الموسوعة الحديثية

نتائج البحث
no-result لا توجد نتائج

1 - إذا كانَ يومُ القيامةِ ، جمعَ اللهُ الأولينَ والآخرينَ في صعيدٍ واحدٍ ، فنزلتِ الملائكةُ ، فصاروا صفوفًا ، فيقالُ : يا جبريلُ ائتنِي بجهنمَ : فيأتي بها جبريلُ ، تقادُ بسبعينَ ألفَ زمامٍ ، حتى إذا كانتْ مِنَ الخلائقِ على قدرِ مائةِ عامٍ ، زفرتْ طارتْ لها أفئدةُ الخلائقِ ، ثمَّ زفرتْ ثانيًا ، فلا يبقى ملكٌ مقربٌ ، ولا نبيٌّ مرسلٌ ، إلا جثَا على ركبتَيْه ، ثمَّ زفرتْ الثالثةَ ، فبلغتْ القلوبُ الحناجرَ ، وذهلتْ العقولُ ، فيفزعُ كلُّ امرئٍ إلى عملهِ، حتى إبراهيمُ الخليلُ ، يقول : بِخلتِي لا أسألكَ إلا نفسِي : وإنَّ عيسى ليقولُ : بما أكرمتنِي لا أسألُكَ إلا نفسِي : لا أسألُك لمريمَ التي ولدتْنِي : أمَّا محمدٌ صلى اللهُ عليهِ وسلَمَ فيقولُ : لا أسألكَ اليومَ نفسِي : إنَّما أسألُك أمتِي : قالَ : فيجيبُه الجليلُ : أوليائِي منْ أمتكَ لا خوفٌ عليهمْ ولا همْ يحزنونَ ، فوعزتِّي وجلالٍي لأُقِرَنَّ عينَك في أمتِك : قال : ثمَّ تقفُ الملائكةُ بينَ يدي اللهِ عزَّ وجلَّ ، ينظرونَ ما يؤمرونَ بهِ ، فيقولُ لهمْ الربُّ : تعالى وتقدسَ : معاشرَ الزبانيةِ : انطلقوا بالمُصرِّين منْ أهلِ الكبائرِ منْ أمةِ محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ إلى النارِ ، فقدِ اشتدَّ غضبي بتهاونِهم بأمرِي في دارِ الدنيا ، واستخفافِهم بحقِّي ، وانتهاكِهم حرمتِي ، يستخفونَ منَ الناسِ ، ويبارزونِي ، مع َكرامتِي لهمْ ، وتفضيلِي إياهمْ على الأممِ ، لمْ يعرفُوا فضلِي ، وعظمَ نعمتِي : فعندَها تأخذُ الزبانيةُ بلحى الرجالِ ، وذوائبِ النساءِ ، فينطلقُ بهمْ إلى النارِ ، ومَا منْ عبدٍ يساقُ إلى النارِ من غيرِ هذهِ الأمةِ إلا مسودًّا وجههُ ، وقد وضعتِ الأنكالُ في قدمِهِ ، والأغلالُ في عنقِهِ ، إلا ما كانَ منْ هذه الأمةِ ، فإنهم يساقونَ بألوانِهم ، فإذا وردوا على مالكِ قالَ لهمْ : معاشرَ الأشقياءِ : أيُّ أمَّة أنتمْ ؟ فما وردَ عليَّ أحسنَ وجوهًا منكمْ : فيقولونَ : يا مالكُ : نحن أمة القرآنِ : فيقول لهم : معاشرَ الأشقياءِ : أو ليسَ القرآنُ أنزلَ على محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ؟ قال : فيرفعونَ أصواتَهم بالنحيبِ والبكاءِ : وامحمداه ؟ يا محمدُ اشفعَ لمنْ أُمرَ به إلى النارِ من أمتكِ : قال : فيُنادي مالكُ : يا مالكُ ؟ منْ أمركَ بمعاتبةِ الأشقياءِ ومحاكمتِهم والتوقفِ عنْ إدخالِهم العذابَ ؟ يا مالكُ : لا تسودْ وجوهَهم ، فقدْ كانُوا يسجدونَ للهِ ربِّ العالمينَ في دارِ الدنيا ، يا مالكُ : لا تثقلْهم بالأغلالِ ، فقد كانوا يغتسلونَ منَ الجنابةِ ، يا مالكُ : لا تقيدْهم بالأنكالِ ، فقدْ طافوا حولَ بيتي الحرامِ ، يا مالكُ : لا تلبسْهم القطرانَ ، فقدْ خلعوا ثيابَهم للإحرامِ ، يا مالكُ : قلْ للنارَ تأخذهم على قدرِ أعمالِهم ، فالنارُ أعرفُ بهمْ ، وبمقاديرِ استحقاقِهم ، من الوالدةِ بولدِها : فمنهمْ منْ تأخذُه النارُ إلى كعبيهِ ، ومنهمْ منْ تأخذُهُ النارُ إلى ركبتيهِ ، ومنهمْ منْ تأخذُهُ النارُ إلى سرَّتِهِ ، ومنهمْ منْ تأخذُه النارُ إلى صدرهِ ، قال : فإذا انتقمَ اللهُ منهمْ على قدْرِ كبائرِهم وعتوِّهم وإصرارِهم ، فتحَ بينهمْ وبينَ المشركينَ بابًا ، وهمْ في الدركِ الأعلى من الناِر ، لا يذوقون فيها بردًا ولا شرابًا ، يبكونَ ، ويقولونَ : يا محمداه : ارحمْ منْ أمتكَ الأشقياءَ ، واشفعْ لهمْ ، فقدْ أكلتِ النارُ لحومَهم ، وعظامَهم ، ودماءَهمْ ، ثمَّ ينادونَ : يا رباهُ : يا سيداهُ : ارحمْ منْ لمْ يشركْ بكَ في دارِ الدنيا ، وإنْ كانَ قدْ أساءَ ، وأخطأَ ، وتعدى : فعندها يقولُ المشركونَ : ما أغنى عنكمْ إيمانُكم باللهِ وبمحمدٍ ؟ فيغضبُ اللهُ لذلكَ ، فيقول : يا جبريلُ : انطلقْ : فأخرِجْ منْ في النارِ منْ أمةِ محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ فيخرجُهم ضبائرَ قد امتحشُوا ، فيلقيهمْ على نهرٍ على بابِ الجنةِ ، يقالُ له نهرُ الحياةُ ، فيمكثونَ حتى يعودوا أنضرَ ما كانوا ، ثمَّ يأمرُ الملائكةُ بإدخالِهمْ عتقاءِ الرحمنِ منْ أمةِ محمدِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، فيُعرَفونَ منْ بينِ أهلِ الجنةِ بذلكَ ، فيتضرعونَ إلى اللهِ أن يمحوَ عنهم تلكَ السمةَ ، فيمحوها اللهُ عنهمْ ، فلا يعرفونَ بها بعد ذلك من بين أهلِ الجنةِ
الراوي : كعب الأحبار | المحدث : ابن كثير | المصدر : نهاية البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 2/167 | خلاصة حكم المحدث : لبعضه شواهد
التخريج : لم نقف عليه مسنداً.