الموسوعة الفقهية

المَسألةُ الثَّانيةُ: الصِّفاتُ الفِعليَّةُ


تَنعقِدُ اليَمينُ بالصِّفاتِ الفِعليَّةِ، وهو مَذهَبُ الحَنفيَّةِ [168] وشَرطُهم في الحَلِفِ بالصِّفاتِ دونَ الأسماءِ: أن تكونَ الصِّفةُ مِمَّا تُعورِفَ على الحَلِفِ بها. ((البحر الرائق)) لابن نُجَيْم (4/306)، ((حاشية ابن عابدين)) (3/711، 712). ، والحَنابِلةِ [169] ((الإقناع)) للحَجَّاوي (4/331)، ((كشاف القناع)) للبُهُوتي (6/231). ، واختيارُ ابنِ تيميَّةَ [170] قال ابنُ تيميَّةَ: (الحَلِفُ بصِفاتِه كالحَلِفِ به، كما لو قال: وعِزَّةِ اللهِ تعالى، أو لَعَمْرُ اللهِ، أو: والقُرآنِ العَظيمِ؛ فإنَّه قد ثبت جوازُ الحَلِفِ بهذه الصِّفاتِ ونَحوِها عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والصَّحابةِ، ولأنَّ الحَلِفَ بصِفاتِه كالاستِعاذةِ بها، وإن كانت الاستِعاذةُ لا تكونُ إلَّا باللهِ). ((مجموع الفتاوى)) (35/273). ، والشَّوْكانيِّ [171] قال الشَّوْكاني: (الحاصِلُ أنَّ ما ورد في الإذنِ بالإقسامِ به في الكِتابِ والسُّنَّةِ، فهو القَسَمُ الذي تَلزَمُ فيه الكَفَّارةُ، وتَثبُتُ له أحكامُ اليَمينِ، وقد ألحقوا بذلك سائِرَ صِفاتِ الذَّاتِ والفِعلِ التي لا يكونُ اللهُ سُبحانَه على ضِدِّها). ((السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار)) (ص: 684). ، والصَّنْعانيِّ [172] قال الصَّنْعاني: (الحديثُ دليلٌ على جوازِ الإقسامِ بصِفةٍ مِن صِفاتِ اللهِ، وإن لم تكُنْ مِن صِفاتِ الذَّاتِ). ((سُبُل السلام)) (2/550). ، وابنِ باز [173] قال ابنُ باز: (الحَلِفُ باللهِ وبصِفاتِه وبأسمائِه: كُلُّه حَقٌّ، كلُّه جائزٌ، مِثلُ ما جاء في الحديثِ: «أعوذُ بعِزَّةِ اللهِ وقُدرتِه مِن شَرِّ ما أجِدُ وأحاذِرُ»). ((فتاوى نور على الدرب)) (4/66). وقال: (لا بأسَ أن يحلِفَ بصِفةٍ مِن صفاتِ اللهِ سُبحانه، كما لو قال: والرَّحمنِ، والرَّحيمِ، والعليمِ، والعزيزِ، والحكيمِ، وهكذا لو قال: وعِزَّةِ اللهِ، ورَحمةِ اللهِ، وعِلمِ اللهِ، وكلامِ اللهِ؛ فلا بأسَ). ((فتاوى نور على الدرب)) (4/65). ، وابنِ عُثَيمين [174] قال ابنُ عُثَيمين: (قوله: «أو صِفة مِن صِفاتِه» سواءٌ أكانت هذه الصِّفةُ خَبريَّةً، أم ذاتيَّةً مَعنويَّةً، أم فِعليَّةً). ((الشرح الممتع على زاد المستقنع)) (15/119).
الأدِلَّةُ:
أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ
عن سالمٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((كثيرًا ممَّا كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَحلِفُ: لا ومُقَلِّبِ القُلوبِ )) [175] أخرجه البخاري (6617).
وَجهُ الدَّلالةِ:
قَوُله: ((ومُقَلِّبِ القُلوبِ)) دَليلٌ على جوازِ القَسَمِ بالصِّفةِ الفِعليَّةِ، ولا يُشتَرَطُ أن تكونَ ذاتيَّةً [176] ((سبل السلام)) للصنعاني (2/550).
ثانيًا: لأنَّ معنى اليَمينِ حاصِلٌ بالحَلِفِ بالصِّفاتِ الفِعليَّةِ؛ وذلك لأنَّه يَعتقِدُ تَعظيمَ اللهِ تعالى وصِفاتِه؛ فانعقَدَ اليَمينُ بها [177] ((البحر الرائق)) لابن نُجَيْم (4/306).

انظر أيضا: