الموسوعة الفقهية

المَبحَثُ الثَّاني: كيفيَّةُ سُجودِ السَّهوِ


سُجودُ السَّهوِ كسجودِ الصَّلاةِ في الهيئةِ والذِّكرِ؛ نصَّ عليه الشافعيَّة [2937] - ((المجموع)) للنووي (4/161)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (1/212). ، والحنابلة [2938] - ((الإنصاف)) للمرداوي (2/114) ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/410). ، وهو قولُ ابنِ باز [2939] - قال ابنُ باز: (أمَّا سجودُ السهو فيُشرع فيه ما يُشرع في سجودِ الصلاةِ، من الدعاء، وقول: سبحان ربي الأعلى، وغير ذلك) ((مجموع فتاوى ابن باز)) (11/254). , وابنِ عثيمين قال ابن عثيمين: (يقول في سجود السهو كما يقولُ في سجود الصَّلاة؛ لعموم قولِ الرسول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في قوله تعالى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى **الأعلى: 1**، قال: ((اجعلوها في سُجودِكم)) فهو يقول كما يقولُ في سجود الصلاة، وكذلك في الجِلسة بين السَّجدتين يقول فيها كما يقولُ في الجلسة بين السجدتين في صُلب الصلاة، ولا ينبغي أن يقول: سبحان مَن لا ينسى، سبحان مَن لا يسهو، أو ربَّنا لا تُؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا؛ لأنَّ هذا لم يرِدْ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) ((الموقع الرسمي للشيخ محمد بن صالح العثيمين)).
الدليل من السُّنَّة:
عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: ((صلَّى بنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الظُّهرَ رَكعتينِ، ثمَّ سَلَّمَ، ثم قام إلى خَشبةٍ في مُقدَّمِ المسجدِ، ووضَع يدَه عليها، وفي القومِ يومئذٍ أبو بكرٍ وعُمرُ، فهابَا أن يُكلِّماه، وخرَج سَرَعَانُ [2941] سَرَعَان - بفتح السِّين وفتْح الراء ويجوز سكونها أيضًا، ويُروَى (سُرْعَان) بضمِّ السِّين وسكون الرَّاء -: وهم أوائلُ النَّاس والأخفَّاءُ المسارِعون إلى الخروجِ منهم. ينظر: ((إكمال المعلم)) للقاضي عياض (2/519)، ((التوضيح لشرح الجامع الصحيح)) لابن مالك (9/364) و(17/561). النَّاسِ، فقالوا: قَصُرتِ الصَّلاةُ، وفي القومِ رجلٌ كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَدْعُوه ذا اليَدينِ، فقال: يا نبيَّ اللهِ، أنسيتَ أمْ قَصُرتْ؟ فقال: لم أَنْسَ ولم تَقْصُرْ! قالوا: بلْ نَسيتَ يا رسولَ اللهِ، قال: صَدَق ذو اليَدينِ، فقام فَصلَّى ركعتينِ، ثمَّ سلَّمَ، ثمَّ كبَّر، فسجَدَ مِثلَ سجودِه أو أطولَ، ثم رفَعَ رأسَه وكبَّر، ثمَّ وضَعَ مِثلَ سُجودِه أو أطولَ، ثمَّ رفَعَ رأسَه وكبَّرَ )) [2942] رواه البخاري (6051)، ومسلم (573)

انظر أيضا: