الموسوعة الفقهية

المَبحَثُ الرَّابِعُ: السَّلامُ بَعدَ سجودِ السهوِ


يُشرَعُ السَّلامُ من سَجدتَيِ السَّهوِ، وذلك باتِّفاق المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة: الحنفيَّة [2950] ((الهداية)) للمرغيناني (1/74)، وينظر: ((بدائع الصنائع)) للكاساني (1/250). ، والمالكيَّة [2951] ((التاج والإكليل)) للمواق (2/21)، ((مواهب الجليل)) للحطاب (2/296). ، والشافعيَّة [2952] ((المجموع)) للنووي (4/157)، ((روضة الطالبين)) للنووي (1/316). ، والحنابلة [2953] ((الإنصاف)) للمرداوي (2/114) ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/395).
الأدلَّة مِن السُّنَّة:
1- عن عِمرانَ بنِ حُصَينٍ، ((أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلَّى العصرَ، فسلَّمَ في ثلاثِ رَكَعاتٍ، ثمَّ دخل مَنزِلَه، فقام إليه رَجُلٌ يُقالُ له الخِرباقُ، وكان في يَدَيه طُولٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، فذكَرَ له صنيعَه، وخرَجَ غَضبانَ يجُرُّ رِداءَه، حتى انتهى إلى النَّاسِ، فقال: أصَدَقَ هذا؟ قالوا: نعم، فصلَّى ركعةً، ثمَّ سلَّمَ، ثمَّ سجَدَ سَجدَتينِ، ثمَّ سلَّم )) [2954] رواه مسلم (574).
2- عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: ((صلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إحْدَى صلاتَيِ العشيِّ - قال ابن سِيرين: سمَّاها أبو هريرة، ولكن نسيتُ أنا- قال: فصلَّى بنا ركعتينِ، ثم سلَّمَ، فقام إلى خشبةٍ معروضةٍ في المسجِدِ، فاتَّكأَ عليها كأنَّه غَضبانُ، ووضَعَ يَدَه اليُمنى على اليُسرى، وشبَّكَ بين أصابعِه، ووَضَع خَدَّه الأيمنَ على ظَهرِ كفِّه اليُسرى، وخرَجتِ السَّرَعانُ من أبوابِ المسجدِ، فقالوا: قَصُرتِ الصَّلاةُ؟ وفي القومِ أبو بكرٍ وعُمرُ، فهابَا أن يُكلِّماه، وفي القومِ رجلٌ في يديه طولٌ، يُقال له: ذو اليَدينِ، قال: يا رسولَ الله، أَنسيتَ أمْ قَصُرَتِ الصَّلاةُ؟ قال: لم أَنسَ ولم تَقصُر! فقال: أكَمَا يقولُ ذو اليدين؟ فقالوا: نعَمْ، فتقدَّم فصلَّى ما تَرَك، ثم سَلَّم، ثم كَبَّر وسجَدَ مِثلَ سُجودِه أو أطولَ، ثم رفَعَ رأسَه وكبَّر، ثم كبَّر وسَجَد مِثلَ سجودِه أو أطولَ، ثم رفَع رأسَه وكبَّر. فربَّما سألوه (أي: سألوا ابنَ سيرين): ثم سلَّم؟ فيقول: نُبِّئتُ أنَّ عِمران بن حُصَينٍ، قال: ثم سَلَّمَ )) [2955] أخرجه البخاري (482) واللفظ له، ومسلم (573).

انظر أيضا: