان اليَومُ الثَّالثُ هَبَطَ إليه جِبريلُ، ومعه مَلَكُ المَوتِ ومعهما مَلَكٌ يَسكُنُ الهَواءَ لم يَصعَدْ إلى السَّماءِ قَطُّ، ولم يَهبِطْ إلى الأرضِ قَطُّ يُقالُ له: إسماعيلُ على سَبعينَ أَلْفَ مَلَكٍ، كُلَّ مَلَكٍ منهم على سَبعينَ أَلْفَ مَلَكٍ، فسَبَقَهم جِبريلُ، فقال: يا مُحمَّدُ، إنَّ اللهَ أرسَلَني إليكَ إكْرامًا لكَ وتَفضيلًا لكَ، وخاصَّةً يَسأَلُك عمَّا هو أعلَمُ به منكَ، يقولُ: كيف تَجِدُك؟ قال: أجِدُني يا جِبريلُ مَغمومًا، وأجِدُني يا جِبريلُ مَكروبًا، ثم استَأْذَنَ مَلَكُ المَوتِ على البابِ، فقال جِبريلُ: هذا مَلَكُ المَوتِ يَستَأذِنُ عليكَ، ولم يَستَأذِنْ على آدَميٍّ قَبلَك، ولا يَستَأذِنُ على آدَميٍّ بَعدَك، قال: ائْذَنْ له، فدَخَلَ فوَقَفَ بين يَدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: إنَّ اللهَ أرسَلَني إليكَ، وأمَرَني أنْ أُطيعَك فيما أمَرْتَني إنْ أمَرْتَني أنْ أقبِضَ نَفْسَك قَبَضتُها، وإنْ أمَرْتَني أنْ أَترُكَها تَرَكتُها، قال: وتَفعَلُ ذلك يا مَلَكَ المَوتِ؟ قال: نَعَمْ، بذلك أُمِرتُ، فقال جِبريلُ: إنَّ اللهَ قدِ اشتاقَ إلى لِقائَكَ، قال: يا مَلَكَ المَوتِ، امْضِ لِمَا أُمِرتَ به، فقال جِبريلُ: السَّلامُ عليك يا رسولَ اللهِ، هذا آخِرُ مَوطِئي الأرضَ، فتُوفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتاهم آتٍ يَسمَعون حِسَّه، ولا يَرَونَ شَخصَه، فقال: السَّلامُ عليكم يا أهلَ البَيتِ ورَحمةُ اللهِ وبَرَكاتُه، إنَّ في اللهِ خَلَفًا مِن كُلِّ هالِكٍ، وعَزاءً من كُلِّ مُصيبةٍ، ودَرَكًا من كُلِّ فائِتٍ، فبِاللهِ فثِقُوا، وإيَّاه فارْجوا، فإنَّ المُصابَ مَن حُرِمَ الثَّوابَ، قال البَيهَقيُّ: قَولُه: إنَّ اللهَ قد اشتاقَ إلى لِقائِكَ، مَعناه قد أرادَ لِقاءَك بأنْ يَرُدَّك من دُنياك إلى مُعادِكَ، زِيادَةً في قُربَتِك وكَرامَتِك.
الراوي : محمد الباقر بن علي بن الحسين | المحدث : السيوطي | المصدر : الخصائص الكبرى
الصفحة أو الرقم : 2/273 | خلاصة حكم المحدث : إسناده معضل

30 - عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ، وحُذَيفَةَ، وابنِ عبَّاسٍ أنَّهم كانوا جُلوسًا ذاتَ يَومٍ، فجاءَ رَجُلٌ فقال: إنِّي سَمِعتُ العَجَبَ، فقال له حُذَيفَةُ: وما ذاك؟ قال: سَمِعتُ رِجالًا يَتَحدَّثون في الشَّمسِ والقَمَرِ، فقال: وما كانوا يَتَحدَّثون؟ فقال: زَعَموا أنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ يُجاءُ بهما يَومَ القيامةِ كأنَّهما ثَورانِ عُفَيرانِ، فيُقذَفانِ في جَهنَّمَ، فقال عليٌّ، وابنُ عبَّاسٍ، وحُذَيفَةُ: كَذَبوا، اللهُ أجَلُّ وأكرَمُ من أنْ يُعذِّبَ على طاعَتِه، ألَمْ تَرَ إلى قَولِه تَعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} [إبراهيم: 33]، يعني: دائِبَينِ في طاعَةِ اللهِ، فكيف يُعذِّبُ اللهُ عَبدَينِ يُثني عليهما أنَّهما دائبانِ في طاعَتِه؟! فقالوا لحُذَيفَةَ: حَدِّثْنا رَحِمَك اللهُ، فقال حُذَيفَةُ: بينَما نحن عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ سُئِلَ عن ذلك، فقال: إنَّ اللهَ لمَّا أبرَمَ خَلقَه أحكامًا، فلم يَبْقَ من غَيرِه غَيرُ آدَمَ، خَلَقَ شَمسينِ من نورِ عَرشِه، فأمَّا ما كان في سابِقِ عِلمِه أنَّه يَدَعُها شَمسًا، فإنَّه خَلَقَها مِثلَ الدُّنيا على قَدْرِها، وأمَّا ما كان في سابِقِ عِلمِه أنْ يَطمِسَها ويُحوِّلَها قَمَرًا، فإنَّه خَلَقَها دونَ الشَّمسِ في الضَّوءِ، ولكن إنَّما يَرى النَّاسُ صِغَرَهما؛ لشِدَّةِ ارتِفاعِ السَّماءِ وبُعدِها عنِ الأرضِ، ولو تَرَكَهما اللهُ كما خَلَقَهما في بَدءِ الأمْرِ لم يُعرَفِ اللَّيلُ من النَّهارِ، ولا النَّهارُ من اللَّيلِ، ولكان الأجيرُ ليس له وَقتٌ يَستريحُ فيه، ولا وَقتٌ يأخُذُ فيه أجْرَه، ولكان الصَّائمُ لا يَدري إلى متى يَصومُ ومتى يُفطِرُ، ولكانتِ المرأةُ لا تَدري كيف تَعتَدُّ، ولكان الدُّيَّانُ لا يَدرون متى تَحِلُّ دُيونُهم، ولكان النَّاس لا يَدرون أحوالَ مَعايِشِهم، ولا يَدرون متى يَسْكُنون لراحَةِ أجْسامِهِم، ولكانتِ الأَمَةُ المُضطَهَدةُ، والمَملوكُ المَقهورُ، والبَهيمةُ المُسخَّرةُ ليس لهم وَقتُ راحَةٍ، فكان اللهُ أنظَرَ لعبادِه وأرحَمَ بهم، فأرسَلَ جِبريلَ فأمَرَ بجَناحِه على وَجهِ القَمَرِ ثَلاثَ مرَّاتٍ، وهو يَومَئذٍ شَمسٌ، فمَحا عنه الضَّوءَ وبَقِيَ فيه النورُ؛ فذلك قَولُه تَعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 12]، فالسَّوادُ الذي تَرَونَه في القَمَرِ شِبْهَ الخُيوطِ إنَّما هو أثَرُ ذلك المَحوِ. قال: وخلَقَ اللهُ الشَّمسَ على عَجَلةٍ من ضَوءِ نورِ العَرشِ، لها ثلاثُ مِئَةٍ وسِتَّونَ عُروَةً، وخلَقَ اللهُ القَمَرَ مِثلَ ذلك، ووكَّلَ بالشَّمسِ وعَجَلتَها ثَلاثَ مِئَةٍ وسِتِّينَ مَلَكًا من ملائكةِ أهلِ السَّماءِ الدُّنيا، قد تعلَّقَ كلُّ مَلَكٍ منهم بعُروَةٍ مِن تلك العُرَى، والقَمَرُ مِثلُ ذلك، وخلَقَ لهما مَشارِقَ ومَغارِبَ في قُطرَيِ الأرضِ وكَنَفَيِ السَّماءِ؛ ثَمانينَ ومِئَةَ عَينٍ في المَشرِقِ، وثَمانينَ ومِئَةَ عَينٍ في المَغرِبِ، فكلُّ يَومٍ لهما مَطلَعٌ جَديدٌ، ومَغرِبٌ جَديدٌ، ما بين أوَّلِها مَطلَعًا وأوَّلِها مَغرِبًا، فأطوَلُ ما يكونُ النَّهارُ في الصَّيفِ إلى آخِرِها مَطلعًا وآخِرِها مَغرِبًا، وأقصَرُ ما يكونُ النَّهارُ في الشِّتاءِ؛ وذلك قولُ اللهِ تَعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} [الرحمن: 17]، يعني: آخِرَ هَاهنا وهَاهنا، لم يَذكُرْ ما بين ذلك من عِدَّةِ العُيونِ، ثم جمَعَهما بعدُ فقالَ: {بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} [المعارج: 40]، فذكَرَ عِدَّةَ تلك العُيونِ كُلِّها. قال: وخلَقَ اللهُ بَحرًا بينَه وبين السَّماءِ مِقدارُ ثَلاثِ فَراسِخَ، وهو قائِمٌ بأمْرِ اللهِ في الهَواءِ، لا يَقطُرُ منه قَطرَةٌ، والبِحارُ كُلُّها ساكنةٌ، وذَنَبُ البَحرِ جارٍ في سُرعَةِ السَّهمِ، ثم انطِباقُه ما بينَ المَشرِقِ والمَغرِبِ، فتَجري الشَّمسُ والقَمَرُ والنُّجومُ الخُنَّسُ في حَنَكِ البَحْرِ، فوالذي نفسُ مُحمَّدٍ بيَدِه، لو أنَّ الشَّمسَ دَنَتْ من ذلك البَحرِ، لأحرَقَتْ كُلَّ شَيءٍ على وَجهِ الأرضِ حتى الصُّخورَ والحِجارةَ، ولو بَدا القَمَرُ من ذلك البَحرِ حتى تُعايِنَه النَّاسُ كهَيئَتِه لافتُتِنَ به أهلُ الأرضِ إلَّا مَن شاءَ اللهُ أنْ يَعصِمَه من أوْليائِه. فقال حُذَيفَةُ: بأبي أنتَ وأُمِّي يا رسولَ اللهِ، إنَّك ما ذَكَرتَ مَجرى الخُنَّسِ في القُرآنِ إلَّا ما كان من ذِكرِكَ اليَومَ، فما الخُنَّسُ يا رسولَ اللهِ؟ فقال: يا حُذَيفَةُ، هي خَمسَةُ كَواكِبَ: البَرجيسُ، وعُطارِدُ، وبَهرامُ، والزُّهَرةُ، وزُحَلُ، فهذه الكَواكِبُ الخَمسَةُ الطَّالِعاتُ الغارِباتُ الجارياتُ مِثلُ الشَّمسِ والقَمَرِ، وأمَّا سائِرُ الكَواكِبِ فإنَّها مُعلَّقةٌ بين السَّماءِ تَعليقَ القَناديلِ من المَساجِدِ ونُجومِ السَّماءِ، لَهنَّ دَوَرانٌ بالتَّسبيحِ والتَّقديسِ، فإنْ أحبَبتُم أنْ تَستَبينوا ذلك، فانظُروا إلى دَوَرانِ الفُلكِ مرَّةً هنا ومرَّةً هَاهنا؛ فإنَّ الكَواكِبَ تَدورُ معه، وكُلُّها تَزولُ سوى هذه الخَمسَةِ. ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما أعجَبَ خَلْقَ الرحمنِ! وما بَقِيَ من قُدرتِه فيما لم نَرَ أعجَبُ من ذلك وأعجَبُ، وذلك قَولُ جِبريلَ لسارَةَ: {أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [هود: 73]؛ وذلك أنَّ للهِ مَدينَتَينِ: إحْداهما بالمَشرِقِ، والأخرى بالمَغرِبِ، على كُلِّ مَدينةٍ منها عَشَرةُ آلافِ بابٍ، بينَ كُلِّ بابينِ فَرسَخٌ، ينوبُ كُلَّ يَومٍ على كُلِّ بابٍ من أبوابِ تلك المَدينَتَينِ عَشَرةُ آلافٍ في الحِراسَةِ عليهم السِّلاحُ ومعهم الكُراعُ، ثم لا تَنوبُهم تلك الحِراسَةُ إلى يَومِ يُنفَخُ في الصُّورِ، اسمُ إحْداهما: جابرسا، والأُخرى: جابلقا، ومن وَرائِهِما ثَلاثُ أُمَمٍ: تنسك، وتارس، وتأويل، ومِن ورائِهِم: يَأجوجُ ومَأجوجُ. وإنَّ جِبريلَ عليه السَّلامُ انطَلَقَ بي لَيلَةَ أُسرِيَ بي من المَسجِدِ الحَرامِ إلى المَسجِدِ الأقْصى، فدَعَوتُ يَأجوجَ ومَأجوجَ إلى دِينِ اللهِ عزَّ وجلَّ وعِبادَتِه، فأنْكَروا ما جِئتُهُم به، فهُمْ في النَّارِ، ثم انطَلَقَ بي إلى أهلِ المَدينَتَينِ، فدَعَوتُهم إلى دِينِ اللهِ تَعالى وعِبادَتِه، فأجابوا وأنابوا، فهُمْ إخْوانُنا في الدِّينِ؛ مَن أحسَنَ منهم فهو مع المُحسِنين منكم، ومَن أساءَ منهم فهو مع المُسيئينَ منكم، فأهلُ المَدينَةِ التي بالمَشرِقِ من بَقايا عادٍ من نَسلِ ثَمودَ، من نَسلِ مُؤمِنيهم الذين كانوا آمَنوا بصالِحٍ. ثم انطَلَقَ بي إلى الأُمَمِ الثَّلاثِ، فدَعَوتُهم إلى دِينِ اللهِ، فأنكَروا ما دَعَوتُهم إليه، فهُمْ في النَّار مع يَأجوجَ ومَأجوجَ، فإذا طَلَعتِ الشَّمسُ، فإنَّها تَطلُعُ من بَعضِ تلك العُيونِ على عَجَلتِها، ومعها ثَلاثُ مِئَةٍ وسِتَّون مَلَكًا يَجُرُّونَها في ذلك البَحرِ الغَمْرِ راكِبُهُ، فإذا أرادَ اللهُ تَعالى أنْ يَرى العِبادُ آيَةً من الآياتِ يَستَعتِبُهم رُجوعًا عن مَعصِيَتِه وإقبالًا إلى طَاعَتِه، خَرَّتِ الشَّمسُ عن عَجَلتِها، فتَقَعُ في غَمرِ ذلك البَحرِ، فإنْ أرادَ اللهُ تَعالى أنْ يُعظِّمَ الآيةَ ويَشتَدَّ تَخويفُ العِبادِ، خَرَّتِ الشَّمسُ كُلُّها عن العَجَلةِ، حتى لا يَبقى على العَجَلةِ منها شَيءٌ، فذلك حين يُظلِمُ النَّهارُ وتَبدو النُّجومُ، وإذا أرادَ اللهُ أنْ يُعجِّلَ آيةً دونَ آيَةٍ، خَرَّ منها النِّصفُ، أو الثُّلُثُ، أو أقَلُّ من ذلك، أو أكثَرُ في الماءِ، ويَبقى سائِرُ ذلك على العَجَلةِ، فإذا كان ذلك صارتِ الملائكةُ المُوكَّلون بالعَجَلةِ فِرقَتَينِ: فِرقَةٌ يُقلِّبون الشَّمسَ ويَجُرُّونَها نحوَ العَجَلةِ، وفِرقَةٌ يُقلِّبون الشَّمسَ على العَجَلةِ يَجُرُّونَها نحوَ البَحرِ، وهُمْ في ذلك يَقودونَها على مِقدارِ ساعاتِ النَّهارِ، لَيلًا كان ذلك أو نَهارًا حتى يَبدُوَ في طُلوعِها شَيءٌ، فإذا حَمَلوا الشَّمسَ فوَضَعوها على العَجَلةِ، حَمِدوا اللهَ على ما قوَّاهم من ذلك، وقد جعَلَ لهم تلك القُوَّةَ وأفهَمَهم عِلمَ ذلك، فهُم لا يَقصُرون عن ذلك شَيئًا، ثم يَجُرُّونَها بإذْنِ اللهِ تَعالى حتى يَبلُغوا بها إلى المَغرِبِ، ثم يُدخِلونَها بابَ العَينِ التي تَغرُبُ فيها، فتَسقُطُ من أُفُقِ السَّماءِ خَلفَ البَحرِ، ثم تَرتَفِعُ في سُرعَةِ طَيَرانِ الملائكةِ إلى السَّماءِ السَّابِعَةِ العُليا، فتَسجُدُ تحت العَرشِ مِقدارَ اللَّيلِ، ثم تُؤمَرُ بالطُّلوعِ من المَشرِقِ، فتَطلُعُ من العَينِ التي وقَّتَ اللهُ لها، فلا تَزالُ الشَّمسُ والقَمَرُ كذلك من طُلوعِهما إلى غُروبِهما، وقد وكَّلَ اللهُ تَعالى باللَّيلِ مَلَكًا من الملائكَةِ، وخلَقَ اللهُ حُجُبًا من ظُلمَةٍ من المَشرِقِ عَدَدَ اللَّيالي في الدُّنيا على البَحرِ السَّابِعِ، فإذا غَرَبتِ الشَّمسُ أقبَلَ ذلك المَلَكُ، فقَبَضَ قَبضَةً من ظُلمَةِ ذلك الحِجابِ، ثم استقبَلَ المَغرِبَ، فلا يَزالُ يُراعي الشَّفَقَ، ويُرسِلُ تلك الظُّلمَةَ من خِلالِ أصابِعِه قَليلًا قَليلًا، حتى إذا غابَ الشَّفَقُ أرسَلَ الظُّلمَةَ كُلَّها، ثم نَشَرَ جَناحَيهِ فيَبلُغانِ قُطرَيِ الأرضِ وكَنَفيِ السَّماءِ، ثم يَسوقُ ظُلمَةَ اللَّيلِ بجَناحَيهِ إلى المَغرِبِ قَليلًا قَليلًا، حتى إذا بلَغَ المَغرِبَ انفَجَرَ الصُّبحُ من المَشرِقِ، ثم ضَمَّ الظُّلمَةَ بعضَها إلى بعضٍ، ثم قبَضَ عليها بكَفٍّ واحدةٍ نحوَ قَبضَتِه إذا تَناوَلَها من الحِجابِ بالمَشرِقِ، ثم يَضَعُها عندَ المَغرِبِ على البَحرِ السَّابِعِ، فإذا نَقَلَ تلك الظُّلمَةَ من المَشرِقِ إلى المَغرِبِ نفَخَ في الصُّورِ وانصَرَفتِ الدُّنيا. فلا تَزالُ الشَّمسُ والقَمَرُ كذلك حتى يَأتيَ الوَقتُ الذي ضُرِبَ لتَوبَةِ العِبادِ، فتَنتَشِرُ المعاصي في الأرضِ وتَكثُرُ الفَواحِشُ، ويَظهُرُ المَعروفُ فلا يَأمُرُ به أحَدٌ، ويَظهَرُ المُنكَرُ فلا يَنهى عنه أحَدٌ، وتَكثُرُ أولادُ الخَبَثةِ، ويَلي أُمُورَهم السُّفَهاءُ، ويَكثُرُ أتباعُهم من السُّفَهاءِ، وتَظهُرُ فيهم الأباطيلُ، ويَتَعاونون على رِيَبِهم ويَتَزيَّنون بألسِنَتِهم، ويَعيبون العُلَماءَ من أُولي الألبابِ، ويَتَّخِذونَهم سُخْريًّا حتى يَصيرَ الباطِلُ منهم بمَنزِلَةِ الحَقِّ، ويَصيرَ الحَقُّ بمَنزِلَةِ الباطِلِ، ويَكثُرَ فيهم ضَربُ المَعازِفِ واتِّخاذُ القَيناتِ، ويَصيرَ دِينُهم بألسِنَتِهم، ويُصْغوا قُلوبَهم إلى الدُّنيا يُحادُّون اللهَ ورسولَه، ويَصيرَ المُؤمِنُ بينَهم بالتَّقيَّةِ والكِتمانِ، ويَستَحِلُّون الرِّبا بالبَيعِ، والخَمرَ بالنَّبيذِ، والسُّحتَ بالهَديَّةِ، والقِيلَ بالمَوعِظَةِ، فإذا فَعَلوا ذلك، قَلَّتِ الصَّدَقةُ، حتى يَطوفَ السَّائِلُ ما بين الجُمُعةِ إلى الجُمُعةِ، فلا يُعطى دينارًا ولا دِرهَمًا، ويَبخَلُ النَّاسُ بما عندَهم حتى يَظُنَّ الغَنيُّ أنَّه لا يَكفيهِ ما عندَه، ويَقطَعَ كُلُّ ذي رَحِمٍ رَحِمَه، فإذا فَعَلوا ذلك واجتَمَعتْ هذه الخِصالُ فيهم، حُبِسَتِ الشَّمسُ تحت العَرشِ مِقدارَ لَيلَةٍ، كما سجَدَتْ واستَأذَنَتْ مِن أين تُؤمَرُ أنْ تَطلُعَ، فلا تُجابُ حتى يُوافيَها القَمَرُ. فتكونُ الشَّمسُ مِقدارَ ثَلاثِ لَيالٍ، والقَمَرُ مِقدارَ لَيلتينِ، ولا يَعلَمُ طُولَ تلك اللَّيلةِ إلَّا المُتهجِّدون، وهم حَنيفيَّةٌ عِصابَةٌ قَليلَةٌ في ذِلَّةٍ من النَّاسِ، وهَوانٍ من أنْفُسِهم، وضِيقٍ من مَعايِشِهم، فيقومُ أحَدُهم بقيَّةَ تلك اللَّيلَةِ يُصلِّي مِقدارَ وِردِه كُلَّ لَيلَةٍ، فلا يَرى الصُّبحَ، فيَستَنكِرُ ذلك، ثم يقولُ: لَعَلِّي قد خَفَّفتُ قِراءَتي، إذ قُمتُ قَبلَ حِيني، فيَنظُرُ إلى السَّماءِ، فإذا هو باللَّيلِ كما هو، والنُّجومُ قدِ استَدارتْ مع السَّماءِ، فصارت مَكانَها من أوَّلِ اللَّيلِ، ثم يدخُلُ فيأخُذُ مَضجَعَه، فلا يأخُذُه النَّومُ، فيقومُ فيُصلِّي الثَّانيةَ مِقدارَ وِردِه كُلَّ لَيلَةٍ، فلا يَرى الصُّبحَ، فيَزيدُه ذلك إنْكارًا، ثم يَخرُجُ فيَنظُرُ إلى النُّجومِ، فإذا هي قد صارتْ كهَيئَتِها من اللَّيلِ، ثم يدخُلُ فيأخُذُ مَضجَعَه الثَّالثةَ، فلا يأخُذُه النَّومُ، ثم يقومُ أيضًا فيُصلِّي مِقدارَ وِردِه، فلا يَرى الصُّبحَ، فيَخرُجُ ويَنظُرُ إلى السَّماءِ، فيَخنُقُهم البُكاءُ، فيُنادي بعضُهم بعضًا، فيَجتَمِعُ المُتهجِّدونُ في كُلِّ مَسجِدٍ بحَضرَتِهم، وهُم قَبلَ ذلك كانوا يَتَواصَلون ويَتَعارَفون، فلا يَزالون في غَفلَتِهم، فإذا تَمَّ للشَّمسِ مِقدارُ ثَلاثِ لَيالٍ وللقَمَرِ مِقدارُ لَيلَتَينِ، أرسَلَ اللهُ تَعالى إليهما جِبريلَ، فقال لهما: إنَّ الرَّبَّ يَأمُرُكما أنْ تَرجِعا إلى المَغرِبِ؛ لِتَطلُعا منه، فإنَّه لا ضَوءَ لكما عندَنا اليَومَ ولا نورَ، فيَبكيانِ عندَ ذلك وَجَلًا مِن اللهِ تَعالى، وتَبكي الملائكةُ لبُكائِهِما مع ما يُخالِطُهما من الخَوفِ، فيَرجِعانِ إلى المَغرِبِ فيَطلُعانِ من المَغرِبِ. فبينَما النَّاسُ كذلك، إذ نادَى مُنادٍ: ألَا إنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ قد طَلَعا من المَغرِبِ، فيَنظُرُ النَّاس إليهِما، فإذا هُما أسوَدانِ كهَيئَتِهِما في حالِ كُسوفِهِما قَبلَ ذلك، لا ضَوءَ للشَّمسِ ولا نورَ للقَمَرِ، فذَلك قَولُ اللهِ عزَّ وجلَّ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1]، وقَولُه تَعالى: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ} [القيامة: 8]، وقَولُه تَعالى: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} [القيامة: 9]، قال: فيَرتَفِعانِ يُنازِعُ كُلُّ واحِدٍ منهما صاحِبَه حتى يَبلُغا سَهوَةَ السَّماءِ وهو مَنصِفُهما، فيَجيئُهما جِبريلُ عليه السَّلامُ، فيأخُذُ بقَرنَيْهِما فيَرُدُّهما إلى المَغرِبِ آفِلًا، ويُغرِبُهما في تلك العُيونِ، ولكن يُغرِبُهما في بابِ التَّوبَةِ فقال عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: بأبي وأُمِّي يا رسولَ اللهِ، وما بابُ التَّوبَةِ؟ قال: يا عُمَرُ، خلَقَ اللهُ تَعالى خَلفَ المَغرِبِ مِصراعَينِ من ذَهَبٍ، مُكلَّلينِ بالجَوهَرِ للتَّوبَةِ، فلا يَتوبُ أحَدٌ من وَلَدِ آدَمَ تَوبَةً نَصوحًا إلَّا وَلِجتْ تَوبَتُه في ذلك البابِ، ثم تُرفَعُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ. فقال حُذَيفَةُ: بأبي أنتَ وأُمِّي يا رسولَ اللهِ، وما التَّوبَةُ النَّصوحُ؟ قال: النَّدَمُ على ما فاتَ منه، فلا يَعودُ إليه كما لا يَعودُ اللَّبَنُ إلى الضَّرْعِ، قال حُذَيفَةُ: يا رسولَ اللهِ، كيف بالشَّمسِ والقَمَرِ بعدَ ذلك؟ وكيف بالنَّاس بعدَ ذلك؟ قال: يا حُذَيفَةُ، أمَّا الشَّمسُ والقَمَرُ فإنَّهما يَعودانِ، فإذا أغرَبَهما اللهُ في ذلك البابِ ردَّ المِصراعَينِ، فالْتَأَمَ ما بينَهما كأنْ لم يكن فيما بينَهما صَدْعٌ قَطُّ، فلا يَنفَعُ نَفْسًا بعدَ ذلك إيمانُها لم تكن آمَنَتْ مِن قَبلُ أو كَسَبتْ في إيمانِها خَيرًا، ولا تُقبَلُ مِن عَبدٍ حَسَنةٌ إلَّا مَن كان قَبلُ مُحسِنًا، فإنَّه يَجزي له وعليه، فتَطلُعُ الشَّمسُ عليهم وتَغرُبُ كما كانت قبلُ. فأمَّا النَّاسُ فإنَّهم بعدَما يَرَونَ من فَظيعِ تلك الآيَةِ وعِظَمِها، يُلِحُّون على الدُّنيا حتى يَغرِسوا فيها الأشجارَ ويُشقِّقوا فيها الأنهارَ، ويَبنوا فَوقَ ظُهورِها البُنيانَ. وأمَّا الدُّنيا فلو أنتَجَ رَجُلٌ مُهرًا لم يَركَبْه من لَدُن طُلوعِ الشَّمسِ من مَغرِبِها إلى أنْ تَقومَ السَّاعَةُ، والذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بيَدِه، إنَّ الأيَّامَ واللَّياليَ أسرَعُ من مَرِّ السَّحابِ، لا يَدري الرَّجُلُ متى يُمسي ومتى يُصبِحُ، ثم تَقومُ السَّاعَةُ، فوالذي نَفْسي بيَدِه لَتَأتينَّهم، وإنَّ الرَّجُلَ قدِ انصَرَفَ بلَبَنِ لِقحَتِه من تَحتِها، فما يَذوقُه ولا يَطعَمُه، وإنَّ الرَّجُلَ في فيه اللُّقمَةُ فما يُسيغُها، فذلك قَولُ اللهِ تَعالى: {وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [العنكبوت: 53]. قال: وأمَّا الشَّمسُ والقَمَرُ فإنَّهما يَعودانِ إلى ما خلَقَهما اللهُ منه، فذَلك قَولُه تَعالى: {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ} [البروج: 13]، فيُعيدُهما إلى ما خلَقَهما منه. قال حُذَيفَةُ: بأبي أنتَ وأُمِّي، فكيف قيامُ السَّاعةِ؟ وكيف النَّاسُ في تلك الحالِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا حُذَيفَةُ، بينَما النَّاسُ في أسواقِهم أسَرُّ ما كانوا بدُنياهم، وأحرَصُ ما كانوا عليها، فبيْن كيَّالٍ يَكيلُ، ووزَّانٍ يَزِنُ، وبين مُشتَرٍ وبائِعٍ، إذ أتَتْهم الصَّيحَةُ، فخَرَّتِ الملائكةُ صَرْعى مَوْتى على خُدودِهم، وخَرَّ الآدَميُّون صَرْعى مَوْتى على خُدودِهم، فذلك قَولُه تَعالى: {مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ * فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ} [يس: 49، 50]. قال: فلا يَستطيعُ أحدُهم أنْ يَرى صاحِبَه، ولا يَرجِعَ إلى أهلِه، وتَخِرُّ الوُحوشُ على جُنوبِها مَوْتى، وتَخِرُّ الطَّيرُ مِن أوْكارِها ومن جَوِّ السَّماءِ مَوْتى، وتَموتُ السِّباعُ في الغِياضِ والآجامِ والفَيافي، وتَموتُ الحيتانُ في لُجَجِ البِحارِ، والهَوامُّ في بُطونِ الأرضِ، فلا يَبقى من خَلقِ ربِّنا عزَّ وجلَّ إلَّا أربعَةٌ: جِبريلُ، وميكائيلُ، وإسرافيلُ، ومَلَكُ المَوتِ، فيقولُ اللهُ لجِبريلَ: مُتْ، فيموتُ، ثم يقولُ لإسرافيلَ: مُتْ، فيموتُ، ثم يقولُ لميكائيلَ: مُتْ، فيَموتُ، ثم يقولُ لمَلَكِ المَوتِ: يا مَلَكَ المَوتِ، ما مِن نَفْسٍ إلَّا وهي ذائِقَةُ المَوتِ، فمُتْ، فيَصيحُ مَلَكُ المَوتِ صَيحَةً، فيَخِرُّ، ثم يُنادي السَّمواتِ، فتَنطَوي على ما فيها كطَيِّ السِّجِلِّ للكِتابِ، والسَّمواتُ السَّبعُ والأرَضون السَّبعُ مع ما فيهِنَّ لا تَستَبينُ في قَبضَةِ ربِّنا تَبارك وتَعالى، كما لو أنَّ حَبَّةً مِن خَردَلٍ أُرسِلَتْ في رِمالِ الأرضِ وبُحورِها لم تَستَبِنْ، فكذلك السَّمواتُ السَّبعُ والأرَضون السَّبعُ مع ما فيهِنَّ لا تَستَبينُ في قَبضَةِ ربِّنا عزَّ وجلَّ. ثم يقولُ اللهُ تَبارك وتَعالى: أين المُلوكُ؟ أين الجَبابِرَةُ؟ لمَنِ المُلْكُ اليَومَ؟ ثم يَرُدُّ على نَفْسِه: للهِ الواحِدِ القهَّارِ، ثم يقولُها الثَّانيةَ والثَّالثةَ، ثم يَأذَنُ اللهُ للسَّمواتِ فيَتَمسَّكنَ كما كُنَّ، ويَأذَنُ للأرَضين فيَنسَطِحنَ كما كُنَّ، ثم يَأذَنُ اللهُ لصاحِبِ الصُّورِ، فيَقومُ فيَنفُخُ نَفخَةً، فتَقشَعِرُّ الأرضُ منها، وتَلفِظُ ما فيها، ويَسعى كلُّ عُضوٍ إلى عُضوِه، ثم يُمطِرُ اللهُ عليهم من نَهرٍ يُقالُ له: الحَيَوانُ، وهو تحت العَرشِ، فيُمطِرُ عليهم شَبيهًا بمَنيِّ الرِّجالِ أربَعينَ يَومًا ولَيلَةً، حتى تَنبُتَ اللُّحومُ على أجسامِها، كما تَنبُتُ الطَّراثيثُ على وَجهِ الأرضِ، ثم يُؤذَنُ له في النَّفخَةِ الثَّانيةِ، فيَنفُخُ في الصُّورِ، فتَخرُجُ الأرواحُ، فتَدخُلُ كُلُّ رُوحٍ في الجَسَدِ الذي خرَجَتْ منه. قال حُذَيفَةُ: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، هل تَعرِفُ الرُّوحُ الجَسَدَ؟ قال: نَعَمْ يا حُذَيفَةُ؛ إنَّ الرُّوحَ لَأعرَفُ بالجَسَدِ الذي خرَجَتْ منه مِن أحَدِكم بمَنزِلِه، فيقومُ النَّاسُ في ظُلمَةٍ، لا يُبصِرُ أحدُهم صاحِبَه، فيَمكُثون مِقدارَ ثَلاثينَ سَنَةً، ثم تَنْجلي عنهمُ الظُّلمَةُ، وتَنفَجِرُ البِحارُ، وتُضرَمُ نارًا، ويُحشَرُ كُلُّ شَيءٍ فَوجًا لَفيفًا، ليس يَختَلِطُ المُؤمِنُ بالكافِرِ، ولا الكافِرُ بالمُؤمِنِ، ويقومُ صاحِبُ الصُّورِ على صَخرَةِ بَيتِ المَقدِسِ، فيُحشَرُ النَّاسُ حُفاةً عُراةً، مُشاةً غُرلًا، ما على أحَدٍ منهم طِحلِبَةٌ، وقد دَنَتِ الشَّمسُ فَوقَ رُؤوسِهم، فبينَهم وبينَهما سَنَتانِ، وقد أُمِدَّتْ بِحَرِّ عَشْرِ سِنينَ، فيُسمَعُ لأجوافِ المُشرِكينَ: غِقْ غِقْ، فيَنتَهون إلى أرضٍ يُقالُ لها: السَّاهِرَةُ، وهي بناحيةِ بَيتِ المَقدِسِ تَسَعُ النَّاسَ وتَحمِلُهم بإذْنِ اللهِ، فيقومُ النَّاسُ عليها، ثم جَثا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على رُكبَتَيهِ، فقال: ليس قيامًا على أقدامِهم، ولكن شاخِصَةً أبصارُهم إلى السَّماءِ، لا يَلتَفِتُ أحدٌ منهم يَمينًا، ولا شِمالًا، ولا خَلفًا، وقدِ اشتَغَلتْ كلُّ نَفْسٍ بما أتاها، فذلك قَولُه عزَّ وجلَّ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6]، فيقومُون مِقدارَ مِئَةِ سَنَةٍ، فوالذي نَفْسي بيَدِه، إنَّ تلك المِئَةَ سَنَةٍ كقَومَةٍ في صَلاةٍ واحدةٍ، فإذا تَمَّ مِقدارُ مِئَةِ سَنَةٍ، انشَقَّتِ السَّماءُ الدُّنيا، وهبَطَ سُكَّانُها، وهُم أكثَرُ مِن أهلِ الأرضِ مرَّتينِ، فيُحيطون بالخَلْقِ، ثم تَنشَقُّ السَّماءُ الثَّانيةُ ويَهبِطُ سُكَّانُها، وهُم أكثَرُ ممَّن هبَطَ مِن سَماءِ الدُّنيا ومِن أهلِ الأرضِ مرَّتينِ، ولا تَزالُ تَنشَقُّ سَماءً سَماءً، ويَهبِطُ سُكَّانُها أكثَرَ ممَّن هبَطَ مِن سِتِّ سَمواتٍ ومن أهلِ الأرضِ مرَّتينِ، ثم يَجيءُ الرَّبُّ تَبارك وتَعالى في ظُلَلٍ مِن الغَمامِ، فأوَّلُ شَيءٍ يُكلِّمُ البَهائِمَ، فيقولُ: يا بَهائِمي، إنَّما خلَقْتُكم لوَلَدِ آدَمَ، فكيف كانت طاعَتُكم لهم؟! وهو أعلَمُ بذلك، فتقولُ البَهائِمُ: ربَّنا، خلَقْتَنا لهم، فكَلَّفونا ما لم نُطِقْ، وصَبَرْنا طَلَبًا لمَرضاتِكَ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: صَدَقتُم يا بَهائِمي، إنَّكم طَلَبتُم رِضايَ، فأنا عنكم راضٍ، ومِن رِضايَ عنكم اليَومَ أنِّي لا أُريكم أهوالَ جَهنَّمَ، فكونوا تُرابًا ومَدَرًا، فعندَ ذلك يقولُ الكافِرُ: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} [النبأ: 40]. ثم تَذهَبُ الأرضُ السُّفلى، والثَّانيةُ، والثَّالثةُ، والرَّابعةُ، والخامسةُ، والسَّادسةُ، وتَبقى هذه الأرضُ فتُكفَأُ بأهْلِها كما تُكفَأُ السَّفينةُ في لُجَّةِ البَحرِ إذا خَفَقتَها الرِّياحُ، فيقولُ الآدَميُّون: أليست هذه الأرضُ التي كُنَّا نَزرَعُ عليها، ونَمشي على ظَهرِها، ونَبني عليها البُنيانَ؛ فما لها اليَومَ لا تَقِرُّ؟! فتُجاوِبُهم، فتَقولُ: يا أهْلاهُ، أنا الأرضُ التي مهَّدَني الرَّبُّ لكم، كان لي ميقاتٌ مَعلومٌ، فأنا شاهِدَةٌ عليكم بما عَمِلتُم على ظَهري، ثم عليكم السَّلامُ، فلا تَرَوني أبدًا ولا أراكم، فتَشهَدُ على كُلِّ عبدٍ وأَمَةٍ بما عَمِلَ على ظَهرِها؛ إنْ خَيرًا فخَيرٌ، وإنْ شَرًّا فشَرٌّ، ثم تَذهَبُ هذه الأرضُ، وتَأتي أرضٌ بيضاءُ، لم يُعمَلْ عليها المعاصي، ولم يُسفَكْ عليها الدِّماءُ، فعليها يُحاسَبُ الخَلقُ. ثم يُجاءُ بالنَّارِ مَزمومةً بسَبعينَ أَلْفَ زِمامٍ، يأخُذُ بكُلِّ زِمامٍ سَبعون أَلْفَ مَلَكٍ من الملائكَةِ، لو أنَّ مَلَكًا منهم أُذِنَ له لالتَقَمَ أهلَ الجَمعِ، فإذا كانت من الآدَميِّين على مَسيرةِ أربعِ مِئَةِ سَنَةٍ زفَرَتْ زَفرَةً، فيَتَجلَّى النَّاسَ السَّكَرُ، وتَطيرُ القُلوبُ إلى الحَناجِرِ، فلا يَستطيعُ أحَدٌ منهم النَّفَسَ إلَّا بعدَ جُهدٍ جَهيدٍ، ثم يأخُذُهم من ذلك الغَمِّ حتى يُلجِمَهم العَرَقُ في مكانِهم، فتَستَأذِنُ الرحمنَ في السُّجودِ، فيَأذَنُ لها، فتقولُ: الحَمدُ للهِ الذي جعَلَني أنتَقِمُ للهِ ممَّن عَصاه، ولم يَجعَلْني آدَميًّا فيَنتَقِمَ منِّي، ثم تُزيَّنُ الجَنَّةُ، فإذا كانت من الآدَميِّين على مَسيرةِ خَمسِ مِئَةِ سَنَةٍ، يَجِدُ المُؤمِنونَ رِيحَها ورَوحَها، فتَسكُنُ نُفوسُهم، ويَزدادون قُوَّةً على قُوَّتِهم، فتَثبُتُ عُقولُهم، ويُلقِّنُهم اللهُ حُجَجَ ذُنوبِهم، ثم تُنصَبُ المَوازينُ، وتُنشَرُ الدَّواوينُ، ثم يُنادى: أين فُلانٌ؟ أين فُلانٌ؟ قُمْ إلى الحِسابِ، فيقومُون، فيَشهَدون للرُّسُلِ أنَّهم قد بَلَّغوا رِسالاتِ ربِّهم، فأنتُم حُجَّةُ الرُّسُلِ يَومَ القيامةِ، فيُنادى رَجُلٌ رَجُلٌ، فيا لها من سَعادَةٍ لا شِقوَةَ بعدَها! ويا لها من شِقوَةٍ لا سعادَةَ بعدَها! فإذا قَضى بين أهلِ الدَّارينِ، ودخَلَ أهلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، وأهلُ النَّارِ النَّارَ؛ بعَثَ اللهُ عزَّ وجلَّ ملائكةً إلى أُمَّتي خاصَّةً، وذلك في مِقدارِ يَومِ الجُمُعةِ معهم التُّحُفُ والهَدايا من عندِ ربِّهم، فيقولُون: السَّلامُ عليكم، إنَّ ربَّكم ربَّ العِزَّةِ يَقرَأُ عليكم السَّلامَ، ويقولُ لكم: أَرضيتُم الجَنَّةَ قَرارًا ومَنزِلًا؟ فيقولُون: هو السَّلامُ، ومنه السَّلامُ، وإليه يَرجِعُ السَّلامُ، فيقولُون: إنَّ الرَّبَّ قد أَذِنَ لكم في الزِّيارةِ إليه، فيَركَبون نُوقًا صُفرًا وبِيضًا، رِحالاتُها الذَّهَبُ، وأَزِمَّتُها الياقوتُ، تَخطُرُ في رِمالِ الكافورِ، أنا قائِدُهم، وبِلالٌ على مُقدَّمَتِهم، ووَجهُ بِلالٍ أشَدُّ نورًا من القَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ، والمُؤذِّنون حَولَه بتلك المَنزِلَةِ، وأهلُ حَرَمِ اللهِ تَعالى أدنى النَّاسِ منِّي، ثم أهلُ حَرَمي الذين يَلونَهم، ثم بعدَهم الأفضَلُ فالأفضَلُ، فيَسيرون ولهم تَكبيرٌ وتَهليلٌ، لا يَسمَعُ سامِعٌ في الجَنَّةِ أصواتَهم إلَّا اشتاقَ إلى النَّظَرِ إليهم، فيَمُرُّون بأهلِ الجِنانِ في جَنَّاتِهم، فيقولون: مَن هَؤلاءِ الذين مَرُّوا بنا؟ قدِ ازدادتْ جنَّاتُنا حُسنًا على حُسنِها، ونورًا على نورِها، فيقولون: هذا مُحمَّدٌ وأُمَّتُه يَزورون رَبَّ العِزَّةِ، فيقولون: لَئن كان مُحمَّدٌ وأُمَّتُه بهذه المَنزِلَةِ والكَرامَةِ، ثم يُعاينون وَجهَ رَبِّ العِزَّةِ، فيا ليتنا كُنَّا من أُمَّةِ مُحمَّدٍ، فيَسيرون حتى يَنتَهُوا إلى شَجَرةٍ يُقالُ لها: شَجَرةُ طُوبى، وهي على شَطِّ نَهرِ الكَوثَرِ، وهي لمُحمَّدٍ، ليس في الجَنَّةِ قَصرٌ مِن قُصورِ أُمَّةِ مُحمَّدٍ إلَّا وفيه غُصنٌ من أغصانِ تلك الشَّجَرةِ، فيَنزِلون تحتَها، فيقولُ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ: يا جِبريلُ، اكْسُ أهلَ الجَنَّةِ، فيُكسى أحدُهم مِئَةَ حُلَّةٍ، لو أنَّها جُعِلتْ بين أصابِعِه لَوَسِعَتْها مِن ثيابِ الجَنَّةِ. ثم يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: يا جِبريلُ، عَطِّرْ أهلَ الجَنَّةِ، فيَسعى الوِلدانُ بالطِّيبِ، فيُطيِّبون، ثم يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: يا جِبريلُ، فَكِّهْ أهلَ الجَنَّةِ، فيَسعى الوِلدانُ بالفاكهةِ، ثم يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: ارفَعوا الحُجُبَ عنِّي حتى يَنظُرَ أوليائي إلى وَجْهي، فإنَّهم عَبَدوني ولم يَرَوْني، وعرَفَتْني قُلوبُهم ولم تَنظُرْ إليَّ أبصارُهم، فتقولُ الملائكةُ: سُبحانَك نحن ملائكتُك، ونحن حَمَلةُ عَرشِك، لم نَعصِكَ طَرْفةَ عَينٍ، لا نَستطيعُ النَّظَرَ إلى وَجهِكَ، فكيف يَستطيعُ الآدَميُّون ذلك؟! فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: يا ملائكتي، إنِّي طالما رأيتُ وُجوهَهم مُعفَّرَةً في التُّرابِ لوَجْهي، وطالما رأيتُهم صُوَّامًا لوَجْهي في يَومٍ شَديدِ الظَّمَأِ، وطالما رأيتُهم يَعمَلون الأعمالَ ابتِغاءَ رَحْمتي ورَجاءَ ثَوابي، وطالما رأيتُهم يَزوروني إلى بَيتي من كُلِّ فَجٍّ عَميقٍ، وطالما رأيتُهم وعُيونُهم تَجري بالدُّموعِ من خَشيَتي يَحِقُّ للقَومِ عليَّ أنْ أُعطيَ أبصارَهم من القُوَّةِ ما يَستطيعون به النَّظَرَ إلى وَجْهي، فرفَعَ الحُجُبَ، فيَخِرُّون سُجَّدًا، فيقولون: سُبحانَك لا نُريدُ جِنانًا، ولا أزواجًا، ولا نُريدُ إلَّا النَّظَرَ إلى وَجْهِك، فيقولُ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ: ارفَعوا رُؤوسَكم يا عبادي؛ فإنَّها دارُ جَزاءٍ، وليست بدارِ عِبادَةٍ، وهذا لكم عندي مِقدارُ كُلِّ جُمُعةٍ، كما كُنتُم تَزوروني في بَيتي.
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : السيوطي | المصدر : اللآلئ المصنوعة
الصفحة أو الرقم : 1/45 | خلاصة حكم المحدث : [ فيه ] مسلمة بن الصلت متروك وعمر بن صبيح مشهور بالوضع