الموسوعة الفقهية

المبحثُ الثاني: المكافأةُ على الهِبةِ


تُشرَعُ المُكافأةُ على الهِبةِ.
الأدلَّةُ مِن السُّنةِ:
1- عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها، قالت: ((كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقبَلُ الهَديَّةَ، ويُثيبُ عليها )) [17] أخرجه البخاري (2585).
وَجْهُ الدَّلالةِ:
نصَّ الحديثُ على أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُكافِئُ على الهَديَّةِ [18] ((فتح الباري)) لابن حجر (5/210)، ((سبل السلام)) للصنعاني (2/132).
2- عنِ ابنِ عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((مَنِ استَعاذَكُم باللهِ فأَعيذوهُ، ومَن سألَكم باللهِ فأَعْطُوهُ، ومَن دَعاكُم فأَجيبوهُ، ومَن آتَى إليكم مَعروفًا فكافِئوهُ )) [19] أخرجه أبو داود (5109) واللفظُ له، والنسائي (2567)، وأحمد (6106) صحَّحه النوويُّ في ((المجموع)) (6/245)، وابنُ حجَرٍ كما في ((الفتوحات الربانية)) لابن علان (5/250)، والألبانيُّ في ((صحيح سنن أبي داود)) (5109)، والوادعيُّ في ((الصحيح المسند)) (744)، وقال: (على شرط الشيخين). وصحَّح إسنادَه الحاكم في ((المستدرك)) (2/73) وقال: (على شرط الشيخين). والعراقيُّ في ((تخريج الإحياء)) (1/300)، وأحمد شاكر في تخريج ((مسند أحمد)) (8/233)، وشعيبٌ الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (6106)، وقال: (على شرط الشيخين).
وَجْهُ الدَّلالةِ:
في قولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((فكافِئوهُ)) مَشروعيَّةُ مُكافأةِ المُهدِي والواهِبِ [20] ((فيض القدير)) للمُناوي (6/24)، ((فتح ذي الجلال والإكرام)) لابن عثيمين (2/223).
3- عَن أنسٍ رضِيَ اللهُ عنه، قال: ((لمَّا قَدِمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدينةَ أتاه المُهاجِرون، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، ما رَأَيْنا قَومًا أبذَلَ مِن كثيرٍ ولا أحسَنَ مُواساةً مِن قليلٍ مِن قَومٍ نَزلْنا بيْنَ أظهُرِهم! لقد كَفَونا المُؤنةَ، وأشرَكونا في المَهنأِ [21] وأشرَكُونا في المَهْنأ -بفتح الميم-: ما يقومُ بالكِفايةِ، وإصلاحِ المعيشةِ. وقيل: ما يأتيك بلا تعَبٍ؛ يعني: شَرَكُونا في ثِمارِ نخيلِهم، وكَفَوْنا مؤنةَ سَقيِها وإصلاحِها، وأعطَوْنا نِصفَ ثمَرِهم. يُنظر: ((شرح المصابيح)) لابن الملَك (3/508). ، حتَّى خِفْنا أن يَذهَبوا بالأجرِ كُلِّه، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا؛ ما دَعَوتُمُ اللهَ لهم، وأثنَيتُم بالأجرِ عليهِم )) [22] أخرجه مِن طُرقٍ أبو داودَ (4812)، والترمذيُّ (2487) واللفظُ له، والنسائيُّ في ((السنن الكبرى)) (10009)، وأحمد (13075). قال الترمذي: (صحيحٌ حسَنٌ غريبٌ مِن هذا الوجهِ). وصحَّحه ابنُ دقيقِ العيدِ في ((الاقتراح)) (117)، وابنُ حجر كما في ((الفتوحات الربانية)) لابن علان (5/249)، والألبانيُّ في ((صحيح سنن الترمذي)) (2487)، والوادعي في ((الصحيح المسند)) (119) وقال: (على شرط مسلم). وقال ابنُ كثير في ((البداية والنهاية)) (3/227): (على شرط الصحيحينِ).

انظر أيضا: