الموسوعة الفقهية

المبحَثُ السَّابِعُ: اشتراطُ أَمْنِ الطَّريقِ لتحقيقِ الاستطاعَةِ


المَطْلَبُ الأوَّلُ: المرادُ بأَمْنِ الطَّريقِ
المقصودُ بأمْنِ الطَّريقِ أن يكون الغالِبُ في طريقِه السَّلامَةَ؛ آمنًا على نفسِه ومالِه، من وَقْتِ خروجِ النَّاسِ للحَجِّ، إلى رُجوعِه إلى بَلَدِه؛ لأنَّ الاستطاعَةَ لا تَثْبُت دونَه ((فتح القدير)) للكمال ابن الهمام (2/418)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (1/465)، ((الموسوعة الفقهية الكويتية)) (17/34).
المَطْلَب الثَّاني: هل يُشتَرَطُ أمْنُ الطريقِ لوُجوبِ الحَجِّ
مَنِ استوفى شروطَ الحَجِّ ولم يأمَنِ الطَّريقَ؛ فإنَّه لا يجب عليه الحَجُّ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقْهِيَّةِ الأربَعَةِ: الحَنَفِيَّة ((تبيين الحقائق)) للزيلعي, و((حاشية الشلبي)) (2/4)، ((حاشية ابن عابدين)) (2/463). ، والمالِكِيَّة ((التاج والإكليل)) للعبدري (2/491)، ((مواهب الجليل)) للحطاب (3/450). ، والشَّافِعِيَّة ((مغني المحتاج)) للشربيني (1/465، 466)، ((المجموع)) للنووي (7/82). ، والحَنابِلَة ((الفروع)) لابن مفلح (5/240)، ((الإنصاف)) للمرداوي (3/292)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/392).
الأدلَّة مِنَ الكِتابِ:
قال اللهُ تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا [آل عمران: 97]
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّ الوصولَ إلى البيتِ بدونِه لا يُتَصَوَّر إلَّا بمشَقَّةٍ عظيمةٍ، فصار من جملةِ الاستطاعَةِ ((تبيين الحقائق)) للزيلعي، و((حاشية الشلبي)) (2/4).
لقَوْلِه تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا

انظر أيضا: