الموسوعة الفقهية

المبحث الأول: تعريف الفِطرة لُغةً واصطلاحًا


الفِطرة لغةً: الخِلْقةُ [1295] انظر: لسان العرب (5/ 56)، ومختار الصحاح (ص: 241).
الفِطرةُ اصطلاحًا: هي الطَّبع السَّويُّ، والجِبلَّة المُستقيمةُ التي خُلِقَ النَّاسُ عليها قال ابن حجر: (قال أبو شامة: أصلُ الفِطرةِ الخِلقةُ المبتدَأة، ومنه: فاطِرُ السَّمواتِ والأرض؛ أي: المُبتدِئ خلقَهنَّ، وقوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفِطرَةِ))؛ أي: على ما ابتدَأَ اللهُ خَلْقَه عليه، وفيه إشارةٌ إلى قوله تعالى: فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا، والمعنى: أنَّ كلَّ أحدٍ لو تُرك مِن وَقتِ ولادَتِه وما يؤدِّيه إليه نَظَرُه، لأدَّاه إلى الدِّينِ الحقِّ، وهو التَّوحيدُ، ويؤيِّده قوله تعالى قبلها: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ، وإليه يُشيرُ في بقية الحديثِ؛ حيث عقَّبه بقوله: ((فأبواه يُهوِّدانِه ويُنصِّرانِه))، والمرادُ بالفِطرةِ في حديث الباب: أنَّ هذه الأشياءَ إذا فُعِلَت اتَّصَفَ فاعِلُها بالفِطرةِ التي فطَر اللهُ العباد عليها، وحثَّهم عليها، واستحبَّها لهم؛ ليكونوا على أكمَلِ الصِّفاتِ وأشرَفِها صورةً. اهـ) ((فتح الباري)) (10/339). وينظر: ((فتاوى اللَّجنة الدَّائمة- المجموعة الأولى)) (5/143)، ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (11/130-131).
وقيل: هي سُنَنُ الأنبياءِ قال الخطَّابي: (قوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((عَشْرٌ مِن الفِطرة)) فسَّر أكثَرُ العُلَماءِ الفِطرةَ في هذا الحديثِ بالسُّنة، وتأويله: أنَّ هذه الخِصالَ مِن سُنَن الأنبياءِ الذين أُمِرنا أن نقتديَ بهم). ((معالم السنن)) (1/31) وينظر: ((فتح الباري)) (10/339)، ((النهاية)) لابن الأثير (3/458)، ((البناية شرح الهداية)) للعيني (1/313). وقال ابن حجر: (وقد ردَّ القاضي البيضاويُّ الفطرةَ في حديثِ البابِ إلى مجموعِ ما ورَد في معناها، وهو الاختراعُ، والجِبلَّة، والدِّين، والسُّنة، فقال: هي السُّنةُ القَديمةُ التي اختارها الأنبياءُ، واتَّفَقَت عليها الشَّرائِعُ، وكأنَّها أمرٌ جِبليٌّ فُطروا عليها) ((فتح الباري)) (10/339).

انظر أيضا: