روائع المقالات القديمة

عدد النتائج ( 20 ). زمن البحث بالثانية ( 0.03 )
1 - قلوب جديدة القوى، ويعود الأمر على أشُدِّه كأحصن ما كان. فإذا تداعى الدم، وزأر القلب، واهتزَّت الروح، وأصاخت النفس، وارتدَّت العواطف المنهزمة إلى مواقعها وحصونها من إنسانها، وجد الرجل كأنَّ قلبًا جديدًا قد انتفض في صدره، فنفض المصيبة وأعوانها نفضة الطلِّ عن غصن مورق. والشعوب كالرجال، وأمرها كأمرها، والشعب .
2 - وقاحة الأدب (أدباء الطابور الخامس) على الأُمَّهات، والزوجات، والعذارَى وحياً جديداً من الفن، الذي تضمن له فَنِّيَّتُه حرية التغلغل في حصون الأُمَّة المقاتلة عن الذراري والأبناء، وكيان الشعب المولود للمستقبل. ولا يبالي هؤلاء أن يكون في داخل هذه الحصون الشعبيَّة الهائلة معنًى جديدٌ، يخذل القوى العاملة على إنشاء الحياة الاجتماعية إنشاء يضمن .
3 - لا قوة إلا قوة الحق ولا مجد إلا مجد التضحية فسيحرق أعداء الحق فيبيدهم فلا يُبقي لهم أثرًا. لقد رأينا من هؤلاء الطلاب، الذين نخشى عليهم النسيم أن يؤذيهم، أسودًا يفتحون صدورهم للرصاص، ويصيحون بخصومهم: اقتلونا، فعلى أجسادنا سيبنى استقلال سوريا! أما بعد، فهذا يوم العمل .هذا يوم يقف فيه الشعبُ بحقه، وخصمه بباطله ليتنازعا، وقد تنازعا .
4 - يوم البعث بفضيلة المتعلم المتواضع، لا برذيلة المتعالم المتشامخ؛ فإن بلاء التعلم والدرس هو كبرياء الحمقى وغرور ذوي العناد والمكابرة. والأمر كله الآن بيد الشعب أفراداً أفراداً، فإن العادة المستقبحة في هذا الشرق أنه يَكِلُ كلَّ أمره إلى حكوماته التي أثبتت بوجودها إلى اليوم أنه لا وجود لها في حقيقة الحياة الشرقية .
5 - أصول سعادة الأمة والتفكير. ولا سبيل إلى أن يغبط الشعب بنهضته العلمية، حتى يتربى نشؤه على أن يطلبوا العلم بداعي اجتلاء الحقائق، والحرص على أسمى الفضائل. ومما يقعد بهم عن مرتبة النبوغ والابتكار في العلوم: أن يجعلوا لطلب العلم غاية مادية، حتى إذا أدركوها، انقطعوا. والتعليم الذي تؤمن عاقبته، وتزكو ثمرته: ما اهتدى .
6 - سنن الاجتماع في الحاكمين والمحكومين بالشعب أو الأمة من حيث يخدمونه و(كل ميسر لما خلق له) ومسيَّر إلى حيث يسوقه استعداده، فمن سابق ومتخلف، ومن محسن ومسيء، والكل جزاء، والجزاء إما مال يكفي أو يغني، وإما مال وجاه يعلي. جزاء الأعمال التي تطلبها طبيعة الاجتماع طبيعي مثلها، ولولا ذلك لما اندفع كل فريق إلى العمل الذي يزين له استعداده جزاءه .
7 - الصراع بين الإسلام وأعدائه الأديان الأخرى، وما تفرَّع عنها من مذاهب مادية، تغري بالمادة وتؤلِّهها، ومن مذاهب فكرية تغري الفكر المسلم بالمروق من الدين، وخلع رِبقته، ثم تشعبت هذه المذاهب الفكرية إلى شعبتين: واحدة تسعى سعيها، وتبذل وسائلها لفتنة المسلم عن دينه، وإدخاله في دين آخر، وهذه الشعبة تجعل هدفها أطفال المسلمين الأحداث .
8 - أثر الدعوة المحمدية في الحرية والمساواة (1/2) : {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم:30] فكل ما هو من أصل الفطرة فهو من شعب الإسلام ما لم يمنعه مانع. ويزيد إعرابًا عن كون الحرية من أصول الإسلام قوله تعالى في وصف محمد صلى الله عليه وسلم ووصف أتباعه: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ .
9 - دولة الكلام المبطلة الظالمة أن هذا جاء على خلاف الأصل ، فإن في هؤلاء السادة المخدومين والأفراد الحاكمين ضعفًا في الأخلاق ، وقبائح الأعمال ، فيتحرون كتمانها عن خدمهم وأتباعهم ، فلا يجدون وسيلةً لذلك إلا الكذب أو التلبيس والتمويه ، فيلجؤون إليه صاغرين . الحكومة المستبدة تعلم الشعب الضعيف الخاضع الكذب والرياء حتى يصير ملكةً له، يفسد .
10 - نحن المسلمين! كالشعوب، يؤلف بينهم الدم، ففي كل شعب صالح وطالح، ولكننا جمعية خيرية كبرى، أعضاؤها كل فاضل من كل أمة، تقي نقي.. تجمع بيننا التقوى إن مصل الدم، وتوحِّد بيننا العقيدة، إن اختلفت اللغات، وتُدنينا الكعبة إن تناءت بنا الديار.. أليس في توجُّهِنا كل يومٍ خمس مرات إلى هذه الكعبة، واجتماعنا كل عام مرة .
11 - السياسة الرشيدة في الإسلام أن لا غنى للدولة عن رجال يجمعون إلى العلم شجاعة، وإلى الشجاعة حكمة، حتى يمتطوا منصب الدعوة إلى الإصلاح بحق، ويكوِّنوا الصلة التي يظهر بها أولو الأمر وبقية الشعب في مظهر أمة تولِّي وجهها شطر غاية واحدة، ثم لا يغيب عن مثل ذلك الخليفة العادل أن الدولة لا تحرز مجداً خالداً، وسمعة فاخرة، إلا أن تعيش في ظلالها .
12 - شرعة الحرب في الإسلام بالجنوح له كلما جنح له العدو حتى لا يُسبق المسلمون إلى فضيلة. والإسلام يأمر بالوفاء لذاته، ويجعله من آيات الإيمان، وينهى عن الغدر، ويجعله شعبة من النفاق، يأمر بالوفاء حتى في الحرب التي هي مظنة الترخيص في الأخلاق، والتساهل في الفضائل، يقول تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ} [النحل .
13 - إلى علماء الأزهر إلى علماء الأزهر علي الطنطاوي (ت 1420هـ - 1999 م) نُشر عام 1366هـ الموافق 1947م ما عرفنا من عرفنا من علماء الأزهر إلا ملوكًا، لا أمر فوق أمرهم، ولا كلمة بعد كلمتهم، إذا قال واحدهم لبَّت الأمة، وإذا دعا هبَّ الشعب، وإذا أنكر على الحكومة منكراً أزالت الحكومة المنكر، وإذا أمرها بمعروف .
14 - الحضارة المتبرجة أن يستغل الحياة بين يديه، لا ليعيش ويعيش معه أهله وبنوه، وتلك الدولة الصغيرة التي تسمى البيت، بل هو يعمل ليجد أولاً تلك اللذة الحاكمة الممتعة التي يستمتع بها في ظل تلك الدولة العظيمة التي تسمَّى المرأة. وإذا بدأت الطبقة العاملة من الشعب تجد حوافز أعمالها في شيء بعينه، كانت كل أعماله من الأدنى إلى الأعلى .
15 - الفتح الإسلامي نشر الدين الإسلامي والسعي لإعلاء كلمة الله، وإذاعة هدي القرآن في الأرض كلها؛ فكانوا كلما وطئوا أرضاً عرضوا على حكومتها وشعبها الإسلام، فإن قبلوا به واتبعوه ونطقوا بكلمة الشهادة انصرفوا عنهم وعدُّوهم إخوانهم لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، لا فرق بين أمير المؤمنين وآخر مسلم في أقصى الأرض؛ كلهم سواء .