الموسوعة الفقهية

المَبحَثُ الثالثُ: الوقْفُ بالكتابةِ على العَينِ [86] كأنْ يجِدَ مكتوبًا على دابَّةٍ: حبيسٌ في سبيلِ الله، أو يجِدَ مكتوبًا على حائطٍ، أو بابِ دارٍ أو مسجدٍ: وقْفٌ، أو ما يُفيدُ معنَى وقْفِها


يَثبُتُ الوقْفُ بالكتابةِ على العَينِ، وهذا مَذهبُ المالكيَّةِ [87]((الشرح الكبير للدَّرْدِير وحاشية الدسوقي)) (4/85). ويُنظر: ((شرح مختصر خليل)) للخرشي (7/88). ، والحنابلةِ [88] ((شرح منتهى الإرادات)) للبُهُوتي (3/603)، ((كشاف القِناع)) للبُهُوتي (6/437). ،وهو اختيارُ ابنِ القيِّمِ [89] قال ابنُ القيِّمِ: (فإنْ قيل: فما تقولون في الدَّابَّةِ يُوجَدُ على فَخِذِها «صدقة»، أو «وقْف»، أو «حبْس»؛ هل للحاكمِ أن يَحكُمَ بذلك؟ قيل: نعمْ، له أن يَحكُمَ به، وصرَّح به أصحابُ مالكٍ؛فإنَّ هذه أَمارةٌ ظاهرةٌ، ولعلَّها أقوى مِن شَهادةِ الشَّاهِدِ). ((الطرق الحكمية)) (ص: 177). ، وابنِ بازٍ [90] قال ابنُ بازٍ في حُكمِ إهداءِ مصحَفٍ مَكتوبٍ عليه «وقْفٌ لله»: (ليس فيه شَيءٌ؛ توزيعُه للقراءةِ، لكن لا يُباعُ، ما دام كُتِب عليه «وقْفٌ» لا يُباعُ). ((فتاوى نور على الدرب)) (19/377). ، وبه أفتَتِ اللَّجنةُ الدَّائمةُ [91] جاء في فتوى اللجنة الدائمة: (يجوزُ أن تُكتَبَ على المصاحِفِ كلمةُ «وقْفٌ لله»؛ لأجْلِ إشعارِ النَّاسِ بوَقفيَّتِها؛ حتَّى لا يَتصرَّفوا فيها بما يَتنافى مع الوقفِ). ((فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى)) (16/18).
الأدِلَّةُ:
أولًا: مِن السُّنةِ
عن أنسِ بنِ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه، قال: ((غدَوتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعبدِ اللهِ بنِ أبي طَلحةَ لِيُحَنِّكَه، فوافَيْتُه في يَدِه المِيسَمُ يَسِمُ إبِلَ الصَّدقةِ )) [92] أخرجه البخاري (1502) واللفظُ له، ومسلم (2119).
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّما وَسَمَ الإبلَ؛ ليُميِّزَ به الصَّدقةَ عن غَيرِها؛ فالعلَامةُ والكتابةُ على العَينِ أمارةٌ ظاهرةٌ يَثبُتُ بها الوقْفُ ونحوُه [93] ((الطرق الحكمية)) لابن القيِّم (ص: 177).
ثانيًا: لأنَّ هذه أمارةٌ ظاهرةٌ، ولعلَّها أقْوى مِن شَهادةِ الشاهِدِ [94]((الطرق الحكمية)) لابن القيِّم (ص: 177).

انظر أيضا: