الموسوعة الفقهية

المطلب الأَوَّلُ: الإكثارُ مِن ذِكْرِ المَوْتِ، والاستعدادُ له


الفرع الأوَّلُ: الإكثارُ مِن ذِكْرِ المَوتِ
 يُستحَبُّ الإكثارُ مِن ذِكْر الموتِ؛ باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة: الحَنفيَّة [7272] ((حاشية الطحطاوي)) (ص: 365) ، والمالِكيَّة [7273] ((حاشية العدوي)) (8/64). ويُنظر: ((الثمر الداني)) للآبي الأزهري (1/680). والشَّافعيَّة [7274] ((المجموع)) للنووي (5/105)، ((مغني المحتاج)) للخطيب الشربيني (2/3). ، والحَنابِلَة [7275] ((الفروع)) لابن مفلح (3/251)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/77).
الأدلَّة:
أولًا: من السُّنَّة
عن أبي هريرةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: ((كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يُكثِرُ أن يقولَ: أكثِروا مِن ذِكْرِ هاذِمِ اللَّذَّاتِ [7276] هاذم اللذات: ضُبِطَ بالذال المعجمة من الهَذْم: القَطْع، أي قاطِعُ اللَّذَّات، وضُبِطَ بالمهملَةِ مِنْ هَدَمَ البناءَ: إذا نقضه، وهما صحيحانِ في حَقِّ الموت. يُنظر: ((التنوير شرح الجامع الصغير)) للصنعاني (3/53). ) [7277] أخرجه الترمذي (2307)، والنسائي (1824)، وابن ماجه (4258)، وأحمد (7912). قال الترمذي: حسن غريب، وحسَّن إسنادَه المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (4/195)، وصحَّح إسنادَه على شرط البخاري ومسلم النوويُّ في ((المجموع)) (5/105)، وصحَّحه ابن الملقن في ((البدر المنير)) (5/181)، وحسَّنه ابنُ حجرٍ كما في ((الفتوحات الربانية)) لابن علان (4/52)، وصحَّح إسنادَه أحمد شاكر في تحقيق ((مسند أحمد)) (15/49)، وقال الألبانيُّ في ((صحيح سنن الترمذي)) (2307): حسن صحيح.
ثانيًا: لأنَّ ذلك أزجَرُ عن المعصيَةِ، وأدعَى إلى الطَّاعةِ [7278] ((مغني المحتاج)) للخطيب الشربيني (2/3). ؛ فالإنسانُ إذا تفَكَّرَ في الموت قَصُر أملُه، وكَثُرَ عَمَلُه [7279] ((الثمر الداني)) للآبي الأزهري (1/680).
الفرع الثاني: الاستعدادُ للموتِ
يُستحَبُّ الاستعدادُ للمَوتِ؛ بأن يبادِرَ بالتَّوبةِ ورَدِّ المَظالِم إلى أهلِها، والإقبالِ على الطَّاعاتِ.
الأدلَّة:
أوَّلًا: مِنَ الكتاب
1- قولُ الله تعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا [الكهف: 110]
2- قول اللهِ تعالى: وَتُوبُوا إلى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور: 31]
ثانيًا: من السُّنَّة
عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قال: ((أخَذَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بمَنْكِبِي، فقال: كنْ في الدُّنْيا كأنَّكَ غَريبٌ أو عابِرُ سبيلٍ. وكان ابنُ عمَرَ يقولُ: إذا أمسيْتَ فَلا تنتظِرِ الصَّباحَ، وإذا أصبحْتَ فلا تنتظِرِ المَساءَ، وخُذْ مِن صِحَّتِك لِمَرَضِك، ومن حياتِك لِمَوْتِك )) [7280] أخرجه البخاري (6416).
ثالثًا: لِئَلَّا يَفْجَأَه الموتُ الْمُفَوِّتُ للتَّوبة، ورَدِّ المظالِمِ، وعَمَلِ الصَّالحاتِ [7281] ((مغني المحتاج)) للخطيب الشربيني (1/329).

انظر أيضا: