الموسوعة الفقهية

الفرعُ الثَّاني: إذا كان المَحلوفُ عليه مُستَقبَلًا وكانت اليَمينُ مُطْلَقةً


إذا حَلَفَ لَيَفعلَنَّ كذا، وكانت اليَمينُ مُطْلَقةً؛ فهو على يَمينِه، فإذا هَلَك الشَّيءُ الذي حَلَف عليه قبلَ أن يَفعَلَ، حَنِثَ [558] كأنْ يَحلِفَ بالإثباتِ لَيَضرِبَنَّ زَيدًا، فمات زيدٌ قبل أن يَضرِبَه، يَحنَثُ، أو أن يَحلِفَ بالنَّفيِ لا يَفعَلُ كذا، فإذا فَعَلَه في أيِّ وَقتٍ مِن الأوقاتِ حَنِثَ. ، وذلك باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنفيَّةِ [559] ((المبسوط)) للسَّرَخْسي (8/232)، ((البناية شرح الهداية)) للعَيْني (6/252). ، والمالِكيَّةِ [560] ((التاج والإكليل)) للمواق (3/310)، ((الشرح الكبير)) للدردير (2/155). ، والشَّافِعيَّةِ [561] ((منهاج الطالبين)) للنووي (ص: 331)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (4/350). ، والحَنابِلةِ [562] ((شرح منتهى الإرادات)) للبُهُوتي (3/469)، ((مطالب أولي النهى)) للرُّحَيْباني (6/370).
الأدِلَّةُ:
أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ
قَولُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أوَلَيس كُنتَ تُحَدِّثُنا أنَّا سَنأتي البَيتَ فنَطُوفُ به؟ قال: بَلى، فأخبَرْتُك أنَّا نأتيه العامَ؟ قال: قُلتُ: لا. قال: فإنَّك آتيه ومُطَّوِّفٌ به )) [563] أخرجه البخاري (2731، 2732) مُطوَّلًا من حديث المِسْوَرِ بنِ مَخْرَمةَ، ومَروانَ بنِ الحَكَمِ رَضِيَ اللهُ عنهما.
وَجهُ الدَّلالةِ:
قولُه: ((بلى، فأخبَرْتُك أنَّا نأتيه العامَ؟)) وجوابُه: ((فإنَّك آتيِه ومُطَّوِّفٌ به)) أنَّ الحَلِفَ على المُستَقبَلِ بلا تحديدٍ لِوَقتٍ لا يَحنَثُ فيه الحالِفُ مَدى عُمُرِه [564] ((معالم السنن)) للخَطَّابي (2/332).
ثانيًا: لأنَّ قَولَه: لا يَفعَلُ كذا، تَعُمُّ فِعلَه مُطلَقًا في أيِّ وَقتٍ، فتعَلَّقَ الحِنْثُ بفِعلِه وإنْ طال الزَّمانُ [565] ((البناية شرح الهداية)) للعَيْني (6/252).
ثالثًا: لفِعلِه ما حَلَف على نَفيِه مُستَقبلًا؛ فيُسَمَّى حِينهَا فاعِلًا ما حَلَف على تَركِه [566] ((شرح منتهى الإرادات)) للبُهُوتي (3/457).

انظر أيضا: