ترتيب النتائج حسب:: الراوي.
ترتيب النتائج حسب:: تاريخ وفاة المحدث.
ترتيب النتائج حسب:: الأحاديث المشروحة.
التشكيل
1 - أتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في المَسجِدِ، فجلَسْتُ، فقال: يا أبا ذَرٍّ، هل صلَّيْتَ؟ قُلْتُ: لا، قال: قُمْ فصَلِّ، قال: فقُمْتُ، فصلَّيْتُ، ثُم جلَسْتُ، فقال: يا أبا ذَرٍّ، تَعوَّذْ باللهِ من شرِّ شياطينِ الإنسِ والجِنِّ، قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، وللإنسِ شياطينُ؟ قال: نَعَمْ، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، الصَّلاةُ؟ قال: خَيرٌ موضوعٌ، مَن شاءَ أقَلَّ، ومَن شاءَ أكثَرَ، قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، فالصومُ؟ قال: قَرضٌ مُجزئٌ، وعندَ اللهِ مَزيدٌ، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، فالصدَقةُ؟ قال: أضعافٌ مُضاعفةٌ، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، فأيُّها أفضَلُ؟ قال: جُهدٌ من مُقِلٍّ، أو سِرٌّ إلى فَقيرٍ، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الأنبياءِ كان أوَّلَ؟ قال: آدَمُ، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، ونبيٌّ كان؟ قال: نَعَمْ نبيٌّ مُكلَّمٌ، قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، كمِ المُرسَلونَ؟ قال: ثلاثُ مِئَةٍ وبِضعةَ عَشَرَ، جَمًّا غَفيرًا، وقال مرَّةً: خَمسةَ عَشَرَ، قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، آدَمُ أنبيٌّ كان؟ قال: نَعَمْ، نبيٌّ مُكلَّمٌ، قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّما أُنزِلَ عليكَ أعظَمُ؟ قال: آيةُ الكُرسيِّ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255].
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 21546 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف جدا
التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (11303)، وابن ماجه (3825)، وأحمد (21546) واللفظ له
2 - أتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في المَسجِدِ، فجلَسْتُ إليه، فقال لي: يا أبا ذَرٍّ، هل صلَّيْتَ؟ قُلْتُ: لا، قال: قُمْ فصَلِّ، قال: فقُمْتُ، فصلَّيْتُ، ثُم أتَيْتُه، فجلَسْتُ إليه، فقال: يا أبا ذَرٍّ، استَعِذْ باللهِ من شرِّ شياطينِ الإنسِ والجِنِّ، قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، وهل للإنسِ من شياطينَ؟ قال: نَعَمْ. يا أبا ذَرٍّ، ألَا أدُلُّكَ على كَنزٍ من كُنوزِ الجَنَّةِ؟ قال: قُلْتُ: بَلى، بأبي أنتَ وأُمِّي، قال: قُلْ: لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ؛ فإنَّها كَنزٌ من كُنوزِ الجَنَّةِ، قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، فما الصَّلاةُ؟ قال: خيرٌ موضوعٌ، فمَن شاءَ أكثَرَ، ومَن شاءَ أقَلَّ، قال: قُلْتُ: فما الصيامُ، يا رسولَ اللهِ؟ قال: قَرضٌ مُجزئٌ، قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، فما الصدَقةُ؟ قال: أضعافٌ مُضاعفةٌ، وعندَ اللهِ مَزيدٌ، قال: قُلْتُ: أيُّها أفضَلُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: جُهدٌ من مُقِلٍّ، أو سِرٌّ إلى فَقيرٍ، قُلْتُ: فأيُّما أنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ عليك أعظَمُ؟ قال: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]، حتى ختَمَ الآيةَ، قُلْتُ: فأيُّ الأنبياءِ كان أوَّلَ؟ قال: آدَمُ، قُلْتُ: أوَنبيٌّ كان يا رسولَ اللهِ؟ قال: نَعَمْ، نبيٌّ مُكلَّمٌ، قُلْتُ: فكمِ المُرسَلونَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: ثلاثُ مِئَةٍ وخَمسةَ عَشَرَ، جَمًّا غَفيرًا.
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 21552 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (11303)، وابن ماجه (3825)، وأحمد (21552) واللفظ له
3 - خَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم مِن المَدينةِ إلى المُشرِكينَ لِيُقاتِلَهم، وقال لي أبي عَبدُ اللهِ: يا جابِرُ، لا عليكَ أنْ تكونَ في نَظَّاري أهلِ المدينةِ حتى تَعلَمَ إلى ما يَصيرُ أمْرُنا؛ فإنِّي -واللهِ- لولا أنِّي أتْرُكُ بَناتٍ لي بَعْدي، لَأحْبَبتُ أنْ تُقتَلَ بَينَ يَدَيَّ، قال: فبَيْنَما أنا في النَّظَّارينَ إذْ جاءَتْ عمَّتي بأبي، وخالي عادِلَتَهُما على ناضِحٍ، فدَخَلَتْ بهما المَدينةَ لتَدْفِنَهُما في مَقابِرِنا، إذْ لَحِقَ رَجُلٌ يُنادي: ألَا إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم يَأمُرُكُم أنْ تَرجِعوا بالقَتْلى، فتَدْفِنوها في مَصارِعِها حَيثُ قُتِلَتْ، فرَجَعْنا بهما فدَفَنَّاهُما حَيثُ قُتِلَا، فبَيْنَما أنا في خِلافةِ مُعاويةَ بنِ أبي سُفْيانَ إذْ جاءني رَجُلٌ فقال: يا جابِرُ بنَ عَبدِ اللهِ، واللهِ لقد أثارَ أباكَ عُمَّالُ مُعاويةَ، فبَدَا فخَرَجَ طائِفةٌ منه، فأتَيْتُه فوَجَدْتُه على النَّحوِ الذي دَفَنْتُه، لم يتَغَيَّرْ إلَّا ما لم يَدَعِ القَتلُ -أو القَتيلُ- فوارَيْتُه، قال: وتَرَكَ عليه دَيْنًا مِن التَّمرِ فاشْتَدَّ عليَّ بعضُ غُرَمائه في التَّقاضي، فأتَيْتُ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، فقُلتُ: يا نَبيَّ اللهِ، إنَّ أبي أُصيبَ يومَ كَذا، وكَذا، وتَرَكَ عليه دَيْنًا مِن التَّمرِ، وقدِ اشْتَدَّ علَيَّ بَعضُ غُرَمائه في التَّقاضي، فأُحِبُّ أنْ تُعينَني عليه، لعَلَّه أنْ يُنظِرَني طائِفةً مِن تَمرِهِ إلى هذا الصِّرامِ المُقْبِلِ، فقال: نَعَمْ، آتيكَ إنْ شاء اللهُ قَريبًا مِن وَسَطِ النَّهارِ، وجاءَ معَه حَواريُّوه، ثُمَّ استَأْذَنَ، فدَخَلَ وقد قُلتُ لامْرَأتي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم جاءني اليَومَ وَسَطَ النَّهارِ، فلا أرَيَنَّكِ، ولا تُؤْذي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في بَيتي بشَيءٍ، ولا تُكَلِّميه، فدَخَلَ ففَرَشْتُ له فِراشًا، ووِسادةً، فوَضَعَ رَأْسَه فنامَ، قال: وقُلتُ لمَوْلًى لي: اذْبَحْ هذه العَناقَ، وهي داجِنٌ سَمينةٌ، والوَحى والعَجَلَ، افْرُغْ منها قبلَ أنْ يَستَيقِظَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، وأنا معَكَ، فلم نَزَلْ فيها حتى فَرَغْنا منها، وهو نائِمٌ، فقُلتُ له: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم إذا استَيْقَظَ يَدْعو بالطَّهورِ، وإنِّي أخافُ إذا فَرَغَ أنْ يَقومَ، فلا يَفْرُغَنَّ مِن وُضوئِه حتى تَضَعَ العَناقَ بَينَ يَدَيْه، فلمَّا قامَ قال: يا جابِرُ، ائْتِني بطَهورٍ، فلم يَفْرُغْ مِن طُهورِهِ حتى وَضَعْتُ العَناقَ عِندَه، فنَظَرَ إليَّ فقال: كأنَّكَ قد عَلِمتَ حُبَّنا للَّحْمِ، ادْعُ لي أبا بَكرٍ، قال: ثُمَّ دَعا حَوارِيِّيه الذين معه فدَخَلوا، فضَرَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بيَدَيْه، وقال: بِسمِ اللهِ كُلوا، فأكَلوا حتى شَبِعوا، وفَضَلَ لَحمٌ منها كَثيرٌ، قال: واللهِ إنَّ مجلِسَ بَني سَلِمةَ لَيَنظُرون إليه، وهو أَحَبُّ إليهم مِن أعْيُنِهم، ما يَقْرَبُه رَجُلٌ منهم مَخافةَ أنْ يُؤْذوه، فلمَّا فَرَغوا قامَ، وقامَ أصْحابُه فخَرَجوا بَينَ يَدَيْه، وكان يقولُ: خَلُّوا ظَهْري للمَلائكةِ، واتَّبَعْتُهم حتى بَلَغوا أُسْكُفَّةَ البابِ، قال: وأخْرَجَتِ امْرَأتي صَدْرَها، وكانت مُسْتَتِرةً بسَفيفٍ في البَيتِ، قالَتْ: يا رسولَ اللهِ، صَلِّ علَيَّ وعلى زَوْجي، صلَّى اللهُ عليكَ. فقال: صلَّى اللهُ عليكِ وعلى زَوْجِكِ، ثُمَّ قال: ادْعُ لي فُلانًا؛ لِغَريمي الذي اشْتَدَّ علَيَّ في الطَّلَبِ، قال: فجاء فقال: أَيْسِرْ جابِرَ بنَ عَبدِ اللهِ -يَعْني إلى المَيْسَرةِ- طائِفةً مِن دَيْنِكَ الذي على أبيه، إلى هذا الصِّرامِ المُقْبِلِ، قال: ما أنا بفاعِلٍ، واعْتَلَّ وقال: إنَّما هو مالُ يَتامى، فقال: أين جابِرٌ؟ فقال: أنا ذا يا رسولَ اللهِ، قال: كِلْ له؛ فإنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، فنَظَرْتُ إلى السماءِ، فإذا الشَّمسُ قد دَلَكَتْ، قال: الصلاةَ يا أبا بَكرٍ، فاندَفَعوا إلى المسجِدِ، فقُلتُ: قَرِّبْ أوعيَتَكَ، فكِلْتُ له مِن العَجْوةِ فوفَّاه اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فجِئْتُ أسْعى إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في مسجِدِه، كأنِّي شَرارةٌ، فوَجَدْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم قد صلَّى، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألم تَرَ أنِّي كِلْتُ لِغَريمي تَمْرَه، فوفَّاهُ اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فقال: أين عُمَرُ بنُ الخطَّابِ؟ فجاءَ يُهَروِلُ، فقال: سَلْ جابِرَ بنَ عَبدِ اللهِ عن غَريمِه وتَمْرِه، فقال: ما أنا بِسائلِه، قد عَلِمتُ أنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، إذْ أخبَرْتَ أنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، فكَرَّرَ عليه هذه الكَلِمةَ ثَلاثَ مرَّاتٍ، كُلَّ ذلك يقولُ: ما أنا بِسائلِه، وكان لا يُراجَعُ بَعدَ المرَّةِ الثالثةِ، فقال: يا جابِرُ، ما فَعَلَ غَريمُكَ وَتَمرُكَ؟ قال: قلتُ: وفَّاهُ اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فرَجَعَ إلى امْرَأتِه، فقال: ألم أكُنْ نَهَيتُكِ أنْ تُكَلِّمي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم؟ قالَتْ: أكُنتَ تَظُنَّ أنَّ اللهَ يُورِدُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بَيْتيَ، ثُمَّ يَخرُجُ، ولا أسْألُه الصلاةَ علَيَّ وعلى زَوْجي قَبلَ أنْ يَخرُجَ؟!
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 15281 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
4 - كنتُ أُسلِّمُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في الصَّلاةِ، فيَرُدُّ علَيَّ، فسلَّمتُ عليه ذاتَ يومٍ، فلم يَرُدَّ علَيَّ شيئًا، فوَجَدتُ في نفْسي، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، كنتُ أُسلِّمُ عليك وأنتَ في الصَّلاةِ، فتَرُدُّ علَيَّ، وإنِّي سَلَّمتُ عليك، فلم تَرُدَّ علَيَّ شيئًا؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللهَ يُحدِثُ في أمْرِه ما يَشاءُ.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 3944 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | انظر شرح الحديث رقم 137557
5 - إنِّي كنتُ في الجاهِليَّةِ أَرى الناسَ على ضَلالةٍ، ولا أَرى الأَوثانَ شَيئًا، ثمَّ سمِعتُ عن رجُلٍ يُخبِرُ أخبارَ مكَّةَ، ويُحَدِّثُ أحاديثَ، فرَكِبْتُ راحِلَتي حتى قَدِمْتُ مكَّةَ، فإذا أنا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُستَخْفٍ، وإذا قَومُه عليه جُرَآءُ، فتلَطَّفْتُ له، فدخَلْتُ عليه، فقلْتُ: ما أنت؟ قال: أنا نَبيُّ اللهِ، فقلْتُ: وما نَبيُّ اللهِ؟ قال: رسولُ اللهِ، قال: قلْتُ: آللهُ أَرسَلَك؟ قال: نعَمْ، قلْتُ: بأيِّ شَيءٍ أَرسَلَك؟ قال: بأنْ يُوحَّدَ اللهُ ولا يُشرَكَ به شَيءٌ، وكَسرِ الأَوثانِ، وصِلَةِ الرَّحِمِ. فقلْتُ له: مَن معك على هذا؟ قال: حُرٌّ وعبْدٌ، أو: عبْدٌ وحُرٌّ. وإذا معه أبو بكرِ بنُ أبي قُحافةَ، وبِلالٌ مَوْلى أبي بكرٍ. قلْتُ: إنِّي مُتَّبِعُك، قال: إنَّك لا تَستطيعُ ذلك يَومَك هذا، ولكنِ ارجِعْ إلى أهْلِك، فإذا سمِعتَ بي قد ظهَرْتُ فالْحَقْ بي. قال: فرجَعْتُ إلى أهْلي وقد أَسلَمْتُ، فخرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُهاجِرًا إلى المدينةِ، فجعَلْتُ أَتخَبَّرُ الأخبارَ، حتى جاء رَكَبةٌ مِن يَثْرِبَ، فقلْتُ: ما هذا المَكِّيُّ الذي أَتاكم؟ قالوا: أراد قَومُه قَتْلَه، فلمْ يَستطيعوا ذلك، وحِيلَ بيْنهم وبيْنه، وتَرَكْنا الناسَ سِراعًا. قال عَمرُو بنُ عَبَسةَ: فرَكِبتُ راحِلَتي حتى قَدِمتُ عليه المدينةَ، فدخَلْتُ عليه، فقلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أتَعْرِفُني؟ قال: نعَمْ، ألَسْتَ أنت الذي أَتَيْتَني بمكَّةَ؟ قال: قلْتُ: بلى، فقلْتُ: يا رسولَ اللهِ، عَلِّمْني ممَّا علَّمَك اللهُ وأَجهَلُ، قال: إذا صَلَّيْتَ الصبحَ فأَقْصِرْ عنِ الصلاةِ حتى تَطلُعَ الشمسُ، فإذا طلَعَتْ فلا تُصَلِّ حتى تَرتفِعَ؛ فإنَّها تَطلُعُ حينَ تَطلُعُ بيْن قَرْنَيْ شَيطانٍ، وحينَئذٍ يَسجُدُ لها الكفَّارُ، فإذا ارتفَعَتْ قِيدَ رُمحٍ أو رُمحَينِ فصَلِّ؛ فإنَّ الصلاةَ مَشْهودةٌ مَحْضورةٌ حتى يَستقِلَّ الرُّمحُ بالظِّلِّ، ثمَّ أَقصِرْ عنِ الصلاةِ؛ فإنَّها حينَئذٍ تُسجَرُ جَهنَّمُ، فإذا فاءَ الفَيءُ فصَلِّ؛ فإنَّ الصلاةَ مَشْهودةٌ مَحْضورةٌ حتى تُصلِّيَ العصرَ، فإذا صَلَّيْتَ العصرَ فأَقصِرْ عنِ الصلاةِ حتى تَغرُبَ الشمسُ؛ فإنَّها تَغرُبُ حينَ تَغرُبُ بيْن قَرْنَيْ شَيطانٍ، وحينَئذٍ يَسجُدُ لها الكفَّارُ. قلْتُ: يا نَبيَّ اللهِ، أَخبِرْني عنِ الوُضوءِ؟ قال: ما منكم مِن أحَدٍ يُقَرِّبُ وَضوءَه ثمَّ يَتمَضْمَضُ ويَستنشِقُ ويَنتَثِرُ، إلَّا خَرَّتْ خَطاياهُ مِن فَمِه وخَياشيمِه مع الماءِ حين يَنتَثِرُ، ثمَّ يَغسِلُ وَجْهَه كما أمَرَه اللهُ تعالى، إلَّا خَرَّتْ خَطايا وجْهِه مِن أَطرافِ لِحيتِه مع الماءِ، ثمَّ يَغسِلُ يدَيهِ إلى المِرفقَينِ، إلَّا خَرَّتْ خَطايا يدَيهِ مِن أَطرافِ أَنامِلِه، ثمَّ يَمسَحُ رأسَه، إلَّا خَرَّتْ خَطايا رأسِه مِن أَطرافِ شَعَرِه مع الماءِ، ثمَّ يَغسِلُ قَدَمَيهِ إلى الكَعبَينِ كما أمَرَه اللهُ عزَّ وجلَّ، إلَّا خَرَّتْ خَطايا قدَمَيهِ مِن أَطرافِ أصابِعِه مع الماءِ، ثمَّ يَقومُ فيَحمَدُ اللهَ عزَّ وجلَّ ويُثْني عليه بالذي هو له أهْلٌ، ثمَّ يَركَعُ ركْعتَينِ؛ إلَّا خرَجَ مِن ذُنوبِه كهَيئتِه يَومَ ولَدَتْهُ أُمُّه. قال أبو أُمامةَ: يا عَمرُو بنَ عَبَسةَ، انظُرْ ما تقولُ، أسمِعتَ هذا مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ أَيُعطى هذا الرَّجُلُ كلَّه في مَقامِه؟! قال: فقال عَمرُو بنُ عَبَسةَ: يا أبا أُمامةَ، لقد كَبِرَتْ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمي، واقتَرَبَ أجَلي، وما بي مِن حاجةٍ أنْ أَكذِبَ على اللهِ عزَّ وجلَّ وعلى رسولِه، لو لم أَسمَعْهُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا مرَّةً أو مرَّتَينِ أو ثلاثًا، لقد سمِعتُه سبْعَ مرَّاتٍ أو أَكثَرَ مِن ذلك.
الراوي : عمرو بن عبسة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 17019 | خلاصة حكم المحدث : إسناد صحيح على شرط مسلم
التخريج : أخرجه أحمد (17019) واللفظ له، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (1330)، والطبراني في ((مسند الشاميين)) (863)
6 - أتَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فعَلَّمَني الإسلامَ، ونَعَتَ لي الصَّلاةَ، وكيف أُصلِّي كلَّ صَلاةٍ لوَقتِها، ثُمَّ قال لي: كيف أنت يا ابنَ حاتمٍ إذا رَكِبتَ مِن قُصورِ اليَمنِ، لا تَخافُ إلَّا اللهَ حتى تَنزِلَ قُصورَ الحِيرةِ؟! قال: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، فأين مَقانِبُ طَيِّئٍ ورِجالُها؟ قال: يَكفيكَ اللهُ طَيِّئًا، ومَن سِواها، قال: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّا قَومٌ نَتصَيَّدُ بهذه الكِلابِ والبَزاةِ، فما يَحِلُّ لنا منها؟ قال: يَحِلُّ لكم ما عَلَّمتُم مِن الجَوارِحِ مُكلِّبينَ، تُعلِّمونَهنَّ ممَّا عَلَّمَكم اللهُ، فكُلوا ممَّا أمسَكْنَ عليكم، واذْكُروا اسمَ اللهِ عليه، فما عَلَّمتَ مِن كلبٍ أو بازٍ، ثُمَّ أرسَلتَ، وذَكَرتَ اسمَ اللهِ عليه؛ فكُلْ ممَّا أمسَكَ عليك، قُلتُ: وإنْ قَتَلَ؟ قال: وإنْ قَتَلَ، ولم يَأكُلْ منه شيئًا؛ فإنَّما أمسَكَه عليك، قُلتُ: أفرَأَيتَ إنْ خالَطَ كلابُنا كلابَ أُخرى حين نُرسِلُها؟ قال: لا تَأكُلْ حتى تَعلَمَ أنَّ كلبَكَ هو الذي أمسَكَ عليك، قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّا قَومٌ نَرمي، فما يَحِلُّ لنا؟ قال: يَحِلُّ لكم ما ذَكَرتُم اسمَ اللهِ عليه، وخَزَقتُم، فكُلوا منه، قال: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّا قَومٌ نَرمي بالمِعراضِ، فما يَحِلُّ لنا؟ قال: لا تَأكُلْ ما أصَبتَ بالمِعراضِ، إلَّا ما ذَكَّيتَ.
الراوي : عدي بن حاتم الطائي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 18258 | خلاصة حكم المحدث : صحيح بغير هذه السياقة في بعض ألفاظه
التخريج : أخرجه البخاري (5475)، ومسلم (1929)، وأبو داود (2851)، والترمذي (1470)، والنسائي (4264) مختصراً، وابن ماجه (3214، 3215، 3208) مفرقا مختصراً، وأحمد (18258) واللفظ له
7 - عن ابنِ إسحاقَ، قال: حَدَّثَني عن تَشهُّدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في وسَطِ الصَّلاةِ، وفي آخِرِها: عبدُ الرَّحمنِ بنُ الأسْودِ بنِ يَزِيدَ النَّخَعيُّ، عن أبيه، عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ، قال: عَلَّمَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ التَّشهُّدَ في وسَطِ الصَّلاةِ وفي آخِرِها، فكنَّا نَحفَظُ عن عبدِ اللهِ حين أخبَرَنا أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَلَّمَه إيَّاه، قال: فكان يقولُ: إذا جَلَسَ في وسَطِ الصَّلاةِ وفي آخِرِها على وَرِكِه اليُسرى: التَّحيَّاتُ للهِ، والصَّلَواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عليك أيُّها النَّبيُّ ورَحمةُ اللهِ وبَركاتُه، السَّلامُ علينا وعلى عِبادِ اللهِ الصَّالحينَ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأشهَدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، قال: ثُمَّ إنْ كان في وسَطِ الصَّلاةِ نَهَضَ حينَ يَفرُغُ مِن تَشهُّدِه، وإنْ كان في آخِرِها دَعا بعدَ تَشهُّدِه ما شاء اللهُ أنْ يَدعوَ، ثُمَّ يُسلِّمُ.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 4382 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | انظر شرح الحديث رقم 141920
8 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُصلِّي منَ الليلِ ثلاثَ عَشْرةَ سَجدةً، وكان أكثرُ صلاتِه قائمًا، فلمَّا كَبِرَ وثَقُلَ، كان أكثرُ صلاتِه قاعدًا، وكان يُصلِّي صلاتَه وأنا مُعتَرِضةٌ بينَ يَدَيْه على الفِراشِ الذي يرقُدُ عليه، حتى يُريدُ أنْ يوتِرَ فيَغمِزُني، فأقومُ، فيوتِرُ، ثُم يَضطَجِعُ حتى يسمَعَ النداءَ بالصَّلاةِ، ثُم يقومُ، فيسجُدُ سَجدتَيْنِ خَفيفتَيْنِ، ثُم يُلصِقُ جَنْبَه الأرضَ، ثُم يخرُجُ إلى الصَّلاةِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 24715 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه البخاري (1118)، ومسلم (737)، وأبو داود (1338)، وابن ماجه (1359) بنحوه مختصراً، وأحمد (24715) واللفظ له
9 - بيْنا نحن مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بعضِ أسفارِه، إذ مال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -أو قال: ماد- عن راحلتِه، فدَعَمتُه بيَدي، قال: فاستَيقَظَ، قال: ثُمَّ سِرْنا، قال: فمال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فدَعَمتُه بيَدي فاستَيقَظَ، ثُمَّ سِرْنا، فمال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فدَعَمتُه بيَدي فاستَيقَظَ، فقال: أبو قَتادة؟ فقُلْتُ: نعمْ، يا رسولَ اللهِ، فقال: حَفِظَكَ اللهُ كما حَفِظتَنا منذ اللَّيلةِ، ثُمَّ قال: لا أُرانا إلَّا قد شَقَقْنا عليك، نَحِّ بنا عن الطَّريقِ -أو مِلْ بنا عن الطَّريقِ-، قال: فعَدَلْنا عن الطَّريقِ، فأناخَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ راحلتَه، فتَوَسَّدَ كلُّ رَجُلٍ منَّا ذِراعَ راحلتِه، فما استَيقَظْنا حتى أشرَقَتِ الشَّمسُ، وذَكَرَ صَوتَ الصُّرَدِ، قال: فقُلْتَ: يا رسولَ اللهِ، هَلَكْنا فاتَتْنا الصَّلاةُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لم تَهلِكوا، ولم تَفُتكُم الصَّلاةُ؛ إنَّما تَفوتُ اليَقظانُ، ولا تَفوتُ النائمُ، هل مِن ماءٍ؟ قال: فأتَيتُه بسَطيحةٍ -أو قال: مِيضأةٍ- فيها ماءٌ، فتَوضَّأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ دَفَعَها إليَّ وفيها بَقيَّةٌ مِن ماءٍ، قال: احتفِظْ بها؛ فإنَّه كائنٌ لها نَبَأٌ، وأمَرَ بِلالًا فأذَّنَ، فصَلَّى رَكعتَينِ، ثُمَّ تَحوَّلَ في مَكانِه، فأمَرَه فأقامَ الصَّلاةَ، فصَلَّى صَلاةَ الصُّبحِ، ثُمَّ قال نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنْ كان النَّاسُ أطاعوا أبا بَكرٍ، وعُمَرَ فقد رَفَقوا بأنفُسِهم وأصابوا، وإنْ كانوا خالَفوهما فقد خَرِقوا بأنفُسِهم، وكان أبو بَكرٍ، وعُمَرُ حيث فَقَدوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالا للنَّاسِ: أقيموا بالماءِ حتى تُصبِحوا، فأبَوا عليهما، وانتَهى إليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن آخِرِ النَّهارِ، وقد كادوا أنْ يَهلِكوا عَطَشًا، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، هَلَكْنا! فدَعا بالمِيضأةِ، ثُمَّ دَعا بإناءٍ، فأُتيَ بإناءٍ فوقَ القَدَحِ، ودونَ القَعْبِ، فتَأبَّطَهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ جَعَلَ يَصُبُّ في الإناءِ، ثُمَّ يَشرَبُ القَومُ، حتى شَرِبوا كلُّهم، ثُمَّ نادى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هل مِن عالٍّ؟ قال: ثُمَّ رَدَّ المِيضأةَ، وفيها نحوٌ ممَّا كان فيها، قال: فسَأَلْناه: كم كنتم؟ فقال: كان مع أبي بَكرٍ، وعُمَرَ ثَمانونَ رَجُلًا، وكنَّا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اثنَيْ عَشَرَ رَجُلًا.
الراوي : أبو قتادة الحارث بن ربعي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 22575 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
10 - أُقيمَتِ الصَّلاةُ في المسجدِ، فجِئْنا نَمشي مع عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ، فلمَّا ركَعَ النَّاسُ ركَعَ عبدُ اللهِ وركَعْنا معه ونحن نَمشي، فمَرَّ رَجُلٌ بينَ يدَيه، فقال: السَّلامُ عليكَ يا أبا عبدِ الرَّحمنِ، فقال عبدُ اللهِ وهو راكعٌ: صدَقَ اللهُ ورسولُه، فلمَّا انصرَفَ سأَلَه بعضُ القَومِ: لِمَ قُلْتَ حينَ سلَّمَ عليكَ الرَّجُلُ: صدَقَ اللهُ ورسولُه؟ قال: إنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: "إنَّ مِن أَشْراطِ السَّاعةِ، إذا كانتِ التَّحيَّةُ على المَعرِفةِ".
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 3664 | خلاصة حكم المحدث : حسن
11 - أنَّ رَجُلًا، قال للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا رسولَ اللهِ، قد عَلِمْنا السَّلامَ عليك، فكيف الصَّلاةُ عليك؟ قال: قولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ على محمَّدٍ، وعلى آلِ محمَّدٍ، كما صَلَّيتَ على إبراهيمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، اللَّهُمَّ بارِكْ على محمَّدٍ، وعلى آلِ محمَّدٍ، كما باركْتَ على إبراهيمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ.
الراوي : كعب بن عجرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 18104 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
12 - أنَّ لَقيطًا خرَجَ وافِدًا إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومعه صاحِبٌ له، يُقالُ له: نَهيكُ بنُ عاصِمِ بنِ مالِكِ بنِ المُنتَفِقِ، قال لَقيطٌ: فخرَجتُ أنا وصاحِبي حتى قدِمْنا على رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لانسِلاخِ رَجَبٍ، فأتَيْنا رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فوافَيْناهُ حين انصرَفَ مِن صَلاةِ الغَداةِ، فقامَ في النَّاسِ خَطيبًا، فقال: أيُّها النَّاسُ، ألَا إنِّي قد خبَّأتُ لكم صَوتي منذُ أربعةِ أيَّامٍ، ألَا لَأُسمِعَنَّكم، ألَا فهل مِنِ امرئٍ بعَثَهُ قَومُهُ فقالوا: اعلَمْ لنا ما يَقولُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ ألَا ثم لَعَلَّهُ أنْ يُلهيَهُ حَديثُ نَفْسِهِ، أو حَديثُ صاحِبِهِ، أو يُلهيَهُ، الضَّلالُ، ألَا إنِّي مَسؤولٌ، هل بلَّغتُ؟ ألَا اسمَعوا تَعيشوا، ألَا اجلِسوا، ألَا اجلِسوا. قال: فجلَسَ النَّاسُ، وقُمتُ أنا وصاحِبي حتى إذا فرَّغَ لنا فُؤادَهُ، وبَصَرَهُ، قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما عِندَكَ مِن عِلْمِ الغَيبِ؟ فضحِكَ لعَمْرُ اللهِ، وهَزَّ رَأسَهُ، وعَلِمَ أنِّي أبتَغي لسَقَطِهِ، فقال: ضَنَّ رَبُّكَ عزَّ وجلَّ بمفاتيحَ خَمسٍ مِنَ الغَيبِ، لا يَعلَمُها إلَّا اللهُ. وأشارَ بِيَدِهِ، قُلتُ: وما هي؟ قال: عِلْمُ المَنيَّةِ، قد علِمَ متى مَنيَّةُ أحدِكم، ولا تَعلمونَهُ، وعِلْمُ المَنيِّ، حين يَكونُ في الرَّحِمِ، قد علِمَهُ، ولا تَعلَمونَهُ، وعِلْمُ ما في غَدٍ، [قد علِمَ] ما أنتَ طاعِمٌ غَدًا، ولا تَعلَمُهُ، وعِلْمُ يَومِ الغَيثِ، يُشرِفُ عليكم آزلينَ آزلينَ مُشفِقينَ، فيَظَلُّ يَضحَكُ، قد علِمَ أنَّ غِيَرَكم إلى قُربٍ. قال لَقيطٌ: قُلتُ: لن نَعدَمَ مِن رَبٍّ يَضحَكُ خَيرًا. وعِلْمُ يَومِ السَّاعةِ. قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، عَلِّمْنا ممَّا تُعلِّمُ النَّاسَ، وما تَعلَمُ، فإنَّا مِن قَبيلٍ لا يُصدِّقُ تَصديقَنا أحدٌ مِن مَذحِجٍ التي تَربَأُ علينا، وخَثعَمٍ التي توالينا، وعَشيرَتِنا التي نحن منها. قال: تَلبَثون ما لبِثتُم، ثم يُتَوَفَّى نَبِيُّكم صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثم تَلبَثون ما لبِثتُم، ثم تُبعَثُ الصاَّئحةُ لعَمْرُ إلهِكَ، ما تَدَعُ على ظَهرِها مِن شيءٍ إلَّا ماتَ، والملائكةُ الذين مع رَبِّكَ عزَّ وجلَّ، فأصبَحَ رَبُّكَ يَطوفُ في الأرضِ، وخلَتْ عليه البِلادُ، فأرسَلَ رَبُّكَ عزَّ وجلَّ السَّماءَ تَهضِبُ مِن عِندِ العَرشِ، فلعَمْرُ إلهِكَ ما تَدَعُ على ظَهرِها مِن مَصرَعِ قَتيلٍ، ولا مَدفَنِ مَيِّتٍ، إلَّا شقَّتِ القَبرَ عنه، حتى تَجعَلَهُ مِن عِندِ رَأسِهِ، فيَستَويَ جالِسًا، فيَقولَ رَبُّكَ: مَهيَمْ، لمَا كان فيهِ، يَقولُ: يا رَبِّ، أمسِ، اليَومَ، ولَعَهْدُهُ بالحياةِ يَحسَبُهُ حَديثًا بأهلِهِ. فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، كيف يَجمَعُنا بَعدَما تُمَزِّقُنا الرِّياحُ والبِلى والسِّباعُ؟ قال: أُنبِئُكَ بمِثلِ ذلك في آلاءِ اللهِ، الأرضُ أشرَفتَ عليها وهي مَدَرةٌ باليةٌ، فقلتَ: لا تَحيا أبَدًا، ثم أرسَلَ رَبُّكَ عزَّ وجلَّ عليها السَّماءَ، فلم تَلبَثْ عليكَ إلَّا أيَّامًا حتى أشرَفتَ عليها وهي شَربةٌ واحِدةٌ، ولعَمْرُ إلهِكَ لهو أقدَرُ على أن يَجمَعَهم مِنَ الماءِ، على أنْ يَجمَعَ نَباتَ الأرضِ، فيَخرُجون مِنَ الأصواءِ، ومِن مَصارِعِهم، فتَنظُرون إليهِ، ويَنظُرُ إليكم. قال: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، كيف ونحن مِلءُ الأرضِ وهو شَخصٌ واحِدٌ، نَنظُرُ إليهِ ويَنظُرُ إلينا؟ قال: أُنبِئُكَ بمِثلِ ذلك في آلاءِ اللهِ عزَّ وجلَّ، الشَّمسُ والقَمرُ آيةٌ منهُ صَغيرةٌ تَرَوْنهما ويَرَيانِكم، ساعةً واحِدةً، لا تُضارُّون في رُؤيَتِهما، ولعَمْرُ إلهِكَ لهو أقدَرُ على أنْ يَراكم، وتَرَوْنهُ مِن أنْ تَرَوْنهما ويَرَيانِكم، لا تُضارُّونَ في رُؤيَتِهما. قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، فما يَفعَلُ بنا رَبُّنا عزَّ وجلَّ إذا لَقيناه؟ قال: تُعرَضون عليه باديةً له صَفَحاتُكم، لا يَخفى عليه منكم خافيةٌ، فيَأخُذُ رَبُّكَ عزَّ وجلَّ بِيَدِهِ غَرفةً مِنَ الماءِ، فيَنضَحُ قَبيلَكم بها، فلعَمْرُ إلهِكَ ما تُخطئُ وَجْهَ أحدِكم منها قَطرَةٌ، فأمَّا المُسلِمُ فتَدَعُ وَجهَهُ مِثلَ الرَّيطةِ البَيضاءِ، وأمَّا الكافِرُ فتَخطِمُهُ بمِثلِ الحَميمِ الأسوَدِ، ألَا ثم يَنصَرِفُ نَبيُّكم صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَفتَرِقُ على إثرِهِ الصَّالِحونَ، فيَسلُكون جِسْرًا مِنَ النَّارِ، فيَطَأُ أحدُكم الجَمرَ، فيَقولُ: حَسِّ؛ يَقولُ رَبُّكَ عزَّ وجلَّ: أوانُهُ. ألَا فتَطَّلِعون على حَوضِ الرَّسولِ على أظمَأِ، واللهِ، ناهِلةٍ عليها قَطُّ، ما رَأيتُها، فلعَمْرُ إلهِكَ ما يَبسُطُ واحِدٌ منكم يَدَهُ، إلَّا وقَعَ عليها قَدَحٌ يُطهِّرُهُ مِنَ الطَّوفِ، والبَولِ، والأذى، وتُحبَسُ الشَّمسُ والقَمرُ، ولا تَرَوْن منهما واحِدًا. قال: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، فبما نُبصِرُ؟ قال: بمِثلِ بَصَرِكَ ساعتَكَ هذه، وذلك قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ في يَومٍ أشرَقَتِ الأرضُ، وأجْهَتْ به الجبالَ. قال: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، فبما نُجزى مِن سَيِّئاتِنا وحَسَناتِنا؟ قال: الحَسَنةُ بعَشْرِ أمثالِها، والسَّيِّئةُ بمِثلِها، إلَّا أنْ يَعفُوَ. قال: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إمَّا الجنَّةُ، إمَّا النَّارُ؟ قال: لعَمْرُ إلهِكَ إنَّ للنَّارِ لسَبعةَ أبوابٍ، ما منهنَّ بابانِ إلَّا يَسيرُ الرَّاكِبُ بَينَهما سَبعين عامًا، وإنَّ لِلجنَّةِ لثَمانِيةَ أبوابٍ، ما منهما بابانِ إلَّا يَسيرُ الرَّاكِبُ بَينَهما سَبعين عامًا. قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، [فعَلامَ] نَطَّلِعُ مِنَ الجنَّةِ؟ قال: على أنهارٍ مِن عَسَلٍ مُصَفَّى، وأنهارٍ مِن كأسٍ ما بها مِن صُداعٍ، ولا نَدامةٍ، وأنهارٍ مِن لَبَنٍ لم يتغَيَّرْ طَعمُهُ، وماءٍ غَيرِ آسِنٍ، وبفاكِهةٍ لعَمْرُ إلهِكَ ما تَعلَمون، وخَيرٍ مِن مِثلِهِ معه، وأزواجٍ مُطَهَّرةٍ. قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، أوَلَنا فيها أزواجٌ؟ أوَمِنهُنَّ مُصلِحاتٌ؟ قال: الصَّالحاتُ للصَّالِحينَ، تَلَذُّونهُنَّ مِثلَ لَذَّاتِكم في الدُّنيا، ويَلذَذْنَ بكم، غَيرَ أنْ لا تَوالُدَ. قال لَقيطٌ: فقُلتُ: أقْصى ما نحن بالِغونَ، ومُنتَهون إليه؟ فلم يُجِبْهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، [فعَلامَ] أُبايِعُكَ؟ قال: فبسَطَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَهُ، وقال: على إقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وزيالِ المُشرِكِ، وألَّا تُشرِكَ باللهِ إلهًا غَيرَهُ. قُلتُ: وإنَّ لنا ما بَينَ المَشرِقِ، والمَغرِبِ؟ فقبَضَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَهُ، وظَنَّ أنِّي مُشتَرِطٌ شَيئًا لا يُعطينيهُ، قال: قُلتُ: نَحِلُّ منها حيث شِئنا، ولا يَجني امرُؤٌ إلَّا على نَفْسِهِ. فبسَطَ يَدَهُ، وقال: ذلك لكَ، تَحِلُّ حيث شِئتَ، ولا يَجني عليكَ إلَّا نَفْسُكَ. قال: فانصرَفْنا عنهُ، ثم قال: إنَّ هذيْنِ لعَمْرُ إلهِكَ مِن أتقى النَّاسِ في الأولى، والآخِرةِ. فقال له كَعبُ، ابنُ الخُداريَّةِ، أحدُ بَني بكرِ بنِ كِلابٍ: مَن هم يا رسولَ اللهِ؟ قال: بَنو المُنتَفِقِ، أهلُ ذلك. قال: فانصرَفْنا، وأقبَلتُ عليهُ، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، هل لِأحدٍ ممَّن مَضى مِن خَيرٍ في جاهِليَّتِهم؟ قال: قال رَجُلٌ مِن عُرضِ قُريشٍ: واللهِ إنَّ أباكَ المنُتَفِقَ لَفي النَّارِ. قال: فلكأنَّهُ وقَعَ حَرٌّ بَينَ جِلدي ووَجْهي ولَحْمي؛ ممَّا قال لِأبي على رُؤوسِ النَّاسِ، فهمَمتُ أنْ أقولَ: وأبوكَ يا رسولَ اللهِ؟ ثم إذا الأُخرى أجمَلُ، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، وأهلُكَ؟ قال: وأهلي لعَمْرُ اللهِ، ما أتَيتَ عليه مِن قَبرِ عامِريٍّ، أو قُرَشيٍّ مِن مُشرِكٍ، فقُلْ: أرسَلَني إليكَ محمدٌ، فأُبشِّرُكَ بما يَسوؤُكَ، تُجَرُّ على وَجْهِكَ، وبَطنِكَ في النَّارِ. قال: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما فعَلَ بهم ذلك وقد كانوا على عَمَلٍ لا يُحسِنون إلَّا إيَّاه؟ وكانوا يَحسَبون أنَّهم مُصلِحون؟ قال: ذلك لِأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ بعَثَ في آخِرِ كُلِّ سَبعِ أُمَمٍ -يَعني- نَبِيًّا، فمَن عَصى نَبيَّهُ؛ كان مِنَ الضَّالِّينَ، ومَن أطاعَ نَبيَّهُ؛ كان مِنَ المُهتَدينَ.
الراوي : أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 16206 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
التخريج : أخرجه أبو داود (3266) مختصراً، وعبدالله بن أحمد في ((زوائد المسند)) (16206) واللفظ له
13 - كنَّا جُلوسًا في المُصلَّى يومَ أضْحى، فأتانا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسَلَّمَ على النَّاسِ، ثُمَّ قال: إنَّ أوَّلَ نُسُكِ يومِكم هذا الصَّلاةُ، قال: فتَقدَّمَ، فصَلَّى ركعتَينِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ استَقبَلَ النَّاسَ بوَجهِه، وأُعطيَ قَوسًا، أو عَصًا، فاتَّكَأَ عليه، فحَمِدَ اللهَ، وأثْنى عليه، وأمَرَهم، ونَهاهم، وقال: مَن كان منكم عَجَّلَ ذَبحًا، فإنَّما هي جَزَرةٌ أطعَمَها أهلَه؛ إنَّما الذَّبحُ بعدَ الصَّلاةِ، فقام إليه خالي أبو بُردةَ بنُ نِيارٍ، فقال: أنا عَجَّلتُ ذَبحَ شاتي يا رسولَ اللهِ؛ ليُصنَعَ لنا طَعامٌ نَجتمِعُ عليه إذا رَجَعْنا، وعندي جَذَعةٌ مِن مَعْزَى، هي أَوفى مِن الذي ذَبَحتُ، أفَتَفي عنَّي يا رسولَ اللهِ؟ قال: نعمْ، ولنْ تَفيَ عن أحَدٍ بعدَك، قال: ثُمَّ قال: يا بِلالُ، قال: فمَشى، واتَّبَعَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتى أَتى النِّساءَ، فقال: يا مَعشرَ النِّسْوانِ، تَصدَّقنَ؛ الصَّدقةُ خيرٌ لكُنَّ، قال: فما رَأَيتُ يومًا قَطُّ أكثرَ خَدَمةً مَقطوعةً، وقِلادةً، وقُرطًا مِن ذلك اليَومِ.
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 18490 | خلاصة حكم المحدث : صحيح بطرقه وشواهده
14 - كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْعو في الصَّلاةِ، فذكَرَ مِثلَه [أي: حديثَ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يدعو في الصَّلاةِ: اللَّهُمَّ إني أعوذُ بك من عذابِ القبرِ، وأعوذُ بك من فتنةِ المَسيحِ الدَّجَّالِ، وأعوذُ بك من فتنةِ المحيا وفتنةِ المماتِ، اللهُمَّ إنِّي أعوذُ بك من المأثَمِ والمَغرَمِ. قالت: فقال له قائِلٌ: ما أكثَرَ ما تستعيذُ مِن المَغرَمِ يا رسولَ اللهِ! فقال: إنَّ الرَّجُلَ إذا غَرِمَ حَدَّث فكَذَب، ووعَدَ فأخلَفَ]
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 24579 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
15 - جاءتْ خَيلُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -أو قال: رُسُلُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، وأنا بعَقرَبٍ، فأخَذوا عَمَّتي وناسًا، قال: فلمَّا أتَوْا بهم رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: فصَفُّوا له، قالتْ: يا رسولَ اللهِ، نَأى الوافِدُ، وانقطَعَ الوَلدُ، وأنا عَجوزٌ كَبيرةٌ، ما بي مِن خِدْمةٍ، فمُنَّ علَيَّ، مَنَّ اللهُ عليك، قال: مَن وافدُكِ؟ قالتْ: عَديُّ بنُ حاتمٍ، قال: الذي فَرَّ مِن اللهِ ورسولِه؟ قالتْ: فمَنَّ علَيَّ، قالتْ: فلمَّا رَجَعَ ورَجُلٌ إلى جَنبِه نَرى أنَّه علِيٌّ، قال: سَليه حُملانًا، قال: فسَأَلَتْه، فأمَرَ لها، قالتْ: فأتاني، فقالتْ: لقد فَعَلتَ فَعلةً ما كان أبوكَ يَفعَلُها، قالتْ: ائْتِه راغبًا أو راهبًا؛ فقد أتاه فُلانٌ، فأصابَ منه، وأتاه فُلانٌ، فأصابَ منه، قال: فأتَيتُه، فإذا عندَه امرأةٌ وصِبْيانٌ -أو صَبيٌّ-، فذَكَرَ قُرْبَهم مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فعَرَفتُ أنَّه ليس مُلكُ كِسرى ولا قَيصرَ، فقال له: يا عَديُّ بنَ حاتمٍ، ما أفَرَّكَ أنْ يُقالَ: لا إلهَ إلَّا اللهُ؟ فهل مِن إلهٍ إلَّا اللهُ؟ ما أفَرَّكَ أنْ يُقالَ: اللهُ أكبرُ؟ فهل شيءٌ هو أكبرُ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ؟ قال: فأسلَمتُ، فرَأَيتُ وَجهَه استبشَرَ، وقال: إنَّ المَغضوبَ عليهم اليهودُ، وإنَّ الضَّالِّينَ النَّصارى، ثُمَّ سَأَلوه، فحَمِدَ اللهَ تَعالى، وأثْنى عليه، ثُمَّ قال: أمَّا بعدُ، فلكم أيُّها النَّاسُ أنْ تَرتضِخوا مِن الفَضلِ، ارتضَخَ امرُؤٌ بصاعٍ، ببعضِ صاعٍ، بقَبضةٍ، ببعضِ قَبضةٍ -قال شُعبةُ: وأكثرُ عِلمي أنَّه قال: بتَمرةٍ، بشِقِّ تَمرةٍ- وإنَّ أحَدَكم لاقي اللهِ عزَّ وجلَّ، فقائلٌ ما أقولُ: ألمْ أجعَلْكَ سَميعًا بَصيرًا؟ ألمْ أجعَلْ لك مالًا ووَلدًا؟ فماذا قَدَّمتَ؟ فيَنظُرُ مِن بيْنِ يدَيه، ومِن خَلْفِه، وعن يَمينِه، وعن شِمالِه، فلا يَجِدُ شيئًا، فما يَتَّقي النَّارَ إلَّا بوَجهِه، فاتَّقوا النَّارَ ولو بشِقِّ تَمرةٍ، فإنْ لم تَجِدوه فبكَلِمةٍ لَيِّنةٍ، إنِّي لا أخشى عليكم الفاقةَ، ليَنصُرَنَّكم اللهُ تَعالى، وليُعطيَنَّكم -أو ليَفتَحَنَّ لكم- حتى تَسيرَ الظَّعينةُ بيْنَ الحِيرةِ ويَثرِبَ، إنَّ أكثرَ ما تَخافُ السَّرَقَ على ظَعينتِها. قال محمَّدُ بنُ جَعفَرٍ: حَدَّثَناه شُعبةُ ما لا أُحصيه وقَرَأتُه عليه.
الراوي : عدي بن حاتم الطائي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 19381 | خلاصة حكم المحدث : بعضه صحيح
التخريج : أخرجه أحمد (19381) واللفظ له، وابن حبان (7206)، والطبراني (17/100) (237)